طريقة اخرى للموت

11.6K 308 20
                                    


الكبارفي السن الذين عاشوا حياتهم وربوا اطفالهم ,وشاهدوا احفادهم قد يعانون من اظطرابات قلبية. اما من هم في الرابعة  والعشرين فنادرا مايعانون من القلب.
قبل سنة تقريبا اخبرها الطبيب عن مرضها وطلب منها ان تجري جراحية,لكنها لم تجر هذه العملية,والضعف المتزايد الذي كانت تشعر به مؤخرا يشير الى ان الاوان قد فات.
تعرف ان جو سيكون دائما الى جانبها لو تزوجا ..... فمعاناة امه من المشاكل نفسها تؤكد لها هذا.
لقد ترعرع وهو يعرف ان امه مريضة ,ويرى عواضها لكن حبه لاليسون اعماه عن رؤية ضعفها وعن رؤية عوارض مرضها الشبيه باعراض امه.
لكن التراجع بات بعيد المنال ,فقد فات اوان توقفه عن حبها,لقد المته وماعاد بيدها حيلة حياله.
هزها بلطف سائلا:
_انت تظنين هذا ؟لكنك لست واثقة ؟
بللت طرف شفتيها:
_ليس بالتاكيد لكنني احس بوهن شديد وهو يزداد قوة
فكر بسرعة فكل مشكلة حل بالنسبة له.
_الديك طبيب خاص؟طبيب مهتم بحالتك؟
_اجل..... لكن....
_من هو ؟مارقم هاتفه ؟اليسون !
صاح بها بقوة حين راها توشك على الاغماء ثانية
_انا ..... انه في حقيبتي ,لكنني لم اقابله منذ شهور
_لماذا بالله عليك ؟اهذا هو الرقم؟
مد لها بطاقة اخرجها من حقيبتها فابتلعت بصعوبة :
-اجل.
راح يطلب الاتصال به فاليوم هو السبت !
_اعرف هذا
بعد ان تحدث قليلا هاتفيا امسك قلما وسجل شيئا ثم قال لها:م
_اذهبي وارتدي ملابسك اليسون,اريد ان نغادر في اسرع وقت ممكن بعد المكالمة,فانت .....حبيبتي
صاح بها يائسا وقد دفنت وجهها بين يديها تجهش بالبكاء .......
رد السماعة الى مكانها ثم دنا منها ليحتويها بين ذراعيه ويضمها اليه
_احبك ......احبك اليسون.
وراح يهمس لها بكلمات الحب حتى هدات وتوقفت عن البكاء .
_اسفة .....لكنني لاحظت ان ردة فعلك مختلفة عن ردة فعل جاك,فقد كره فكرة مرضي ,وكره ان يعرف ان شيئا ما في داخلي لايعمل بانتظام
_اخبريني حبيبتي .....قولي لي ماحدث.مط
_اردنا انجاب الاولاد كنا نحاول ..وعرضنا نفسينا على طبيب,كان يكره كل مايتعلق بالطبابة,فقد تعرض لحوادث عديدة في حياته حتى اصبح يكره رؤية المستشفى ويكره رائحتها , عندما انهينا الفحوص قال الطبيب ان ليس هناك ما يحول بيننا وبين الانجاب الا انه اكتشف انني بحاجة الى عملية جراحية,وانني ان لم اجرها ......امت.
_ولماذا لم تجريها اذن؟
_لم استطع هذا دون دعم من جاك الذي ماان سمع بها حتى وقع له ذاك الاصطدام في السباق الذي اذى ظهره وعجز عن السباق ,فكرهني وبدا ينفر مني ويلومني على حادثته,كنا سعيدين حتى تلك اللحظات ,لكن صحتي ,وحادثته بدلتا كل شيء .....و ....... و..انت تعرف الباقي !حين لم استطع تلبية حاجاته بسبب مرضي انتقل الى ..
_نساء اخريات؟م
تنهدت باكية:
_اجل ,فقد راح يعاقر الخمر حتى قتل في تلك الحادثة مخمورا....اردت ان اقود السيارة لكنه منعني قائلا انه لايريد معاقة ان تقود سيارته لانني قد اقتله,, لكنه لم يكن واعيا حين  ادخل السيارة في الجدار,ولست ادري كيف بقيت هذه المعلومات بعيدة عن متناول الصحافة ,,لكنني لم اهتم ,فقد مات جاك وقيل لي يومذاك ان علي اجراء عملية مستعجلة.
_ثم ؟
-لكنني اردت ان اموت
_اذكر انك قلت هذا القول بعد اسبوعين من لقائنا ,لكنني لم اصدق انك تعنينه فعلا.
_كنت ارحب بفكرة الموت ,احببت جاك الذي خيب مرضي امله,جعله يكرهني ,,عملت في المجلة على امل ان اظهر له انني قادرة على ان احيا حياة طبيعية ,,وان لاشيء تغير ! لكن خروج زوجته للعمل انقلب علي وجعله يحس بالعجز.
_والان؟ لقد بحت لك منذ برهة بحبي اليسون, قد يكون جاك هو الرجل الذي احببته لكنه كان ضعيفا اما انا فلا,,اريد ان تعيشي وستعيشين !يوما ما ساراقبك تضعين اطفالنا في الفراش وتقبليهم قبل النوم, لقد راقبتك مرارا وانت تلعبين وتضحكين مع تود ولوسي ,,وقد رايت رقتك معهما وعندها احببتك ......... غير انني تلقيت منك اقسى صدمة في حياتي فقد اظهرت لي انني لااعني شيئا لك .
نظر اليها بحدة يهزراسه :
_لقد اوقعتني في الفخ وهذا ما لم احبه ,اما النساء اللواتي خرجت معهن مؤخرا فلم يحدث بيني وبينهن شيء!
_لم يحدث شيء؟
_لا !لانني احسست بانني عالق بفخك......... كنت اريد ان اكون مع ذات الشعر الاسود والعينين ,الخضراوين اللامعتين التي رغم عدم اكتراثها بي كانت من رعتني واعتنت بي مريضا.
_ساقوم بالشيء ذاته مع اي كان .
_آلن مثلا؟
ضحكت :
_لا, الا آلن.
كانت تعلم انه ينتظر نوع من الاعتراف بحبها له ,لكنها لم تستطع البوح له به,فان كانت ستموت ,والله يعلم كم باتت الان تريد الحياة ..فليس من الانصاف ان تحمله وزر حبها له ,لكن ربما لو عاشت ..وما ذهذا الا احتمال....
_كان علي ان اعرف الحقيقة منذ اقتحمت الشقة ووجدتك نصف واعية ,تساءلت يومذاك عما اذا كنت قد تناولت حبوبا منومة ولم اشك في الحقيقة .
_لم يكن يفترض ان تعرف وليتك لم تعرف.
_حسن انا سعيد بمعرفتي هذه ,لن تموتي يااليسون ,ستعيشين من اجلي ,اتعلمين انك محظوظة لانك تملكين فرصة اجراء عملية لك؟امي ليست محظوظة مثلك ,والا لاجرينا لها العملية.
اصطبغ وجهها حياء فقد عرفت مدى جبنها .منت
تنفس جو ببطء لتصاعد حمرة الخجل الى وجهها وقال:
_ياالهي ......الا يعرف تشوك شيئا عن مرضك ؟ ,بالطبع لا.... والا لما تركك ترهقين نفسك بالعمل ولاصر على اجراء العملية ,انت لم تخبري اخاك اليسون؟
اشاحت وجهها بعيدا عن اتهامات عينيه:
_لم ار ضرورة لازعاجه.
-اتفضلين ان يجدك ميتة في يوم من الايام ؟,ياالهي ياامراة ......تستحقين الضرب !ايمكن ان تتصوري ماكان سيصيب تشوك؟
_لم ارغب في ان اقلقه....
_وهو من يساهم في موتك باعطائك الوظيفة ...... اللعنة اليسون ,,لولا حبي لك لضربتك بنفسي! هيا الان اذهبي وارتدي ملابسك حتى اتصل بالطبيب
وشدها لتقف ,فقالت بضعف :
_لن يستقبلني يوم السبت .
_سيفعل ,واذا لم يتصل ساجد غيره.
منذ ان استيقظت قبل ستة اشهر في المستشفى ,وقيل لها ان زوجها مات,وان عليها اجراء عملية مستعجلة ,رفضت العيش وشاءت الموت,اما الان فتريدان تعيش,تريد ان تصبح زوجة جو ,تريد ان تهبه الاطفال الذين يريدهم.
حين انهت ارتداء ملابسها قال جو:
_سيرانا الطبيب بعد عشرين دقيقة
_صحيح؟
_اجل.
_لكن ......
_ساكون بجانبك طوال الوقت,عليك ان تجري العملية وان كان هناك امل ضئيل فعلينا المخاطرة...
علينا .....اجل ,انهما الان اثنان.
_لن اتخلى عنك اليسون ,فقط احيي من اجلي.
لم تستطع ان ترد ,بل لم تستطع التكلم حتى اثناء المسير الى عيادة الطبيب او حين لاحظت انهما دخلا احياء المدينة السكنية.
وقال لها شارحا:
_لقد تمكنت من معرفة عنوان منزل الطبيب الذي بعد ان شرحت له الامر وافق على ان يقابلنا .
ازدادت توترا عندما رفض جو ان يتركها مع الدكتور هانتلي اثناء الفحص,كانت ثياب الطبيب تشير الى انه في يوم عطلته.منتديات
_ارتدي ملابسك الان ,لقد خفضت بيدك نسبة نجاح عمليتك ,لكن هذا لايعني ان ليس هناك امل.
سالته بصوت هامس:
_ماهي فرص النجاح دكتور.؟
_يصعب علي ان احدد.
فساله جو وهو يمسك يد اليسون بشدة:
_متى يمكنك اجراء العملية؟
ارتفع حاجبا الطبيب :
_هل انت قريبها ؟
رد بتكبر وعجرفة وهو يشد يدها
_خطيبها.
قطب الطبيب جبينه ثم التفت اليها:
_لكن زوجك......منتديات ليلاس
رد جو بحزم
_مات ,متى تستطيع اجراء العملية ؟
_هذا وقف ......
_على ماذا؟
_على صحتها العامة في الوقت الحاضر وعلى رغبتها في الحياة.
رد جو بعجرفة كعادته ,لكن بمرارة :
_صحتها جيدة...... ليست اسوا من اي انسان يتوقع الموت في اية لحظة ,,فمتى تستطيع تحديد الموعد؟
بدا الطبيب مرتبكا من عجرفة جو ,مع انه عزا كثيرا منها الى حبه وتعلقه وبهذه المراة
_انا ........
_في الغد ؟
_حسنا لا....ليس بهذه السرعة لكن.
_متى اذن .؟
تدخلت اليسون لتهدئته:
_جو اهدا امهل الطبيب حتى يتكلم.
فتمتم :
_اسف.
قبل الطبيب اعتذاره:
_لاباس بهذا ابدا......لو كنت مكانك لشعرت الشعور ذاته ,اعتقد انني اوافقك الراي على عدم اضاة المزيد من الوقت,احسبني ساجري العملية في نهاية الاسبوع...
فقال جو بالحاح وتوق:
_حدد الموعد ارجوك يادكتور ثم نتركك لتقضي يوم عطلتك براحة.
هز الطبيب كتفيه مستسلما
_حسنا فلتكن في نهاية الاسبوع شرط ان تحظى السيدة براحة تامة حتى ذلك الوقت,ونريدها في المستشفى قبل يومين لاجراء الفحوصات
_ستكون هناك وساكون انا ايضا!
من الغريب انهما لم يتكلما عن العملية المنتظرة في الايام الثلاثة الاخيرة بل ناقشا بهدوء ترتيبات دخولها
وجد جو ان عليه ابلاغ تشوك بمرض اخته ,فما كان من تشوك الا ان جاء مسرعا الى اليسون تترقرق الدموع في عينيه
لكن جو اقنعه بان عليه التخفيف عنها ثم طلب منه ان يدعه ينقلها الى المستشفى وحده
لكن قبل ذهابها الى المستشفى بليلة واحدة جاءت ,ديانا وتشوك مع الصغيريين لعيادتها والاطمئنان على صحتها.
وهاهي الان مستلقية بين ذراعي جو تحتاج الى اكثر من قربه الجسدي فطفقت تداعب جسده فاوقف حركتها قائلا:
_لا !ياحبيبتي قال الطبيب الراحة التامة.
وبقي معها جو ليل نهار,ونسي رحلته الى بريطانية,كانت تتمسك به يائسة وتقول
_قد لاتتاح لنا فرصة اخرى ياحبيبي ؟
شهق مذعورا:
_لا ! ياالهي !لاتقولي هذا !
ودفن راسه في شعرها.
كرهت اليسون المستشفى كل الكره مع انها كانت في غرفة خاصة.
ومر اليومان بطء حتى حان موعد العملية صباحا ,,وماادهشها ان جو حين استيقظت كان على كرسي بجوار سريرها وعلى وجهه نظرة يائسة ,وكانت لحيته غير حليقة تشير الى انه هنا منذ وقت طويل.
قطبت جبينها قلقة وهي تجلس:
-حبيبي....؟
فقال لها بصوت خشن مرهق مرتبك:
_لومت يااليسون مت معك!
صاحت برعب:
_لا.
منتديات ليلاس
فاصر متجهما :
_بلى اليسون علك ان تحيي من اجلي ومن اجل اطفالنا فقاومي......
ردت بلطف :
_جو لن اقدر حتى بعد العملية بفترة طويلة على حمل الاطفال.
برقت عيناه:
-اعرف هذا, ولااعبا حتى وان كنت لن تحملي ابدا غير انني اعرف اهمية الاطفال في نفسك ولذا سننجب اخيرا,,انما علينا التمهل قليلا ذلك انني اريدك لنفسي اولا,لقد امرت بتحضير المزرعة لنا ,وامي ترتب لنا موعد العرس.
_جو.....
_لاتفكري مسبقا , جافاني النوم ليلة امس فتمشيت قليلا وقد شاهدت احدى الواجهات .
اخرج علبة مخملية من جيبه وفتحها:
_علمت انني يجب ان اهديك اياه.....فاخرجت الجواهري من نومه فجرا.
واخرج خاتما دسه في اصبع اليد اليسرى الثالث.
_اريد ان تضعه حتى اتمكن من وضع خاتم قانوني مكانه .
انه خاتم زواج رباط ذهبي رفيع يناسب اصبعها تماما
_مااجمله جو ...لكن......
_لقد حفرت في داخله كلمات (احبك ,جو)
اتسعت عيناها:
_وهل جعلت الجواهري يكتبها هذا الصباح ؟ياللرجل المسكين !لن يعود الى هدوئه ثانية
_ربما ....
_انه خاتم جميل جو .....لكنني لااستطيع حمله اثناء العملية .
بل تستطعين ,فقد سالتهم واجابوني بان لاباس بوضع خاتم الزواج.
_لكننا لسنا متزوجين .
لمعت نار تحترق داخل عينيه الفحميتين .
_بل نحن متزوجان امام الله وانا اريد جزءا مني ان يبقى معك طوال الوقت.
_سيبقى الخاتم معي .....ارات الازهار التي قدمتها لي كولين يوم امس؟كيف حالها في ادراة المجلة
_عظيمة!
_الم تذهب الى العمل ؟
تمسك جيدا باليد التي تضع خاتمه.
_لا,لن استطيع التركيز يبدو انني لم استطع بدونك القيام بشيء .
ارادت ان تواسيه وان تساعده لكن مامن شيء قد يسهل عليه الوضع.
دخلت ممرضة الى الغرفة في تلك اللحظة ,وتوقفت وهي ترى جو قرب السرير .
فقالت بجراة مثلما دخلت:
_اخشى اني مضطرة الى ان اطلب منك الخروج سيد لوتشي ......جب ان اجهز السيدة ايليوت للعملية.
ابيض وجه جو وبدا قلقا محتقن الدم :
_هل لك تمهلينا بضع دقائق وحدنا ؟......لن اطيل المكوث .
هزت الممرضة راسها ببطء وابتسمت ابتسامة تفهم:
_بضع دقائق فقط.
شد يده على يد اليسون.
_هل العملية عمل صائب؟ هل انا اناني لانني اقنعتك باجرائها ,اليس من الافضل لو نتمتع بما تبقى لنا من وقت ونشكر الله عليه؟
لمست وجهه باصابع محبة ,تعلم انها ستساعده بقول الحقيقة :
_اريد اكثر من هذه المدة القصيرة جو,احبك واريد ان اقضي ماتبقى من عمري معك ,,ان كان هناك من تصرف بانانية فهو انا ....لانني لم اكن صادقة معك بمشاعري ,ظننت انني بهذا ساوفر عليك الالم...... لكن هذا كان خطا مني ساعيش ياجو.... والسبب حبنا,اريد العمر الطويل لاالفراغ والوحدة,اتفهم هذا حبيبي؟قبلت اجراء العملية من اجلنا
_اليسون .....!
وتعانقا بقوة تتعلق به بشراسة:
_احبك ,احبك حبا جما
_هذا كل مااريد ان اعرفه ..فساجلس هنا حتى تستيقظي وعندها ساقضي العمر كله بجانبك.
وهذا ماكان .........فقد امضى العمر كله معها ,يراقبان اولادهما يترعرعون ويشبون ,ويتنعمون برؤية حب ابويهم الذي لايموت.

النهاية

🎉 لقد انتهيت من قراءة وأنطفات الشموع 🎉
وأنطفات الشموعحيث تعيش القصص. اكتشف الآن