الفصل السابع

48 5 0
                                    

كنت واقفة مبهوتة مكاني و حولي الشرطة يفحصون المكان و خارج البيت سيارات الإسعاف و الشرطة بصوت الانذار الذي صار متناسقًا مع صوت ضربات قلبي. لا أدري كيف ستكون حياتي بعدهم و كيف ساستطيع أن أعيش من الأساس.

ليتني كنت مت مثل إمي من عدم قدرتي على تحمل المنظر و فقدانهم و لكنه جاء عليّ في شكل صدمة. شعرت أنني شللت عن التفكير. جلست في الأرض. و ما هي إلا لحظات حتى تذكرت كلمات والدي لنا في مرة. كان قبل أن يسافر يجمعنا و يخبرنا عن أمواله و أملاكه و كيفية التصرف فيها أذا حدث له شيء.

قبل أن يأتي أحد من أقاربنا جريت نحو غرفتي جلبت حقيبة سفر لي وضعت فيها ملابس لي و أخذت هاتفي المحمول و بطاقتي ثم جريت نحو غرفة أمي و أبي و مثل ما وصف والدي فتحت دولابهما حيث يوجد رف سري له طريقة فتح تختلف عن باقي الأرفف. أخذت حقيبة النقود و صندوق ذهب أمي و ذهبي و وضعتهم مع ملابسي.

و أنا أنزل على السلم لمحت عمي و عمتي و هم يتحدثون مع أحد أفراد الشرطة. لم أرد أن يراني أحد منهما فنزلت مسرعة و اختبأت في أحد الأركان أراقبهما و أراقب الطريق للباب. بعد أن انتهيا من الحديث معه يبدو أنهم شرعوا في البحث عني .

لن أجعلهم يعثرون عليّ فعندما صعدوا السلم متجهين نحو غرفتي ظانين أنهما سيجدونني هناك منفطرة في البكاء ذهبت ناحية الباب مسرعة مستغلة انشغال كل من في المكان بالبحث و الفحص.

خرجت من الباب مسرعة تاركة كل مشاعري و قلبي و ذكرياتي في بيتي آخذة معي ملابس و أموال ليس أكثر. تركت ماهيتي و أرواح أسرتي أو بالأحري تركت نفسي و روحي هناك. لم أعد سوى جسد يتحرك بدافع الغريزة و الرغبة في الحياة ليس أكثر.

لم تكن الشمس غربت بعد. ظللت أسير في الشوارع هائمة بلا وجهة و لا هدف. لا يوجد لي أحد أذهب له أو الجأ له. لم أوجه أي تركيز ناحية أسامي الشوارع و الطرقات التي سلكتها و أنا أجر حقيبتي خلفي.

قاطعني أسامة قائلاً
" أنا مش فاهم حاجة و الله هتجنن. "

" ليه ما انا بحكي لسة اهو."

" ايوة بس انتي لسة كنتي حاكية قصة تانية مختلفة تمامًا قبل دي. ازاي حكيتيها و مجرد ما غفلتي نسيتي و رجعتي تاني للبداية."

" قصة ايه انا مليش الا القصة دي."

فتدخلت منة " خلاص يا أسامة خليها تكمل اما نشوف بس هنوصل لايه."

أيًا كان عندما شعرت أن قواي خارت و بدأت الشمس في الغروب ركبت أحد سيارات الأجرة و طلبت منه أن يوصلني للإسكندرية و اتفقنا على المبلغ.

ظل يقود و يقود و كان الطريق مزدحم فأخذنا حوالي ثلاث ساعات في الطريق. جاء الليل بستاره الأسود لكي يسدله على السماء تاركًا النجوم بضوئها لمن يتأمل في الطبيعة لكي يعطي له الأمل حتى و إن كان في العتمة الشديدة.

الصعود للقاعحيث تعيش القصص. اكتشف الآن