" ما الذي لديك لتقوله ؟ "

ربع الملك يديه و إتَّكأ بظهره على المِقعد ثم قال لها بهدوء بينما يوزِّع نظره على منظر الطبيعة الهادئة حوله

"هل رأيت وجهها أو تحدثت معها ؟ "

" تقصد أمي ؟ "

سألت بيلا بغباء و استخفاف متعمد محاولة حرق أعصاب الملك و جعل مزاجه يتعكر , فهي تعلم كم يكره أن يجيب أحد على سؤاله بسؤال أخر , و بالفعل قال لها الملك بجدية بينما يحاول ضبط أعصابه و السيطرة على غضبه

" إيزابيلا أنا أتحدث معك بجدية لهذا إذا كنت فعلاً رأيتها أجيبيني على أسئلتي لأتأكد ! "

" و أنا لست مرغمة على التأكيد لك , فأنا لست بحاجة إليك , كما تدبرت أمري سابقاً بدونك سأفعل الآن و سأجد الحقيقة التي تخفيها أنت و زوجتك عني ! "

قالت له بيلا بحدة ليقول الملك ببرود

" عن أي حقيقة تتحدثين , لقد أخبرناك الحقيقة "

تنهد الملك بخفة يحاول السيطرة على أعصابه ثم قال لبيلا في محاولة يائسة منه ليقنعها بكلامه ، فهو يعلم جيدا أنها لا تشبهه فقط في الشكل بل في الشخصية أيضا و خاصة في العناد !

" أمك كانت مجرد جارية إيزابيلا ، و كل ما كان يهمها هو المال و الجاه و السلطة لم تهتم لأمركِ يوما ! "

كلامه كان جارحا للغاية لكن من كثرة الكلام القاسي الذي ألقاه عليها قبلا لم يؤثر الأمر عليه كثيرا بل أجابته بسخرية فاجأته

" و أنت لا تختلف عنها كثيراً , أنت أيضاً لم تهتم لأمري ! "

أشاح الملك بوجهه بعيدا عنها سريعاً بعد سماعه لكلامها و أجابها ببرود و قال بينما يجز على أسنانه بصعوبة

" لا ، لم أفعل "

أومأت بيلا بتفاهم ثم نهضت من الكرسي الخشبي و إلتفتت لتقابل وجه الملك الذي يطالعها ببرود و قالت له بجدية

" أتعلم مولاي آخر جملة نطقتها قبل قليل كانت أصدق جملة سمعتها صادرة منك من كثرة أكاذيبك أصبح من الصعب علي تصديقك ، و الثقة بك أصعب بكثير, أعلم أني لا أعني لك شيء في حياتك أبي و لكني أتمنى أن تستطيع في يوم أن تتحدث معي بصدق ! "

بعدما ألقت عليه هذه الكلمات انتظرت لثواني علَّه يقول شيء إلا أنه فضل الصمت و هذا ما جعلها تلتفت و تعطيه ظهرها ثم تغادر , لم تكن راغبة بالعودة لغرفتها لكن تذكرت أن رينزمي و سمانثا هناك ، تنهدت بخفة ثم شقت طريقها متجهه إلى غرفتها ، فتحت الباب و دخلت لغرفتها بحذر لكي لا توقظ رينزمي و أغلقت الباب بهدوء خلفها , كانت الغرفة غاطسة في ظلام دامس إلا من ضوء الشمعة التي استقرت على الطاولة و بسبب هذا الضوء الخفيف استطاعت أن تلمح وجه سمانثا التي تجلس على الكُرسي ...

نورسينWhere stories live. Discover now