الحلقة التاسعة والعشرون

8.3K 179 3
                                    

الحلقة التاسعة والعشرون

نظرت له (وعد) وهى لا تفهم فنظر لها (بكر) نظرة لم تعرف معناها ثم اغمض عيناه وتحدث بهدوء
-تقدرى دلوقتى تدخلى اوضتك
عقدت حاجبيها وهى تتمتم بخفوت وسخرية
-العفو
ثم ذهبت تجاه منزلها وهى تتمتم ببعض الكلمات بإنها لا تفهم ذلك الأنسان مطلقا بينما ظل هو ينظر تجاهها حتى اطمئن انها دخلت منزلها ثم اتجه هو نحو القصر ليفكر فى خطوته التالية وكيفية معرفة باقى الحقيقة فإن كانت والداته حقا مذنبة وخائنة فزوجة ابيه اذا قاتلة ويجب ان يعرف ما حدث فيما مضى ليستريح قلبه من كل شئ ٠٠
******************
كان (فارس) فى منزله متكأ ع الآريكة وهو يشعر بالضيق من نفسه وحياته تنهد قليلا ثم وقف وقرر إن يغتسل ويتوضئ ليصلى العشاء ويبدء حياة جديدة دون النظر إلى ماضيه وسيدعو ربه بإن ييسر له اموره وإن يجمع بينه وبين حبيبته لو كان خيرا لهما ٠٠
****************
فى صباح اليوم التالى اتصل (بكر) بموظف خاص لديه
-ايوة يا (تامر)
اجاب (تامر) بهدوء
-خير يا باشا
ابتلع (بكر) ريقه ثم تحدث
-عاوزك تنزل بكرة إن شاء الله اسكندرية وتدورلى ع حد
-مين ؟!
تحدث (بكر) بهدوء عكس ما فى داخله
-واحدة كان اسمها (فاطمة سيد النجار) عاوزك تعرف اذا كان ليها ابن خالة اسمه (حسين) او لأ واذا كان لسه عايش ولا توفى
-اوامرك يا باشا ٠٠
اغلق (بكر) الهاتف ثم تنهد براحة ٠٠
*****************
مر اسبوعان لم يحدث بهما اى جديد فقد كانت (وعد) تتجنب الحديث مع (بكر) ظنا منها إن ذلك الأمر سيجعل قلبها اقل تعلقا به ٠٠
بينما اتفق كلا من (بكر) و (فارس) مع (طارق) ان تتم خطبتها بعد اسبوعان ولم تذهب (سهام) إلى الجامعة فى بداية الفصل الثانى حتى تستعد لحفلة خطبتها
٠٠
لم يحاول (فارس) ان يقحم نفسه فى حياة (سارة) اكثر من ذلك وقد بدء فى التغير للأفضل عازما ان لا يعود لما كان عليه سواء اختارت (سارة) البقاء معه ام لا ولكنه كان يعرف اخبار (سارة) دوما من خلال مراقبته لها
مازال (تامر) يبحث عن ذلك ال (حسين) ويخبر (بكر) بإى جديد يتوصل إليه ٠٠
فى السابعة صباحا كانت (وعد) فى منزلها داخل القصر تستعد لأخذ اغراضها فلم تسافر إلى والداتها منذ اسبوعان وقررت السفر اليوم فكانت تعد اشيائها للعودة ٠٠
فى ذلك الوقت كان (بكر) فى غرفته نائم ع فراشه ينظر إلى سقف غرفته حتى سمع صوت هاتفه فمسك هاتفه وجد ان المتصل لم يكن سوا (فارس) فإجاب مسرعا
-ايوة يا (فارس)
تحدث (فارس) بنبرة ترجى
-بقولك ايه يا (بكر) فى ملف لونه اخضر فى ادتى انا نسيته اخر مرة كنت فيها هنا ومحتاجه ضرورى وعاوزك تجيلى بإسرع سرعة دلوقتى عشان لازم اراجعه قبل الأجتماع
شعر (بكر) بقليل من الضجر قائلا
-دلوقتى ؟!
تحدث (فارس) بنفس النبرة المترجية
-عندى اجتماع مهم بليل ومحتاج الملف ده ٠٠ ده يدوب الطريق هياخد وقت كبير
تنهد (بكر) بإسى قائلا
-ماشى
اغلق (بكر) هاتفه ثم اتجه نحو غرفة (فارس) بحث عن ذاك الملف الأخضر حتى وجده ع الأريكة اخذه ثم اتجه مسرعا إلى الأسفل وجد (وعد) تخرج من منزلها مع خالها عقد حاجبيه وهو يقترب منها ثم تحدث
-رايحة فين ؟
ابتلعت (وعد) ريقها
-نازلة القاهرة
نظر لها بلوم
-من نفسك كده يا (وعد)
تنهدت بحرقة ثم قالت
-افتكر حضرتك قولتلى انى حرة فى اجازتى مادام مش باجى شغلى غير فى ميعاده
نظر لها مليا ولم يتحدث حتى وجد خالها قد اتى فتحدث بهدوء
-تسمحلى يا عمى انى اوصلك انت و (وعد) انا كده كده نازل القاهرة اصلا هودى ورق ل (فارس)
-بس مش هنتعبك يا بنى
هز رآسه نافيا وهو يقول
-ابدااا ٠٠ كده كده نازل مفيش تعب
ابتسم (صلاح) قليلا قائلا
-ماشى يابنى
صعد (صلاح) بجوار (بكر) وركبت (وعد) فى الخلف ليقوم (بكر) بالقيادة ويبدء السفر
*****************
فى ظهيرة اليوم سمعت (روحية) صوت هاتفها النقال امسكت الهاتف وجدت رقم احدهم اخذت تنفخ بضيق واجابت
-رايد ايه تانى ما فلوسك بتچيك اول كل شهر
جائها صوت احدهم بنبرة غير راضية
-تؤ تؤ بلاش الطريقة دى يا (روحية)
تنهدت بضيق
-جولى ع اللى رايده وخلصنى
تحدث ذلك الرجل بضيق
-ابن جوزك بيحوم عليا ليه وعاوز منى ايه ؟
قالت (روحية) مندهشة
-(بكر) ؟
تحدث بصرامة
-ايوة هو باعت واحد يسأل عليا فى كل حتة يا ترى قولتيله ايه ؟ مانتى مش هتخلصى منى بسهولة فاهمة
تحدثت (روحية) بضجر
-يعنى هجوله ايه انا معرفش حاچة عن الموضوع ده واصل واصلا (بكر) هيعرفك من وين ؟
تحدثت بنبرة حدة
-مش يمكن تكونى قليتى عقلك وقولتيله ٠٠
تحدثت (روحية) نافية
-هچيب لنفسى بلوة يعنى ؟!! هجوله اييه ؟ ولو جلت مش هيصدجنى ما اصله
تحدث بضجر
-امال اييه عاوز منى ايه ؟
قالت بنبرة صادقة
-مانيش خابرة
تحدث بتهديد
-طب حاولى تعرفى وإلا عليا وع اعدائى يا (روحية)
تحدثت (روحية) بإسى
-مانت خابر انى مليش تعامل معاه واصل كيف يعنى هيجولى ٠٠ ابعدنى عن المواويل دى وبعدين مش كل همك الفلوس انا بشيعها ليك اعمل ايييه تانى
تحدث بضيق قائلا
-ماشى هنشوف هنشوف
****************
ما إن وصلا فى وقت العصر إلى القاهرة حتى اوصلهم إلى منزلهم ليتجه هو إلى الشركة فقال (صلاح)  شاكرا إياه
-شكرا يا بنى
ابتسم (بكر) قليلا
-ع ايه بس انا معملتش حاجة
نزل كلا من (صلاح) و (وعد) وراقبهم (بكر) بعينه حتى يرى (وعد) وهى تدخل البناية ولكنه وجدها تتحدث مع (صلاح)
كانت (وعد) تقول
-انا مش هطلع يا خالى هروح ادور ع هدية لخطوبة (سهام) عشان عزمتنى بنفسها
-طب ريحى من السفر يا بنتى
هزت رأسها نافية وهى تقول
-ازاى يعنى يا صلوحة بس انا لو طلعت فوق هكسل انزل ولما ارجع قنا مش هعرف اجيب اى هدايا انت ناسى حظر التجول اللى (بكر) عامله
رد متفهما
-ماشى يا بنتى
صعد (صلاح) إلى البناية بينما توجهت (بكر) لتوقف اى سيارة اجرة هنا نزل (بكر) من سيارته واقترب منها وهو يقول
-واقفة كده ليه ؟
انتفضت (وعد) عند سماعها صوته ثم نظرت له
-ايه ده انت ؟ مش مشيت ؟!
ابتسم قليلا وهو يقول
-قلت اطمن عليكى الأول
ابتلعت ريقها ثم تحدثت موضحة
-اهااا ٠٠ بس اصل يعنى عاوزة اجيب شوية حاجات كده فهاخد تاكسى واروح
شعر  بالضيق قائلا
-لا
ثم اضاق متعلثما
- ا٠٠ اقصد بصى انا هوصلك يعنى مانا كده كده هقعد هنا اكييد مش هرجع فى نفس اليوم يعنى
قالت محاولة التهرب
-اهااا بس يعنى ٠٠
حاول (بكر) اقناعها قائلا
-مانتى كده كده هتاخدى تاكسى اعتبرينى السواق بس هنروح الاول المصنع هدى (فارس) ملف مهم
عوجت فمها ثم قالت
-طب ثوانى هروح بس المحل اللى هناك ده اجيب قهوة وجاية
هز رأسه متفهما وقال وهو يسير تجاه السيارة حتى لا يضيع مزيد من الوقت
-ماشى بسرعة عقبال ما اجهز العربية
-اوك
وماهى إلا بضع دقائق حتى خرجت (وعد) بكوب من القهوة واستقلت سيارة (بكر) وبدء (بكر) فى القيادة وهى تشرب قهوتها كانت هادئة بعض الشئ قررت إن تفتح المذياع فإستمعت إلى اغنية قديمة لشادية (إن راح منك يا عين ) فقالت
-وااااو بحب الأغنية دى
لم يهتم (بكر) إلى حديثها وكان يقود باليد اليمنى ويسند يده اليسرى ع نافذة السيارة وجدت (وعد) مجلة ع تابلوه السيارة فإخذتها وظلت تقلب بها حتى رأت ممثلة ترتدى فستان فإطلقت صافرة وارخت ذراع يدها التى تحمل بها مج القهوة مال المج قليلا وهى سارحة فى هذا الفستان حتى انسكبت القهوة ع بنطال (بكر) اوقف (بكر) السيارة بعصبية وهو يقول
-انتى مجنونة يا بت انتى ؟
افاقت (وعد) ع صوته فنظرت له وإلى بنطاله المبتل اثر القهوة وشعرت انه سيقضى عليها حتما
-انا ٠٠ انا اسفة وبعدين القهوة باردة مش سخنة
تحدث (بكر) بضجر
-انا ع انها باردة ولا سخنة انا رايح المصنع دلوقتى اروح ازاى والبنطلون مبلول كده
وضعت مج القهوة ع التابلوه ثم اخذت حقيبتها واخرجت منها مناديل مبللة وهى تقول محاولة منها إخماد غضبه
-خد ده وايبس امسح بيه
رفع (بكر) حاجبه وتحدث بضيق
-وايبس !! انتى مش واخدة بالك ان البنطلون اتبل خالص همشى ازاى انا ده غير رجلى اللى بقت ملزقة اروح المصنع وانا ريحتى قهوة
تحدثت (وعد) بنفاذ صبر
-الوايبس هيخلى الريحة تروح وبعدين رجلك الملزقة دى نعملها ايه هتستحمى عشان ادلق عليك شوية قهوة !!
اغمض (بكر) عيناه وضم قبضة يده محاولا تهدئة نفسه ثم فتح عيناه وظل ينظر امامه حتى وجد محل لشراء الملابس الرجالى نظر لها مليا
-هاتى الوايبس دى
اعطته (وعد) المناديل المبللة ففتح هو باب السيارة وترجل منها فقالت (وعد) مستفهمة
-انت رايح فين ؟!
احتدت نظراته لها ثم اعطاها ظهره واتجه نحو المحل فعوجت هى فمها ثم قالت
-نضيف نضااااافة تنقط
ظلت تنظر هى فى المجلة حتى وجدته ات من المحل وكان قد ابتاع بنطال جديد ركب السيارة بجانبها فنظرت له بتذمر
-ارتحت كده ؟
رمقها بنظرة حادة
-انتى ليكى عين ؟
ثم اعطاها باقى مناديلها المبللة وهو يقول
-خدى
عوجت فمها ثم قالت بتهكم
-اهى نفعتك اهى مالها بقى
نظر لها شذرا وهو يقول
-دى عفانة دى انا لولا انى مش هلحق اخد شاور كنت رحت البيت وخدته بس (فارس) محتاج الورق ضرورى
شعرت (وعد) بغضب شديد
-هو انا دلقت عليك ظفارة سمك
قال لكى لا يسمع صوتها مرة اخرى
-هششششششش
عوجت فمها ونظرت للأتجاه الاخر من النافذة حتى وصلا إلى مقر المصنع فإخذ الملفات من المقعد الخلفى ثم ترجل  متجها نحو الشركة وظلت هى تتابعه بعينها حتى لاحظت (وعد) ورقة تتدلى من بنطاله دلالالة ع انه حديث الشراء فإبتسمت قليلا ثم خرجت من السيارة وذهبت خلفه وهى تقول بمشاكسة
-سير ديتول
التف لها (بكر) غاضبا
-قولتلك كذا مرة متقوليش الاسم ده
شعرت بالحزن من تلك اللهجة ثم قالت موضحة
-مش قصدى بس اصل التيكت بتاع البنطلون انت مش قطعته
رفع (بكر) احدى حاجبيه ثم نزع تلك الورقة من بنطاله ثم بحث ع اقرب سلة مهملات ليضعها به فعوجت (وعد) فمها حتى ذهب والقاها بالسلة وحضر مرة اخرى فهزت رأسها يمينا ويسارا بإسى وذهبت لتستقل السيارة مرة اخرى وهى صامتة بينما اتجه نحو داخل البناية ٠٠
****************
بعد إن انتهت (سارة) من عملها شعرت بالضيق وهى فى المنزل تجهز الطعام للغداء فقامت بالأتصال ب (وعد) التى كانت تجلس فى سيارة (بكر) فإجابت عليها مسرعا وهى سعيدة
-ايوة اسارتى
-عاملة ايه يا (وعد) ؟
شعرت (وعد) بإن صوتها حزين
-مال صوتك يا بت
تحدثت (سارة) بضيق
-مخنووووقة اوووى وزهقانة من قعدة البيت تحدثت مستفهمة
-ليه كده
قالت (سارة) بإسى
-مش عارفة
عرضت عليها (وعد) ان تخرج معها قائلة
-بقولك ايه ما تيجى معايا رايحة اجيب هدية لاخت (بكر) بمناسبة خطوبتها و (بكر) معايا دلوقتى وبصراحة مش حابة امشى انا وهو لوحدنا تعالى معايا
تحدثت (سارة) مستفهمة
-وانتى قايلة ليه ان الهدية لاخته
هزت (وعد) رأسها نافية وهى تقول
-لا طبعا ميعرفش
-طب انتى فين وانا اجيلكوا  الواد الحيلوة ده ابو عيون خضرا وحشنى
عوجت (وعد) فمها قائلة بغضب
-لمى نفسك يا بت
ابتسمت (سارة) بخبث قائلة
-ده احنا بقينا نغير اهو مش عارفة ليه المنيل اخوه مخدش خضار عينه
عضت (وعد) شفتاها بغيظ ثم قالت لأثارة غيرتها
-ابو عيون عسلى شبه العسلية ده
عوجت (سارة) فمها قائلة
-عاوزة ايه يا (وعد) يعنى ؟
قالت (وعد) وهى تضحك
-تعالى بدل ما احنا بنتغزل فى ولاد (عاصم) كده احنا عند المصنع بتاع (فارس) اكيد عارفاه
-طب كويس نص ساعة وابقى عندك إن شاء الله
-فى انتظارك
********************
كان (بكر) يستعد للخروج من المصنع ولكن اوقفه (تامر) وهو يقول
-(بكر) بيه
نظر له (بكر) وهو يقول
-(تامر) !!! خييير موصلتش لجديد لسه
هز (تامر) رأسه نافيا وهو يقول
-مفيش جديد كل ما اوصل لنقطة قريبة منه الاقيه يبعد كأن حد بيقوله انى بسأل عليه مقدرتش اعرف غير انه ابن خالة (فاطمة) فعلا
تنهد (بكر) بإسى وفكر قليلا ثم قال
-طب يا (تامر) عاوزك تجبلى كل حاجة عن موت (فاطمة سيد النجار)
-اوامرك يا باشا
******************
خرج (بكر) من المصنع ووجد (وعد) تنتظره بداخل السيارة حتى اقترب منها وفتح باب سيارته واستقلها فنظرت له (وعد) وهى تقول
-معلش ممكن تستنى شوية (سارة) وجاية
هز رأسه بالإيجاب وظلا صامتا ينظر من نافذة السيارة ظلت (وعد) تراقبه بصمت حتى مرت نصف ساعة وكانت (سارة) تقف امام الشركة فنزلت (وعد) من السيارة واقتربت منها واحتضنا بعضهم البعض ثم ذهبوا تجاه السيارة كان (بكر) يتابعهم بعينه وهو يبتسم ابتسامة خافتة وما إن استقلوا السيارة وبدء (بكر) فى القيادة فنظرت (سارة) التى تجلس فى المقعد الخلفى إلى (وعد) التى تجلس فى المقعد الأمامى بجانب (بكر) وهى تتحدث مستفهمة
-ناوية تشترى ايه بقى ؟
فكرت (وعد) قليلا ثم قالت
-ايه رأيك فى سلسلة فضة ؟
قالت (سارة) بلهجة راضية
-جميل جميل اصلا انا بحب الفضة اوووووى
تحدثت (وعد) بمشاكسة
-وانا مالى بيكى انا جيباها ليها هى مش ليكى يا حشرية
عوجت (سارة) فمها بتذمر
-ماشى ماشى يعنى خلاص راحت عليا ماهو صحيح لاجل الورد ينسقى العليق
وكانت تنظر إلى (بكر) بخبث فى جملتها الأخيرة فنظرت لها (وعد) بخبث
-بكرة نشوفك وانتى بتسقى العليق انتى كمان
ابتسمت (سارة) قائلة
-ماشى ماشى
وبعد قليل وقف (بكر) فى محل لبيع الفضة ذهبت (وعد) و (سارة) تردد (بكر) فى الذهاب خلفهم ولكنه وجد ان يذهب خلفهم حتى لا يضايقهم شخص ما ٠٠
فى الداخل وجد (وعد) سلسال من الفضة كثيرة متعددة الأشكال وجدت احدهم بها قلب رقيق ابتسمت حين رأتها وقررت انتقائها وما إن اخذتها حتى وجدت (بكر) يدفع لها الحساب رفعت حاجبها ثم اتجهت نحوه وهى تقول
-(بكر) ممكن ثوانى
نظر لها قائلا
-افندم
تحدثت وهى تشر بعينها بعيدا عن البائع
-ثانية واحدة ع جنب
هز (بكر) رأسه بالإيجاب وذهبا سويا بعيدا عن البائع وقالت
-كنت هتعمل ايه ؟!
تحدث بهدوء
-مفيهاش حاجة يا (وعد) ٠٠
تنهدت قليلا ثم قالت
-اولا دى مش ليا ثانيا دى هدية بجد هدية مينفعش انت تدفع اصلا
هز رأسه متفهما ثم قال
-ماشى زى ما تحبى بس انا شايف انها مفيهاش حاجة
تحدثت (وعد) بجدية
-لا فيها وفيها كتير يا (بكر) كفاية اووى اللى بتعمله معايا
تحدث بنفس هدوئه
-بعمل ايه ؟! تعرفى بعد ما روحتى تجيبى القهوة لنفسك ائنبت نفسى اوووى انى مروحتش جبتهالك بس كنت مستعجل عاوز ادور العربية واستعد عشان (فارس) واجع دماغى بالملف
ابتسمت قليلا وهى تقول
-طب هجبها وهروح بقى
ابتسم لها قائلا
-وانا هروحك
نظرت له نظرة لم يعرف ان يحدد معناها ثم تركته وبعد ما إن انتهت استقلوا السيارة وما إن اوصلها حتى ترجلت (سارة) من السيارة وهى تستمع لجملة (وعد) وهى تبتسم
-ع فكرة ماما لو عرفت انك تحت ومطلعتش تتغدا هتزعل
حاول (بكر) إن يعتذر بلباقة
-معلش يا (وعد) اعذرينى انا تعبان ومش قادر ومش مركز فعاوز اروح عشان ارتاح
ابتسمت (وعد) بخبث قائلة
-عشان تاخد شاور من القهوة مش كده
نظر لها وهو يرفع حاجبه فنظرت له (وعد) متابعة حديثها
-انا اصلا مستغربة انك مستحمل لحد دلوقتى انا قلت هتقولى مش جاى معايا وتروح تاخد شاور
ابتلع ريقه وهو يشعر بالإحراج فقالت له وهى مبتسمة
-ميرسى بجد
فإبتسم لها ابتسامة هادئة
ثم ترجلت من السيارة وذهبت نحو (سارة) التى كانت تنتظرها امام البناية وما إن اقتربت (وعد) حتى قالت (سارة) بخبث
-ماما برده اللى هتزعل ولا بنت ماما
قالت (وعد) بخجل
-بس يا بت انتى
فضحكت (سارة) ثم دخلوا إلى الداخل وبعد إن اطمئن (بكر) عليهم قرر الذهاب إلى منزله بالقاهرة ٠٠
*****************
فى المساء بعد ان اخذ (بكر) حماما هادئا استراح ع الأريكة قليلا بعد إن ادى فريضته ٠٠
بعد إن انتهى (فارس) من اجتماعه ذهب إلى منزل (بكر) بعد إن اتصل به (بكر) واخبره ان لن يأتى إلى منزله مرة اخرى فقد اتعب اعصابه فقرر (فارس) إن يرى منزل ذلك السيد النظيف دائما المريح للأعصاب كما اخبره (بكر) كما انه قد  احضر العشاء لكلايهما ليتناولوا العشاء سويا قام (فارس) برن جرس الباب حتى اعتدل (بكر) من اريكته وذهب لفتح الباب دخل (فارس) ومعه حقيبة بها طعام وظل ينظر إلى ارجاء المنزل فقد كانت الحوائط تختلط بين اللونين الأبيض والفيروزى كان المنزل نظيفا تماما مرتب يوجد المطبخ ع يسار باب الشقة (مطبخ امريكى)  ونظر إلى الأثاث الملائم للون الحائط وفى الجوار مكتبه بها بعض الكتب عقد (فارس) حاجبيه
-مش بطال
فنظر له (بكر) بخبث
-يا راجل !!
وجد امامه مدفأة ع الطراز القديم وقد كان مشتعل بها النيران فنظر له
-تصدق احلى حاجة الدفاية دى محساسنى بقى بجو الخمسينات كده
هز (بكر) رأسه بإسى ثم تحدث قائلا
-جبت اكل ايه انا ميت من الجوع وتقريبا مكلتش من الصبح
-جبت بيتزا بالجمبرى وبيبسى
-ماشى  هجهز الحاجة
-تمام
وما إن اعد الطعام ع منضدة بالجوار حتى نظر ل (فارس) بخبث وهو يقول
-مش انا شفت (سارة)
انتبه (فارس) جيدا وهو يقول
-(سارة) !!! شفتها فين ؟
تحدث (بكر) موضحا
-ماهو (وعد) طلبت منى اجازة النهاردة وكده كده بكرة الجمعة اجازة ونزلت القاهرة فوصلتها هى وخالها لما طلبت منى هى حبت تشترى حاجات وعرضت ان اوصلها بس يظهر انها اتكسفت تبقى معايا لوحدنا فإتصلت ب (سارة) عشان تبقى معانا
ابتلع (فارس) ريقه ثم قال
-هى كويسة يا (بكر) ؟ اخبارها ايه ؟
-ع حد علمى ف (هيثم) لسه بيراقبها مش كده ولا ايه يعنى اخبارها عندك
تلعثم (فارس) قائلا
-اه ٠٠ اه بس مفيش مانع برده من انك تطمنى
ابتسم (بكر) قائلا
-اطمن هى كويسة الحمد لله
-الحمد لله
ظلوا يتناولون الطعام فنظر (فارس) إلى (بكر)
-وانت ايه اخبارك مع دكتور (ياسين) ؟
تحدث (بكر) بهدوء
-الحمد لله
-منتظم ع العلاج وكده ؟!
شعر (بكر) بالحزن قليلا وهو يقول
-ايوة بس ٠٠ انا اتكلمت مع جدى و ٠٠
نظر له (فارس) بإهتمام ليشجعه ع الحديث فتحدث (بكر) مستفهما
-(فارس) انت كنت تعرف ؟!
ارتبك (فارس) قليلا وترك الطعام وهو يقول
-كنت اعرف ايه ؟
نظر له (بكر) بشك وقد فهم من ارتباكه انه يخفى امر مل
-يعنى مش قادر اتخيل ان امك تبقى عارفة حاجة زى دى ومتقولكش عشان يزيد كرهك فيا
ابتلع (فارس) ريقه ثم قال
-ما تتكلم كده بوضوح
ظل (بكر) يرمقه بريبة ثم قال
-شكلك عارف فخلينا صرحة مع بعض كده
تنهد (فارس) قائلا
-هو جدى قالك ايه بالظبط ؟
تحدث (بكر) بوضوح
-ع موضوع انه سمع امى بتكلم ابن خالتها فى التليفون
هز (فارس) رأسه متفهما وهو يقول
-اهاااا ٠٠ طيب خلاص انسى بقى مش هيفيد بحاجة
تحدث (بكر) بغضب
-ودى حاجة سهلة انى اعرفها يعنى ؟!
هز (فارس) رأسه نافيا
-طبعا لأ بس يعنى هتعمل ايه يا (بكر) ؟!
نظر له (بكر) نظرة ذات معنى وهو يقول
-ولما انت كنت عارف محاولتش تقولى ليه عشان تضايقنى ازاى ٠٠
قاطعه (فارس) بحدة
-كله الا ده ٠٠ منكرش انى ضعفت وكنت هقولك عشان اشوفك مضايق بس جدى منعنى وكان محرج عليا وع امى اننا نتكلم بخصوص الموضوع ده وبعدين ده مش ذنبك عشان اعيرك بيه
تحدث (بكر) ببرود
-طب مانت كنت بتقول انها خدامة
هز (فارس) رأسه نافيا
-دى مش زى دى يا (بكر)
شعر (بكر) بمزيج من الحزن والضيق
-وكلكوا عارفين وانا بقى الاهبل اللى بتدروا عليه
ابتلع (فارس) ريقه ثم قال
-خلاص يا (بكر) انسى الموضوع اتقفل وهى الله يرحمها برحمته
تحدث (بكر) بثقة
-الموضوع ابتدى يا (فارس) مش انتهى
نظر له (فارس) بعدم فهم
-يعنى ايه ؟!
-يعنى انا كلفت واحد انه يعرفلى ماتت ازاى وكل حاجة عن موتها
ترك (فارس) الطعام وظل محدقا ب (بكر) وتحدث بلهجة آمرة
-الغى اللى انت بتقوله ده حالا
شك (بكر) لوهلة لمعرفة (فارس) بإن (روحية) متورطة فى مقتل والداته فقال بعدم فهم
-مش فاهم انت مالك ؟
تحدث (فارس) بنبرة غريبة
-امك ماتت بسبب ماس كهربائى ولع فى الشقة خلاص خلاص يا (بكر) مش هنعيده بقى اللى فات مات
نظر له (بكر) بشك
-انت محموق كده ليه ؟ انت مخبى ايه ؟
وقف (فارس) واعطاه ظهره وهو يقول بنفس اللهجة الآمرة
-اتصل بلغ الشخص ده انه يوقف بحث عن المعلومات دى
ابتلع (بكر) ريقه وقال مستفهما
-عشان مامتك مثلا ؟
التف (فارس) له عاقدا حاجبيه بعدم فهم
-ماما !! ايه دخلها ؟!
ابتلع (بكر) ريقه وشعر بالتوتر وحاول تغير الموضوع وتحدث بإصرار
-مش هبطل ادور ع الحقيقة الا لما تقولى سبب مقنع
حاول (فارس) منعه قائلا
-يا (بكر) ٠٠
قاطعه (بكر) بلهجة صارمة
-قلت قوووول يا (فارس)
اغمض (فارس) عيناه بإسى وهو يقول
-عشان امك كانت حامل قبل ما تموت ٠٠

#للحب_وجه_آخر

#علا_السعدني

للحب وجه آخرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن