الحلقة الخامسة والعشرون

8.2K 173 1
                                    

الحلقة الخامسة والعشرون

قاال (فارس) دون ان يتسرع ويتفوه بإى شئ
-قلتى ايه معلش مكنتش مركز
ارتبكت (سارة)  وقالت
-تسمح لرجالتك انى اقابل (نادر) عشان اشوف هو ناوى ع ايه ؟
قال بصوت مرتفع وغاضب
-انتى بتعيديها تانى يا حيلتها يعنى قلت البعيدة هتحس ع دم اللى خلفوها ومتعيدهاش وتراجع نفسها بس انتى خلاص مفيش تميييز ولا مخ
تحدثت (سارة) بغضب
-انت ازاى تكلمنى كده وتطول لسانك ده
تحدث (فارس)بسخرية ممزوجة بإلم
-لا اسف يا برنسيسة اسف حقيقى ماهو انتوا صنف ميملاش عينكوا غير اللى يديكوا فوق دماغكوا ماشى يا (سارة) قابليه بس متعيطيش بعد كده وهبعد رجالتى خاالص عنك  فاهمة وارجعيله براحتك وعيشى حياتك
ثم اغلق الهاتف والقاه ع الفراش وظل يضرب بيده بقوة ع الحائط وهو يتمتم
-مفيش واحدة تستاهل حبى مفيييييش واضح ان العيب فيا انا ٠٠
ثم قال بصوت مرتفع قليلا
-اكييييد العيب فيا انا انااا هوريكى يا (سارة) ده انا كنت مخلص ليكى من ساعة ما حبيتك حتى وانتى مش راضية بيا بس لاااا مش هخلصلك تانى انتى متستاهليش متستاهليش الحب اللى فى قلبى
ثم امسك بفاظا بجانبه والقاها ع الأرضية وتهشمت ثم جلس  ع الأرض مستند ع الحائط بظهره وهو يبكى ٠٠
***************
فى المساء كانت (وعد) تجلس فى غرفتها وجدت اتصال من والداتها
-ايوة يا ماما عاملة ايه وايه اخبارك ؟ وحشنى جدا كلكوا ٠٠٠ ايه بجد  كمان 4 ايام بتهزروا صح والمجنونة دى هتلحق تجيب فستان وليه بعد الامتحانات ع طول كده ٠٠ عموما ربنا يتمملهم بخير انا مبسوطة اووووى ليهم ٠٠ خلاص هستأذن من مديرى هنا واجيلكوا بعد بكرة إن شاء الله ٠٠ فى رعاية الله يا حبيبتى
***************
بينما كانت (فتنة) كانت تجلس مع (هنا) نظرت لها بحنق ممزوح بضيق
-جربنا ع شهر يا هبابة اتى ومشوفتش حتى وش سى (فارس)
قالت (هنا) محاولة إن تهدئ من ضيقها
-اصطبرى يا ست (فتنة) الامور دى متتاخدش اكده متستعچليش يا ستى
تنهدت (فتنة) بإسى قائلة
-اما نشوف اخرتها وياكى
**************
فى ظهيرة اليوم التالى دخلت (سهام) إلى قصر (آل صفوان) وهى تشعر بالضيق كان (فارس) يجلس فى الحديقة هو ايضا يشعر بالضيق حينما رأته (سهام) اقتربت منه وهى تقول
-(فارس) وحشتنى اوووووى
وقف (فارس) حينما سمع صوتها وابتسم ثم احتضنها وهو يقول
-مقولتيش ليه انك جاية النهاردة معلش انشغلت عنك شوية يا سوسو بس ٠٠
قاطعته (سهام)
-انا بعرف اجى لوحدى متقلقش انا هروح اسلم ع ماما وجدى وحشونى اوووى وانام وبليل نتكلم بقى يا واد يا واد انت يا وحشنى
ابتسم قائلا
-ماشى
ذهبت (سهام) لتلتقى بوالداتها وجدها الذين شعرو بالسعادة حين وجدوها قد عادت ٠٠
دخل (بكر) من البوابة حيث كان عائدا من الأرض فوجد (فارس) وكان يبدو انه سارحا فى شئ ما فجلس (بكر) بجانبه ليحدثه قائلا
-مالك يا واد ؟ لسه موضوع البنت إياها برده ؟
نظر له (فارس) وهو يشعر بالضيق
-بجحة بجحة يا (بكر) ٠٠ طب اشمعنى هو تديله فرصة وهو اوطى منى هو باعها انا اشتريتها بقى هو اللى يستاهل فرصة وانا مستاهلش
نظر له بعد فهم ثم قال
-اهدى كده وفهمنى
تحدث (فارس) بضيق
-تصدق عاوزة ترجع لخطيبها اللى باعها ليا !!! هى لييه بتحب اللى بيديها فوق دماغها ها ليه ولا انا مش مالى عينها ولا ايه بالظبط ولا فيا ايه غلط
نظر له (بكر) وهو يقول بإسى
-هتعرف قيمتك
تحدث (فارس) غاضبا
-انا هخونها كل يوم مع واحدة شكل هخليها تتحصر عليا و ٠٠
ابتسم (بكر) قليلا ثم قال بجدية
-حيلك حيلك بس انا مش فاهم انت مش شايف ان سكتك دى كلها حرام فى حرام
نظر (فارس) إلى اسفل فتابع (بكر)
-اتغير عشان ربك وبعدين نفسك وبعدين ربنا هيراضيك انت لازم تعرف لو بطلت فانت هتبطلها عشان حرام مش عشان السنيورة وكمان فى سبب تانى هى لو شافتك كل يوم مع واحدة انت بتثبت ليها ان تفكيرها كان صح وانها كده نفدت بجلدها لما رفضتك انت لازم تخليها تندم انها ضيعتك
هز (فارس) رأسه موافقا ع حديث (بكر) قائلا
-انت معاك حق ٠٠
ثم نظر إلى اسفل نادما وتابع
-بس انا عملت بلاوى كتييير
ابتسم (بكر) له وهو يضع يده ع كتفه
-ربنا كبيييير وبيغفر
ابتسم (فارس) قائلا
-إن شاء الله هتغير ٠٠
ثم تنهد بإسى وتابع
-بس انا كان نفسى هى تحبنى انا بحبها اوووى يا (بكر) احساسى بيها مختلف
تحدث (بكر) بهدوء
-الصبر يا (فارس) اصبر وربنا ينولك اللى فى بالك
تنهد (فارس) قليلا ثم قال
-صحيح (سهام) رجعت
قال (بكر) ببرود
-طب كويس
نظر له (فارس) بجدية
-مش ناوى بقى تحسسها انك اخوها بجد ؟
ابتسم (بكر) بسخرية وهو يقول
-عشان اقتلها هى كمان ؟!! خليها بعيد احسن
حاول (فارس) إن يجعل (بكر) لا يفكر بتلك الطريقة قائلا
-متبقاش مجنون انت بتتعالج اصلا
ابتلع (بكر) ريقه ثم قال
-ربنا يسهل
***************
فى المساء دخلت (سهام) غرفة (فارس) وجدته مستلقى ع الفراش ممسكا بهاتفه يتصفح احدى مواقع التواصل الأجتماعى فتحدثت قائلة
-ممكن اتكلم معاك شوية ؟
اعتدل (فارس) ليجلس قائلا وهو مبتسم
-تعالى يا حبيبتى
نظرت له وهى مترددة قليلا ثم قالت
-فى واحدة صاحبتى سألتنى ع حاجة بس معرفتش ارد عليها مش بيقولوا ميفهمش الراجل غير الراجل اللى زيه
نظر لها (فارس) بشك
-عاوزة ايه يا بنت (عاصم)
ابتلعت (سهام) ريقها ثم قالت بتوتر
-ص٠٠ صحبتى دى مرتبطة لالا هى مش مرتبطة بص انا هفهمك
تحدث (فارس) بنفاذ صبر
-انجزى فى ليلتك يا (سهام)
قالت وهو تحاول ان تجعله إن يصدق إن حديثها ذاك يخص صديقة لها
-بص يعنى فى واحد متقدم ليها
هز رأسه قائلا
-تمام
فقالت بتلقائية
-بس مش رسمى
رفع (فارس) حاجبه
-اللهم طولك يا روح
شعرت (سهام) بمزيج من التوتر والخوف من إن يكشف أمره
-اصبر ٠٠ هو عاوز يروح يتقدم فى البيت بس عاوز يتأكد من مشاعرها الاول عشان هو قالها بحبك اووووى فقالها مش هيجى يتقدم الا لما هى تفكر وتبقى متأكدة من مشاعرها
وضع (فارس) قبضة يده ع وجنته
-وبعدين ؟!
قصت عليه الأمر كاذبة بشأن وجود تلك الصديقة
-هو دكتور عندنا فى الجامعة واتفقوا ان بعد الامتحانات هتكون فكرت كويس وترد عليه بعد ما تحسم مشاعرها هى بقى بتحكيلى دخلت مكتبه لاقت بنات كتير حاولين المكتب وشابين تلاتة كده وهو عمال يضحك ويهزر مع البنات فراحت تقف قدامه وتقوله يا دكتور عشان يشوفها مش المفروض هو يقوم يشوفها ويهتم بيها عشان هى حبيبته ده قالها بكل برود خير يا انسة فى حاجة ؟ بكل برووود كده راحت هى سابته ومشيت هى كانت ناوية توافق بس دلوقتى حست انه كان بيضحك عليها وبيتسلى
نظر لها (فارس) بشك ثم قال
-طب ما خلاص براحته هى هتتحايل عليه
شعرت (سهام) بالحزن قائلة
-يعنى هو كان بيضحك عليها يا (فارس)
نظر لها بضيق
-وانتى مالك ؟
ارتبكت (سهام)
-م٠٠ مش صحبتى ٠٠ اصله عمال يتصل بيها كل شوية وهى مش راضية ترد عليه
استراح (فارس) ع الفراش واضعا يده خلف رأسه وهو يقول
-صحبتك دى عبيطة بس
عوجت (سهام) فمها بتذمر
-ليييه بقى ؟!
تحدث (فارس) بهدوء
-عشان فى طلاب كتير عنده فى المكتب لو هو طردهم او اتكلم معاها بطريقة مختلفة هيشكوا ومش بعيد يطلعوا عليهم كلام مش كويس هو حب يحافظ عليها لحد ما يعرف يكلمها بس مش اكتر
ابتسمت (سهام) وهى تقول
-بجد يا (فارس) ؟!
نظر لها بشك واضح
-بقى كل الفرحة دى لصحبتك !!
ارتبكت (سهام) ثم سمعت صوت هاتفها فنظرت له ووجدت رسالة من (طارق)
(حراااام عليكى بقى طب ردى وانا هفهمك انتى ليه بتظلمينى وبتبعدى من غير ما تعرفى اللى فيها)
ابتسمت قليلا فقال (فارس)
-ايه هو ؟ ٠٠
ابتسمت (سهام) وقالت دون إن تشعر
-اه
ثم وضعت يدها ع فمها بصعقة وقد افتضح امرها قائلة
-ا٠٠ اقصد صحبتى بتحكيلى اخر الاخبار
نظر لها بضيق واضح
-تعالى شوفى الختم اللى ع قفايا كده يا (سهام) يمكن اكون مختوم ومش واخد بالى
شعرت (سهام) بالتوتر وابتلعت ريقها ثم قالت
-هو هيجى يتقدم هو قالى كده عموما انت بتقول انه خايف عليا مش كده انا هسمعه ولو طلع فعلا كده هوافق انى يجى يقابلك ولو مش كده خلاص
هز رأسه موافقا ثم قال
-اهااا ٠٠ ماشى يا (سهام) بس الا قوليلى مش ده الدكتور النرفوزة الحيلاوة اللى لما شافنى معاكى كان عاوز يطخنى بالنار
اتسعت عينان (سهام)
-عرفت منين ؟
ابتسم لها فهو يعلم جيدا غيرة الحبيب ع محبوبته ثم قال
-ده وااااقع اووووى اصلا ٠٠ وباين عليه
هزت (سهام) رأسها نافية
-بس ده فى الوقت ده مكنش قالى انه بيحبنى ده كان عاوز يسقطنى فى مادته يإى طريقة  بس هو قالى انه كان بيعمل كده عشان يشوفنى وعشان مكنتش بحضر ليه
شعر (فارس) بالضيق قائلا
-طب كلميه قدامى وجيبى ناهية الموضوع ده
ارتبكت (سهام)
-ا٠٠ ازاى بس ٠٠
تحدث (فارس) بنفاذ صبر
-كلميه يا بت مانا مش اورنى هيجى اهلا وسهلا مش هيجى يبقى تمسحى رقمه وبلاها من اساسه
توترت (سهام) قائلة
-ط٠٠ ب هروح ادتى اكلمه
تحدث (فارس) بصرامة
-قدام عينى يا (سهام)
عوجت (سهام) فمها ثم قالت
-طيب طيب
ثم قامت بالاتصال ب (طارق) الذى ما إن رأى رقم هاتفها حتى شعر بالسعادة ثم قام برفض مكالمتها ليتصل هو فقالت (سهام) تحاول إن تقنع شقيقها بإن (طارق) لا يريد التحدث الأن
-كنسل شكله مشغول بقى
نظر لها بثقة
-لا ابو الرجولة هيتصل دلوقتى
عوجت (سهام) فمها وبالفعل وجدته يتصل فنظر لها (فارس) بعينه كى تجيب فإجابت متلعثمة
-ا٠٠ الو
تحدث (طارق) بلوم
-كده يا (سهام) واسئل عليكى فى الدار اعرف انك رجعتى قنا من غير ما تقولى حتى هو ده اتفقنا ؟!0
توترت (سهام) قائلة
-ما ٠٠ ماهو انت كنت مشغول لما جتلك
تحدث (طارق) مبررا
-يا حبيبتى حقك عليا انا بس مكنتش عاوز حد ياخد فكرة عنك وحشة واحنا مفيش حاجة بينا رسمى
ابتسمت (سهام) وتناست ان (فارس) بجوارها
-بجد يا دكتور (طارق)
ابتسم لأنه شعر بإنها لا تشعر بالضيق منه حاليا فإجاب
-بجد يا عيون (طارق)
عندما وجدها (فارس) تبتسم بنعومة وخزها كى تفتح السماعة الخارجية فإتسعت عيناها فإمرها هو بعينه كى تفتحها ابتلعت ريقها ثم فتحت السماعة واتى صوت (طارق)
-فكرتى يا (سهام) كويس انا سايبك براحتك عشان قرارك يبقى نابع من قلبك
ارتبكت (سهام)
-ايوة فكرت
تحدث متلهفا لردها
-طب قولى ردك
توترت قائلة
-م٠٠ موافقة
ابتسم (طارق)
-بجد ؟!! يعنى انتى بت٠٠
قاطعته (سهام) حتى لا تجعل (فارس) يشعر بالضيق
-موافقة يا (طارق)
تحدث (طارق) بنبرة حانية
-يااااه اول مرة تقوليلى اسمى من غير دكتور 4 سنين يا (سهام) مش طايل منك حتى اى كلمة انا بموت فيكى٠٠
اضيقت عينان (فارس) بينما شعرت (سهام) بالأحرج فإخذ (فارس) الهاتف واطفئ السماعة الخارجية ليضعه ع اذنه غاضبا وقد سمع (طارق) يقول
-نفسى اسمعها منك يا (سهام) انا ٠٠
تحدث (فارس) بضيق
-انا بقول كفاية كده ولما تبقى مستعد تقابلنى تبقى تشرف غير كده ما اشوفش رقمك ع تليفون اختى
ارتبك (طارق) وابتلع ريقه ثم قال
-ا٠٠ اه اكيييد طب حيث كده ابعتلى رقم حضرتك فى رسالة من تليفون (سهام) عشان اقدر اكلمك
رد (فارس) ببرود
-تمام ٠٠ مع السلامة
شعر (طارق) بالأحراج قائلا
-مع السلامة
اغلق الهاتف ونظر إلى (سهام) التى كانت خائفة وهى تقول
-وانا مالى انا مليش دعوة انا كنت ساكتة
تحدث غاضبا
-مش فاهم يعنى ايه اربع سنين مش طايل منك حتى كلمة  ؟!
تحدثت متلعثمة
-هو ٠٠ هو بيحبنى من وانا فى سنة اولى انا معرفش والله ده هو اللى قالى كده ساعة ما عرض عليا
تحدث بضيق
-ماشى ٠٠ ماشى يا (سهام)
ثم قام بإرسال رقمه عبر رسالة له ونظر إلى (سهام) متحدثا بلهجة صارمة
-تليفونك معاكى مفيش كلام الا لما يجى هنا فاااهمة ؟!
هزت رأسها بالإيجاب
****************
كان (بكر) يقرأ كتاب ما فى الحديقة حين اذا رأته (سهام)  من شرفة حجرتها بعد ان انهت حوارها مع (فارس) فإبتسمت ثم قررت مشاكسته كعادتها نزلت مسرعة اليه ٠٠ كان (بكر) يندمج مع كتابه ولا يلاحظ شئ حتى اتت وجلست بجانبه دون إن يلاحظ وجدته يضع قدم فوق الأخرى ففعلت مثله ثم اثنت ذراعها الأيسر ع قدمها كما يفعل وبيدها الاخرى جذبت الكتاب لتقرئه ووضعته ع قدمها لتقلده فنظر (بكر) بحدة تجاه الفاعل وكان سيوبخه اى كان ولكن عندما رأى (سهام) صمت قليلا فنظرت له وابتسمت قائلة
-اشتم اشتم طلع مواهبك معايا
هز رأسه بإسى فقالت هى
-مش بتسأل عليا خاالص كده يا (بكر) هو انا مش اختك ولا ايه ؟!
صمت (بكر) قليلا ثم قال
-حليتى كويس فى الامتحانات ؟
نظرت له بتذمر
-اتهرب اتهرب بس الحمد لله حليت كويس
ابتسم لها ثم قال
-كويس جداا
كان يوجد ع المنضدة (كيس شبيسى) فإخذته (سهام) وهى تقول
-بتاعك ده ؟
هز رأسه إيجايبا ثم قال
-كليه لو عاوزة
رفعت كتفاها بلا مبالاة
-طبعا هاكله امال هسيبيه ليك مثلا
ابتسم لها (بكر) فقد اشتاق لتلك المشاكسة الصغيرة  وظلت تأكل منه وما إن انتهت حتى تبقى اثر التوابل ع يدها وهى كانت تعلم بالطبع هوس (بكر) بالنظافة لذا مسحت يدها فى بنطاله اتسعت عينان (بكر) وهو يقول غاضبا
-اتچنتى يا (سهام)
ظلت (سهام) تضحك بشدة ثم وضعت يدها مرة اخرى فى ذلك الكيس لتأخذ ما تبقى من التوابل ثم رفعت يدها المتسخة تجاه (بكر) وهى تنظر له بخبث فوقف (بكر) وابتعد عنها
-هتعملى ايييه يا مجنونة ؟
ظلت هى تحرك يدها المتسخة تجاهه وهى تقول
-البنطلون نضيف اوووى يا (بكر) لازم يتحط فى الغسيل
وحاولت ان تركض خلفه كى تلمس بنطاله بيدها المتسخة وهو يحاول ان يتهرب منها وهو يقول
-اعجلى يا (سهام)
ردت بطفولة
-ابدااا همسكك
فى ذلك الوقت كانت (وعد) قد خرجت من منزلها لتتتحدث معه بشأن اجازتها من اجل خطبة شقيقتها بعد إن رأته من غرفة شرفتها يجلس فى الحديقة فإرتدت ملابسها لتتحدث معه ٠٠
رأت تلك الفتاة بجوار (بكر) تمزح معه دون إن تعرف من هى فشعرت بقليل من الضيق ولا تعرف ما سبب ضيقها ثم اقتربت منهم وهى تقول
-استاذ (بكر)
فنظر (بكر) للصوت ثم كفت (سهام) عن الحركة ومزاحه فقال (بكر) وهو يحاول العودة إلى هيبته التى بعثرتها تلك الصغيرة ووضع يده فى جيب بنطاله
-خير يا انسة (وعد)
نظرت (وعد) إلى (سهام) فقد كانت تريد ان تعلم من تلك الفتاة ولكن قاطع افكارها صوته الصارم
-فى حاجة ؟
تحدثت متلعثمة
-ا٠٠ ايوة عاوزة اخذ يومين اجازة كده
شعر (بكر) بالضيق فهو لا يتخيل نفسه يوما دون إن يراها قائلا
-ليه ؟
تحدثت (وعد) مبررة
-خطوبة اختى ولازم تبقى معاها وعاوزة ارجع القاهرة بكرة إن شاء الله
هز رآسه بالإيجاب بينما (سهام) وقفت خلف (بكر) ومسحت يدها فى قميصه فإلتف لها (بكر) غاضبا
-وبعدين معاكى يا (سهام) بطلى حركاتك دى
ظلت تضحك بشدة ثم قالت
-طب خلاص متزعلش متزعلش
ثم اتجهت إلى (خرطوم) الماء وصوبته نحوه وقالت
-هصلح اللى اتكسر
وذهبت لتفتح الصنبور فقال (بكر) بحدة
-لو فتحتى الحنفية يا (سهام) هتشوفى عقاب منى مشوفتيهوش فى حياتك
قالت (سهام) بعدم اكتراث
-علقة تفوت ولا حد يموت
هنا شعرت (وعد) بالضيق واتجهت نحوها لتلقى  (خرطوم) الماء بعيدا قبل ان تنطلق منه الماء ع (بكر) ويصبح مبتل  إن فتحت الصنبور
-انتى اتجننتى يا انسة انتى الجو ساقعة جداا انتى عاوزه يتعب
فنظرت لها (سهام) بضيق فقال (بكر) محدثا (وعد)
-محصلش حاجة لكل ده
ثم نظر لها إلى (سهام)
- يلا اطلعى يا (سهام) ع اوضتك
كانت (سهام) تتحدث بمرح طفولى
-مش طالعة انا ما صدقت انك تضحك فى وشى يا (بكر)
ابتسم قليلا
-طب اطلعى اوضتك وانا جاى وراكى
ابتسمت (سهام) وهى تقول
-وعد يا (بكر)
هز رأسه بالإيجاب قائلا
-وعد يا مجنونة
غادرت (سهام) وهى مبتسمة بينما اتسعت عينان (وعد) مما سمعته للتو ثم نظرت إلى (بكر) بإزدراء وذهبت تجاه منزلها وعيناها تشتعل من الغضب فنظر لها (بكر) وتمتم قائلا
-مالها دى ؟!
***************
فى عصر اليوم التالى كانت (وعد) تجهز حقيبتها ثم تحدثت مع خالها
-مش واجب يا خالى اعزم (بكر) و (فارس) فى خطوبة (وردة)
نظر لها (صلاح) بخبث
-هو مش واجب ولا حاجة بس اللى يريحك
تعلثمت قائلة
-طب طب انا هروح اقولهم قبل ما نسافر
-طيب يا بنتى
ذهبت (وعد) إلى الخارج وجدت (بكر) يجلس مع تلك الفتاة التى رأتها معه بالأمس فشعرت بالضيق الشديد ثم اتجهت نحوهم فنظر لها (بكر) وهى اتية ابتلع ريقه وحاول ان ينظر فى الاتجاه الاخر دون إن يبدى أى اهتمام لها فى تلك اللحظة قالت (سهام) إلى (بكر)
-بيكو
فنظر لها
-نعم
تحدثت وهى مبتسمة
-انا مبسوطة حاسة ان الاجازة دى انتى بتعاملنى احسن
ابتسم قليلا ووضع يده ع شعرها بحنان ثم قبل رأسها وقفت (وعد) وهى لا تصدق ما تراه للتو ولكن اتى (فارس) من خلفهم بحركة درامية
-مش قادر اصدق عينى الخيانة وصلت بيكوا للدرجة اختى واخويا بيبوسوا راس بعض فى جنينة قصرى ٠٠ ثم اردف بمرح قائلا
-ع فكرة انا ممكن اتباس عادى برده
تهللت اسارير (وعد) عندما علمت انها شقيقته وشعرت براحة غير طبيعة بينما ضحك كلا من (بكر) و (سهام) فإقتربت (وعد) اكثر وهى تقول
-انا همشى دلوقتى يا استاذ (بكر)
قال (بكر) بهدوء
-تمام
توترت (وعد) قليلا وهى تقول
-ه٠٠ هو حضرتك ممكن تحضر الخطوبة
نظر لها فتابعت
-انت و استاذ (فارس) طبعا
نظر (بكر) إلى (فارس) فقاال (بكر)
-مبرووك يا انسة (وعد) إن شاء الله هنحضر
ابتسمت (وعد) ثم انصرفت فقال (فارس)
-مالها الاستاذة وخطوبة ايه ؟
تحدث (بكر) بهدوء
-اختها هتتخطب وبتعزمنى
هز (فارس) رأسه متفهما
-اهاا ٠٠ هتروح ؟
-هتوحشنى اهى تلكيكة اشوفها والسلام
اطلقت (سهام) صافرة اذا فشقيقها متيم بتلك الفتاة فقال (بكر)
-بس يا بت
فصمتت (سهام) وهى تبتسم
*******************
اتصل (فارس) بإحد رجاله ليخبره بإن يبتعدوا عن (سارة) قليلا متحدثا
-ايوة بصوا يا اغبيا عاوزكوا ترقبوها بس من بعيد بحيث متحسش بوجودكوا ولا انكوا لسه معاها ولا اقولك راقبها انت بس متبقوش انتوا الاتنين بس بحيث تحس ان مفيش حد بيراقبها ٠٠ تمام اما نشوف اخرتها معاك
****************
بينما اتصلت (سارة) ب (نادر) فإجابت ع الهاتف حين سمعت صوته
-ايوة يا (نادر) خلاص مبقاش فى رجالة بتراقبنى طلبت من (فارس) كده ٠٠ لا مش هينفع خطوبة اخت صحبتى بعد بكرة  فمش هينفع انا بساعدهم وكده كل يوم لما الخطوبة تخلص ابقى اقابلك ٠٠ تمام
***************
فى يوم خطبة (باسل) و (وردة) سافر كلا من (بكر) و (فارس) إلى القاهرة وذهبوا إلى منزل (وعد) وجد (فارس) العديد من السيارات تصطف فنفخ ونظر إلى (بكر)
-اطلع انت طيب عقبال ما الاقى مكان اركن فيه
تحدث (بكر) بهدوء
-تمام
ترجل (بكر) من السيارة واتجه نحو العقار ليصعد الدرج ٠٠
فى تلك الاثناء كانت (وعد) تضع بعض اللمسات الاخيرة الخاصة ب (وردة) وفستانها فسمعت (وردة) صوت هاتفها فنظرت إلى (سارة)
-دى اكيييد (سماح) ردى عليها يا (سارة) وعرفيها العنوان عشان شكلها تايهة
هزت (سارة) رأسها ثم قالت
-تمام هخرج ارد عليها بارة عشان الاغانى صوتها عالى اوووى
-تمام
خرجت (سارة) مسرعة لترد ع (سماح) ع الدرج خارج الشقة بعيدا عن صوت السماعات فلم تفهم (سماح) كيف تصل إلى المنزل فإجابت (سارة) بنفاذ صبر
-طيب انا نازلة اجيبك استنينى ع المحطة
ثم اتجهت مسرعة لتهبط الدرج ودون ان تقصد اصطدمت فى (بكر) ووقع منها الهاتف فتناثرت اشلائه ع الدرج زفرت (سارة) بضيق ثم نظرت إلى (بكر)
-انا اسفة بجد
نظر لها (بكر) بهدوء
-متتأسفيش مفيش حاجة
فظلت (سارة) تنظر حولها تبحث عن اجزاء الهاتف وكانت ستنحنى لتحضره نظر لها (بكر)
-متوطيش هجبهملك
ابتسمت (سارة) قليلا لأنه يبدو رجل ع درجة عالية من الذوق ثم قام (بكر) بتجميع اجزاء الهاتف ثم نظر لها وهو مبتسم
-اتفضلى
فبادلته البسمة
-ميرسى اووووى بجد
كان يتابع ذلك المشهد من بعيد (فارس) وجز ع اسنانه ٠٠

#للحب_وجه_آخر

#علا_السعدني

للحب وجه آخرWhere stories live. Discover now