قلوب صماء
بقلم فاطمة الألفي.
طلب مالك من يزيد إحضار جميلته لتحضر عرض الشركه ، وخصوصا لديها بعض التصاميم خاصتها ، ولها دور مهم فى انقاذ الشركه من الخسارة ، وافقه يزيد على طلبه وقرر أصحابها ..
.......
فى العرض الخاص بشركه السمنودى وعن الشركه المتعاقدة شركه المنياوى ، بدأ العرض الان ،وكان عرض مبهر وجميع الحضور متعلقه اعينهم على تلك التصميمات الجذابه ذات الألوان الرقيقه الهادئه التى اخترتهم جميله و ماريا بعنايه ، وتصاميم تخص المحجبات وكانت تتالق العارضات وهى تقدم العرض ، وكانت ماريا وهمس وأسر يقف بجانب العارضات ليدعمهم بالثقه ، ومالك ينتظر قدوم ملاكه الحبيب ، وفجأة ظهرت ملاكه برفقه شقيقها برداء ساحر بلون عيناها الخضراء الساحرة وحجابها الابيض الذى يعطى لبشرتها البراءة والرقه ، فقد خفق قلبه بشدة عندما تلاقت اعينهم ، اسرع إليها بشوق ، صافح يزيد وقبل وجنتها وهو الآن يتنفس بارتياح بعد ان رآها امامه ، وفجأة اتت ماريا تركض إليه بسبب العرض ، ولم تكترث بوجود يزيد ، الذى كان ينظر لها بقلق من هيئتها .
ماريا . مالك الحق العارضات كلهم جهزو بس مافيش حد يلبس فستان الأبيض .
مالك بابتسامة . طب ما انا عارف اهدى ، انتى بتجري عشان كدة
ماريا بصرخه . جميله ضمتها بفرحه وقبلتها ، ويزيد يتابع الحوار القائم وينظر إليها بقوة يحاول فهمها .
مالك . ميرو ، جميله هى إللى هتلبس الفستان الأبيض وهى صاحبه العرض كله ، وليها سبب اساسي فى وقوفنا على رجلينا من تاني ، ومافيش أهم منها فى العرض
جميله بقلق ، تهز رأسها بالنفي
امسك مالك يدها وهو يضغط عليها برفق وينظر لعيناها بحنيه . معقول هتتخلي عني ، انهاردة نجاحك مش نجاحى ، الفستان دة الوحيد إللى صممته بقلبي واشتغلت عليه بضمير ، عشان مش هقبل بحد غيرك يلبسه ، غمز ليزيد وسحبها وهو يحتضن كتفها وسارت معه بتشتت إلى أن أوصلها إلى غرفه خاصه بتبديل الملابس خاصه بها وحدها ، يوجد بها ثوب الزفاف الأبيض التى صممته بنفسها وكان أحد احلامها ، فالآن أصبح الثوب امامها ، نظرت إليه باستغراب .
ابتسم مالك . هو تصميمك وأنا فصلته بنفسي خد مني يومين متواصلين ، انجزته بصراحه هههه
مازالت غير مدركه ما يحدث .
مالك بحب . بس فى سؤال محيرني ، كنتي كاتبه على الرسمه انك مش عايزة ترتديه وانتهى الأمر ، ممكن افهم ليه ، مع أنه عجبك وصممتيه بحب
جميله تبحث عن شي لتدون به الرد .
مالك بابتسامة . انا هفهمك بالاشارة
جميله بصدمة تبتسم وتطلق ضحكتها للعنان
مالك . هههه مصدومه صح ، انا اتعلمت الإشارة عشانك وخدت قرص مكثف كمان ولسه مستمر ، بس هحاول افهمك قولي بقى
أشارت جميله الى نفسها وإلى بعض الاشارت بيدها وإلى مالك ، وإلى تقليد جدها بالعصا الذى يكت عليها .
مالك بصدمة . مش فاهم حاجه اقسم بالله ، لا انا لسه مبدتى هههه خدى الموبايل بتاعي أرحم
ابتسمت جميله واخذت هاتفه وسجلت به ما تريد ان تقصه .
(ماكنش عندى فارس أحلامي إللى ممكن البسله الفستان الأبيض ، عجبنى الفستان وقررت اصممه بنفسي ، بس عشان امنتى كانت تكمل لازم أكون مختارة فارس احلامى ، لكن جدي اختار يكون مين ، عز ، كنت دايما شايفه عز أخويا زى يزيد ، عشان كدة مش كنت عايزة البسه لحد مش من اختيارى انا )
التقط منها الهاتف وقرأ ما كتبته .
مالك بغيرة . عز تأنى
جميله التقطت منه الهاتف
على فكرة عز مش بيحبني الحب إللى انت متخيله ، عز شاف نفسه مسئؤل عني طول عمره ، وشاف ان بنت عمه هو اوله بيها عشان اعاقتها ، عز بيخاف عليه زى يزيد ، ومش بيقبل حد يزعلني ، هو كان حاسس بالذنب عشان طريقه جوازى ، يعنى اتفعل زى يزيد ، عز ماكنش عايز يشارك معاهم فى انهم يضحو بيه زى ماهو فاهم.،مش عايز يتحمل ذنبي ، عشان كدة انا طول عمرى شايفه عز ويزيد واحد ، كنت عارفه نظرات عز ليه ايه ، نظرات أخ صعبان عليه وضع اخته ، عشان كدة ماعرضش جدي ولا حد لم قالو عز لازم يتجوز جميله ، خاف يرفض عشان مايجرحنيش ، صدقنى عز أخويا بجد ،،
سقطت دمعه من عيناها ، رفع انامله ليمحيها ويضمها لصدره بحنان ويتنهد بسبب الم قلبه على محبوبته ،،
مالك بجديه . انا هفضل هنا لم تلبسي الفستان ، خايف حد يدخل ، كمان هساعدك ودة حقي ههه
شعرت بالخجل وظلت واقفه مكانها ،وهى تدفعه للخارج .
مالك . ماتحوليش انا قاعد ، نظر إلى ساعه يده ، يلا عشان العرض هيبدا
جميله بعناد ، القت الثياب على الأريكة الموجودة بالغرفه .
مالك باستسلام . ماشي يا جميلتى ،واكمل حديثه بغمزة من حق الجميل يدلع ، هقف على الباب لم تخلصي وامرى لله .
ترك الغرفه لكى تبدل ملابسها ، سند بظهره على باب الغرفه وهو يطلق تنهيدة تخرج من قلبه ..
..............بقلم فاطمه الألفي.....
عندما رأته ارادت الهروب من نظراته ،وكانت تهم بالمغادرة ، إلى أن تثمرت مكانها عندما لفظ باسمها .
يزيد . ماريا من فضلك دقيقه
عندما تفوه باسمها كاد قلبها ان يفضحها بسبب دقاته الصارخه ، وهى تشعر بالتوتر والقلق ، وتوردت وجنتها ، عندما وجدته يقف امامها .
ابتلعت ريقها بصعوبه وتصنعت القوة والجمود . افندم
يزيد . انا مديون ليكى بشكر واعتذار ، وانا بصراحه ماحبش أكون مديون لحد
ماريا بعدم فهم . نعم
يزيد بابتسامه .عاوز أشكرك على وقوفك جنب جميله وقربك ليها ومساعدتك كمان على انها تحاول تثبت نفسها فى حاجه بتحبها ، وبعتذر عن الموقف إللى حصل بينا قبل كدة ، انا اسف عمرى ما كنت عصبي على حد قبل كدة ، بس بصراحه ثورتك ومهجمتك ليه هى السبب ان انفعل عليكى ، ممكن تقبلي اعتذراى بس انا فعلا عارف انك غير مالك وجميله حكتلي كل حاجه ، بس وقتها كنت متوتر بجد بسبب عمليه جميله
ماريا بابتسامة . خلاص حصل خير
يزيد . يعنى مسامحه من قلبك ، عشان دة دين فى رقبتي
ماريا . عشان خاطر جميله عفونا عنك
يزيد بابتسامة . خاطر جميله بس
ارتبكت ماريا وتهربت منه . هشوف العرض بعد اذنك ، وركضت من امامه فى ثوانى كانت اختفت ..
يزيد . بتستحى عندها دم مش زى اخوها هههه
جلس يزيد بالمقعد ينتظر العرض ويشرد فى ضحكتها وخجلها ..
........بقلم فاطمه الألفي.......
YOU ARE READING
قلوب صماء ...بقلم فاطمة الألفي
Romanceحقا قلوب صماء مجردة من المشاعر و الأحاسيس . ليس الأصم الذى لا يسمع فقط وإنما الأصم . أصم الروح ، أصم المشاعر ، ملبد المشاعر يتميز بجحود القلب وسواد الضمير .. ينعم بالحياة المرفهة لا يحمل هم الغد ، فقط يتمتع بحياته . فقد فضله الله عن بعض خلقه بالجاة...