الحلقة الخامسة

9.3K 192 5
                                    

الحلقة الخامسة

ظل (شكري) محدقا للفراش حتى فتح باب غرفته بهلع ثم نزل إلى الطابق السفلى حتى يطلب من الغفير قتلهم مسك يده وهو يقول بصوت خافت
-اطلع فوج يا (مخيمر) فيه حيه وعجربة ع  سريرى
اتسعت عينان الغفير بذهول قائلا
-بتجول ايه يا سعت البية ؟
تحدث (شكرى) بإنفعال
-جولتلك اطلع هم يا ولد
اخبر (مخيمر) غفير اخر وصعدوا سويا مسرعين إلى غرفة (شكرى) حتى وجدوا الثعبان ع ارضية الغرفة والعقربة مازالت ع الفراش فذهب احدهما إلى الثعبان وظل يضربه بعصاة حتى مات بينما الاخر ظل يضرب ايضا العقربة بعصاه وماهى الا دقائق حتى نزلوا بالأسفل إلى (شكرى) فتحدث (مخيمر)
-متجلجش يا بيه جتلنهم
تنهد (شكرى) بإرتياح ثم  قال
-خير ما عملت متجبش سيرة لحد واصل فاهم ؟
هز (مخيمر) رأسه بالإيجاب ثم انصرف
ثم صعد (شكرى)  إلى غرفة (بكر) وطرق باب غرفته فسمع صوت (بكر) يأتى من الداخل
-ادخل
دخل (شكرى) إلى غرفة (بكر) ونظر له وهو مبتسم
-اييه يا ولدى زى ما تكون مش فرحان اكده من خطوبتك هو حد چبرك ولا اييه ؟!
تحدث (بكر) بثبات قائلا
-كيف تجول اكده يا چدى ؟ انا بس ٠٠ مرضان شوي راسى بتوچعنى من صوت الزمر والطبل
ابتسم الجد ثم قال
-دخلت فرشتى من شوى لاجيت حنش و عجربة
رفع (بكر) حاجبه
- كيف دى ؟ وعملت اييه يا چدى ؟
-نادمت ع (مخيمر) والغفر التانى لاجل يجتلوهم
تحدث (بكر) مستفهما
-طب ودول دخلوا اهنى كيف ؟
طرق (شكرى) عصاه بالأرض حيث اصدرت صوتا ثم قال
-مش خابر بس متجلجش احنا اهنى ملناش اعداء واصل
هز (بكر) رأسه مستنكرا
-بس ليه انت بالتحديد يا چدى
-جولتلك متجلجش ومش رايد حد يعرف بده واصل
هز (بكر) رأسه بالإيجاب ثم قال
-انا هدلى مصر باكر يا چدى
تحدث الجد بإنفعال
-باكر !!! اتچنت ولا اييه ؟!
-ليه يا چدى ؟!
-المفروض يا ولدى تتغدى باكر ويا خطيبتك فى بيت عمك
-چدى انا مليش فى الشكليات دى مش هفضل انا اسامرهم واضحك وياهم وعندنا هم ما يتلم الشغل اهم يا چدى
هز (شكرى) رأسه مستنكرا لطريقة تفكير حفيده قائلا
-لما تحب يا ولدى هتعرف ان الأنسانة اللى هتبجى وياك اهم من اى حاچة راخرة بس لساك زى مانت بتدور ع الموصلحة وبس مش رايد تحب وتتحب زى باجى الخلج إياك فاكرنى مش خابرك زين يا (بكر) انا خابرك زى ما انى خابر صوابع يدى وخطبتك من (فتنة) عارف انها مش لدة عليك بس هعمل اييه نفسى افرح بيك
-عن جريب يا چدى
هم (شكرى) واقفا وهو يقول
-تصبح ع خير ولدى
-وانت من اهل الخير يا چدى
*******************
فى مصر
كانت (وردة) تجلس مع والداتها وشقيقتها (وعد) فقالت (وعد) وهى مبتسمة
-بت يا (وردة) عاوزة اقولك ع حاجة كده لسه عارفنها النهاردة
تحدثت (وردة) بملل
-خييير ؟
ابتلعت (وعد) ريقها ثم قالت
-(باسل) ابن خالتك جاى كمان أسبوع إن شاء الله وهيقعد معانا
فتحت (وردة) عيناها بدهشة وسرحت بمخيلتها قائلة
-مين ؟!! انتى عرفتى ازاى ؟ ومين قالك اصلا و ٠٠
ابتسمت والداتهم (شمس) وهى تقول
-انا كنت عاوزة اعملهالك مفاجأة
ثم نظرت إلى (وعد)
-بس ام لسانين مش بيتبل فى بوقها فولة
ارتبكت (وردة) قليلا وهى تقول
-مفاجأة !! ليه يعنى ؟!! ماهو بقاله 10 سنين مسافر ايه اللى جد يعنى اتلاقيه لسه مبعجر زى ماهو
ابتسمت (وعد) وتمتمت
-ده انتى اللى مبعجرة
فقالت (وردة)
-بتقولى حاجة ؟
-وانا اقدر يا كبير
هزت (وردة) كتفاها بلا مبالاة ثم قالت
-بس اشمعنا انا اللى تعملوها ليا مفاجأة يعنى ؟! مش غريبة
اجابت (وعد)
-عشان انتى وهو مش بتطيقوا بعض اصلا
مطت (وردة) شفتاها قائلة
-ودى مفاجأة !! وبعدين بقى هو مش بيطقنى ؟!!! طب انا مطيقهوش ماشى لكن هو كان نفسه بس اضحك فى وشه وعمره ما هيطول الشرف ده انتى ناسية كان بيخاف منى ازاى ٠٠ ده عشان شكله مبعجر ومش حلو مش قادر يحط صوره ع الفيس حاططلى صورة (براد بيت) ع طول ده لو كان حلو كان حط صوره بس هيحط اييه كرشه ولا بعجرته ولا شكلك نسيتى  ان لقبه (باسل) بطيخة
ضحكت (وعد) بشدة وهى تقول
-حرام عليكى (باسل) ده قلبه طيب وحنين اووووى دايما كان حنين علينا
تنهدت (وردة)
-انا قايمة اذاكر
-ذاكرى ذاكرى يا فالحة كأن المذاكرة هتطير عموما هو هيجيى يقعد معانا هنا اصلا هو هيسافر تانى بس لسه محددش امتى وكان عاوز ينزل فى فندق بس امك مرضيتيش
-ليه !! (باسل) بطيخة بقى يتكسف ولا اييه
-يا بت عيب
هزت (وردة) كتفاها بلا مبالاة ثم ذهبت إلى الداخل لتكمل دروسها ٠٠
**************
فى الصعيد
جلس (فارس) فى غرفته وهو ينظر من خلال الشرفة إلى حديقة القصر اخذ سيجارة من العلبة الموضوعة ع المنضدة التى أمامه ثم قام بإشعالها بالقداحة الذهبية التى كانت فى جيب بنطاله ظل ينفث دخان سيجارته حتى عادت برآسه تلك الذكرى التى لا تمحى من ذهنه
(كان وقتها (فارس) طالب فى السنة الثانية لكلية تجارة الانجليزية كان يجلس مع فتاة تصغره بعام واحد كان مبتسم وهو ينظر فى عيناها فنظرت له وهى تعقد حاجبها
ابتسمت الفتاة بخجل قائلة
-مالك يا (فارس) هتفضل متنحلى كده
ابتسم (فارس) قليلا
-مش عارف اشوف غيرك يا (سلمى) من ساعة ما شوفتك
وضعت (سلمى) يدها فى خصرها وهى تقول بتذمر
-وانت عاوز تشوف غيرى ولا ايه ؟
تحدث (فارس) مسبلا عيناه
-وانا اقدر برده ده انتى حياتى كلها
ابتسمت له بخجل
-طب انا هروح احضر المحاضرة عندى محاضرة مهمة اوووووى دلوقتى
-ماشى بس اوعى تنسى فى الاجازة انتى واصحابنا كلهم تيجوا تقعدوا معانا فى البلد عاوز اعرفك بأخويا وأمى والبت الاوزعة اختى
-تانى يا (فارس) مش هينفع
-قوليلهم فى البيت انها رحلة وبعدين هيبقى معانا صحابنا متقلقيش
هزت (سلمى) رآسها نافية ثم قالت
-انا مش قلقانة منك ولا حاجة بس ٠٠
-مبسش هتيجى
فإبتسمت له ثم هزت رأسها بالإيجاب
مرت الأيام حتى جاءت اجازة نصف العام واتوا جميع اصدقائه إلى قصر (آل صفوان) كان وقتها (بكر) مازال يدرس فى الثانوية  ع مكتبه فى غرفته حيث سمع أحدهم يطرق باب غرفته وقد خمن انه (فارس) لأن قرعه ع الباب مميز فقال (بكر)
-ادخل يا (فارس)
فدخل (فارس) وهو ممسك بيد (سلمى) عندما وجدهم (بكر) ع تلك الحالة وان شقيقه الاكبر يمسك يد تلك الفتاة فعوج فمه مستنكرا لذلك فقال (فارس)
-احب اعرفك يا سيدى بالأنسانة اللى حكتلك عنها وبحكيلك عنها كل يوم (سلمى)
نظر لها (بكر) بضيق وقالت
-كيفك يا (سلمى) ؟
-الحمد لله (فارس) دايما بيحكيلى عنك
-اهااا
فنظرت لهم (سلمى)
-انا عاوزة انام يا (فارس) الطريق تعبنى ممكن نبقى نتكلم كلنا بليل إن شاء الله
-ماشى يا حبيبتى تعالى اوريكى الادة اللى هقعدى فيها
فنظر (بكر) إلى (فارس)
-بعد ما توصلها ابجى تعالى يا (فارس) رايدك فى موضوع
-ماشى ٠٠
اوصل (فارس) (سلمى) إلى غرفتها ثم نظر لها وهو يقول
-احلمى بيا
ابتسمت (سلمى) قائلة
-حتى فى الأحلام مش عاوز تسبنى
-اهو كيفى كده
ابتسمت بخجل
-وانت مش هتريح من الطريق ؟
-هشوف الأول (بكر) عاوز ايه وبعدها انام
-ماشى
اغلقت (سلمى) باب الغرفة فإبتسم (فارس) ثم ذهب مرة أخرى إلى غرفة (بكر) وجد (بكر) مازال ع مكتبه فنظر له
-ايه رأيك بقى يا واد فيها ؟
-حلوه بس ٠٠ بس مش چريئة شوي ؟
اندهش (فارس) قائلا
-جريئة !! هى عملت ايه ؟! حتى لبسها محترم بنطلون وبلوزة
-بس تمسك يدها اكده وجدامى يعنى ٠٠
-وفيها ايه يا (بكر) الحاجات دى بقت عادى دلوقتى
تحدث (بكر) بصرامة
-الحرام عمره ما يبجى عادى
-بس انا هتجوزها يا (بكر)
تنهد (بكر) بإسى ثم قال
-ع راحتك يا ولد ابوى )
كانت قد انتهت السيجارة من  من يده ابتسم بتهكم والقاها فى كوب القهوة الذى يوجد ع المنضدة وضحك بسخرية من نفسه مرددا بخفوت
-چريئة شوي !! ٠٠ هتفضل طول عمرك استاذ فى التمثيل يا (بكر) يا  ٠٠ يا اخويا
***************
فى صباح اليوم التالى فى مصر
جلست (وعد) مع صديقتها (سارة) ومعهم الآطفال نظرت (وعد) إلى (سارة) قائلة
-تفتكرى هتعجبه الساعة دى ؟!
-اكييد يعنى وبعدين اللى بيحب يتمنى بس من حبيبه كل سنة وانت طيب مش هدية وحركات
ابتسمت (وعد) ابتسامة بسيطة ثم قالت
-اول ما اخلص الشغل هروح ع طول ع مكتبه
قالت (سارة) مشاكسة ل (وعد)
-يا رومانسية انتى يا بت
ابتسمت (وعد) وهى تقول
-يلا يا بت شوفى شغلك
-طيب طيب
***************
كان قد وصل (بكر) إلى المصنع دخل إلى مكتب (فارس) فدخل خلفه (تامر) ومعه بعض الملفات ثم قال
-دى كل الملفات والأوراق المهمة اللى حضرتك طلبتها يا (بكر) بيه
هز (بكر) رأسه ثم قال
-طب روح بقى اعملى مج كبير كده قهوة عشان افوق ع الورق ده
-تمام يا (بكر) بيه
خرج (تامر) وظل (بكر) يراجع تلك الملفات والأوراق وهو يكتشف ان شقيقه يختلس من الشركة ظل هكذا لمدة ساعات وهو جالس ع مكتبه مندهش من تصرفات (فارس) ٠٠٠
***************
بعد إن انتهت (وعد) من عملها اوقفت سيارة اجرة وقررت إن تذهب إلى (سليم) فى مكتبه ما إن وصلت حتى صعدت مكتبه وجدت إن سكرتيرة مكتبه ليست بمكتبها فرفعت حاجبها ثم نظرت إلى الساعة
-معقول مشيت مش بيمشوا 4 هما ؟! يلا انا مالى
اقتربت قليلا من مكتب (سليم) وجدت الباب مفتوح قليلا فإبتسمت ثم فتحت حقيبتها لتأخذ الساعة منها وهى تفتح الحقيبة سمعت صوته يتحدث فنظرت داخل مكتبه بدافع الفضول وجدته يقف مع فتاة ما ويقول لها
-استنيتك كتييير امبارح يا (نانا) ومجتيش
تحدثت الفتاة بحزن مصطنع
-ماهو انا مضايقة منك بجد يا سولى من ساعة ما خطبت البت دى ومش بقيت تسأل خاالص
ابتسم (سليم) قائلا
-وانا استغنى برده يا (نانا) !!! خطوبتى منها دى ظروف مش اكتر مصلحة ولما تخلص هرميها ولا كأنى اعرفها من اصله ده انتى اللى فى القلب يا (نانا)
نظرت (وعد) بذهول إلى (سليم) حاولت إن تكذب اذنيها ولكن إن كذبتهما فعيناها رأت شعرت بدوار وان قدميها ثقيلة لا تعرف إن تخطو خطوة واحدة اتوجهه بمعرفتها ام تذهب من حياته للأبد ٠٠ فقد كانت تحاول ارضائه بشتى الطرق اذا لما الخيانة اسرعت نحو الخارج والدموع تنهمر من عيونها ٠٠
**************
كان (بكر) قد خرج من مكتبه استقل سيارته وهو يفكر فى شقيقه (فارس) بعد أطلاعه ع الملفات فى المصنع وعلمه بإنه يختلس بعضا من المال عوج فمه ع تلك التصرفات الطائشة من شقيقه الأكبر وقرر إن يقود السيارة ٠٠
نزلت (وعد) مسرعة من مكتب (سليم) ودموعها تسيل بعد ما رأته يخونها مع فتاة ما كانت لا ترى أمامها من كثرة الدموع التى فى عيناها فقد اصبحت الرؤية مشوشة لديها وجدت نفسها فى الطريق لا تعرف إلى أين تتجه
اقترب (بكر) بسيارته إلى احدى المطاعم فقرر إن يصف سيارته ويتناول الغداء ترجل من السيارة واتجه ناحية المطعم لكن استوقفه صوت (كلاكس) سيارة حاد فإلتف ليرى ما يحدث وجد فتاة ما فى منتصف الطريق لا تتحرك والسيارة اتية وستدهسها ٠٠

#للحب_وجه_آخر

#علا_السعدني

للحب وجه آخرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن