أمراه وحده

9.6K 184 2
                                    


كان جو حين عاد متاخرا اكثر من مشغول ليناقشها في اي موضوع.
فالمباحثات المتعلقة بشركة الطيران وصلت الى مرحلة متقدمة ,فكان ان امضى ماتبقى من بعد الظهر مع محاميه ,مارتن بارتي لمراجعة العقود المقترحة.
اشعرتها مراجعته لها والاستماع اليه بالتعب ,لذلك احست باكثر من الارتياح حين بدات تستعد للخروج ....
كانت مؤخرة عنقها تؤلمها,وراسها يضج وباتت بامس الحاجة الى حمام ساخن وعشاء هادئ.
_متعبة؟
وجدت ان جو يراقبها وهي تدلك عنقها فارحت يدها بسرعة
_بالطبع لا ,لكنني امضيت بعد الظهر محنية فوق هذه النماذج.
_اتؤلمك عنقك
_قليلا من الاستحمام سيتكفل بازالته.
_امر مثير
اخذت سترتها وارتدتها .
_وماالمثير في الاستحمام جو ؟ عمت مساء
ارتدت عوضا عن الاستحمام روبها وارتمت فوق السرير اذا بها تغط في نوم عميق ,لكن رنين الجرس الملح ايقظها مذعورة ,,,وحين استجمعت وعيها كان الجرس قد توقف فعادت ترمي راسها على الوسادة لتسترد هدوءها بعد ذلك الاستيقاظ المباغت.
سمعت فجاة صوت جو يقتحم عليها الغرفة:
_اليسون ؟ماذا بك بحق الله ؟اليسون تحدثي الي ! هل تناولت شيئا؟
_تناولت شيئا ؟ماذا ؟ لا بالطبع لا .... كنت تعبة وانت تعلم هذا آه ماذا تفعل هنا ؟وكيف دخلت
_قفل بابك غير قوي
_وهل كسرته؟
_لا لم اكسره قلت لك ان القفل غير متين دسست بطاقة اعتمادي في الباب ,ثم بواسطة بعض البراعة دخلت.
_اي انك اقتحمت منزلي
_وماذا كان علي ان افعل ,كنت اسمع خرير الماء المتدفق في الحمام دون ان احصل على رد فظننت انك غرقت في المغطس من يدري ؟
كان في كلامه شيء واحد ذو معنى (مياه جارية...؟
_اية مياه ؟
_مياه الدوش ؟
نظر اليها بنفاذ صبر قبل ان ينظر الى الحمام ليوقف تدفق المياه حين عاد وقف ينظر اليها
_كنت نائمة لماذا المياه جارية مادمت نائمة؟
بللت شفتيها :
_كنت ساستحم ثم قررت ان استريح قليلا ,يبدو انني نسيت الماء .
_اتنسين دائما مثل هذه الاشياء ؟
_احيانا ولست في العمل الان ياجو بل في المنزل الذي املك فيه حرية نسيان اي شيء كنت على وشك الاستيقاظ حين قرعت الباب .
_لكنك لم تستطعي الخروج من السرير اتعودين عادة الى بيتك وانت على هذه الدرجة من التعب
_اسمع هل لك ان تقول لي بدل استجوابي ماذا تفعل هنا
_العشاء ....
_لكنني قلت لك ....
_انك لن تتناولي العشاء معي
_هل لك ان تدعني اتم جملي فانا قادرة على الرد.
_بما انك رفضت دعوتي فقد قررت مشاركتك العشاء في منزلك .
_انا لن اخرج للعشاء معك او بدونك .
_انت لم تصغي الى ماقلته قلت انني جئت لاتناول العشاء معك ,بينما ترتدين ملابسك اكون قد حضرت الطعام.
اوقفته عند الباب :
_جو .....انا خارجة.
_ليس قبل ان ناكل هل تناولت الغداء ؟الهذا السبب تبدين متعبة هكذا؟
_انت تجيد حقا التملق للوصول الى المراة ,امهلني بضع دقائق حتى استحم واضع قليلا من المكياج لكن ليس لدي مانتناوله للعشاء؟
_لقد احضرت الطعام معي ,امل احيانا من اكل المطاعم لذلك اشتريت بعض اللحم والسلطة والجبن و....
_انت تسوقت من السوق المركزي؟منتديات ليلاس
_لايمكنك تصور هذا ......هه؟
_لا
_في الحقيقة لم يسبق ان قصدت سوق لقد بدا لي اشبه بغابة .
_اعتقد انك المليونير الاول الذي يتسوق بنفسه.
_اليسون دعيني اعد لك العشاء وبعد ذلك ان استرددت لونك اصطحبك الى حيث تشائين
_وتبقى معي ؟
_طبعا فللطباخ امتياز.
_ليس لدي سوى كلمتك عن قدرتك في الطهي ,انت محق فلم اتناول الغداء واحتاج الى عشاء دسم على الا يكون محروقا.
_انتظري حتى تري بام عينيك,اعتقد انك ستطلبين مني ان اطهو لك ثانية.
_لن يحدث اذا اقتحمت علي الباب ثانية اتعلم قد اطلب توقيفك.
_لكنك لن تفعلي .
اغضبها كلامه وثقته بنفسه.
_مازلت افكر في الامر.
_في هذه الحال فليكن توقيفي من اجل شيء اهم من فتح قفل صعب .
_جو
وامسك كتفيها ليجذبها اليه بقوة:
_ اليسون ....... لك اجمل جسد رايته او لمسته او رغبته ,انت تدفعينني الى الجنون
فيما بعد فكرت في اسباب تجاوبها معه عزتها الى استيقاظها من النوم مخدرة ,اماريج,,فلم تكن قد استيقظت كل الاستيقاظ.
تجاوبها رغم كل الاسباب اشعرها بالخجل من نفسها,فقد راحت ترتجف بين ذراعيه ,وراح جسدها يهتز بقوة ,حتى باتت عاجزة عن السيطرة وطفقت انفاسها تخرج شهقات اشبه ببكاء .....فتراجع عنها مقطبا حاجبيه.منتديات ليلاس
_هل اذيتك؟
ابتعلت ريقها بحدة تهز راسها :
_انا فقط غير مستعدة لكل هذا
نظر اليها بعينني ضيقتين فترة طويلة :
_اذن سننتظر حتى تستعدي لقد ازددت شحوبا ,كان على ان اضمك اولا لا ان اغازلك ...سيجهز العشاء بعد عشر دقائق ايكفيك هذا الوقت للاستحمام ولارتداء الملابس؟ ان لم يكن كافيا فابقي الوقت الذي تحتاجينه.
بعد عشر دقائق كانت مرتدية ثوبا اسود ذا ياقة عالية ,,واسع الارداف يضفي عليها هيئة البرودة والحنكة ولايظهر كمال جسمها.
تحملت نظراته المقيمة بتحد لئلا يحمر وجهها حرجا منه ,ليس امامه على الاقل!منتديات ليلاس
_هل اساعدك في شيء؟
_لا .......شكرا .....لقد كدت انتهي
_رائحة العشاء لذيذة.
_فلنامل ان يكون طعمه لذيذ كذلك.
_لم تجب على سؤالي .
_ماكان سؤالك؟
_اتريد شيئا؟
_طبعا اريد ولكن ماريده غير ممكن حاليا فالطعام يكاد ينضج .
_ان كنت فظا تركتك
وعادت ادراجها تطلب الباب لكنه امسك بها:
_لاتدعي ان شيئا لم يحدث بيننا بعد لحظات !فقد حدث ماحدث بالفعل اليسون .... وانا مازلت بشوق اليك !
_جو ......
_لقد تركتك في الوقت الحاضر..... لكن في المرة القادمة لن اتركك اتفهمين ؟
ابتلعت لعابها بصعوبة:
_افهمك.
ابعدها عنه وعاد الى اللحم ليكمل شواءه.
تناولا العشاء بصمت وكان احدا منهما غير مستعد لكسر هذا الصمت ,,,كانت اليسون مصممة على الا يكون هناك مرة قادمة...
_انت طباخ ماهر اين تعلمت الطبخ؟
_في الجامعة...
_في اية جامعة كنت ؟
_وهل لهذا اهمية
_انه فضول ليس الا .
_لا بل هو لتجنب حديث اخر,انا لن اقبل بان تضعيني في الثلاجة اليسون....... المشاعر تشاطرناها قبل ساعة لن اسمح لك او لي بنسيانها.
_لقد اخطات...
_انه خطا جميل فما احسست به معك لم اشعر به مع اي امراة من قبل.
_كلانا يعرف ان هذا غير صحيح فما جرى بعيد عن مرماي .
_اللعنة عليك ,بل هي الحقيقة !انا لااتعامل مع مرمى هنا بل اتعامل مع التعقل ,وعقلي في الميزان ان اردت اخراجي عن صوابي فتابعي الرفض
_هذا ماانويه !
_لكنك لن تنجحي ! اللعنة اليسون ....... قلت لم انني اريد ان احل محل زوجك .....
_كم من الزمن ؟ ثلاثةاشهر؟
تنهدت بغضب :
_لايهم الوقت مادمت ستكونين صعبة المنال ومادام زوجك سيبقى جزاء منك.
_وهو جزء لاتهتم انت به.
_هذا غير صحيح .
وركع على السجادة امام كرسيها ليمسك يديها :
_اخبريني عنه اليسون تحدثي الي , اخبريني ماالذي حدث بينكما ....
انتزعت نفسها منه:
_لا ! لن ابحث معك حياتي الشخصية لا الان ولامستقبلا يجب ان تعرف فقط انني ارملة جاك الذي عليك احترامه ,لكنك اظهرت منذ البدء انك لاتحترم ترملي ؟
_انا احترم الاحياء اما الاموات فهم اموات ,ان اخلاصك او حبك لن ينفعه فهو سيبقى ميتا وانت ستبقين وحيدة .
_اخترت وحدتي وتبتلي بمحض اختياري ,مادمت لاتقدر على التبتل فلماذا تصر على ان تبرهن مدى غرورك بنفسك كرجل ؟ولماذا تخاف ان تبقى وحدك في بعض الاحيان ؟
_انا لست مغرورا اليسون قد اكون لطيفا في معاملتك لو تركتني اقترب منك ,فانا في اكثر الاحيان وحيد ,,فمن يقضي معظم حياته في الفنادق رجل وحيد عادة,اما مساعدي فيقصدون بيوتهم ماان ينتهي دوام العمل واما انت فتجعلينني وكانني ابدو في جوع دائم الى النساء !
_اولست كذلك؟
_اتمتع برفقتهن وهذا ليس سرا لكن رغباتي طبيعية ليس فيها مبالغة ,فلو كنت متزوجا لما بدت علاقتي بامراتي غريبة,ان الانسان يكون اكثر شغفا في بدء الزواج وهذا ماتعرفينه اكثر مني.
احمر وجه اليسون وردت بحدة
_انت ناجح في الوصف دون مساعدتي .
برقت ابتسامة حلوة على قسماته الخشنة ثم لم يلبث ان عاد بسرعة الى جديته.
_امن الغريب وانا الاعزب ان اخرج مع النساء ثلاث مرات مثلا في الاسبوع ؟ انا لم اخرج قط مع امراة منذ ثلاثة اسابيع......
ازداد تضرج وجنتيها الانها هي السبب لكنها قالت له ساخرة :
_وهل هذا رقم قياسي .
سحب نفسا خشنا وقال :
_في الواقع ..... نعم ايرضيك هذا؟
ارتدت عنه :
_حياتك العاطفية لاتهمني .
فوقف من جثوته لينظر اليها من علو:
_ولاانا تهمني كثيرا في الوقت الحاضر فلا وجود لها في نظري
التوى فمها بسخرية:
_ربما تتغير هذا الليلة ليس معي طبعا اذا رافقتني الى الحفلة التي دعيت اليها فتجد رفيقة مناسبة تساعدك على .....حل مشكلتك.
_لااريد ايا منهن اليسون .
_لكنك لم ترهن بعد !
_لن اذهب كما لن تذهبي انت كذلك.
_ماذا تعني ؟
_قلت لك انني ساصطحبك الى حيث تريدين اذا تغير لون وجههك ,وبما انك لازلت شاحبة فلن تذهبي الى غير الفراش.
_ايها ........
_وحدك .
شهقت ساخطة :
_لايمكنك ان تامرني اذا اردت الخروج اخرج!
حذرها بنعومة:
_حاولي
_جو اريد الخروج!
_اتخافين البقاء وحدك ؟اليسون ......ماذا بك ؟ياالهي سيغمى عليك .
تحرك ليمسكها فقد ترنحت وغدا وجهها اشد شحوبا وهمس بسمها وهي تستند اليه بوهن.
_اليسون ؟ مابك ؟اتحتاجين الى طبيب؟
_لا ...... لكنني اظنك مصيبا انا بحاجة للراحة فقد بالغت بالسهر مؤخرا.
لف ذراعه حول خصرها ليساعدها على التوجه الى سريرها ,وعلى وجهه القلق العميق .
وقال بغضب:
_كل هذا بسبب تلك السهرات اللعينة ,كيف تريدين ان تكوني بصحة جيدة وانت تخرجين ليلا وتواظبين على وظيفتك نهارا.
قعدت على حافة السرير وردت بضعف :
_انت تفعل هذا .
_لقد اكتسبت مناعة عبر السنين اما انت فلم تقومي بهذا الا بعد زواجك.
ومد يده يساعدها في خلع فستانها فانتفضت:
_اهدئي ساساعدك على النوم ولن اغتصبك.
_ لكني قادرة على خلع ملابسي بنفسي .
_استطيع القيام باقل مما ستبذلينه من جهد.
واتجه الى الخزانة فاحضر لها منها ثوب نوم حريري اسود وعاد يقول ساخرا:
_ساحلم بك طوال الليل وانت مرتدية هذا الثوب .
حين تسللت الى مابين الاغطية الناعمة ,قعد قربها على السرير ولمس خدها برفق:
_يجب ان تخفضي من اندفاعك اليسون ,فقد يقوي جسدك على تحمل كمية محدودة من التعب لكنه بعد ذلك سيحرق نفسه ,فخذي كلامي على محمل الجد ياحبيبتي لانك تقتلين روحك
لم تعد تستطيع مقاومة النوم بعد رحيله ,اما الحفلة التي ارادت الذهاب ايها فقد غدا مستحيلا الذهاب اليها لانها ماعادت تقدر على الخروج من السرير انه على حق فهي تقتل نفسها ببطء ولكن بطريقة مؤكدة.
في الصباح التالي حاولت ان ترد على تحيات جو المتسائلة ببرود.
_كيف تشعرين اليوم؟
_بخير ......شكرا لك .. والان بالنسبة لليلة امس...
_اليسون ....لن ننجح هكذا ان الاحلام التي راودتني اعلمتني انني لم اكن اتخيل ماجرى بيننا ليلة امس.
_جو لن استطيع متابعة العمل اذا كنت ستذكرني باستمرار بهفوة صدرت عني ....كنت متعبة فلم افكر تفكيرا سويا , والان هل لنا ان نتطرق الى صفحة المشاكل التي ذكرتها بالامس؟
هز كتفيه بعد طول نظر ثم استقام :
_لاتعجبك الفكرة ....هه
_من اين لك هذا الاعتقاد
_ذكرت صفحة المشاكل وكانك تتحدثين عن شيء قذر .
_واليست كذلك؟
_هناك استفتاء يقول ان معظم النساء يفتحن صفحة المشاكل قبل كل شيء.
_من قام بهذا الاستفتاء .
_انا لابصفة شخصية بل بواسطة فريق عمل اجري مقابلات مع النساء في الشارع.
_اين ؟
ابتسم :
_في سنتر بوينت وكاستليرغ سترين.....هل اكتفيت؟
_كانت مجلتنا ناجحة دون صفحة مشاكل.
_لايمكن ان تكون اولئك النسوة جميعهن على خطا
_الا يمكن.
_لا
_لكن مجلة شؤون المراة كانت دائما فوق هذه الامور.
_اذن يجب ان تنخفض الى مستواى لانني مصمم على نشر هذه الصفحة في اول عدد يصدر في السنة القادمة.
رقت عيناها غضبا
_لماذا تزعج نفسك اذن بالتطرق الى فتح الموضوع معي
_تادبا فانت مازلت مديرة المجلة المسؤولة.
_انما ليس لوقت طويل.
_وهذا ما يذكرني بامر اخر .هل قمت بشيء للاعلان عن بديل لك؟
_اتصلت باحدى الوكالات فعرضت علينا سيدتان تبدو مواصفاتهما واحدة.
_اريد حضور المقابلات التي ستجريها معهما .
شهقت :
_ولماذا ؟الا تثق بي؟ اهذا هو السبب ؟
_تتصرفين بطفولية الان ......
_اريد ان اعرف سبب رغبتك في حضور المقابلات واظن ان من حقي ان اعرف .
_حقك طبعا الا انني اريد ان اكون موجودا لانني مضطر الى العمل مع المراة التي ستحل مكانك بعد رحيلك.
_ويطويني النسيان!
_تعلمين انك لن تخرجي من تفكري اليسون اسمعي تعرفين ان مااطلبه حق؟
_طبعا حالما احدد الموعد اعلمك به , الا اذا احببت ان تحدد انت الموعد كذلك.....
تنهد نافذ الصبر:
_لا تابعي عملك ارى انني لن اتفاهم معك اليوم.
_هذا صحيح والان لو سمحت لدي عمل اقوم به.
توقفت في الممر ممتنة لسماع صوت كولين :
_مرحبا اليسون كيف حالك اليوم؟
_بخير كنت ابحث عنك ,فانت لم تتمي عملية التعارف بالامس ويبدو ان جو مشغول هذا الصباح.
_تعالي من هنا اذن ,اعلم ان الشباب متشوقون لتعرف اليك.
وتبين لها ان الشباب عصبة جميلة خفيفة الظل ظهرت خفتهم ما ان تغلبوا على تحفظهم الاولي معها .
آلن كان كما ظنته تماما عابثا ومارتن جاد هادئ اما لاثام فودود دون ان يكون اليفا ,ربما لانه ما زال يراها امراة غريبة الاطوار.
وقالت بمرح :
_اظنني بل اعرف انني بدوت حمقاء يوم امس....... فانا وجو لانتفق في الواقع ,واظن ان لكل منا شخصية قوية وهذا لايفيد في تناغم العمل.
قال لاثام:
_لكننا جميعا اعتقدنا انك وهو ......لا .....اعتقد ان لا ليس بعد الذي قلته عنه يوم امس, ايعني هذا انك قد تقبلين موعد يعرضه عليك احد مساعديه!
ردت مازحة
_مع كولين ؟
ضحك لاثام :
_لا ! لم اكن افكر فيها ,هل تتناولين العشاء معي يوما يااليسون .
حذرته صادقة:
_قد لايعجب دعوتك جو.
_انا لم اطلبها من جو.
ابتسمت:
_اقصد انه سينزعج ان خرجنا معا.
_اعرف هذا ....... لكنني قادر على تسوية الامور معه.
اما هي فلا تعتقد ان احدا يقدر على تسوية اي امر مع جو لوتشي خاصة حين يكون ثائرا ,,كما انها لاتريد ان تعرض لاثام الى هذا الموقف فلم يكن لديها ادنى شك في انه شاب طيب ووسيم كذلك لكن لايمكنها ان تشعر نحوه باكثر من الاعجاب ,رغم شبهه بجاك.
وقال حينما امتنعت عن الرد:
_شرح لي جو سبب ردة فعلك حين رايتني امس اعني سبب تكدرك.
_وماذا شرح لك؟
_قال انني اشبه قليلا زوجك..... هاي لاباس عليك......
بدا قلقا عليها عندما راى شحوب وجهها
_لم يزعجني شبهي بزوجك اطلاقا ,فان صدقات عديدة تبدا لاسباب اقل من هذه بكثير
لقد اراد جو ان يمنع اية صداقة تقوم بينها وبين لاثام,كيف يجرؤ على ان يخبره عن زوجها وشبهه به؟تعلم انه يجرؤ وتعلم انه قال ما قاله ليعتقد لاثام ان اي اهتمام قد تظهره سيكون مرده الى الشبه الذي بينه وبين جاك.
وقد نجح في هذا ........تبا له.
بقيت اليسون في مكتب المساعدين بعد ان رفضت دعوة لاثام الى العشاء نصف ساعة اخرى .
ولكن لم يعرف احدا ممن شاهدها تضحك وتمزح مع الاخرين انها تغلي غضبا في الداخل .
وهاقد انفجر كل الغضب امامه:
_ايها النذل المتعجرف !
رفع جو راسه وعلى وجهه تعبير الدهشة وهو يسمعها تردف :
_كيف تجرؤ على ان تخبر لاثام اخبارا خاصة عني ؟لماذا تريد ان توحي الى الرجال انني لن اعجب بهم الا اذا كانوا يشبهون زوجي ؟؟ اجبني؟
_وهل تكلمت مع لاثام ؟
_هذا واضح!
هزر اسه :
_واضح ...الا انني لااحسبه قد قال ماتتهمينني به.
_الم تقل له انه يشبه جاك.؟
_بالطبع قلت له هذا ,كان علي ان افسر تصرفاتك وهناك امر الصورة فما عليه الا ان يراها على مكتبك حتى يعرف السبب .
_اتنكر ان غايتك من اخباره عن جاك حتى يظن انني معجبة به لهذا السبب فقط؟
_وهل يعجبك ؟
_في الواقع اجل !
لقد وجدته ذكيا ومثيرا للاهتمام ,لقد لاحظت بعد ان تحدثت اليه ان شبهه بجاك يخف شيئا فشيئا.
وقف جو قائلا:
_اذن انا سعيد لانني اخبرته ولاانكر انني قلت ماقلت له للسبب الذي ذكرته .......فالموقف بيننا مرتبك اصلا دون اضافة خروجك مع لاثام اليه
_لااجده مربكا ابدا ...... انت لاتعجبني ولااريد الخروج معك, واذا اردت الخروج مع لاثام افعل !
ضاقت عيناه غضبا :
_هل طلب منك الخروج معه ؟
_اجل !
_لن تذهبي معه .
ردت عليه متحدية :
_سافعل اذا اردت
_لاتفكري حتى بالموضوع فلو خرجت معه ,لاضطررت الى فعل هذا عدة مرات امامه
ورفع يده الى راسها ثم شدها اليه حتى اصبح وجهاهما متقاربين :
_واذا لم ينجح هذا ساضطر الى ابعاده.
شهقت :
_لن تفعل هذا ؟
_بل افعل ,صديقني اليسون اوه لن اطرده من خدمتي فهو كفوء لكنني ساعيده الى المكتب الرئيسي فقط.
راحت تدير راسها يمنة ويسرى وهي تقول ببطء شديد
_انت حقا نذل !م
هز راسه معترفا ببرودة:
_اذا كنت تعنين بهذا انني احدد منطقتي واقاتل من يقترب من احدى ممتلكاتي فقد اصبت لانني نذل بربري
_انا لست احدى ممتلكاتك .......وانت لاتقاتل بشرف
_انا اقاتل باي سلاح متوفر لدي.
_لكن مستقبل رجل .....
_بين يديك .......قلت لك ما ستكون النتائج وتعرفين العقوبة التي سيتلقاها .
صاحت محبطة:
_هذا ظلم .
_نادرا ما تكون الحياة عادلة ,فلماذا لاتستسلمين وتخرجين معي اليسون ؟انا لن اسمح لاي رجل بان يلمسك.
_لابد ان يكون في سيدني رجل لايمكنك الوصول اليه.
ابتسم وهو يمسكها بين ذراعيه بسهولة في حين انها تحاول جاهدة الافلات .
_اذا كان هناك احد فتاكدي انني ساجد طريقة لابعاده عنك فانت لي اليسون .....وكلما سارعت في تقبل هذا الواقع كلما كان خير لك ,منتديات ليلاس,,سترين بنفسك انني اسهل انقيادا حين لااكون متوترا,بيد انني منذ ان قابلتك لم اعرف الا التوتر .
_لاتتوقع مني ان اقوم بما يريحك ,حتى وان وعدتني بالخروج من حياتي الى الابد فلا تنتظر شيئا مني .
_لا ...... كيف اخرج من حياتك ؟وانا اريد ان استولي عليها كلها على تفكيرك وابتسمتك ولحظات صحوك ....ط. وانا اريد ان امزج نفسي بنفسك حتى تخالين انك مسكونة في .
_وهذا مااحس به الان !
_حبيبتي لقد شرحت لك انني لن اتركك مادام لي الخيار .....وانا انتظر دعوة منك لاعيش معك.
_ستنتظر الى الابد اذن !
_لااظن هذا ,فللصبر حدود ,اعتقد ان والدي سيدهشان حين يريان التغيير الذي احدثته في
_انه امر مؤقت ....والان اتسمح بان تتركني ؟
_تعرفين الثمن .
سخرت منه :
_وتتهمني بالطفولية ؟
_كنت تتصرفين بطفولية ساعتئذ.
_كما تفعل انت الان
ضحك جو ضحكة ذئب
_انا ابعد مااكون عن التصرف الطفولي اليسون ..,.. اني اكثر من راشد فما رايك بعناق صغير.؟
_عناق صديقين ؟
_لاارغب ابدا ان اكون صديقك حبيبتي ,بل حبيبك آه يالوقع هذه الكلمة ويالروعتها !
_تحلم !
_هيا صبري بدا ينفذ ضعي يديك الجميلتين حول عنقي ولنبدا العمل .
استسلمت اخيرا فرفعت يديها الى عنقه فهي تعلم يقينا ان لافائدة من المقاومة ,استلقت ذراعاها على كتفيه وراح يشدها بقوة لكنه سرعان ماضحك وهو يبعدها عنه لامسا انفها بفمه:
_اترين ...... تعرفين اصول اللعبة كما يظهر.
_لكن ليس حسب قوانينك انت.
_الن تخرجي معي الليلة؟
_لا
_لاباس
نظرت اليه بريبة وهي تراه يعود الى مكانه ,لقد قبل رفضها اليوم بهدوء زائد,ليلاس,جعلها بطرية ما لاتثق به, فربما يحضر لامر ما ترى ما هو هذا الامر الذي تشعر به واقعا حتما ؟
لم يحاول جو خلال الاسبوع كله القيام بشيء بل تجاهل وجودها معظم الوقت ,وكاد يقطع لها راسها احيانا باوامره.
حين جاءت المراتان للمقابلة يوم الجمعة لم تكن تعرف ان مزاجه اليوم عاصفا.
بعد انتهاء المقابلة قال لها يصرف النظر عن المراتين :
_الاولى صغيرة جدا والثانية متورطة في زواجها.
رددت كلماته وهي لاتصدق ماتسمع.
_متورطة في زواجها ؟وكيف لاحد الا يكون متورطا في زواج؟
_يجب على مديرة المجلة ان تضع المجلة قبل كل شيء .
_اذن لماذا لم تكن الولى مناسبة .... نعم هي صغيرة ,ليلاس,قليلا لكنني كنت في الرابعة والعشرين حين توليت الادارة .
_كان لك مساعدة من الداخل .
_ماكان ليعطيني تشوك الوظيفة لولا مؤهلاتي كما ,انني يومذاك كنت متزوجة ومع ذلك لم يؤثر زواجي سلبا في مهنتي
_لايمكنك اعطاء الوظيفة لكليهما.
_لااريد ان افعل هذا بل اشير الى ان اسباب رفضك خالية من المعنى فكلتاهما قديرة من وجهة نظري
_لكن هل رايت تردد تلك المتزوجة حين سالتها ان كانت ترغب في الانجاب
_لكن هذا سؤال شخصي ....
_لكنه مهم من وجهة نظر رب العمل ,واظنها تنوي انجاب الاطفال وان قالت العكس.
_اظنك مجحف بحقها اما عمر الاخرى فليس بنقطة سوداء في ملفها فعلى انسان ما ان يعطيها الفرصة فلديها مؤهلات ممتازة
_لاحظت هذا الا انها ستحاول استخدامها الى مارب اخرى.
وابتسم بمكر فقالت وقد عرفت ما يعني :
_لكن ليس هنا ؟
_لا
_لو اتصلت بها لحاولت اقناعك بوسيلة اخرى
_لااشك في هذا .
واغضبها اعجاب الفتاة به.
_لاتبدو مندهشا
_لم تخف الفتاة استعدادها للوصول الى القمة باية وسيلة .
_اذن ,ربما يجب ان تتصل بها.
_قد افعل .
_سيكون اتصالك بها خيرا لك !
_على الارجح والان فلنعد الى موضوع بديلتك.
_طبعا . ربما من الافضل ان تختارها بنفسك.لوتركت لي الخيار لاخترت السيدة ايدن
_وانا كذلك ,لكنني وجدت الفتاة المطلوبة .
_وجدت ......؟
وقفت بغضب وتقدمت امام طاولته ثم مالت فوقها ونظرت اليه:
_لديك فتاة محددة ومع ذلك اخضعت هاتين المراتين لمقابلة لا لزوم لها
رد بهدوء :
_لقد اسات فهمي .......لم اق انني اعطيت الوظيفة لاحد ....
_اتعني ان الوظيفة لن تكون مفاجاة سارة لاحدى نسائك؟
تفرس فيها عن كثب عبر خان سيكاره .
_ليس بين نسائي من تعبا بهذا النوع من العمل اليسون .
_مااروع تفكير نسائك.
رد بغير اهتمام :
_ربما ... انني حتى اللحظة التي قابلت فيها تينك السيدتان لم اكن قد فكرت في البديلة الثالثة.
_من ؟
_كولين .
رددت بصوت مرتبك ,وقد تلاشى غضبها:
_كولين ؟
_اجل ...
ووقف ليدور حول الطاولة ويذرع الغرفة.
_الفكرة كانت تراودني منذ اسبوع ان خرجت آلن من راسها وان دربت قليلا فستكون جديرة بالمنصب.
جلست اليسون على حافة الطاولة بدهشة ....كولين ؟
لم يخطر على بالها حتى التفكير فيها ...... لكنها امراة ماهرة في حقل الاعمال وقد ابدت اهتمامها ,بادراة المجلة في الاسبوع الماضي وكانت قد امضت اليسون ساعات معها تشرح لها مختل اوجه ادارة المجلة ... اجل ليس لديها ادنى شك في ان كولين قادرة على تحمل اعباء هذا المنصب
_لكن هل ستقبل الوظيفة؟
رد متعجرفا:
_هذه الوظيفة هي ماتحتاج اليه.
_اهي طريقة لاجبارها على الاستقرار.؟
_مستحيل ان تجد رجلا مناسبا وهي في ترحال دائم معي حول العالم, اعتقد انها تعلقت بآلن لانه الرجل الوحيد المتاح لها الوصول اليه اما هنا في سيدني فستجد الرجل المناسب
_لماذا لاتتزوجها انت فتسعدا معا ؟
_انا لااقدر مزاحك اليسون.
_اعتقد ان الزواج بالنسبة لك ليس سوى طرفة.
رمى سيكاره في سلة المهملات بعنف
_ليس مسليا ابدا ,ابدا.
ثم غاد الغرفة صافقا الباب وراءه لكن الباب عاد فانفتح مجددا بعد لحظات تدخل منه جيل ,احدى سكرتيرات جو .
نظرت جيل الى اليسون بذهول
_اكل شيء على مايرام ؟لقد بدا جو متفجرا قليلا!
وضحكت ,انها فتاة جميلة في اوئل العشرين.
_لكن جو لايبدو ابدا متفجرا قليلا بل انه متفجر اكثر مما يجب .... اما انا فبخير شكرا لك.
ولم يعد جو الى المكتب بعد الظهر ,وبما انه لم يتخذ قرارا محددا لعرض الوظيفة على كولين .
ذهبت اليسون الى حفلة تلك اليلة كما ذهبت الى حفلة اخرى مساء السبت
الا انها لم ترهفي اي منهما ,فقد توقف فجاة منذ اربع ,ليال عن ملاحقتها واتباعها كظلها فظنت انه قد وجد لنفسه امراة اخرى صب اهتمامه عليها وفقد اهتمامه باليسون
وقد اكدت لها ظنونها صورته في جريدة يوم الاحد وهو يدخل الى احد افخم نوادي سدني,لكنها لم تكن سعيدة بهذا التغيير كما اعتقدت .

وأنطفات الشموعحيث تعيش القصص. اكتشف الآن