الفصل الثالث عشر

16K 415 6
                                    

 
قلوب صماء
بقلم فاطمة الألفي.

انتفض بفزع من نومه عندما فتح عيناه بكسل وجدها نائمه داخل احضانه وهو لا يفهم شئ عما حدث ولماذا هى تنام بجانبه بهذة الملابس المثيرة .
ابتلع ريقه بصعوبة وهى مصدوم لا يعلم ماذا فعل .
يزيد بعصبيه . كارلا قومى قوليلى ايه نيمك هنا فى سريري وازاى مش فاهم
كارلا بحزن . ليه مش فاكر حصل ايه بينا ولا نسيت
يزيد بصدمه . نعم حصل بينا ايه ان شاء ا لله انتى اكيد اتجننتى، قومى استري نفسك .
تصنعت الدموع وبدات فى التمثيل .
كارلا بدموع . هو عشان بحبك ووثقت فيك تقول عليه مجنونه ، انا بحبك وعشان كدة مش ندمانه على إللى حصل بينا
يزيد بانفعال . تانى هتقولي اللي حصل بينا ، انا لا يمكن أكون عملت كدة
كارلا بحزن مصطنع . يعنى انا هتبلي عليك مثلا وهجى سريرك لوحدى ازاى انت مش فاكر لم جيت اطمن عليك حصل ايه
يزيد بغضب . وانتى تزفتى وتدخلي اوضتى ليه ، انا متأكد أن لا يمكن اعمل كدة
زادت فى البكاء . طبعا الغلط غلطى لانى حبيتك ووثقت فيك انا أسفه ماتلومش نفسك انا إللى غلطانه وهمت بمغادرة الغرفه وهى تبكى بحرقه زائغه واغلقت الباب خلفها.
دلفت غرفتها وهى تبتسم بشر ووعيد أمام المرآه..
اما عن يزيد ظل مصدوم ويحدث نفسه .
يزيد بتفكير . مش ممكن اكون عملت كدة
انا لا يمكن أكون عملت كدة انا مش حقير ولا واطى ولا ندل عشان اعمل كدة ، هى قدامي بقالها سنه ولا عمرى فكرت فى حاجة زى دى ، استغفر الله العظيم يارب من كل ذنب عظيم، انا مش عارف اتصرف ازاى ومش فاكر ايه حصل بينا بجد ، دى انا خلاص قربت اناقش الرساله وراجع بلدى معقول أكون ضعفت بس انا عمرى ما فكرت فيها بالشكل دى ، اكيد فى حاجة غلط ، لازم اتكلم معاها وافهم حصل ازاى .
قرر الحديث معها ليفهم ماذا حدث بالفعل وتوجه إلى غرفتها وطرق الباب عدة طرقات ولم ياتى اى رد.
استمع الى صوت بكاءها .
ودلف غرفتها بهدوء وظل واقفا مكانه .
يزيد بضيق. من فضلك يا كارلا بلاش عياط عشان نعرف نتكلم بهدوء، انا بجد مش فاهم حاجه
كارلا بحزن. تقصد ايه انا السبب صح ، ارجوك سبنى لوحدي من فضلك ، انا فعلا السبب ان حبيتك والغلط غلطي انا مش انت وانا بعفيك من مسؤليه إللى حصل بينا ، وانسي اللي حصل بلاش تئانب ضميرك عشان ترتاح وكمل حياتك عادى يا دكتور، انا بجد أسفه انا إللى غلطانه عشان حبيتك واطمنت ليك، اعتبر ماحصلش حاجه بس بلاش تظلمنى وتجرحني أكتر من كده انت عندك اخت فكر فيها .
ظل مصدوم أكثر من حديثها بخصوص شقيقته وترك الغرفه بضيق ولا يعلم ماذا يتصرف فى هذا الماءذق .
جلس بالفراش ويضع يده على جبينه يعتصرة يحاول تذكر اى شئ عن ليله أمس ولكن للأسف الذاكرة لا تساعده.
كان يشعر بالاختناق والندم ويلوم نفسه ، هل فعل بها هذا حقا ولم يرضي لنفسه التخلي عنها ، ولن يسمح لاى اذي يصيب شقيقته بسبب تصرفاته الحمقاء ، وحاول اتخاذ القرار الصائب .
زرع الغرفه ذهابا و ايابا وظل يحدث نفسه ويانبها .
وجودي هنا غلط من الاساس، المفروض كنت رفضت اعيش هنا معها فى بيت واحد تحت سقف واحد كان غلط من الأول ، ماينفعش أكون معها فى نفس المكان ومغلوق علينا باب، انا قبلت بالغلط من الأول يبق أتحمل المسئولية نتبجه الغلط دى ،معقول أكون ضعفت بس انا عمرى ما فكرت فيها بالشكل دى ولا نظرت لها نظرة مش تمام ، دايما كنت براعي ربنا فيها وعامل حساب لربنا ازاى اضعف كدة ، طب اتصرف معاها ازاى وهبص لوشها بعد كدة ازاى وانا طلعت ندل وجبان حقير كمان ، هى مش غلطت لوحدها دى غلطى انا كمان ولازم اصلح غلطتي مش هقبل أكون ندل معها ولا يحصل حاجة لجميله بسببي ، انا لازم أتحمل المسئولية كامله .
قرر الحديث معها مرة اخرى ..
توجه إلى غرفتها ودلف بتردد وهو يشعر بالندم .
يزيد بضيق . كارلا اى كان ميت الغلطان فينا انا ملزم اصلح الغلط دى ، بس من فضلك تهدي وبلاش عياط كفايه كدة ، بس بطلب منك تستحملينى لم اناقش الرساله وارجع بلدى وهتكوني معايا عشان مش هتجوز من غير عيلتي وسط اهلي وتتعرفي عليهم .
كاد قلبها يقزف من شدة فرحتها ولكن سيطرت على فرحتها وتماسكت وتصنعت الرفض .
كارلا بدموع . لا يا يزيد دى مش ذنبك انت قولت قبل كدة ان مش الانسانه المناسبه ليك ، بلاش تظلم نفسك معايا ، مش عايزة تكون مطر تتجوزنى .
يزيد . كارلا من فضلك دى غلطى وانا لازم أتحمل نتيجته وأن كان على اى كلام قولته قبل كدة ، انا بسحبه ياستى واسف على إللى حصل ،انا لا عمرى كنت واطى ولا جبان وممكن أهرب من مسئوليتى ، بس زى مااتفقنا هترجعي معايا بلدى والأمور هناك هتمشي عادي .
أسرعت إليه بفرحه وضمته على حين غفله وشعر يزيد بالضيق من خطة التصرفات وابعد يدها برفق .
يزيد بجديه . بلاش اى تصرف طايش يا كارلا الامور بينا هتفضل زى ماهى لحد لم تبقي مراتي على سنه الله ورسوله ، إذا كنت عملت الغلط وانا مش مدرك فأنا دلوقتى واعي وعارف انا بعمل ايه متفقين
كارلا بهدوء . أسفه والله مش هتتقرر تاني
يزيد . انا نازل الجامعه دلوقتي ، محتاجه اى حاجه
كارلا . لا شكرا .
غادر المنزل بضيق وهى ظلت تقزف من شدة فرحتها ، اخيرا سوف تحقق ما تتمناه وتصبح زوجته ...
(انا كيدهن عظيم)
فى الاسكندرية

قلوب صماء ...بقلم فاطمة الألفيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن