الفصل الخامس والعشرون

15.6K 378 3
                                    


قلوب صماء
بقلم فاطمة الألفي
كانت تشعر بالخجل من نظراته وحديثه ، فهو اراد اللعب باعصاب الجميع ، وبعد الانتهاء من الغذاء استاذن عمه الذهاب ،والآن الفتاه تتنفس بارتياح ..
عز وهو يودع شريف أمام باب المنزل
عز بغمزة . بتصيع عليه يا عمي ههههه مش عز إللى يتختم على قفاه
شريف . انت تطول اصلا نور دى نسمه كدة معديه ولا تحس بيها
عز . هى قمر مافيش كلام ، انا قصدك عليك انت ومنى بلاش اللعب دة معايا ، وتعاللى دوغرى انت عارفني بكرة الحورات ، كنت عرفني وبلاش تحور انت ومراتك
شريف . اعمل ايه غلطان ان بفكر فى مصلحطك
عز بنصف ابتسامه . مش عايز أظلم حد معايا ، على الأقل فى الوقت الحالى ، سبني اخد وقتي براحتي ، وربنا يقدم إللى فيه الخير
شريف . انا شايف نور مناسبه ليك ، بس حقك تكون مقتنع وتأخذ وقتك ، معاك ان دى خطوة مش سهله ، بس لازم تحسم امورك ، وخلى بالك نور ماتعرفش وممكن تضيع منك فقرر وشوف انت عايز ايه ، ولم ارجع من البلد لينا كلام
عز . ربك يسهل ، اشوف وشك بخير ..
....................
فى المشفي كان يجلس ينتظر نتيجه الفحوصات التى اجراها لشقيقته ، وبعد أن اءت موعد استلامها ، شعر بأن قلبه ينبض بشدة من خوفه من معرفه النتيجه النهائيه ..
سحب جميله من يدها وغادر المستشفي والافكار تتخبط به الآن ، فالى الان لم ينظر إلى النتيجه المدونه بالتقارير ، قرر أن يختلى بنفسه وأن يتفحصها جيدا ، بعيدا عن اعين شقيقته ...
وبعد أن وصل إلى المنزل ترك شقيقته وصعد إلى غرفته ليتفحص الاوارق والاتصال بدكتوره المشرف على رسالته لمناقشه الأمر معه ...
.........بقلم فاطمة الألفي.............
ظلت كارلا بجانب نوراه تقص له عن حياتها ، وتستمع إلى والده يزيد عن حياتها وحياه زوجها الراحل وابنائها وشاركتها الحديث عن معاناة جميله فى الصغر واكتشاف مرضها ، وسبب دخول يزيد الطب لأجل ان يجلب السعادة إلى شقيقته ، لأجل ان يعمل بكل ما بوسعه من أجل ان يراها طبيعيه مثلها مثل الجميع ، يريد أن تسمعه وتتفوه باسمه ، ويسعي طوال حياته من أجل ذلك اليوم ، الذى تسترد في طفلته الصغيرة سمعها ونطقها ...
تاثرت كارلا من حديث والدته ، والدموع التى راءتها فى عينها من أجل ابنتها ،.
شردت كارلا فى حياتها وقارنت بين طبيعه حياتها وحياه يزيد ، وبين عائلتها التى تخلت عنها ، وبين عائله يزيد التى لن تتخلى عن ابنتهم المريضه ، شعرت بالاسف والندم لحالها ، وما توصلت إليه ، كانت سعيدة بمكوثها فى جو من الالفه والمحبه من الجميع ، وقررت أن تترك يزيد لحياته ، لا تريد أن تزيد من همه ومعاناته من أجل شقيقته ، فقد ورطته فى خدعه الزواج ، عليها أن تصحح ما اقترفته من أخطاء ، واولهم ان تلتزم بأمور دينها وأخلاقها ، وأن تعرف وتدرس كل شئ عن الإسلام التى اصبحت تعشقه بسبب اخلاق تلك العائله و تعلقهم بامور دينهم والعمل به ، فهى راءت معاملتهم معها وهى لم تقرب لهم ، يتعامل الجميع معها بكل حب واحترام .طيبه ، فهى ليس منهم ولكن تشعر بالاحتواء والامان داخل هذة العائله ، قررت أن تترك يزيد لحياته الخاصه وأن تبرءه من هذة التهمه التى وضعته بها ، وما كان منه إلا أن يستر عليها ويصلح خطاءها وليس هو من اقترف الذنب ولكن شعرت بندمه واسفه ، واراد ان يصلح من شأنها وحاول معها كثيرا وما كان منها إلا أن ردت له يد العون بالخديعه التى تشعرها بمدا وضاعتها ، عليها الآن ان تبعد عنه فهو لن يستحق أن تكون زوجته بهذا الشكل ، عليها أن تعتذر وتطلب المسامحه .تغادر العائله التى حقا احبتها ، تريد التوبه والاعتراف بالذنب ...
بعد ان قضت أوقات من السعاده والالفه والمحبه بجانب عائلته ، وشعرت الاسرة التى تفتقدة ، قررت مصارحته بالحقيقه فهى تشعر بالذنب اتجاهه ، وتندم علي كل ما فعلته في حقه ،،.
فقد رأت الطيبه والامان والحنيه داخل هذة العائله ، المحبه لكل فرد بها ، عائله مترابطه متماسكه ، وقت الاذمات والمحن يدهم بيد الاخر ، فهي حقا سعيدة بهذة المدة التي قضتها جانبهم ولذلك لا تستطيع خداعه بعد الآن ،،
توجهت إلى غرفته وطرقت الباب وانتظرت ان ياذن بالدخول ..
عندما سمع الطرقات توجه لفتح الباب وتفاجئ بها .
يزيد . خير يا كارلا
كارلا باسف . ممكن نتكلم شويا
يزيد . تعالي ننزل تحت فى الجنينه هنا ماينفعش
كارلا بهدوء حاضر
أغلق غرفته وسار جانبها إلى أن وصل إلى حديقه المنزل ..
يزيد . اقعدي فى حاجه ولا ايه
كارلا باسف . انا أسفه
يزيد بتضيق عيناه . أسفه علي ايه ، انا اللي اسف ان مأجل موضوعنا ، بس انتي عارفه اللخبطنه اللي انا فيها .
كارلا بدموع . لا يا يزيد انا أسفه علي كل حاجه ، انت مالكش ذنب فى حاجه ، انت مالمستنيش انا كدبت عليك .
جحظت عيناه من تصريحها .
أكملت بدموع الندم والاسف . انا أسفه بجد ، انت عمرك ماقربت مني،ولا فكرت فيه ، انا كنت محتجالك شوفت فيك الراجل الشهم والجدع ، كنت بتعاملني بكل ادب واحترام ، أخلاقك عاليه مابصتليش اى بصه وحشه ، حبيت شخصيتك ، وخوفك على اختك الصغيرة لم حكتلي عنها ، اتمنيت أكون مكانها عشان الالقي حد يحبني ويخاف عليه ، كنت شيفاك جد فى دراستك وطموح وبتسعي عشان تحقق هدف واحد انك تعالج اختك.، بجد اتمنيت أكون قريبه منك باي شكل ، غيرتني من غير ماتحس ، بطلت كل حاجه ممكن تبعدني عنك ، كان نفسي تشوفني وتحس بيه ، حبيت إيمانك بدينك وحببتني فى دينك من غير ماتطلب مني ادخل الاسلام ، حبيته من أخلاقك وطريقتك فى التعامل ، حبيته فى مسامحتك فى تدينك فى صلاتك ،واهتمامك بعيلتك واختك حتي وانت بعيد عنهم ، دايما بتفكر فيهم ، شوفتك متواضع وجدع فى كل حاجه ، عمرك ماخذلتني دايما كنت تقف جنبي فى اي محنه بلاقي كلامك يرجعني ويوقفني ان أكمل ، انا ماليش حد زيك كدة ، عشان كدة اتمنيت قربك ، أسفه ان اوهمتك بحاجه زي كدة ، بس انا كنت زي الغريقه إللى نفسها تتعلق بيك عشان توصلها لبر الامان ، ارجوك سامحني يا يزيد وأنا قضيت هنا أجمل أيام فى حياتي وسط عيلتك ، قد ايه كنت مفتقدة جو العيله .الاسرة انا ماليش حد ، بس رغم ان غريبه عنهم حسيت انهم عيلتي ،حبيت جدك ووالدتك وحنيتها حبيتهم كلهم وحبيت جميله جدا ، بجد انا هفتقدكم كلكم ، انت عملت ليه اكبر خدمه فى حياتي ان عشت مع اهلك وحسيت بشعور مفتقداه من عشر سنين بجد انا هفتقدهم كلهم ، بس فرحانه ان هخرج من هنا كارلا تانيه خالص ، مؤمنه وموحدة بالله ، شكرا ليك يا يزيد انت حطتني على الطريق الصح وانا هكمل فيه ،مش هرجع لندن تاني ، هبدا هنا ولادتي من جديد وحياه جديدة وآمل جديد ، شكرا ليك علي كل لحظه سعادة عشتها فى البيت دة وعمري ماهنساها ، بس يا ريت تسامحني من قلبك بجد .
بعد ان انهت حديثها ظل ينظر لها باستغراب وفرحه بنفس الوقت .
يزيد . يااااا يا كارلا ماتصوريش كلامك رايحني قد ايه ، ان برئ من الذنب دة ، كنت بائنب نفسي فى يوم خمس مرات وادعي ربنا يغفري فى كل فرضه ، انتي فرحتيني اوى ومش قادر اوصفلك فرحتي بتغيرك الجديد ، كارلا انتي زي اختي وانا مسامحك خصوصا ان الذنب اتشال وانتي طيبه وجواكي خير ، الحمد لله والشكر لله انك مقتتعه باسلامك ، ربنا يثبتك
كارلا بابتسامه . مش عارفه أشكرك ازاى على كل حاجه
يزيد . مافيش شكر قولتلك انتي زي اختي ، وأنا موجود فى اي وقت تحتجالي هتلاقيني جنبك ، وهنا اهلك بردو ، كارلا مش معني ان رفضك كزوجه انك وحشه انتي مقامك كبير دلوقتي عند ربنا ، انتي داخله الاسلام بسماحه وصدر رحب ، انتي لسه صفحتك بيضه ماتلوستش بالذنوب ، وأنا واثق فى ربنا ان هتقابلي الإنسان إللى يستهالك وهيعوضك باللي احسن مني ، التائب من الذنب كمن لا ذنب له ...
كارلا بابتسامه . تفتكر حد هيرضي بيه بعد لم يعرف الماضي البشع إللى هيفضل وصمه عار
يزيد بضيق . ماتقوليش كدة ،انسي الماضي وخليكي فى الحاضر وانتي الأمل قدامك وطريق الحياه مفتوحلك ، واكيد في غيري كتير ممكن يقبل بيكي ، مش عيب فيهم ولا تقليل من رجولتهم انهم يرتبطو بيكي ، مش يمكن دي عيبي انا اللي مش قابل بكدة ، بس انا واثق ان فى انسان متسامح أكتر مني وهيقبل ، ومش بقلل منك والله العظيم ، بس دة طباع فيه والطبع زى مابيقوله غلب التطبع هههه
المهم هنا في ايه ويشار الي قلبه .
ابتسمت له كارلا وودعته ،...
حمل حقيبتها وغادرت المنزل ورفضت ان يقلها يزيد الي طريقها ، فقد قررت ان تسير طريقها وحدها هذة المرة وداخلها قلب نقي ليس به ذره بغيضه لاحد ولا كرة ولا قسوة ، فقلبها الان أصبح طاهر ، نقي ، عامرا بالإيمان ..
.......بقلم فاطمه الألفي .........
صعد يزيد لغرفته ويتابع فحص التقارير التى تخص شقيقته ، وبدأ فى تصوريها وارسالها الى الدكتور الالماني ، وظل يتحدث معه عن تلك العمليه وخطورتها على شقيقته ، فهى فى عمر الثامنه عشر وتلك العمليه خطر ، ولكن عليه ان يسعى لإتمام وعده إلى شقيقته، وبعد أن قلقه الطبيب الالمانى من حدوث مجاذفه اذا خضعت شقيقته لعمل زرع القوقعه ، فنسبه فشلها تجاوز التاسعون بالمئه وفقط نسبه النجاح لم تتعدى العشرة بالمئه ..
قام ليصلى صلاة الاستخارة ، يطلب من الله الدعم فى اتخاذ القرار المناسب لتلك المجازفه ، وبعد أن انتهئ من صلاته وقرأ دعاء الاستخارة ، حاول إغماض عينه وهو يبتسم يشعر بالراحه بعد اعتراف كارلا بأنه برئ ولم يمسها ، فقد انزاح عن صدره ثقل كبير .الان يتنفس براحه ، فجاه اقتحمت تفكيرة ذات العيون الزرقاء ، حاول تنفيضها من مخيلته ، فلماذا تاتى الان بمخيلته ، تغاضه عن الأمر وبعد لحظات كان فى ثبات عميق ..
بقلم فاطمة الألفي...............
اما عن جميله ظلت بغرفتها وحاولت أن تغمض عيناها ولكن يجفيها النوم ، فظلت شاردة فى تلك الرساله الورقيه التى هزت كيانها وزلزلت قلبها ، وظلت تفكر فى اللحظات التى كان يتعامل معها بكل حنيه وحب فقد اشتاقت حقا إليه ، تغحصت هاتفها مرة اخرى تقرأ رسائله وتبتسم وهى سعيدة على تمسكه بها ، فهل حقا يحبها ويعشقها يريدها حتى إذا لم تسترد نطقها وسمعها. فهل يتحملها الباقي من عمرهم وهو جانبها ويتاقلم على اعاقتها اما انها فترة مؤقته وسوف تنقضى ، مجرد وقت عابر فى حياته ، ام انها كل حياته .....
بقلم فاطمة الألفي.................
اما فى منزل الحاج قاسم بعد ان تحدث مع محمد زوج عنبر ، وطلب منه أن يادبها بطريقته الخاصه ،
اجبرتها والدتها ان تذهب مع زوجها ، قبل أن ينفضح أمرها وتصبح حديث البلدة ، فنصاغت لكلام والدتها المندب الجارح لها ولكرامتها وقررت الذهاب مع زوجها بعد ان اخبرها الجد بأنه ردها إلى عصمته بعد ان تحدث مع أمام المسجد فى البلدة ، وابلغه زوجها انها من استفذته وتفوه بالكلمه غير قاصد لها فى لحظه غضب وانفعال ، وقد امره أمام المسجد باخراج كفاره يمين او صوم ثلاث ايام ، أو إطعام عشرة مساكين ، وقد اخرج محمد الكفاره ونوى الصيام أيضا ، واصطحب زوجته وهو عازم على تلقينها درسا لن تنساه وبامر الجد أيضا ، فليس منه مفر ولا هروب وسوف يعاملها كم يجب أن تعامل ، بعد ان هدرت كرامته وجرحت رجولته ، فعليها التحمل نتيجه خطاءها ..
..................
اما عن مالك بعد سفر شقيقه الى الاسكندريه لمتابعه العمل ومساندة اسر لانجاز العمل ، اختلى بنفسه فى غرفته وقد إجراء بعض الاتصالات الهامه ، اقسم ان يرجع زوجته ولن يترك البلده الا وهى بيده ، وبدأ فى رسم الخطه المحكمه وبمساعده صديقه .
.....................
استقل شريف سيارته وبجانبه زوجته ، تحمل طفلها الصغير ادم ذات الخمس أعوام ، وعزم شريف على شق طريق الذهاب إلى بلدته ..
................
فى شقه عز ظل شارد يفكر فى حديث عمه ، ويتردد فى اذنه جمله واحدة ، بلاش تضيعها هى كمان من ايدك ، وتذكر خجلها وصدمتها عندما كان يشاكس عمه وابتسم لا اراديه وهى تستحوذ على تفكيرة وكأن ملامح وجهها طبعت بذاكرته وذات بشره خمريه وعينان زيتونتين وشعر بني قصير يصل إلى كتفها وذات غمزات ساحرة .
عز بتنهيدة لم يستطع النوم انتفض من فراشه وهو يحدث نفسه . وبعدين بقي هى جات فى تفكيري ليه ، طب جميله قوام كدة نسيتها وبفكر فى غيرها ، معقول ولا انا بتهيالى ، شريف عنده حق فعلا ان جميله اختى وأنها مسئوله منى وعشان كدة حابب احميها وحاسس بالمسئوليه اتجاهه ، ولا انا فعلا بحبها ولسه عايزها تبق مراتي ،مش عارف ليه متلخبط ، يارب انا محتار مش عارف اختار ، جميله ولا نور
هو انا كنت بحب جميله ولا حاسس بالذنب وخوفت عليها حد يجرحها وقولت انا أولى ببنت عمى ، انا مش فاهم حاجه ولا عارف انا عايز ايه ، طب جميله عايزة ايه هتكلمل مع جوزها ولا لاء ، يووةة بقي انا دماغي ضربت خلاص ، بعد عدة ساعات من التفكير والأرق ألقى بنفسه بالفراش وذهب فى ثبات عميق ..
............بقلم فاطمة الألفي.............
اما فى عروس البحر الأبيض المتوسط (اسكندريه)
كان يفكر فى صاحبه العيون السودا التى سحرته من دموعها ، وكانت هذة الشعله التى اشعلت نيران قلبه وجعله ينبض بقوة وقد قرر أن لن يضيع الوقت ويغتنم الفرصه ولا يتردد فهو قرار حاسم ومصيري وقد اتخده بقلبه الذى يخفق بشده وعليه أن يتم ما بدءه ، فقد أُصاب بسهام الحب ..
.......
يتبع  

قلوب صماء ...بقلم فاطمة الألفيWhere stories live. Discover now