الفصل الرابع

6K 123 0
                                    


ضاقت عيناه ثم انحنى قليلاً في مقعده: هل.... هل غيرت رأيك الآن؟
_نعم
عاد باتريك برأسه إلى الخلف مرة أخرى:،ولماذا؟
_لماذا قررت عدم رؤيتك مرة اخرى  أم لماذا غيرت رأيي؟".
_كلاهما
_لم أجد سببآ معقولا لذلك لم يكن نفوراً فانا في عرض مستمر كل يوم تقريباً "
_لماذا ندمتي على الموافقة إذن؟ فأنت تقابلين رجالاً آخرين وأضاف وهو يمط شفتيه واعتقد انك لا تكرهين . . أليس كذلك".
_انت محق ولكن ريتشارد كان يعرف الرجال الآخرين ولم يكن ليمانع؛....ولكن لدى إحساس أنه يعترض عليك".
_لماذا
_لأني اشعر بالراحة معك وهو مالا يحدث مع الآخرين.
قالت بفظاظة « ولو كان ريتشارد حيا لشعر بالغيرة منك
نظر إليها متعجباً.
_وهل بعد كل هذه السنين تنظمين حياتك طبقآ لرغبات زوجك الراحل
_نعم قالت ببساطة أنا افعل.
_ما الذى دفعك لتخبريني أنك غيرتي رأيك بعد مقابلة الليلة".
_لم يكن لدى وسيلة لأعرف إذا كنت تريد رؤيتي مرة اخرى، قالت بتردد...ولكني ... ".
_لاتكذبي إيستر، فأنت تعلمين جيداً اني ارغب فى رؤيتك مرة اخرى...قال بحماس،
_إذا كنت ترغب في ذلك.
أكملت بتوتر ، سيكون كل شيء على ما يرام طالما حددت موقفك
تعجب باتريك: اي موقف؟
_انك تفضل المرأة كصديقة ، واعتقد ان ريتشارد لن يعترض على ذلك
_ريتشارد ، قال بغضب هادر، لا يمكنه الاعتراض على أن شىء يا إستر.... لقد مات صحيح ان هذا مؤلم لك ولكنك حية ولا يعرف احد منا الغيب ونشكر الله على ذلك، من الممكن ان نموت الإن اوغدا  أو الاسبوع المقبل
ولكن في الوقت الحالي وقبل ان يدركنا الموت اوالشيخوخة فمن حقنا أن نعيش الحياة التي نتمناها.. أليس كذلك؟
انكمشت إستر في  مقعدها عندما ابصرت غضبه، فهدا باتريك قليلاً عندما رأى انزعاجها.
_اعتقد انك غيرت رأيك مرة اخرى بعد هذا الانفجار؟
تنفست بعمق : لا على الرغم من أنى لا أسمع مثل تلك المحاضرات فى حياتي اليومية ولكني اعرف انك محق فى الواقع هذا مشابه لما قاله والد ريتشارد يوم الأحد الماضي عندما كان يتناول معي الغداء ....
_حماك كان ضيفك على الغداء قاطعها باتريك قم أبتسم فجأة...لقد قصدتي تضليلي عن عمد
اندهشت قائلة: هل فعلت؟
_انت تعلمين انك فعلتي
تبادلا النظرات في صمت لبرهة ثم منحها ابتسامة ساحرة جعلت قلبها يهوي بين قدميها
_والآن قال برقة بالغة سأكشف أوراق لك إلى حد كبير، فانا احتاجك كصديقة ولكنك جذابة جداً ولذلك اتكبد الكثير من المعاناة حتى ابقى في مكاني فكل جزء مني يدفعني لاقتلاعك من مقعدك واخذك بين احضاني
نظرت ايستر الى عينه مباشرة وهي تامل الا يسمع دقات قلبها الذى يكاد يخرج من بين ضلوعها .
_بصراحة لقد تساءلت اليوم عندما أعطيتني البساط ، ما إذا كنت تتوقع مني ان امارس الحب معك بعد النزهة
لدهشتها انخرط باتريك في ضحكة مرحة.
_رغبت في ذلك ولكني لم اتوقعة
ابتسمت إستر وارتاحت لأن الإثارة الجسدية بينهما اختفت فغيرت إستر الموضوع
_لقد كنت مدعوة على العشاء اليوم . .
_مع احد الحاشية
_لا اجابت ببساطة ، آني ريموند هي احد زملائي في الجمعية التاريخية وزوجها دان احد زملائى بالمحكمة كما أنه أحد السماسرة".
_لقد قابلته فهو من باع لى دونج ويغتس ، نظر إليها باتريك متحدياً ، وهل اخبرت مسز ريموند سبب اعتذارك عن الدعوة
اكفهر وجهها ثم قالت بارتباك
_لا ، لم افعل ، لقد كان غباء مني لأنها بالتأكيد سوف تسأل ولاني لم اخبرها عنك فانها ستعطي اهمية مفرطه للامر.
_اي امر؟ سالها بخبث.
_انت تعرف جيداً قالت بتوتر.
ابتسم لتوترها: ألا يمكن ان تعتقد انك ستقابلين احد اصدقائك
المعروفين
هزت رأسها نفيآ:  إثنان منهم كانوا مدعوين لذات الحفلة، ولقد اخبرتها انني لن اخرج مع الثالث وفي نهاية الأمر اجلت آني العشاء بسبب الانفلونزا الصيفية المنتشرة بكل مكان"
.
نظر إليها باتريك نظرة ذات مغزى: ألن يكون مستقبلآ من الأسهل أن تخبريها أنك تقضين بعض الوقت معي؟ثم استطرد بسرعة في حالة موافقتك على ذلك .. هل ستقومين بذلك؟
_بإخبارها؟
_لا قصدت قيامك بقضاء بعض الوقت معي فى المستقبل صمت لبرهة...
_لقد استمتعت بالنزهة الليلة قالت بإيجاز.
_سأعتبر ذلك وعداً هل ترغبن في بعض القهوة".
وافقت ايستر سعيدة بانتهاء الليلة بهذا الشكل ، وعندما تحدث باتريك عن روايته استمعت إليه جيداً، فى الواقع استمتعت كثيراً بوصفه  للصراع بين المدعي العام الذى يحاول إظهار المرأة بمظهر المذنبة والمحامي الذى يدافع عنها بضراوة لتثبت برائتها
_هل يحدث هذا عادة؟ سألته
_في مهنتي   بالطبع يحدث فأخر شىء ينتظره المحامي من موكله هو الاعتراف بالذنب".
غير باتريك الموضوع ليخبرها عن كيفية اكتشافه موقع النزهة اليوم الذى نتج عن عادة السير في المساء كنوع من الاستجمام بعد قضاء اليوم امام شاشة الكمبيوتر.
_ان ويلف يحفظ المكان هنا عن ظهر قلب ، فأرشدني إلى الطريق ووضع العلامات على رسم كروكي وانا اتبعته ، واخذت اسير إلى هناك كل مساء وفي الطريق أكملت الفصل الثاني من الرواية في راسي، قال ضاحكاً ثم أعود إلى المنزل والتهم ما أعدته مسز ويلف او اقوم بإعداد وجبة فاشلة".
التفت: هأنت وصلت إلى منزلك سيندريلا سعيدة وآمنه
ابتسمت له ولم تفك حزام الأمان .
_شكرآ لك كانت فكرة النزهة رائعة بلغ تحياتي  لمسز ويلف
نزل باتريك من السيارة ليفتح لها الباب.
_وأنا سعيد لأنك استمتعتي بالليلة كما فعلت انا كثيراً.
لدهشتها تركها باتريك دون اي محاولة لتقبيلها.
_تصبح على خير يا باتريك
_طابت ليلتك يا إستر...نوم سعيد
بمجرد ان وصلت إيستر الى الباب الأمامي انطلق بالسيارة وتركها وهي تشعر بالقلق والذى بدا لها شعور سخيف بالفعل زفرت بضيق ثم صعدت إلى الطابق العلوى لتستعد للنوم.
رقدت في الظلام وهي تفكر في المشاعر الغربية التي انتابتها عندما ذهبت إلى لونج ويغس ثم نهضت فجأة مذعورة واضاءت النور.
_اسفة ، قالت لصورة ريتشارد لقد نسيت تحيتك ابتسمت وهي تشعر بالذنب ثم طبعت قبله على الصورة واطفأت الانوار وعادت للفراش مرة اخرى، حدثت نفسها في الظلام ، لقد كان باتريك محقاً، فحبها الكبير لريتشارد الراحل لا يجب أن يعوق مسيرة حياتها
دق هاتف ايستر في اليوم التالي مبكراً.
_الو قالت وهى تتثائب ثم انتبهت فجأة عندما سمعت الصوت على الجهه الأخرى
_صباح الخير، من الواضح الى ايقظتك".
نظرت إستر الي الساعة كانت الثامنة والنصف.
_هذا....تثائبت مرة اخرى ، هو اليوم الوحيد الذى يمكنى فيه
الاستمتاع بعض النوم.
_أسف ، ولكني تذكرت اننا لم نتفق على ميعاد آخر.
بدأ لإيستر انه مر وقت طويل منذ مقابلتها باتريك.
_الم نفعل ؟» قالت وهى تتثائب مرة اخرى .
_هل أنت واثقة اني لا ازعجك؟..
_ماذا
_لقد نسيت ان اسألك ما إذا كان هنالك من تستضيغفيه على الغداء".
_لاولكن شخصآ اخر سيقوم بذلك.
_اذن لا يمكننا الذهاب إلى أحد الأماكن الخلابة التي اكتشفتها .
_انا آسفه لذلك، قالت بحسرة حقيقيه.
_شيء مؤسف إذن في وقت لاحق ؟
_نعم افضل ذلك.. متى ؟.
فكرت وهي تنتظر بشغف.
_سأكون على اتصال مع السلامه يا إيستر.
_مع السلامة .
وضعت الهاتف وهي تشعر بخيبة أمل حقيقية ، لماذا لم يقترح باتريك ذلك فى يوم أخر " يوم تكون غير مرتبطة به و .. ولماذا لم يحدد ميعاداً لمقابلتهما القادمة
مطت إيستر شفتيها متعجبة ، فبالأمس فقط كانت تنوي ان تخبر باتريك هازرد انها لا تنوي مقابلته مرة اخرى ، وها هي الآن حزينه لأنها لن تراه ، إنها تبدو كمرأة لاتعرف ما تريد.
_مرحبا يا ايستر .. تبدين متألقة اليوم..
قالت نتالي كونواى بعد ذلك بعدة ساعات.
قال ديفيد وهو يشوي لحم الجدي: طوال الصباح اعمل
بالحديقة ، قمت زراعة بعض النباتات الجديدة كما هذبت العشب ،
ابتسمت ايستر: ولذلك فانا اتضور جوعاً.
_ماذا فعلتي بالأمس يا عزيزتي... سألها روبرت كونواى.
_لقد ذهبت في نزهة خلوية مع باتريك هازرد
قالت بوضوح وهى تضع القليل من الصلصة على صحنها متجاهلة تماما موجة الدهشة الى اعترت الجميع.
_الرجل الذى إشترى أحد مكاتبي سألها فيفيد ثم ضاقت عيناه.
بالطبع فقد سلمتي المكتب بنفسك .
اومأت ايستر: هل تتذكر انا هنا للاحتفال بعودة نتالي
ابتسمت إيستر بخجل لنتالي: اتمنى ان تسير الليلة كما خطط لها
اومأ ديفيد بمرح: انها كذلك بالفعل
_ومن هو ذلك الرجل؟ سألت نتالي بفضول  هل هو ساكن جديد؟
لاحظت إيستر ابتسامة روبرت الحنونة وهي تصف لونج ويغتس واخبرتهم أن باتريك قريب لسكان منزل اشدون الجدد ، وان مهنته الأصلية هي المحاماة ولكنه تقاعد واتجه الى كتابة الروايات ، ولكنها لم تذكر مقابلتهما الأولى بالمحكمة
_عظيم قالت نتالي متأثرة وهل منزله جميل
_نعم انه جميل جداً.
أجابتها ايستر بحماس ثم نظرت الى روبرت متسائلة:
ماذا تعرف عن لونج ويفش يا روبرت؟ ثم استطردت قائلة " انه
خارج نطاق البلدة يبعد ميلين من ايفكوت،
بدأ الاسم مألوفا لروبرت كونواى ولكنه لم يستطع تذكر أى شىء عن المنزل
_لماذا لا تسألين في الاجتماع المقبل للجمعية التاريخية اقترح عليها بالتاكيد ستجدين من يفيدك ، او حاولي في المكتبة
في صباح اليوم التالي استقلت ايستر القطار المتجه إلى المدينة، كان الجو ممطراً ويبعث على الكآبة
ذهبت إيستر للمكتبة المركزية بالمدينة لتبحث عن كتاب يحكى تاريخ لونج ويفس ، دخلت إيستر للمكتبة وسألت الموظف المختص عن الكتب التي تحكي تاريخ المنازل الأثريه في المنطقة ، وأرشدها الموظف، فتركته شاكرة للبحث عن
ظالتها.
بحثت إيستر كثيراً وكاد اليأس ان يتملكها، وفجأة عثرت على كتاب عن المنازل الأثرية غير المشهورة ، زفرت إيستر بارتياح عندما توقفت عيناها على فصل خاص من لونج ويفس ارادت بشدة أن تجلس وتقرأ الكتاب ولكنها تأخرت عن عملها بالمتجر فقامت باستعارة الكتاب وشكرت الموظف
وخرجت من المكتبة مسرعة إلى المتجر فقابلتها شيليا وأخبرتها أن ديفيد يتجول مع أحد الزبائن المبكرين .
_أهلاً .. إيستر» قال باتريك هازرد مبتسماً.
_صباح الخير ، أجابته وهى تلاحظ ابتسامة ديفيد الماكرة،
_ما الذى أتى بك إلى البلدة في هذا الجو الكئيب؟
_لقد قضيت الأمس باكملة فى لونج ويفتس بمفردى، أجابها.
وفى نهاية الأمر مهما كان المنزل مريحاً لا أستطيع البقاء فيه بمفردى طوال الوقت، ولذلك حضرت لكي اشتري بعض الآثاث.
_سأتركك بين يدى إيستر» قال ديفيد مبتسماً، إلا إذا كنت ترغب فى جولة بورشتي قبل انصرافك ؟.
_ارغب في ذلك بشدة أجابه باتريك بحماس.
_سوف يكتب عن ورشتك
حذرته إيستر ضاحكة.
_مادام سيذكر محلات كونواى فى روايته فأنا سعيد
قال ديفيد وهو يتركهما بمفردهما.
_ماذا تريد بالتحديد؟.
سألته إيستر ثم ابتسمت في حماس غريب وهي تخرج الكتاب من حقيبتها.
_خمن ماذا لدي  هنا؟
_هل سرقتي البنك؟
_لا...المكتبه ورفعت إيستر الكتاب بانتصار وسعادة..








حملة حب _ مكتوبة_كاترين جونزWhere stories live. Discover now