الفصل الثامن والعشرون

15.1K 336 3
                                    


قلوب صماء
بقلم فاطمة الألفي

ابتسم أسر لوالدها وصافحه بكل احترام ، وتلاش غضبه عندما اعتذر أسر له واخبره السبب وراء تاخيرها هو العرض وانتهى الان، وانه أراد ايصالها بنفسه حتى لا تتعرض لمضيقات الطريق، احترمه والد همس وقدره واخبره بأن ياتى فى الغد ليتحدث فى أمور الخطبه ، فرح أسر داخله وودعه وعاد إلى منزله .....
..........
بعد ان استقلا مقاعدهم بالطائرة ، كانت تشعر بالإرهاق ، استند برأسها لصدره وهو يطلب منها اغلاق اعينها ، يخشى عليها ان تصيب بالخوف أو هلع بسبب اول مرة تستقل طائرة ، لا يريد ان تقلق بوجوده ، ويعلم أنها متعبه حقا ، كان يشعر بالسعادة بوجودها جانبه غافيه على كتفه ويضمها بيده ، وهى نائمه داخل احضانه مثل طفلته ، علم انها فى ثبات الان ، قبل رأسها وظهرت ابتسامته ، الآن يتنفس بارتياح بقربها لقلبه ، واغمض عيناه أيضا لانه يشعر بالتعب ، وخلال ثواني معدودة كان هائما فى احلامه .، إلى أن تصل الطائرة إلى مطار بريطانيه العظمى ...
.........
قرر شريف وزوجته وعز ان يعودو الى القاهرة ، بسبب اعمالهم ، وبسبب اخر يخص عز ، يريد أن يتعرف على هذة الفتاه التى استحوذت على تفكيره بسبب خجلها ، أما يزيد قرر المكوث بالاسكندريه اليوم فلم يقدر على العودة فى هذا الوقت المتأخر من الليل ، طلب منه محمود اصطحابه إلى منزلهم ولكنه رفض ، فقرر محمود مهاتفه أسر ويطلب منه ان يصطحب يزيد إليه لقضاء الليله معه ، رحب أسر بشده وانتظر قدومهم ....

محمود . خلاص يا عم مالكش حجه بقي ، أسر دة بقي صاحب صاحبه وجدع وزى أخويا بالظبط
يزيد . انت شغال بالك ليه ، انا هقضى الليله فى اى اوتيل عادى والصبح انزل البلد
محمود . لا ماينفعش والله خلاص أسر مستنينا ماتبقاش حساس كدة احنا اهل .
نظر يزيد إلى ماريا التى تقف بجانب شقيقها . طبعا اهل ماشى موافق بينا على بيت أسر

........

استقل السيارة بجانب محمود وماريا تجلس بالمقعد الخلفي تنظر اليه باستغراب شديد ، تريد أن تفهمه ، ولكنه غامض امامها ، لم تستطيع ان تفك شفرته ، فيتبدل بين ليله وضحها ، ترا بعض الوقت بارد واحيانا هادئ مبتسم ، وأخيرا يعتذر منها ، فلم تحدد شخصيته وأصبح شاغلها الشاغل تحديد شخصيته ، التى تعلقت بها من مجرد حديث شقيقته وعن علاقتهم المترابطة القويه ، التى رائتها بنفسها ، فاقت من شرودها عندما كان يودعهم بابتسامة شكر وامتنان ....
كان أسر ينتظره أمام البنايه ورحب به واصطحبها إلى شقته ، واستقل محمود سيارته عاد إلى منزلهم ..
..........

فى شقه أسر .
أسر . منور يا معلم ولا اقولك دكتور والقاب وتكليف وكدة تحب ايه
ابتسم يزيد له . مافيش داعى للالقاب يا معلم هههه
أسر . هههه اشطه ، شكلنا كدة هنبق أصحاب
يزيد . شرف ليه ، انا ماعنديش أصحاب ، كنت مركز فى دراستى ومستقبلي ان احقق امنتي .ابق دكتور ناجح وانشغلت بدراستى وسفرى عشان أكمل مشوارى ، ماهتمتش أكون صداقه .
أسر بتفهم . مش عيب انك انشغلت ، عشان كان عندك هدف قوي بتسعى لتحقيقه
يزيد بتنهيدة . فعلا ماعنديش اهم من هدفي ، ان احقق حلمي واشوف اختي طبيعيه ، مش عايز اشوف حد زى جميله ، انا أكتر حد عاش معاناتها ، وأن شاء الله هعمل كل إللى اقدر عليه لجميله والأطفال كمان ، فى أطفال كتير محتاجين نساعدهم ونحس بيهم ونخلي حياتهم احلي لم يسمعو لأول مرة فى حياتهم ، كدة هيحسو بالحياه بشكل تانى
أسر بابتسامه. ان شاء الله تحقق كل احلامك ، وتبق اشهر دكتور فى زراعه القوقعه
يزيد . هههه واسعه دى شويا
أسر . مش بعيد يا عم المتفائل ههههه ، طب بقولك ايه عمرك حبيت
يزيد بتهرب . بقوله ايه يقولي ايه هههه
أسر . مش مهم ، بس انا حبيت ومش مصدق نفسي ان قلبي دايب ، يا لهوووى على دة إحساس .

قلوب صماء ...بقلم فاطمة الألفيWhere stories live. Discover now