الحلقة الأولى

34.5K 368 11
                                    

الحلقة الأولى

فى صعيد مصر تحديدا فى قنا
جلس يستند ع شجرة ممد قدمها ع الأرض الزراعية التى يمتلكها (آل صفوان) مغمض العينان يرتدى جلباب من اللون البنى حتى سمع صوت احدهم يقطع عليه تلك الخلوة قائلا
-يا (بكر) بية يا (بكر) بيه
فتح (بكر) عيونه بتثاقل وهو مازال يجلس عند تلك الشجرة ثم قاال
-جولتلك جبل سابج مبحبش حد يجطع عليا جعدتى اهنيه
تحدث الغفير متلعثما
-چدك يا سعادة البيه هو اللى آمرنى اجولك تاچى توفطر وياه
-طب غور السعادي من جدامى
ابتلع ريقه ذلك الغفير وانصرف بعيدا عنه بينما وقف (بكر) عن جلسته وهو يزفر بضيق
-وجته ده گمان يا چدى
***************
فى القاهرة
فى أحدى البنيات داخل شقة ما كانت توجد فتاة تصلى فريضيتها وبعد إن انتهت نظرت تجاه الفراش الذى تنام عليه شقيقتها فإقتربت منها لإيقاظها
-يلا يا (وردة) قومى
اجابت (وردة) بصوت نائم
-يا (وعد) سبينى انام
-بلاش دلع
-طب بصى خمس دقايق بس وصحينى تانى
تحدثت (وعد) بصرامة
-إن مكنتش دى اخر سنة فى جامعتك يعنى انا لما كنت فى اخر سنة دى كنت بروح كل يوم عشان اودع الجامعة
جلست (وردة) ع فراشها واسندت ظهرها ع وسادة فى الفراش
-يا (وعد) انا مش زيك يا حبيبتى انتى بتتعلقى اوووى بإى حاجة ومبتحبيش النهاية انا غيرك مبحبش الدراسة من اصله
ابتسمت (وعد) ثم قالت
-طب قومى افطرى معايا ده النهاردة اول يوم ليا فى الحضانة اللى قدمت فيها
عوجت (وردة) فمها وهى تقف عن الفراش متمتمة
-نفسى افهم ايه اللى يخلى مهندسة زراعة زيك تشتغل فى حضانة
احمر وجه (وعد) خجلا
-انتى عارفة إن (سليم) بيغير عليا جداا والحضانة مفيهاش رجالة فده الشغل الوحيد اللى هيسمحلى بيه
اتجهت (وردة) إلى باب الغرفة وهى تخرج متمتمة
-ناقصين احنا (سليم) و زفت ع الصبح
فقالت (وعد) وهى لم تسمع ما قالته شقيقتها
-هروح احضر الفطار مع ماما عقبال ما تجهزى
ردت (وردة) وهى متجهة للحمام
-طيب
*******************
فى الصعيد
دخل (بكر) قصر (آل صفوان) حيث الغرفة التى بها مائدة الطعام حيث وجد جده يجلس فى انتظاره فإقترب منه ثم امسك يده وقبلها
-صباح الخير يا چدى
نظر له الجد بضيق
-لازمن يعنى اجول لغراب البرك ده تاچى توفطر معاى متچيش من نفسك ابداا
ابتسم (بكر) بهدوء
-انت عارف يا چدى انا مبحبش اوفطر بدرى اكده
قال الجد وهو يهز رأسه بإسى
-وانت من ميتى بتوفطر ؟ اطلع جول لأخوك (فارس) ياچى يوفطر ويانا
فى تلك اللحظة كان ينزل شاب فى اواخر العشرينات ع الدرج وهو مبتسم قائلا
-وانا اقدر يا جدى ده انا اول ما (مخيمر) قالى نزلتلك جرى يا حجوج انت
نظر له (بكر) بازدراء بينما ابتسم الجد وهو يقول
-مباخدش منيكوا ياولاد (عاصم) غير الكلام اجعدو اجعدو
جلس كلا من (بكر) و (فارس) كانوا ينظرون إلى بعضهم البعض بنظرات نارية وهم يتناولون افطارهم فنظر (بكر) إلى جده محدثا إياه
-أنا يا چدى هنزل القاهرة كم يوم اكده عشان اشوف المصنع كيف اخباره ؟
رفع (فارس) حاجبه ولم يعطى فرصة لجده التحدث
-وانت مالك يا (بكر) بالمصنع انا اللى ماسكه وبباشر شئونه خليك فى الأرض بتاعتك
نظر (بكر) إليه بحدة
-اوعاك تنسى انى ليا فى المصنع جديك يا ولد ابوى
نفخ (فارس) وهو يعطى وجهه للأتجه الأخر فقال الجد بغضب
-جوموا ضروبوا بعض جدامى احسن منك ليه !! ٠٠ چرى ايه يا ولاد (عاصم) هو يعنى مشان جسمت الميراث جبل ما ابوكو يموت ده چزاتى فى الآخر
قال كلا من (بكر) و (فارس) فى نفس الوقت
-بعد الشر عليك يا چدى
-بعد الشر عليك يا جدى
تابع (بكر) وهو ينظر لجده
-يا چدى انا من حجى اشوف نصيبى واتابعه بنفسى
اجاب الجد
-من ميتى يا ولدى و (فارس) مجصر ؟! (فارس) خوك الكبير وبيراعى مصالحنا كلتنا
ارتسمت ابتسامة ع شفاه (فارس) وهو يقول
-ربنا يخليك يا حجوج
بينما نظر (بكر) لجده
-مجولتش حاچة يا چدى ٠٠ بس الشغل كاتيير عليه وهو وحده فى مصر وانا بس رايد اساعده مش اكتر ٠٠ ماهو المال السايب يعلم السرجة يا چدى
قال (فارس) بحدة
-تقصد ايه ؟!
تحدث (بكر) بسخرية
-هو انت ع راسك باطحة ولا اييه يا ولد ابوى !!
فنفخ (فارس) فتابع (بكر)
-كفاية عليه يتابع نصيبه ونصيب خيته  يا چدى وانا اتابع نصيبى
فنظر الجد بحزن إلى (بكر)
-من ميتى يا ولدى بتجول خيته ؟! هى (سهام) مش خيتك انت راخر ولا اييه يا ولد
-خيتى خيتى بس مادام (فارس) موچود هو اولى منى
وقف (فارس) بإنزعاج وهو يقول
-انا طالع اكمل نوم
فتمتم (بكر) بسخرية
-وانت من ميتى كت صحيت ؟!!
******************
فى جامعة القاهرة كانت تجلس فتاة ما مع احدى زميلاتها فى كافتريا الكلية فتحدثت الفتاة
-مش هتحضرى يا (سهام) ؟!
قالت (سهام) بملل
-المحاضرة الجاية لدكتور مين ؟
فقالت الفتاة وهى تبتسم
-دكتور (طارق) اللى عندنا
عوجت (سهام) فمها ثم قالت
-يبقى خلينى قعدة هنا احسن
-نفسى اعرف مبتحبيش الدكتور ده ليه ؟! مع انه مز وامور وكل البنات نفسها تتكلم معاه
تنهدت (سهام) ثم قالت
-عشان احرجنى
-امتى  ؟!
-فى اول سنة لينا فى الجامعة لما كان معيد
(كانت (سهام) ذاهبة إلى دكتور (رفعت) لتستفهم منه ع البحث الذى طلبه من دفعتها طرقت باب مكتبه ثم دخلت للداخل وجدت دكتور (رفعت) ع مكتبه ويجلس قبالته شاب ما ٠٠ لم تنتبه للشاب وقالت
-السلام عليكم يا دكتور
اجاب الدكتور بإبتسامة
-وعليكم السلام ٠٠ خير يا انسة ؟
تحدثت (سهام) معرفة نفسها
-انا طالبة عند حضرتك فى اولى علم نفس بس مفهمتش البحث ده عن ايه ؟
-مانا قلت جو المحاضرة البحث عن (العلاقة بين التوافق الاسرى والسلوك الأجرامى)  ممكن اجبلك شوية مراجع لو عاوزة ؟
ابتسمت (سهام) بتلقائية
-ياااريت يا دكتور
ابتسم لها (رفعت) واعطى لها بعض المراجع ثم نظر لها مليا
-لو فى حاجة مش فهمها ابقى تعاالى وانا افهمهالك
قالت (سهام) بسعادة
-ميرسى اووووى يا دكتور بس بصراحة انا فى نقط معينة عاوزة انقاشك فيها
-اتفضلى
فظلت تتناقش معه ودكتور (رفعت) يعجب بحديثها معه ومبتسم وظل يحاول إن يشرح لها ما تسأل عنه حتى فجاءة وجدت ذلك الشاب قد زفر بضيق وقال بغضب
-ما خلاص بقى يا انسة مش وقت البريك كله الدكتور هيشرحلك درس خصوصى ولا هو مش قادريين تنسوا جو المدارس شوية وتكبروا
شعرت (سهام) بالأحراج ثم وقفت واخذت حقيبتها وقالت
-سورى يا دكتور
لم تسمع اى رد منهما وخرجت إلى الخارج)
نظرت لها صديقتها وهى مبتسمة
-يخرب بيتك ومن ساعتها مش قادرة تنسى طب ده خلاص بقى دكتور علينا وكمان بياخد الغياب
قالت (سهام) بلامبالاة
-طز مش هحضرله هو اصلا ميعرفش انا بنت مين ؟! شكله كده
-انتى مشكلة يا (سهام) احنا بقينا دلوقتى فى سنة رابعة انسى بقى
-ولو ٠٠
****************
فى الصعيد
كان (فارس) يقف بجانب جواده وهو يطعمه اقبل عليه (بكر) وهو يمتطى جواده ثم توقف بفرسه وهو ينظر إلى (فارس) قائلا
-مش لايجة عليك الحنية يا ولد ابوى
زفر (فارس) بضيق ثم قال
-سبتلك انت الحنية كلها
ابتسم (بكر) بسخرية
-انا فاهمك كويس وخابرك زين و ٠٠
قاطعه (فارس) قائلا
-عارف يا (بكر) ٠٠ انا وانت فاهمين بعض كويس فالأحسن ليا وليك منتعاملش من اساسه
رفع (بكر) حاجبه
-وانا من ميتى ليا كلام معاك من أساسه انت عمرك ما فهمتنى واصل
تحدث (فارس) بضيق
-تمام يا كبير العيلة واحسنلك خليك هنا فى ارضك احسن
ثم اكمل بسخرية
-عشان مصر دى واعرة عليك جوى جوى
اشتدت نظرات (بكر) له ولكنه لم يجيبه وطار بفرسته بعيدا عنه ٠٠
****************
فى مصر
كانت (وعد) قد انتهت من عملها فإخذت حقيبتها لكى تغادر وجدت امامها شاب وسيم يرتدى بذلة باهظة الثمن كانت عيناه بنية وبشرته بيضاء انتبهت (وعد) له واعتلى وجهه ابتسامة عذبة وهى تقول
-(سليم) !!! ايه المفاجاءة الحلوة دى ؟!!
تحدث (سليم) بهيام
-وحشتينى قلت اجى اسلم عليكى وبعدين انا مستأذن من مامتك اتغدى معاكوا النهاردة
ابتسمت (وعد) قليلا فقال (سليم)
وهو يثنى ذراعه كى تتأبط ذراعه (تأنجچه) فعوجت (وعد) فمها ونظرت له
-انت عارف يا (سليم) وقولتلك مينفعش حقيقى انك تمسك ايدى واحنا مخطوبين
تنهد (سليم) بحرقة
-فى ايه يا (وعد) ما كل المخطوبين بيعملوا كده
هزت رأسها نافية وهى تقول
-وانا قولتلك انى غير كل البنات اللى انت عرفتهم وانت مش عاوز تصدق !!
تحدث (سليم) بضجر
-خلاص خلاص يا (وعد) يلا عشان  اوصلك
*****************
فى الصعيد
صعد (بكر) درج القصر المقيمين به ليصعد إلى الطابق العلوى  متجها إلى غرفته  ولكنه سمع صوت أحدهم  من غرفة (فارس) فإتجه تجاه غرفة (فارس) لكى يستمع إلى ما يحدث وقف خلف باب غرفة (فارس) حيث استمع إلى صوت والداته تقول بضيق
-يعنى اييه يا ابن بطنى هتخرچ عن طوعى
اجاب (فارس) بهدوء
-مش كده يا ماما بس انا مش عاوز اتجوز
قالت والداته بغضب
-ومالها (فتنة) يعبيها اييه ؟!! بت حسب ونسب وبت عمك كمان يعنى زيادة الخير خيريين ٠٠
تحدث (فارس) بلامبالاة
-مقولتش إن (فتنة) معيوبة يا ماما بس مش عاوز فى حاجات فى دماغى اهم
رفعت والداته احدى حاجبيهت قائلة
-اهم من مستجبلك يا ولدى ؟! لاه اسمع كلامى وركز فى حديدى زين انت لما تچووز (فتنة) اكده تجدر تمسك ارضها وارضك ويبجى نصيبك اكبر من ولد (فاطمة)
تنهد (فارس) بضيق
-خلاص يا ماما اعملى اللى يريحك اخطبيها
ابتسمت والداته (روحية) وهى تقول
-اكده تبجى ابن بطنى بصحيح
استمع (بكر) لكل هذا الحديث وهز رأسه يمينا ويسارا بإسى ثم قال بسخرية
-بتعاندى معاي يا (روحية) هتشوفى مش ههنيكى واصل ٠٠
****************
فى مصر
دخل كلا من (سليم) و (وعد) إلى المنزل فإدخلته (وعد) غرفة الجلوس وقالت
-هروح اغير هدومى واحضر السفرة واجيلك
ابتسم (سليم) وهو يقول
-ع اقل من مهلك يا حبيبتى
ابتسمت له ثم دخلت إلى الداخل لتبدل ملابسها فإخرج (سليم) هاتفه وظل يتصفح فيه احدى مواقع التواصل الأجتماعى حتى سمع صوت أحدهم يدخل من باب المنزل نظر خلفه وجد إن القادم هى (وردة) ابتسم حين رأها بينما (وردة) عوجت فمها حين رأته وكانت ستتجه إلى  الداخل ولكن استوقفها صوته قائلا
-عاملة ايه يا (وردة) ؟
فنظرت له بشدة ولم تجيب ومسكت كتبها التى بيدها جيدا واكملت طريقها فتحدث مرة ثانية
-وحشتينى ع فكرة
التفت له ونظرت تجاهه وكانت عيناها تشتعل من الغضب ٠٠

#للحب_وجه_آخر

#علا_السعدني

للحب وجه آخرजहाँ कहानियाँ रहती हैं। अभी खोजें