الفصل العاشر

35K 966 45
                                    

الفصــل العاشـر
فريســة للماضـي
ـــــــــــــــــــ

ولج ماجد غرفتـه وجدها بانتظاره كما أمرها ، سلط بصره عليها واثنی ثغره بابتسامة إعجاب ثم أقترب منها بخطوات محسوبة وهو يطالعها كليًا ، كانت هانا جالسة علي الفراش ومرتديه ثوب نوم عاري ومظهر لمفاتنها بطريقة مثيرة كما امرها ، وقف ماجد امامها ومد لها يده ، فنظرت لها ومدت يدها هي الأخري ليمسك بها بقــوة ويسحبها من علي الفراش لتقف أمامه ، وقفت هانا امامه بتعابير جافة وهي تنظر اليه ، سحبها ماجد بقوة نحوه لترتطم بصدره ، شهقت بخفة ونظر هو لها قائلاً :
- ايه !، انتي زعلانة ولا ايه يا حبيبتي ، هي أول مرة تلبسيلي كده ، ولا تبقي مستنياني.
ثم وجه بصره لشفتيها والتهمهما في قبلة عنيفة وهو يضع يديه علي جسدها ويمررهم عليه بطريقة توحي بتمنيه لها ، فلتت دمعة شاردة من عينها أشعرتها بمدی دونيتها ورخصها في عينيه ، ولم يتوانی ماجد في لمسها ليشعرها بمدي إمتلاكه لها، ثم ابعدها قليلاً عنه واستطرد وهو يصك اسنانه ببعضهما :
- عرفتي بقي انك ملكي ، ومش هتقدري تسيبيني ، ولو عملتيها يا هانا هيبقي آخر يوم في عمرك ، ومن هنا ورايح انتي لمزاجي وبس ، وجوازي منك هيبقي برضه بمزاجي ، فهمتيني يا حبيبتي ولا أعيد تاني .
تسارعت عبراتها في الهطول علي وجهها واومأت رأسها بطاعة ، فابتسم لها باعجاب ، ثم وجه بصره لجسدها مستكملاً بوقاحه :
- يلا دلوقتي علشان عاوزك..........
_____________________________

صف سيارته امام إحدی المستشفيات القريبة وترجل منها وعجل في خطواته تجاهها ، بادر مالك بحملها بين ذراعيه وهو يرتعد خوفًا عليها ويحدق فيها بقلقٍ مزعور من إصابتها بما لا يحمد عقباه ،هرول لداخل المستشفي حاملا إياها ويديه وملابسه ملطخة بدماءها ، نظر حوله وصرخ بهيستيرية :
- انتو يا بهايم يااللي هنا ، حد يلحقني بسرعة.
هرع بعض الممرضین تجاهه وهموا بأخذها منه ، وبادروا في وضعها علي السرير النقال ، تقدم طبيب المشفی ورآها هكذا فهتف متسائلاً :
- حصلها ايه ؟.
هدر مالك بعصبية :
۔ انت بتسألني ، وانت شغلتك ايه هنا .
زفر الطبيب بقوة وهتف في المسعفين بعملية :
- علي غرفة العمليات بسرعة ، وكلمولي دكتورة النسا والتوليد تيجي علي هناك ، يلا أتحركوا .
قاموا بدفع السرير النقال مهرولين بها لغرفة العمليات و خلفهم مالك وهو يرتاع من حالتها السيئة المتدهورة ، دلفوا بها للداخل واوصدوا الباب خلفهم ، وتوجس مالك من أنقلاب الأمر لذلك الوضع المريب ، وحدق امامه زائغا فيما فعله معها، فهو المذنب الأول لما حدث ، وجه بصره ليديه وهي تكسوها الدماء وجزع من الموقف برمته وبرر بأنه لم يلمسها قط وهذا ما زاد حيرته فيها ، تأني لحين خروج الطبيب لفهم ما تمر به ، وارتمي علي المقعد امام الغرفة منتظرًا خروج الطبيب وطمأنته عليها....
_____________________

وقف امام الشاطئ بعدما شعر بالوهن من كثرة البحث عنها ولم يجد لها أثرًا في أي مكانٍ يمكنها التوجه اليه ، نظر زين امامه علي مياة البحر الساكنة والظلام الدامس المعيق لرؤيه مداها وأحس بانقباض صدره كأنه يستشعر تألُمها ، تنفس بصعوبة ووجل من حدوث شيئًا سيئ لها ، نظر في ساعه يده فقد قاربت الساعة علي التاسعة وهو يبحث عنها ، أغمض عينيه محاولاً استيعاب الموقف ، ومتذكرًا رؤيته لها في الصباح وتوديعها له ، تلألأت الدموع في عينيه وحرك رأسه لينفض تلك الأفكار التي تخالجه في إصابتها بمكروه ما ، وقف حسام من خلفه محدقًا به وذلك الحزن الجلي علي هيئته ، وأدرك ضيقه وشعر بمدی حزنه علي ما حدث ، دنا منه قليلاً لمحاولة تهدئته والتخفيف عنه وحدثه بهدوء زائف :
- زين .......زين اللي بتعمله ده ما فيش منه فايدة ، أكيد هي كويسة ، ويمكن راحت مكان وكانت عايزه تقولك وانت مردتش عليها ، مش مخطوفة يعني علشان نكبر الموضوع واحنا لسه مش متأكدين من حاجة ، خصوصًا انها خارجة بمزاجها يعني.
حرك زين رأسه بعدم إقتناع ورد عليه بصوت متحشرج :
- فيه حاجه حصلت ، بس مش قادر اعرف ايه هي ، الصبح كانت معايا كويسة ، وهي كانت تعبانه ، ولازم يكون فيه حاجة كبيرة حصلت تخليها تسيب العوامة بالشكل ده رغم تعبها ، استأنف معنفًا نفسه :
- انا غبي ، ازاي متصلتش بيها ، كل يوم بكلمها وبتكلمني ، ازاي اخلي حاجة تشغلني عنها .
حسام بتفهم وهو يربت علي كتفه :
- يا زين احنا كان عندنا إجتماع مهم ، وانت سايب حارس قدام العوامة ، مش سايبها لوحدها يعني ، هي خرجت بس احنا منعرفش مكانها ، او يمكن حد كلمها قالها حاجة خلتها تخرج بالشكل ده .
زين بضيق وهو يهتاج من الداخل :
- الحارس الغبي ، ازاي يسيبها ويمنعهاش ، دا حتي هو كمان اتصل بيا ونسيت أشوف تليفوني بسبب الإجتماع .
قال حسام بنبرة ذات معني :
- طيب يا زين هنعمل ايه دلوقتي ، احنا لما روحنا القسم قالوا لازم يعدي اربعة وعشرين ساعة علي أختفاءها .
هدر زين بانزعاج جم :
- ايه القانون الغبي ده ، يعني نستني لما يكون عدي الوقت ويكبر الموضوع ، ولا يكون حصلها حاجة ومستنية تلاقيني جمبها ، انت متعرفش يا حسام انا كنت هتجنن قد ايه لما كانت مخطوفة قبل كده ، انا كنت هموت من الخوف عليها .
حسام بتأني وهو يهدأه :
-  طيب يا زين أهدي ، وان شاء الله خير ، انا حاسس بيك صدقني .
رد زين بحزن جلي ونبرة وشيكة علي البكاء :
- لا يا حسام ، محدش حاسس بيا ، انا ممكن يجرالي حاجه لو مشفتهاش قدامي وكويسه .
هتف حسام بتعقل :
- طيب تعالي ندور عليها في المستشفيات ، ونسأل ، يمكن يجيب نتيجه ..
اومأ زين رأسه بموافقه ، وقام حسام بإمساكه من ذراعه متوجهًا للسيارة واستطرد بجدية :
- خليني انا اسوق يا زين ....انت شكلك تعبان ......
____________________

((فَرِيسَة للمَاضِي)) ؛؛مكتملة؛؛ الجزء الثاني صغِيرة ولَكِن  Where stories live. Discover now