الفصل الثاني

11.2K 173 1
                                    

_حقآ ارجو العذرة ".
اخذتها المفاجأة فشغلت نفسها بتدوين عنوانه ، فباتريك هارزد كما يبدو يسكن بريف جلوسيستر بمنزل يدعى لونج ويفنش ، قرب قرية ٱيفيكوت على بعد بضعة أميال من كاستل كومب.
_انتقلت هناك منذ يومين فقط ، قال لها موضحاً ، فانا بشكل او بآخر اعيش في شبه معسكر هناك ومعي احتياجاتي الأساسية ولكن الكتب من أهم ضرورياتي الآن».
_إذا كنت في حاجة ماسة إليه يمكن إرساله لك اليوم.
عرضت عليه.
_اعتقد ان ذلك كثير ليلة السبت،....اخبرها ولكن الفكرة بدت له ملائمة.
_لا مشكلة مستر هارزد اذا حضر احد حوالى السابعة فهل ستتواجد هناك».
_نعم، لقد حضر زوج أختي هذا الصباح، وعلى ذلك يمكنني العودة إلى منزلي في الواقع مسز كونراى رفض أن تذهب ليديا بحالتها تلك الى المحكمة فتطوعت انا بالذهاب والعودة بالولدين إلى المدرسة بعد ذلك ، ثم ابتسم قليلاً.....ما يعطى فرصة لوالدهما أن يستجم قبل ان يعود في الإجارة،
لم تعلق إستر على كلامه ونهضت واعطته الأوراق الخاصة بالمرآة والمكتب ثم قالت: شكراً لك مستر هازرد أرجو ان تكون سعيدا بالمكتب
_ بالطبع انا سعيد فهو غايتي بالتحديد.....اخبرها وهو ينهض بسرعة ثم مد يده ليصافحها.
_اشكرك على مساعدتك مسز كونواى".
_لاشكر على واجب ، بل انا التي اشكرك على ثقتك بنا».
صافحته بسرعة، ثم تقدمت نحو الباب: هل تاخذ المرآة الآن أم  ارسلها مع المكتب؟
_الآن من فضلك".
منح باتريك بخشيشاً سخيآ لشيليا وشكرها على ذوقها ومهارتها في تغليف الهدية، ثم اخذ الصندوق الفخم وابتسم مودعاً ايستر ثم خرج الى الميدان حيث بدات الشمس في المغيب مما جعل شعره الأشقر الناعم يبدو ساحراً تحت انعكاساتها
_جميل جداً ، قالت شيليا بهدوء ابتسمت إيستر قائلة "لقد دفع مبلغاً لا باس به من المال ان مارك؟
_إنها راحة الظهيرة وهو يلعب الكروكيه الاتذكرين
_حقا لقد تذكرت الأن".
_هل يمكنني القيام بأي شيء؟ سألتها شيليا
_ لا شكراً ، سأنتظر عودة ديفيد.....بانتهاء راحتك انت وايرس
يمكنى لتناول بعض الاساندويشات والقليل من القهوة
عادة ما تجلب إستر غدائها معها و خاصة ايام السبت احيانآ تخرج للتمشية وتذهب للنهر وتتناول الغداء هناك وبعض الأحيان تقضي حوال نصف ساعة في قراءة إحدى الروايات ، ولكن هذا اليوم لم تستطع التركيز في
القراءة بسبب زيارة باتريك هازرد ، كان الفضول يقتلها لتعرف سبب حاجته الماسة لمكتب وإذا كانت زوجته تساعده في تنظيم المنزل فلماذا يبحث بمفرده عن الأثاث دون مشورتها
..
حاولت إستر العودة لكتابها ولكن إهتمامها بباتريك هازرد منعها من ذلك فاحتمالية عودته إلى شراء اثاث اخر من محال كونواى هو ما كان يشغلها ، وغير ذلك، فوجود زوجته من عدمه لا يعنيها باى حال.
عندما عاد ديفيد سألته إستر إن كان بامكانه القيام بتسليم المكتب هذا المساء، فنظر إليها مستنكرآ:  الليلة لقد اعددت العشاء لفردين ولن أهتم باى شىء آخر سوى ذهابي لفراشي بنهاية الليلة.
اشارت اليه بغضب قائلة : حسنا، حسناً، اعتني انت بعشائك
وساسلم المكتب بنفسي
_هل المكتب احد تصاميمي؟
_بالطبع لقد بعت المرآة ايضا.
_لقد قمتي بعمل بارع من الذي ابتاع المكتب؟
_رجل يسمى باتريك هازرد واشترى المرآة ايضا
_ألا يستطيع مارك تسليمه
هزت ايستر راسها نفيا قائلة: مارك لديه مباراة كروكية ، ولكن لا تقلق إذا كان بإمكانك تحميل المكتب على العربية سيرحب السيد هازارد بحمله في المنزل ، إنه في عجلة من امره كما يتضح".
_انت ملاك ايستر شكراً».
قبلها ديفيد ثم أعد لها السيارة وقاموا باغلاق المتجر في ميعاده.
قادت ايستر السيارة إلى منزلها ، وأخذت حماماً لتستعيد نشاطها ثم ارتدت سروالاً من الجينز الأزرق  البسيط وقميصآ أبيضآ من القطن يلائم المهمة التي ستقوم بها ثم قاظت السيارة بإتجاه إيفيكوت، إنها تكره القيادة في الطرق الضيقة ولكنها اضطرت لذلك تفادياً لزحمة المرور في مساء السبت.
قرية إيفيكوت قرية صغيرة تملأها الأشجار والمنازل الريفية البسيطة قادت ايستر السيارة ببطء خلال الطريق الذى يخترق القرية، ثم توقفت على بعد ميل أو أكثر تراجع خريطة المدينة لتعرف الطريق الضيق الذى وصفه باتريك هازرد
وبعد قليل من القيادة وصلت إيستر الى المكان المنشود، إنه حقاً مكان غريب، فحول المنزل لا يوجد أى منازل ، فهو يقف بمفرده تماماً، لا يحيط به سوى بعض الأشجار البعيدة تعجبت إيستر، فلماذا يرغب شخص مثل باتريك ان يعيش بمعزل عن الناس.
في الواقع ، المنزل أكثر من رلئع ، أما حديقة المنزل فكانت شاسعة ولكن النباتات نمت حتى صار المكان اشبه بغابة فغالبآ لايوجد من يعتني بالحديقة
فبدأ المنزل باكمله وكأنه من القرون الوسطى.
اوقفت ايستر السيارة أمام الباب تماماً ، فظهر باتريك هازرد على الفور ، دفع هذا الأخير حاجبيه في دهشة عندما رأى ايستر
_مسز كونواي ! لوعلمت انك من سيسلم المكتب لأجلنا الأمر»
هزت ايستر راسها نفياً وهي تبتسم.
_إنها أميال قليلة فقط في مساء جميل، فالعثور على المنزل لم يمثل مشكلة على الإطلاق ثم اضافت بنبرة ذات مغزى فهذه البقعة المنعزلة لا يجد اى شخص صعوبة في العثور عليها مستر هازرد
_إن عدم وجود جيران هو السبب الرئيسي لاختيار المكان .
_يمكنني فهم ذلك ، إنه منزل جميل بحق
ابتسمت له معتذرة: ولكن العيب الوحيد لتسليمي الكمتب بمفردي هو اضطرارك لمساعدتي لنقله داخل المنزل .
نظر إليها باتريك للحظة بدا مترادد.
_هل انت واثقة من قدرتك على القيام بذلك ؟، ثم تنحنح قليلاً، ولكنك لاتبدين قوية بما يكفي،
_ولكني متدربة على نقل الاثاث ، أكدت له بثقة " إن المكتب محاط بالفلين حتى يمنعه من الاصطدام وكل ما علينا هو ازالة الفلين وبعد ذلك لن يكون حمل المكتب مشكلة إلا إذا " واستطردت وهي تشير للمنزل اذا كانت غرفة المكتب بالطابق العلوى.
_كلا إنها في الدور الأول ، قادها إلى الداخل ربما إن القيت نظرة يمكن حمله دون أن نخدشه أو نتركه بالخارج حتى يأتي خادمي يوم الاثنين ولكن ذلك سيضيع مجهودك هباء
صالة المنزل مربعة الشكل وبها العديد من الأبواب أولها واقربها هو باب غرفة الكتب التي لم تكن محتوى إلا على مقعدين من الجلد على جانبي المدفأة ومنضدتين وتلفاز واله فاكس.
_وطهل تريد مكتبك تحت النافذة؟، سألت إيستر وهي تقيس الغرفة.
نظر إليها قليلاً: لا، إن فعلت لن أكف عن النظر للحديقة وبالتالى لن اقوم بأى عمل، ولذلك فكرت في وضعه على هذا الحائط خلف الباب
_لن يكون هناك مشكلة ، قالت بحماس، فهذه الابواب القديمة واسعة بما يكفي للسماح بالمكتب بالمرور دون إصابته بأى أذى".
وعلى الرغم من شكوك باتريك بشأن قدرة ايستر على حمل المكتب، كان المكتب بعد ربع ساعة مستقرآ في المكان المخصص له دون أن يمسه سوء
كان يتوسط الحائط تاركا بعض الفراغ الذى ملأخ إحدى المناضد.
_سوف احتاجها من اجل الكومبيوتر ، قال وهو يتنفس بصعوبة انها جريمة ان اضع تلك التكنولوجيا الصماء بجانب مكتب من إبداعات زوجك الفنان ".
كانت ايستر ايضآ تتنفس بصعوبة فنظرت إليه بحدة: هذا المكتب ليس من أعمال زوجي مستر هازرد  أمل ألا تكون اشتريته على هذا الأساس ، لقد اخبرتك أنه من اعمال ديفيد كونواي الأصيله،.
ضاقت عيناه الخضراوان وهو ينظر إليها .
_اسف، هل اخطأت؟ ، قال بعد فترة من الصمت الست زوجة ديفيد كونواى».
_لا لقد كنت زوجة لأخيه الأكبر،..
_مطلقة؟
_لا أرملة".
ساد الاضطراب المكان مصحوباً بالدهشة من كلام الطرفين
_اسف لقد اتى إليك الناس بالأمس على انك مسز كونواي وكان من الطبيعى أن اعتقد انكما زوجان . .
هزت ايستر راسه نفياً.
_لقد سافرت زوجة ديفيد منذ اسبوع لزيارة والديها وستعود الليلة، ولهذا لم يحضر ديفيد للتسليم، كما أن مارك المسؤول عن ذلك لديه مبارة كروكية وهو ما جعلني اتطوع للقيام بذلك.
_انها شهامة كبيرة من ان تقومي بذلك في ليلة السبت".
_على الإطلاق ، فلم أكن مرتبطة بشىء".
_لا يمكنى تصديق ذلك ، اخبرها بنعومة ثم مط شفتيه...انا أسف، ربما يكون ذلك غير لائق منذ متى وانت ارملة
_منذ سنين عديدة مستر هازرد ، ابتسمت قليلاً، ولدى حياة اجتماعية مشحونة، فانا لم أخطط لشيء الليلة".
_لاشىء على الإطلاق؟ وماذا ستفعلين الآن؟
_ساعود للمنزل وربما اقوم ببعض الأعمال بالحديقة . يبدو المكتب مناسبا هنا .. خيار موفق مستر هازرد طابت ليلتك .
نظر إليها باتريك صامتآ لدقائق ، فبدا مختلفآ بعض الشىء، ولكنها لم تستطع تحديد هذا الشيء.
_والآن وقد عرفت اني لست والد التوأم ، وانك لست زوجة ديفيد.....قال اخيرا وهو يبتسم: هل تمانعين فى البقاء وتناول العشاء معي؟
لوهلة بدت إيستر مصدومة من الاقتراح، ولما لا؟ فليس هناك يمنعها من قبول دعوة مستر باتريك، إنها ليست المرة الأولى التي تقبل فيها دعوة احد الغرباء على العشاء ، وخاصة ان  باتريك هازرد هو اول شخص يستهويها بعد رحيل زوجها ريتشارد صحيح انه قد يسىء فهم موقفها لأنه يعرف انها ارملة ، ولكن
لقد أساء فهمها الكثيرون من قبل ولكنها إعتبرت الموقف باكمله تحدياً لها.
_كل هذا الوقت لتقررين؟ سألها باتريك اخيرآ وهو يلوي فمه " هل اعتبر ذلك رفضا؟
تملك الفضول من إيستر، إنها تود معرفة المزيد عن هذا الرجل، لماذا يختار مثل هذا المكان البعيد من انوار المدينة ليعيش به، على الرغم من أن المدينة تبدو مكانه الطبيعي
_شكرآ لك ، افضل ان اقبل دعوتك.
_عظيم....برقت عيناه، وابتسم ابتسامة جذابة ، إذن تفضلي من هذا الطريق مسز كونواي سوف اريك مطبخي  فهو المكان الوحيد المخصص لتناول الطعام .. اسف، هل تفضلين القيام بجولة فى المنزل قبل ذلك ؟.
_افضل  ذلك كثيراً.....سمعت كثيراً عن هذا المنزل ، ولكني لم اشاهده من قبل.
قادها باتريك عبر الصالة لغرفة الجلوس: لقد جذبني اسمه قبل حتى أن اراه
_يبدو المنزل كتحفة اثرية ، قالت ايستر منبهرة من جمال المنزل ،
_إنه كذلك بالفعل ، إنه فقط يحتاج لبعض التغييرات ، ولكن اخشى أن يشوه ذلك طابعه الأثري الجميل
_إنها فطنة منك أن تفكر بذلك ، ولكن يمكن وضع بعض الآثات دون المساس بالطابع الاثري للمنزل ).
اقترحت عليه وهي تجول بنظرها في غرفة الجلوس
_هل لديك اقتراحات محددة؟ سألها سعيدآ بحماسها الحقيقي
_بالنظر إلى حجم المدفأة. إذا وضعنا اريكة ، وسجادة صغيرة بالإضافة للوحتين وبعض الستائر ذات الألوان الهادئة.....أسفة ، لقد تماديت فربما كان لديك خطط اخرة
_ليس تماماً، هناك مجال لأي اقتراحات جديدة .
قادها عبر الصالة ودخلا حجرة  من الواضح انها حجرة المعيشة ، كانت فارغة تماماً كحجرة الجلوس ، ثم قادها خلف المنزل، فلم يكن هناك أى شيء ايضا فقط المطبخ الذى يبدو كحجرتين في حجرة واحدة انه كامل الأثاث
توجد به منضدة واربعة مقاعد يرجع تاريخها للقرن الثامن عشر، وثلاجة ، وموقد ، وسلة للبيض بالإضافة لكل الأدوات اللازمة للمطبخ المتكامل.
_إنه حقا جميل لا ينقصه شيء " قالت إيستر بحماس " لقد اخترت الشكل المناسب للمطبخ، ولكن انصحك ان تضع سجادة او اثنتين على الأرض ، فانا اتحدث من واقع خبرتي فمطبخي يكون باردا في الشتاء.
_لابد أن اعترف أن الفضل فى اثاث الحمام ، والمطبخ يرجع الى السكان السابقين ، اخبرها ببساطة...وانا أرحب بأية نصائح , فأختي كما هو واضح ليست في حالة تسمح لها بالاهتمام بي، ومساعدتي في تأسيس المنزل إنها تشعر بالقلق لأنها لا تستطيع مساعدتي في ذلك لقد اخبرتعا انني ناضج بما يكفي لأهتم بشؤني؛ إنها اختي الكبرى ، وما زالت تنظر إلي على أني اخوهت الصغير  الذي يحتاج الى رعاية.
ابتسمت إيستر فقد كان من الصعب عليها تخيل هازرد طفلا صغيرآ: اذا احتجت لأية نصائح يمكنني القيام بذلك ، إنه لمن دواعي سروري ان افعل.....والآن هلا اطلعتني على خططك بالنسبة للعشاء حتى ننفذها سوية اذا لم تمانع
_لقد سألتك مشاركتي العشاء وليس إعداده قال بنعومة
_أخبرني ما يدور براسك ، وسوف ابدا ، ابتسمت مشجعة إني اتضور جوعاً , وإذا ساعدتك سنأكل في وقت اسرع
انحني مستسلمآ، ثم فتح الثلاجة واخرج منها بعض الخضروات ،
والطماطم والبيض: إنها فدائية منك ان تقبلي مثل هذا العشاء النباتي فانا عادة اتناول عشائي وحيداً.
_وانا كذلك ، قالت باقتضاب.
فكرة قبول العشاء فكرة رائعة ، وزاد من روعتها قيام ايستر بالمساعدة في إعداد العشاء وبينما تسلق البيض وتغسل الخضروات ، اخرج هازرد زجاجة من الشامبانيا من الثلاجة.
_سأحفل بأول ضيوفي على العشاء بهذه،  أعلن بحماس
توترت ايستر قليلا ثم ابتسمت قائلة: اسفه مستر هازرد فأنا  لا أتناول الخمر بكل أنواعها..
_حسنآ سنشرب شيئاً آخر ، تمتم ببساطة...ولكن اذا ناديتني بباتريك فقط
اومأت مبتسمة: وانا إيستر
_اعرف
تبادلا النظرات الصامتة لبضع دقائق ؛ ثم اخذت ايستر البيض ووضعته تحت الماء....سأتناول كوباً من الماء البارده قالت وهي تهز راسها ببساطة
_هل كرهك للخمر يمتد لكل المشروبات الكحولية؟ سألها مستفسراً.
_استمتع بشرب البيرة ، واحتفظ ببعض منها في منزلي للطوارىء ولكن لا احب الخمر.....ثم استدارت تواجهه بعد إعداد البيض "عندما كنت مراهقة كنت اخجل الاعتراف بذلك وكانت اتناولها واتحمل نتائجها السيئة ولكن الآن اصبحت أكثر حكمة .
_واعتقد ان ذلك مرتبط بعملك كقاضية...قال وهو يقطع الخبز لشرائح...هل تعملين في القضاء منذ فترة طويلة".
_لا منذ سنة تقريباً ولكني مازلت اشعر وكانى مبتدئة ، لقد حصلت على كل الدورات المعتادة وسأتناول المزيد منها في المستقبل، وبالنسبة لتعليمات التشريعية اعتمد على أمثال جون بريجهام».
قدمت ايستر له البيض....هل هذه الدواليب فارغة ، ام بها شيء يمكنني إحضاره لك.
لدهشتها كانت الدواليب مليئة بالمؤون اللازمة لأى منزل وبعد دقائق كانت أمامها وجبة بسيطة من النوع الذى تفضله إستر، كما قدم لها باتريك كوباً من القاء المثلج الذى طلبته كبديل للخمر، ثم سكب لنفسه كوباً من البيرة وهو يقول: واحتفظ ببعض منها لأجل ليدبا ولكنها لا تخفى عن ضيفتي غير المتوقعة
والتى هى محل ترحيب حقيقي على الرغم من العشاء المتواضع
هزت إيستر راسها نفياً وهي تحاول ابتلاع طعامها.
_إنها تماماً الوجبة التي افضلها ما كنت سأصنع مثلها بمنزلي فعادة لو لم أكن مرتبطة مساء السبت لا اعبأ بإعداد وجبة العشاء.
قدم لها باتريك سلة الخبز وهو يقول:ايستر بما أن الظروف جمعتنا ، دونما التخطيط ، هل تسمحين لي بسؤالك
بعض الأسئلة ، الفضول يتملكني ؟
_عن نفسي؟
_نعم، ابتسم وساجيب على مثلها إذا رغبتي في العدل
_العدل....وافقت وقد تملكها فضول مماثل لتعرف أكثر من حياة باتريك...مالشيء الذى تود معرفته بالتحديد.
_أي شىء ترغبين إخباري به ، كبداية هل انت من سكان كاستل كومب الأصليين ؟".
_لا , إن لم يكن الأمر من أجل طفل ما كنت زرت هذه البلدة ولا حتى كسائحة ، كنت اعمل كمدرسة للتاريخ في المدرسة الملكية الثانوية بدلاً من إحدى زميلات التى قامت بإجازة للوضع، تناولت إستر بعض الماء ...ريتشارد كونواى كان أحد الموظفين الإداريين بالمدرسة كان في بداية الأربعينيات وكنت انا في  اوائل العشرينيات.
ابتسمت بعصبية ، ومع بداية الإجازة الصيفية تزوجنا ، وبدلاً من
الاستمرار بوظيفتي انتقلت للعمل مع ريتشارد بالمتجر كبائعة وديفيد كان ما زال طالباً , واستمتعت بالعمل كبائعة واهتم ريتشارد بعمله كمصمم للاثاث
تابعها باترايك بتركيز ملأ كوبها بالماء.
_ماذا حدث له يا إيستر؟
_مات فجاة نتيجة ازمة قلبية كنا نحتفل وقتها بعيد زواجنا الأول بفرنسا.
اخذ باتريك نفسآ عميقآ: أيتها العروس التعيسة، قال مشفقا عليها .
استطردت إيستر قائلة: ولقد كانت عائلة ريتشارد كريمة معي ، فطلبوا مني البقاء معهم ومواصلة عملي بالمتجر وقد فعلت .
نهض باتريك ، ورفع الأطباق ثم قدم لها سلة الفاكهة فتناولت ثمرة تفاح خضراء.
_دورك باتريك.....انك محام بالطبع.
اومأ موافقآ: عجباً، كيف عرفتي ؟
_الطريقة التي جلست بها في المحكمة أنبأتني
_انها العادة على الرغم من تقاعدي من ممارسة القانون.
_تقاعدت......نظرت إليه بفضول أليس الوقت مبكراً للقيام بذلك.
_اتخذت لنفسي مهنة اخرى ، قال بلطف  كنت محاميآ في لندن  واحصل على مرتب مجز فكما تعلمين المحامون في المملكة المتحدة يحصلون على أجور مرتفعة
استمعت إليه ايستر باهتهام فحياته السابقة تبدو متناقضة تماماً مع الحياة فى كاستل كومب.
_ألم ترتبط عاطفيآ ابدا؟
احست إيستر بالندم لسؤاله ، فلقد بدا لها ذلك تجاوزاً شيء ما في نظرته انبأها بذلك
_بالطبع ، قابلت اليشيا وكانت تعمل فتاة إعلانات و اعجبت بها
وتصورت لها الفتاة المناسبة الى ان سافرت في رحلة عمل لمكتبنا بواشنطن، وهناك عرفتها بصديقي جاي بنديكت "شاب وسيم وغني ووالده من أثرياء امريكا"
صمت لبرهه مرت عليها وكأنها سنوات.
_وبعد فترة كنت مدعواً لحفل زواجهما، فهنأتهما وتمنيت لهما حياة سعيدة. بعد ذلك عدت للندن  لأتابع عملي بجد وحماس ولكني توقفت لفترة لأبحث بداخلي عن شيء لا اعرفه فشعرت أن العمل بالمحاماة لا يناسبني ولذلك قررت التقاعد.
_ألا تشعر بالندم على ذلك؟
مرة اخرى شعرت بالندم لتدخلها فيما لا يعنيها.
ابتسم باتريك عندما استشعر باضطرابها ثم استطرد قائلاً: بعد ما هجرني اليشيا ضاعفت من جهدى وحماسي، ولكني فجاءة
احست بالرغبة بالتوقف وتسجيل كل ما مر بحياتى في ساحات المحاكم واحكي قصة محام مجتهد واشرح القضايا التي كسبها وتلك التي خسرها وعن المرأه التي بدت وكانها رفيقه دربه ولكنها فجاة تخلت عنه عندما وجدت من هو اغنى منه، واطلع احد اصدقائي على ما كتبت وهناك مشروع لتحويل الأمر
إلى فيلم سينمائى وهذه هى القصة باختصار هل هى قصة مؤثرة».
_مؤثرة جداً ، قالت بصدق، ثم استطردت بسرعة ، ولكن إذا كانت بصدد الحديث عن السينما فيجب عليك الإسراع بتأثيث منزلك
_وبالطبع سيكون الأثاث من محال كونواى .
شعرت إيستر بالحرج من كلامه فنهضت مسرعة وهي تقول:
لقد تأخر الوقت، يجب ان انصرف
قفز  باتريك مسرعاً ، وامسك بمعصمها: اسف لم أكن اقصد إهانتك. إنها دعابة.
شعرت إيستر بتعب حقيقي اصرت على الرحيل،
_يجب أن ارحل ، لدي غداء مع أحد الأعزاء غداً ويجب التجهيز له مبكرآ
تجاهل باتريك محاولاتها لتخليص معصمها الاسير: ايستر، لرجو ان تبقي قليلاً، انا جد أسف على تلك الدعابة السخيفة
_شكرآ لك على العشاء ، قالت اخيراً بعد تخليص معصمها
_إذا كان هناك من يستحق الشكر فهو انت فأنت من قام بتوصيل المكتب إلى هنا مساء السبت.
رفعت إيستر راسها لتلتقي نظرته المتفحصة: عادة ، أقوم بالتسليم حتى في مساء السبت انها جزء من خدمة كونواي والآن يجب ان ارحل،
في الخارج ، كان الطقس رائعاً ، ولم يتضح أى من معالم المنطقة، لم يظهر سوى اشباح الأشجار والنباتات والحديقة.
تنفس باتريك بعمق: اتمنى أن نصبح اصدقاء يا إيستر، كان صوته نقيا وصادقا....من العار ان توقف صداقتنا مثل تلك الدعابة السخيفة التي تفوهت بها بالداخل ...أم ان صداقتي ستكون مصدراً للإزعاج؟
لم تكن صداقته ابدأ كذلك ، ولكن ايستر كانت مأخوذة " إنها ارملة في الثلاثين من عمرها ، وتعقد صداقة مع احد عملاء المتجر حاولت ايستر ان تستعيد روح الدعابة.
_إنها ليست كذلك اسفة لقد كنت حساسة للغاية".
ولتثبت أنها غير متأثرة من دعابته اتسعت ابتسامتها ثم قالت:
انا لا اهتم بما قلت واذا كنت تحتاج الى اثاث فانت تعرف إلى أين تذهب
_ستكونين مرشدتي في ذلك ، أتسعت ابتسامته حتى ملأت وجهه الذى لوحته الشمس ...ألا يمكنني إقناعك بالقيام بجولة أخرى فى المنزل لتسدي نصائحك بشان الاثاث اللازم".
_ألا يمكننا تأجيل ذلك ليوم آخر".
_بالتأكيد.. متى؟ " سألها بلهفة بالطبع ليس غداً اعرف انك مشغولة هل ضيفك على الغداء رجل ام امراة؟
_رجل ، قالت باقتضاب وهي تشعر بالسعادة لاهتمامه .... إنها عادة فأما أن أعد انا الغداء ، أو يصحبني لتناوله بالخارج.
_هل سيعترض إن فعلت هذا ثم انحنى فجاة وقبل فمها المندهش
_ما الذي فعلته الان؟
، قال وهو يتراجع للخلف كما سأتجرأ واخبرك انني شعرت
بالذنب بالامس لإنجذابي لزوجة رجل آخر، وهذا الشخص المدعو جليبرث أضاف لعذابي
_اه .. فهمت ، قالت متفهمة و لهذا السبب كانت تنظر الى بشىء من الاحتقار ".
_انا مندهش انك  لاحضتي لقد تجاهلتي الحديث معي تماماً.
_اعتقدت ان المرأة الحامل زوجتك ولقد كانت على المنصة بالمحكمة حيث كنت انت والأولاد ولذا لم ارغب في إحراجكم
_هل جلبيرت صديق حميم؟ سالها متوجساً
_اتسأل ما مفهوم كلمة. حميم لديك؟ سألت وهي ترفع حاجبيها.
...تيم مجرد صديق مثل كل اصدقائي من الرجال يحافظ على القواعد..
_قواعد من؟ قاطعها.
_قواعدي.....أجابته باعتزاز
_أخبرينب ما هي قواعدك واعدك سأنفذها كلملة على  الرغم من
تحفظي على  كلمة "كل" هل هناك كثير من الأصدقاء؟
_ثلاثة  ان كنت تريد الحصر احدهما أرمل والثامي يحاول الخروج من ازمة ما بعد الطلاق وتيم العازب الذي يتطلع إلى الزواج».
اقترب منها باتريك وتطلع لوجهها مباشرة
_و إذا كانت ارغب في مصداقتك ، فهل تتوقعين مني أن أكون ضمن تلك الزمرة من الأصدقاء".
_أنا أتوقع منك أي شيء اجابته  حتى الأمس لم اكن اعلم بوجودك
ضحك فجأة ثم قال:
_أنت محقة حسنا سنبدأ من جديد ، وهل إذا التزمت بشروطك تعديني بقبول دعوتي على العشاء احدى ليال الأسبوع القادم
نظرت إليه للحظات ثم اومأت برأسها موافقة
_نعم شكرا لك سأقبل الدعوة.
_إذن الى المنزل الآن، فالوقت ما زال مبكراً.
عندما نظرت إليه مشككة ابتسم إليها ورفع يده اليمنى بمحاذاة كتفه وقال:
اعدك أن اتصرف كراهب ....ادخلي من فضلك".
عندما قادت ايستر الى منزلها كان الوقت متاخراً ، وذلك لحفاظ  باتريك على عهده بعدم محاولة لمسها على الرغم من محاولته اثارتها بالكلام والإيماءات كان مرحاً للغاية ما جعلها امسية سعيدة.
كانت قبلته مفاجاة لإيستر، ولكنها لم تمثل خطورة ، فايستر لم تستجب لها لكنها شعرت بانها كانت ستفعل لو استمر هو في  تقبيلها....انه رجل جذاب بالفعل ، فهو ليس وسيما كنجوم السينما انه يتمتع بالحيويه له وجه ينم عن الذكاء.
ضمن العديد من الرجال لم يمس رجل وترا في قلب إيستر كما فعل باتريك هازرد الليلة انه نوع من المشاعر وليس الغريزة  فعلى الرغم من فترة تعارفهم الوجيزة إلا انها شعرت بالارتياح له ، وكانت متأكدة حتى دون أن يخبرها انه يكن لها نفس المشاعر.
عندما كانا يعدان فنجاناً آخر من القهوة حدثها باتريك عن شقته المؤجرة بلندن لأحد اصدقائة
_فكرت في نقل بعض الأثاث من لندن الى هنا حتى أقرر ما يحتاجه المنزل ولكني تخليت عن الفكرة مرغماً حتى يترك المستاجرون الشقة ، قال وهو يبدو
مسترحاً لإيستر إن جسده متناسق كل جزء منه يتوافق مع باقي الأجزاء عندما يتحرك او حتى يتكلم فبدآ مختلفاً
تماماً عن ريتشارد
_وهل تنوي الإحتفاظ بشقتك في لندن؟ سألته
- بالطبع فانا لم اعش بالريف من قبل ، ولا أعرف إذا كنت سأستطيع الاستقرار هنا أم لا.
_أما انا فأعتبر نفسي ابنة الريف.. قالت بسعادة
_وسعيدة بالحياة هنا؟
_نعم فحياتي مليئة بالمشاغل ثم نظرت باتجاة المكتب متسائلة:
هل كتب رواية جديدة".
_بالطبع فانا في أمس الحاجة للمكتب فعادة ما افقد اوراقي الخاصة والتي استخدمها بالرواية ، ابتسم ثم اضاف انا استمتع بالكتابة ، ولكنى أكره البحث ، فانشغل بالنص وانسى الملاحظات
_شيء رائع ، نهضت ايستر اذا احتجت لأي مراجع يمكنك الحصول عليها من مكتبة كاستل كومب كما يمكنها توفير الكتب غير المتوفرة لديها في فترة وجيزة .
_فكرة جيدة ساذهب إلى هناك عندما أزور المدينة.
خرج معها لتمشية بالخارج في الظلام الحالك.
_الجو هادى هنا جدا  أتمنى ان يساعدنى ذلك على الكتابة ولا اشعر بالملل  والضجر
__اتمنى ألا يحدث ذلك قالت له متمنية أن يستمتع بحياته في المكان.
اخذ يديها برفق بين يديه ثم قال:
لقد كانت ليلة سعيدة جدا ، اشكرك كثيراً ايستر أعرف إنك مشغولة ولكن متى يمكنني دعوتك للعشاء
_مفكرتي ليست معي الآن
_إذن سأتصل بك
بمجرد ان استقلت سيارتها للعودة إلى منزلها شعرت إستر بمشاعر  مختلفة شعرت ان هناك ثمة خطأ ما ولكنها لم تخبر باتريك باى شىء ، لقد شعرت بالأمن الألفة وهي تقوم بجولة داخل المنزل انه حقاً احساس غريب فهي لم تذهب يوماً لهذا المنزل ولم تدخله مطلقا حتى إنها لم تكن تعرف الطريق إليه إلا
عندما سالت ديفيد
عندما وصلت للمنزل قررت الذهاب إلى الفراش مباشرة ،فغدا موعدها مع روبرت كونواى والد زوجها كان عليها إعداد وجبة الغداء لها ستجهزله شيئا لذيذا  فهي تحبه وتريد اسعاده ريتشارد هو من علمها الطهي كما علمها اشياء اخرى كثيرة خلال الفترة القصيرة لزواجهما.
استعدت إستر للنوم ثم نظرت لصورة زوجها بجوارها على المنضدة في الصورة كانت ريتشارد يبتسم لها ، وشعره الأسود الغزير يتناثر على جبهته العريضة ، كان رجلاً عضيماً من كافة النواحي رائعاً في كل شيء، اسلوب حديثه وطريقة سيره ومشاعره وعمله طوال فترة زواجهما، لم يكف ريتشارد عن إخبارها أنها مثال الزوجة التي كان يبحث عنها طيلة حياته .. الشيء الوحيد المحزن في زواجهما هو أنها لم يرزقا باطفال ، وهو الشيء الذى شعرت إيستر  من اجله بحزن عميق
اطفأت ايستر الأنوار بسرعة واستلقت في الظلام.
في الأسابيع الأولى بعد وفاة ريتشارد كانت إيستر تتحدث مع صورته كل ليلة قبل ان تاوى إلى فراشها تحكي له عما فعلته طوال اليوم ، تماما كما يفعل
الناس في مذكراتهما فبدا الأمر وكانها تتبادل الحديث معه في الفراش، في الواقع  لم يكن ريتشارد يتحدث معها كثيراً في الفراش ، لقد كان ريتشارد شغوفا بعلاقتها الحميمية سويا، ودائما ما كانت تستجيب ايستر لعناقاته بسعادة ، في
الواقع كانت تتحدث مع صورة ريتشارد أكثر ما حدث مع ريتشارد نفسه ايام حياته.
استلقت ايستر وهي تتأمل النوم من خلال النافذة متعجبة لماذا تعذرت بنسيان مفكرتها عندما طالبها باتريك بتحديد موعد ؟ فالهرب ليس من طباعها ، فهي تعرف جيداً خططها الأسبوعية وأحياناً الشهرية دونما الحاجة للرجوع لمفكرتها.
بعد تفكير اعترفت إيستر لنفسها بأنها معجبة بباتريك ومنجذبة له وربما يكون هذا هو السبب الحقيقي وراء مراوغتها بشأن مقابلته فاتخذت من المفكرة حجة لتعطي نفسها فرصة للتفكير في الأمر.
على أية حال ما الذى سيضيرها من مقابلة واحدة . مع باتريك ؟ لن يحدث ما يسيء وبعدها سترفض مقابلته مرة أخرى ا وهي لا تعتقد أنه سيصر على مقابلتها إذا أعلنت رفضها استمرار العلاقة سيعتقد باتريك هازرد أنها مجنونة إذا أخبرته بأنها تشعر برفض زوجها الراحل لعلاقتها ...!!






حملة حب _ مكتوبة_كاترين جونزWhere stories live. Discover now