رقصة السقوط

Start from the beginning
                                    

لا تعرف كيف وصلت بسرعة هائلة، تجاهلت كل انواع الإيتيكيت و البروتوكولات التي درستها عن ظهر قلب! فتحت العربة دون ان تبالي بالحوذي الذي كان من المفترض ان يعاونها على النزول! قفزت من العربة سقطت اربع مرات و هي تحاول الوصول لباب القصر! كان هلعة و خائفة فقدت كل شكل من أشكال الأمان الذي عرفته! والدها كان هذا الأمان! و قد فقدته و معه تهاوت حياتها كما عرفتها! مشت لمقصلتها الأخيرة لتفقد أعز ما تملك "كبريائها"! لم تعلم كيف صرخت في وجه الخادمة:"أين العزيز جورجي!؟" و كل ما فعلته الخادمة انها أشارت للصالون الخارجي الذي يطل على الحديقة، ركضت ناحيتها و لكن استوقفها صوت الهمسات و الضحات الأنوثية! في تلك اللحظة شهدت الخيانة العظمى! ان كانت تتخيل ان ما فعله به أخيها كريستوفر هو خيانه او ما فعله ذلك المحامي الجبان هو خيانة، فهذه كانت الضربة التي بعثرت كيانها و جعلتها مجردة من كبريائها و عظمتها المزعومة! لكنها لم تكن ستبقى مختبئة طويلاً فقد سمعت كل الحديث ! انها ليست طفلة ضعيفة بل هي قوية قوية كالجبال ! خرجت من مخبئها، بشعرها المبعثر و ثوبها الغير منظم، ببقايا الكبرياء،صرخت في انفعال:"يا لكم من مجموعة قذرين "


نظر لها كلاهما في صدمة كانت جودي اكثرهم خوفاً اما جورج فقد بقيت ملامحه هادئة بالرغم من صدمته! و لكنه في حقيقته لا يختلف شيئاً عن باندورا !
"خيانتكم هذه" صرخت و هي تشير إليهم بإنفعال و أكملت:"أيها الخونة القذرون ستدفعون ثمنها!"
"استمعي الي يا باندورا" صاحت جودي بإنفعال
"اصمتي أيتها الجشعة" قالت باندورا بغضب
"انتي لا تفهمين نحن نحب بعضنا البعض منذ ان كنا أطفالاً! هل تفهمين ما هو الحب" قالت جودي و دموعها بدأت تهطل
بقيت تنظر لها باندورا بصدمة! كل شئ كان واضحاً الخيانة كانت علنية و لكن هي كانت حمقاء مشاعرها جعلتها كالمجنونة تلهف وراء بضع كلمات او حتى نظرات، ان حودي غبية و أنانية و لكن جورج ان كل هذا من صنعه!! خدع كلتاهما و اوهمهن بالحب الكاذب! هذا واضح انه يخدع جودي !
"الحب!" قالت باندورا بسخرية  و لكنها سرعان ما غرقت في ضحك طويل!!! و أضافت:" ان كل ما تعرفينه عن الحب هو حب التملك، تريدين كل ما تقع يداي عليه"
"ان هذا فعلكِ أنتِ سرقتِ مني كل شئ! كلما أخبرتكِ أنني ارغب بشئ وجدتكِ سباقة للحصول عليه لنفسكِ بما في ذلك جورج" صاحت فيها جودي
"هل هذا ما تحملينه في قلبكِ ضدي حسناً هذا جيد" قالت بهدوءو أضافت بعد تفكير:" ليكن ارجوكم تأكدوا من ان تدعوني لزفافكم سأرقص بسعادة، في ذلك اليوم ستندمون على هذه الخيانة ستدركون انكم خسرتموني "
"ما الذي سنخسره" قال جورج بضحك
نظرت له في غضب كانت نظرتها تكاد تجمده في مكانه فبين الثلاثة كان هو الأسوأ و لكنه استجمع قوته و قال:" انك بائسة كل ما تحملينه هو اسم بائد بلا مال او حتى عائلة لقد خسرتي كل شئ! اخرجي الآن من هنا"
"تطردني أيها الشحاذ" صرخت في وجهه نظر لها في صدمة فهي تعرف مدى بؤسه و تعطشه للمال و ما فعله من أجل المال
"هنا خذ بعض المال لتستري نفسكِ في هذا الجو البارد، حتى الشحاذين يمتلكون وشاحاً يتسترون فيه من البرد" قال و هو يرمي في وجهها بعض الجنيهات.
لم تكن يوماً باندورا تخجل من أن تعبر عن غضبها من شئ! فقدت آخر ذرة من أعصابها كانت أمامها مزهرية تأكدت من ان تمسكها جيداً لتسقط بتهور على رأس هذا المحتال!
وجدته يسقط ارضاً و هو يمسك رأسه بألم هرعت ناحيته جودي بقلق، خرجت بعدما قامت ببعثرتهم .


كانت تدرك انها اساساً خسرت هذه الجولة و بقية الجاولات و لكن لم تكن تريد ان تظهر بمنظر الخاسرة!
و قد ادركت لماذا طلبت منها الخادمة ان ترتدي وشاحاً لقد كانت تثلج! صحيح انه شهر ديسمبر و هي لم تخرج من منزلها منذ وفاة والدها! اخيراً شعرت بالبرد و الوحدة ! عادت لمنزلها و هناك كانت تنتظرها معركة من نوع آخر كانت خاسرة فيها اساساً و لكنها لن تسكت بالرغم من ذلك كانت متعبة و قواها قد خارت فعلياً من انفعالاتها الأخيرة فقد استهلكت قوتها في الضربة الأخيرة، فقد دخلت للمنزل و هناك استقبلتها صفعة قوية!
"من سمح لكِ ان تستعملي العربة!؟ " صرخ فيها كريستوفر و هو يهزها
"أرجوك يا سيد دالتون لا تفعل انا سمحت لها" صاحت فيه جيزيل و هي تمسكه لتبعده عنها
"لا تكذبي لصالحها يا جيزيل هذه الفتاة انها فاسدة و مدللة. لقد كانت سبباً في بؤسكِ!" صاح كريستوفر في زوجته
نظرت باندورا لأخيها بهدوء غاضب! لقد كانت تحب اخيها! لقد كان هو الجدار الذي تستند عليه من بعد والدها ! كانت يدللها ويعتني بها و لكن منذ ان وقع في غرام هذه الصغيرة جيزيل ابتعد عنها و تركها وحيدة تماماً بلا سند! و لكنه اليوم عرف ما فعلته في سبيل ان لا يتزوج من جيزيل، انها غيورة بكل المقاييس لم تتخيل ان تتغلب عليها اي فتاة !

———————————————
مرحباً يا أصدقاء

حسناً لا أعرف ما هي توقعاتي لطفلتي الخامسة و لكني أشعر بالحماس لكتابة هذه الرواية.


أترك لكم مساحة هنا للتعليق:




و اتمنى ان تنال على إعجابكم

و دمتم بود

باندورا في الريفWhere stories live. Discover now