الفصل السابع والعشرون

15.5K 362 4
                                    


قلوب صماء
بقلم فاطمة الألفي.
طلب مالك من يزيد إحضار جميلته لتحضر عرض الشركه ، وخصوصا لديها بعض التصاميم خاصتها ، ولها دور مهم فى انقاذ الشركه من الخسارة ، وافقه يزيد على طلبه وقرر أصحابها ..
.......
فى العرض الخاص بشركه السمنودى وعن الشركه المتعاقدة شركه المنياوى ، بدأ العرض الان ،وكان عرض مبهر وجميع الحضور متعلقه اعينهم على تلك التصميمات الجذابه ذات الألوان الرقيقه الهادئه التى اخترتهم جميله و ماريا بعنايه ، وتصاميم تخص المحجبات وكانت تتالق العارضات وهى تقدم العرض ، وكانت ماريا وهمس وأسر يقف بجانب العارضات ليدعمهم بالثقه ، ومالك ينتظر قدوم ملاكه الحبيب ، وفجأة ظهرت ملاكه برفقه شقيقها برداء ساحر بلون عيناها الخضراء الساحرة وحجابها الابيض الذى يعطى لبشرتها البراءة والرقه ، فقد خفق قلبه بشدة عندما تلاقت اعينهم ، اسرع إليها بشوق ، صافح يزيد وقبل وجنتها وهو الآن يتنفس بارتياح بعد ان رآها امامه ، وفجأة اتت ماريا تركض إليه بسبب العرض ، ولم تكترث بوجود يزيد ، الذى كان ينظر لها بقلق من هيئتها .
ماريا . مالك الحق العارضات كلهم جهزو بس مافيش حد يلبس فستان الأبيض .
مالك بابتسامة . طب ما انا عارف اهدى ، انتى بتجري عشان كدة
ماريا بصرخه . جميله ضمتها بفرحه وقبلتها ، ويزيد يتابع الحوار القائم وينظر إليها بقوة يحاول فهمها .
مالك . ميرو ، جميله هى إللى هتلبس الفستان الأبيض وهى صاحبه العرض كله ، وليها سبب اساسي فى وقوفنا على رجلينا من تاني ، ومافيش أهم منها فى العرض
جميله بقلق ، تهز رأسها بالنفي
امسك مالك يدها وهو يضغط عليها برفق وينظر لعيناها بحنيه . معقول هتتخلي عني ، انهاردة نجاحك مش نجاحى ، الفستان دة الوحيد إللى صممته بقلبي واشتغلت عليه بضمير ، عشان مش هقبل بحد غيرك يلبسه ، غمز ليزيد وسحبها وهو يحتضن كتفها وسارت معه بتشتت إلى أن أوصلها إلى غرفه خاصه بتبديل الملابس خاصه بها وحدها ، يوجد بها ثوب الزفاف الأبيض التى صممته بنفسها وكان أحد احلامها ، فالآن أصبح الثوب امامها ، نظرت إليه باستغراب .
ابتسم مالك . هو تصميمك وأنا فصلته بنفسي خد مني يومين متواصلين ، انجزته بصراحه هههه
مازالت غير مدركه ما يحدث .
مالك بحب . بس فى سؤال محيرني ، كنتي كاتبه على الرسمه انك مش عايزة ترتديه وانتهى الأمر ، ممكن افهم ليه ، مع أنه عجبك وصممتيه بحب
جميله تبحث عن شي لتدون به الرد .
مالك بابتسامة . انا هفهمك بالاشارة
جميله بصدمة تبتسم وتطلق ضحكتها للعنان
مالك . هههه مصدومه صح ، انا اتعلمت الإشارة عشانك وخدت قرص مكثف كمان ولسه مستمر ، بس هحاول افهمك قولي بقى
أشارت جميله الى نفسها وإلى بعض الاشارت بيدها وإلى مالك ، وإلى تقليد جدها بالعصا الذى يكت عليها .
مالك بصدمة . مش فاهم حاجه اقسم بالله ، لا انا لسه مبدتى هههه خدى الموبايل بتاعي أرحم
ابتسمت جميله واخذت هاتفه وسجلت به ما تريد ان تقصه .
(ماكنش عندى فارس أحلامي إللى ممكن البسله الفستان الأبيض ، عجبنى الفستان وقررت اصممه بنفسي ، بس عشان امنتى كانت تكمل لازم أكون مختارة فارس احلامى ، لكن جدي اختار يكون مين ، عز ، كنت دايما شايفه عز أخويا زى يزيد ، عشان كدة مش كنت عايزة البسه لحد مش من اختيارى انا )
التقط منها الهاتف وقرأ ما كتبته .
مالك بغيرة . عز تأنى
جميله التقطت منه الهاتف
على فكرة عز مش بيحبني الحب إللى انت متخيله ، عز شاف نفسه مسئؤل عني طول عمره ، وشاف ان بنت عمه هو اوله بيها عشان اعاقتها ، عز بيخاف عليه زى يزيد ، ومش بيقبل حد يزعلني ، هو كان حاسس بالذنب عشان طريقه جوازى ، يعنى اتفعل زى يزيد ، عز ماكنش عايز يشارك معاهم فى انهم يضحو بيه زى ماهو فاهم.،مش عايز يتحمل ذنبي ، عشان كدة انا طول عمرى شايفه عز ويزيد واحد ، كنت عارفه نظرات عز ليه ايه ، نظرات أخ صعبان عليه وضع اخته ، عشان كدة ماعرضش جدي ولا حد لم قالو عز لازم يتجوز جميله ، خاف يرفض عشان مايجرحنيش ، صدقنى عز أخويا بجد ،،
سقطت دمعه من عيناها ، رفع انامله ليمحيها ويضمها لصدره بحنان ويتنهد بسبب الم قلبه على محبوبته ،،
مالك بجديه . انا هفضل هنا لم تلبسي الفستان ، خايف حد يدخل ، كمان هساعدك ودة حقي ههه
شعرت بالخجل وظلت واقفه مكانها ،وهى تدفعه للخارج .
مالك . ماتحوليش انا قاعد ، نظر إلى ساعه يده ، يلا عشان العرض هيبدا
جميله بعناد ، القت الثياب على الأريكة الموجودة بالغرفه .
مالك باستسلام . ماشي يا جميلتى ،واكمل حديثه بغمزة من حق الجميل يدلع ، هقف على الباب لم تخلصي وامرى لله .
ترك الغرفه لكى تبدل ملابسها ، سند بظهره على باب الغرفه وهو يطلق تنهيدة تخرج من قلبه ..
..............بقلم فاطمه الألفي.....
عندما رأته ارادت الهروب من نظراته ،وكانت تهم بالمغادرة ، إلى أن تثمرت مكانها عندما لفظ باسمها .
يزيد . ماريا من فضلك دقيقه
عندما تفوه باسمها كاد قلبها ان يفضحها بسبب دقاته الصارخه ، وهى تشعر بالتوتر والقلق ، وتوردت وجنتها ، عندما وجدته يقف امامها .
ابتلعت ريقها بصعوبه وتصنعت القوة والجمود . افندم
يزيد . انا مديون ليكى بشكر واعتذار ، وانا بصراحه ماحبش أكون مديون لحد
ماريا بعدم فهم . نعم
يزيد بابتسامه .عاوز أشكرك على وقوفك جنب جميله وقربك ليها ومساعدتك كمان على انها تحاول تثبت نفسها فى حاجه بتحبها ، وبعتذر عن الموقف إللى حصل بينا قبل كدة ، انا اسف عمرى ما كنت عصبي على حد قبل كدة ، بس بصراحه ثورتك ومهجمتك ليه هى السبب ان انفعل عليكى ، ممكن تقبلي اعتذراى بس انا فعلا عارف انك غير مالك وجميله حكتلي كل حاجه ، بس وقتها كنت متوتر بجد بسبب عمليه جميله
ماريا بابتسامة . خلاص حصل خير
يزيد . يعنى مسامحه من قلبك ، عشان دة دين فى رقبتي
ماريا . عشان خاطر جميله عفونا عنك
يزيد بابتسامة . خاطر جميله بس
ارتبكت ماريا وتهربت منه . هشوف العرض بعد اذنك ، وركضت من امامه فى ثوانى كانت اختفت ..
يزيد . بتستحى عندها دم مش زى اخوها هههه
جلس يزيد بالمقعد ينتظر العرض ويشرد فى ضحكتها وخجلها ..
........بقلم فاطمه الألفي.......

قلوب صماء ...بقلم فاطمة الألفيWhere stories live. Discover now