وأنطفات الشموع

عنيد

خرج نفس اليسون من صدرها فحيحا , (شؤون المراة )اصبحت ملك جو لوتشي!
لاتصدق فالمجلة اصبحت بالنسبة لها كل حياتها انها ,الشيء الذي يحثها على ان تحيا من اجله منذ وفاة جاك وماذلك الا لقدرتها على فهم ماهو جديد وعصري وماهو مهم للمراة الراغبة في الموضة.
والان اصبح هذا كله ملك جو لوتشي......
قالت ببلادة تفكير:
_يجب ان اترك العمل.
_آه .....
_نعم ؟
_ثمة شرط في الاتفاق يقضي ان تستمري في العمل فترة الانتقال على الاقل .
_ومامقدار هذه الفترة ؟
_ستة اشهر .
وقفت ببطء على قدميها ......وقالت له ببرود :
_لا ياتشوك , لايحق لك عقد اتفاق كهذا دون استشارتي ,هل طلب منك الا تخرني ؟
بدا الخجل على تشوك:
_كنت اعلم انك تقبلي ......
_كنت تعلم ؟
_حسنا انا وجو كنا تعلم
_اذن فكلاكما على حق ...... انا لن استطيع العمل عنده
_لكنني وقعت العقد!
_اما انا فلا ,كيف تفعل وانت تعلم يقينا برفضي له ,انا لن التزم بتوقيعك
_انت مرتبطة بعقد مع المجلة ,كائنا من يكون مالكها .
_اذن فانا مستقيلة .
_ثمة شرط في العقد يلزمك باعطاء انذار قبل ثلاثة اشهر .
_انا متنازلة عن اي مال استحقه اعطني فقط توصية .
_لااستيطع لانني ماعدت رب عملك اعلمي ان جو اذا تركت العمل سيقاضيك ويقاضني للاخلال بالعقد.
لمعت عيناها تحديا
_دعه يفعل اذن !
انخفض صوته حتى بات توسلا
_اليسون . لقد وقعت الصفقة بناء على الثقة ,ان اي اخلال باي بند من بنود العقد سيدمر الصفقة كلها .
_اذن ......يجب ان تدمر!
_وقد تتاثر الشركة كلها !
قطبت جبينها تبحث في خبايا وجه اخيها ,فرات خطوط القلق تشقه ,وتوترا شديد يجتاح وجهه .....فقالت بهدوء:
_اوضعك سيء الى هذه الدرجة؟
_اجل
_لكن لايمكن لجو لوتشي ان يلغي الاتفاق كله لانني ارفض العمل معه!
_بل سيلغيه .
_ايعقل
_لقد رفض التفكير في توقيع العقد قبل ان يشملك الاتفاق
_ياالهي !
_من الطبيعي ان يبقى الموظفون الكبار بعد التوقيع مثل هذا العقد .
_لاشيء في جو لوتشي (طبيعي وانت تعلم سبب اقدامه على هذا العقد ياتشوك ...لقد رفضت ان اخرج معه لذلك يدفعني الى هو الى اقامة علاقة معه بواسطة العمل
_هذا هراء .....قلت لك اننا تباحثنا امر الاتفاق منذ اشهر.
_ومتى دخلت انا في صلب المفاوضات ؟
_منذ .....حسنا ......انا .....
_منذ اسبوعين ماكان قبل هذا الوقت ليهتم بموظف من موظفي المجلة وماكان ليابه البتة اذا بقوا او تركوا .
_هذا غير صحيح .....لقد كان مستقبل الموظفين في اوليات اهتماماتي.
_اهتماماتك ياتشوك ....جو لوتشي لايهتم بمن يقف في طريقه من الصغار هذا ماقاله لي بنفسه.
_لكن لن يقف احد في المجلة في طريقه.
_انا ساقف فلن يشكل كونه رب عملي الحالي فرقا لدي ,فمشاعري تجاهه ستبقى على حالها ,لانني لن اعجب به ابدا
_لست بحاجة للاعجاب به ..... اعملي فقط.....
_انت تعلم ان هذا ليس مايريده تشوك! كيف تفعل بي ذلك ؟لقد رايت بام عينك نظرته لي وملاحقته الدؤوب لي ,انا مضطرة الى الاستقالة انما لاتخشى شيئا ,فسامنحه الانذار القانوني ,لكنني امل ان يوكل ادارة المجلة الى احد مرتزقيه.
بدا كل شيء طبيعيا حين ذهبت الى العمل صباح الاثنين ,فلم تجد احدا من رؤوساء الاقسام التنفذيين بانتظارها ليزف خبر انتقال الملكية لرئيس جديد
سارعت سكرتيرتها اماندا التي تجلس بشكل طبيعي خلف طاولتها ,الى تسليمها البريد والرسائل التي وصلتها
لكن اليسون كانت تحس بان هناك امرا مختلفا ......اذاظن لوتشي انه سيلهيها ثم يفاجئها بخبر ملكيته الجديدة فمخطئ لانها تنوي ان تلقي عليه التحية ببرود ثم تمضي الى عملها .
ضغطت على زر جرس الهاتف الداخلي تطلب سكرتيرتها :
_اماندا....... اتصلي بالسيد لوتشي ,من مؤسسة لوتشي للاستثمار .
_جو لوتشي ؟
_اجل ..هذا هو اسمه اماندا .
اماندا سكرتيرة رزينة ماهرة ,كانت تعمل عند مدير المجلة السابق لكن رزانتها هذه اضطربت لدى ذكر اسم الرجل الذي يشمل تاثيره معظم الساء ومعظم الموظفات في المجلة .
لذا تتصور ان يكون هناك اكثر من متيمة به حين يعلمن انه الرئيس الجديد.
_السيد لوتشي ,اليسون.
التقطت الهاتف :
_سيد لوتشي ؟
_آه ...... اليسون .
_يجب ان نتقابل سيد لوتشي.
_وهل تحدثت الى تشوك؟
_نعم تحدثت اليه ....ايناسبك الساعة الثانية عشرة في مكتبي ؟
_وهل تدعينني للغداء اليسون؟
ردت بجفاء وتصلب :
_ادعوك الى مكتبي في الساعة الثانية عشرة .
_ساكون هناك .
واقفل الخط .
احست بالانتصار الذي يعتمل في نفسه حتى عبر الهاتف ولكنها صممت الا يعرف شيئا عن مشاعرها .
لقد اكتسب هذه الجولة فهي لن تدع اخاها يخون كلمته كرجل اعمال بسببها .........لكن جو لوتشي لن يكسب اي جولة بعد الان.
طلبت اليسون من اماندا ان تتصل بها حالما يصل الى المكتب .
حين سمعت رنين الهاتف الداخلي انتفضت لكنها تحركت برشاقة واقفة فبدت نحيلة في ثوبها الاسود وشعرها المعقوص الى الوراء ,كانت عيناها اشبه بجوهرتين فوق وجنتيها المرتفعتين .
اتسعت عينا جو اعجابا حين خرجت وضاقت عيناه عندما راى منها هذه الرسمية .
قالت ببرود:
_هلا تفضل بالدخول .
فتحت باب مكتبها فدخل حل الصمت المطبق على الاشخاص السبعة المنتظرين داخل المكتب ,, كانوا جميعهم يتطلعون الى  جو لوتشي بفضول واضح وكانت صدمة جو بلقاء رؤساء تحرير المجلة اقسى من ان يخفيها .....
غطى وجهه قناع صلب وهو يرفع حاجبيه اليها معترفا بكسبها الجولة .
وقال ببرود وهو يبتسم :
_سنناقش هذا وقت الغداء .
تحركت الى الامام ببطء وعاد الصمت يشمل الغرفة بعد الهمهمة التي احدثها وجود جولوتشي وقالت:
_انتم جميعا تعرفون السيد جورجيو لوتشيانو ,لكن مالاتعرفه بعد هو تسلمه زمام رئاسة المجلة
التفتت اليه مبتسمة متحدية فارتفعت الهمهمة فرؤساء الحرير كانوا مثلها يجهلون الوضع الجديد.
مامن شك ان تشوك لعب اوراقه بسرية تامة ....... اما الدافع الى هذه السرية فغير خفي
هز راسه جو بسخرية :
_لقد بكرت السيدة اليوت في اعلانها ,فقد اردت ان اتحدث اليكم بوجود السيد هاريسون .لكن بما انني هنا بناء على دعوة السيدة اليوت الى الغداء فقد فكرت في ان اتكلم اليكم قبل ان تخرج .
كان غضب اليسون قد اعماها عن سماع ماكان يقوله لكنها شاهدت على وجوه الجميع نظرة رضى ......ربما يحسب انه اوقعها في فخ الخروج للغداء معه.
لكنه مخطئ فما من احد قد يجبرها على ما لاتريد فعله وهي لاتريد الخروج معه
سمعته ينهي كلامه:
_هكذا اؤكد لكم انني لن اغير الا القليل من تشكيلة ادراة المجلة او اسلوبها ,وانا اتطلع قدما للعمل معكم سيداتي وسيدي .
ثم اشار براسه الى الرجل الوحيد بين السيدات الست :
_ثمت انتقادات ؟
ضحك بول جيلبرت .
_ليس لدي شكوى .
ونظر جو الى النساء متظاهرا بالاعجاب
_ولاانا كذلك .
قالت اليسون ببرود ثلجي :
_هل تسمح ؟فما زال امامنا عمل نقوم به.
ضاقت عيناه بخطورة ,ثم التفت مبتسما للاخرين .
_اسف لانني اخرتكم عن اعمالكم سالقاكم في وقت لاحق ,كل على حدى .
حين اصبحت اليسون وحدها مع جو قال لها بحدة :
_لم يكن تصرفك لااخلاقيا فحسب بل خاليا من اية براعة مهنية .
_براعة مهنية ,الا تدعو شراء هذه المجلة دون اعلام مديرها باللااخلاقي ؟
_ليس المطلوب مني ان اعلمك بشيء .
_الا يحق لي ان اعرف ذلك والصفقة تشملني ؟
_ربما .
_ربما ؟
_انه امر طبيعي !
_امن الطبيعي ان يبقى الموظفون الكبار بعد هذه الصفقات ؟,لقد احتلت على تشوك خير احتيال سيد لوتشي مستخدما الكلمات ذاتها.
اسند نفسه الى طاولتها.
_وهل نجح؟
_لا !..... ساقدم انذارا مدة ثلاثة اشهر .
وناولته استقالتها فتناول المغلف ووضعه في جيب سترته الداخلي .
وسال ببرود:
_هل يمكنني تدريب من ستحل مكانك في هذه المدة القصيرة
_طبعا يمكنني ذلك.
هز راسه
_وهذا مااظنه كذلك
_لاتبدو مندهشا
_صحيح ..... فانت امراة مستقلة لاتحبين ان يتحكم بك احد.
_آه اخيرا فهمت بعض طباعي
تقدم منها ببطء , ورائحة عطره الفاخرة ,ودخان سيكاره المشبع في سترته يسبقه :
_ليتني اتعرف الى المزيد عنك .
ارتدت عنه الى الوراء :
_لا ! قلت لك انني لست مهتمة بك فدعني وشاني جو.
_جو ..... ؟ اظنها المرة الاولى التي تناديني بها باسمي .
لمس خدها باصبعه مردفا:
_انه تغير لذيذ بعد برودة السيد لوتشي التي اعتدت سماعها منك
كانت انتبهت الى زلة لسانها حالما تفوهت بالكلمة ....لكن بدات تضجر من هذا الرجل ومن ضغطه المتواصل عليها
فقالت له بجفاء:
_لن يحدث هذا ثانية
_الن يحدث ؟لدي احساس انه سيحدث كثيرا في المستقبل ,اترين ..... انا رئيسك الجديد هنا واحب ان يناديني المسؤولين في مكتبي باسمي الاول جو والان فلنخرج الى الغداء ....هه ؟لدي اشياء كثيرة ابحثها معك.
_لا فانا .....
نظر اليها ببرود:
_ماساتباحثه معك له علاقة بالمجلة
_اهذا كل شيء ؟
رد بسخرية :م
_لن اعد بالاتصدر عني بضع ملاحظات شخصية لكن في معظم الاحوال هذا كل شيء .
_غداء عمل ؟
-بالضبط
انها لاتثق به فهو قد يكذب لينال مايصبو اليه لكنها تعلم انها مدينة له ببعض الولاء كونه مالك المجلة الجديد
_سابلغ شيلي بخروجي
_اهي مساعدتك؟
_لن اتاخر اذا احتجت شيئا فاطلبه من سكرتيرتي اماندا التي ستسرها مساعدتك.
وجلس على المقعد الخاص بها وراء طاولتها :
_لن احتاج الى شيء .
فسالته ساخرة :
_اتجرب ان كانت تناسبك؟
_ادارة مجلة نسائية ليست بالامر الذي افكر فيه مستقبلا.
ستكون الاشهر الثلاثة القادمة اطول شهور حياتها !
حين عادت وجدته عابسا فوقف ليسالها
_اتحبين ديكور مكتبك حقا؟
_انه عملي .......
ساعدها على ارتداء سترتها لكنها سارعت الى الابتعاد ما ان احست بقربه الشديد منها .
قال بفظاظة وهو يفتح الباب لها
_انه ديكور مقرف كان لمن تراسه قبلك ذوق سقيم.
_وكيف عرفت انني لم اختره؟
_لان لك لمسة خاصة ,انت سيدة انيقة اليسون وهذا جزء مما جذبني اليك ...لك صفة خاصة من قمة راسك الى اخمص قدميك.
ادخلها الى سيارة التاكسي التي استطاع بمعجزة استئجارها في مثل هذه الساعة من الازدحام الخانق في شوارع سيدني .
اعطى السائق اسم افخم فندق في المدينة ثم جلس على مقربة شديدة منها تاركا فسحة كبيرة الى الجانب الاخر
فقالت له ساخرة:
_يجب ان تغير عادات طعامك اذا كنت ستلزم ادارة المجلة يدفع الفاتورة.
_ان مؤسسة لوتشي للاستثمار قادرة على تسديد هذه الفاتورة ,,وهناك امر اخر الا وهو ديكور  مكتبك ,سارسل اليك غدا مهندسا فالمكان يصيبك دون شك بالكوابيس
_اجل ..... لكن تشوك يعتقده.
_عمليا
_اجل .
جو لوتشي رجل معروف اينما حل فقد استقبله حارس الباب بالترحاب ,,وكذلك رئيس السقاة في المطعم وماهي الا هنيهات حتى قعدا على افضل طاولة في المكان .
ان للنفوذ والشهرة فوائد كثيرة فتذكر انها اتت مرة مع احد النجوم بعد ان اجرت معه مقابلة وقد وجدت يومذاك صعوبة في حجز طاولة لهما.
_قل لي سيد لوتشي هل كنت ستصمم على ان اكون جزء من الاتفاق لولا شكك في تقديم استقالتي .
استند الى الخلف وقد ظهر بريق الرضى والانتصار في تحركاته جميعها .
_ان هذا يمهلني ثلاثة اشهر اقضيها معك ماكنت لاحظى بها باي طريقة اخرى, واتفاقنا هذا يجعلك مضطرة الى ان تبقي المدة القانونية المطلوبة ,فتشوك على مااعتقد قد شرح لك عواقب ترك العمل دون رسائل توصية ,,,كما ان تركك العمل سيؤثر في الاتفاق برمته ,اعلم انه لولا معرفتك هذه لتركت العمل دون هوادة ,اليس كذلك؟
_انت ذكي سيد لوتشي.
_لماذا احس بان عبارتك هذه اهانة ؟
_لانك رجل ماكر سيد لوتشي !
ضحك بنعومة :
_وانت امراة ساحرة اليسون ,ناديني باسمي الاول جوقلت لك انني احب ان يدعوني موظفي الكبار به .
_اتقصد بقولك اولئك المساكين الذين اكدت لهم عدم اقبالك على تغيير كبير في المجلة .
_وهل تشكين في كلامي ؟
نظرت اليه مفكرة
_ابدا ..... لكنني اعرف ان هذا الطفيف الذي ستجريه سيكون الصورة التي تريد ان تكون عليه المجلة.
ارتفع حاجباه اعجابا وكانه لم يتوقع منها هذا الذكاء ....فتنهدت مضيفة :
_لقد نشات في عالم الاعمال سيد ..... جو والدي بنى هذه الامبراطورية في طفولتي وبما ان والدتي ماتت منذ زمن فقد اعتاد على بحث شؤون عمله مع تشوك ومعي.
_اكان يقدم لكم اخبار البورصة على الفطور ؟هه؟
_اجل .
_طفولتك تشبه طفولتي
_اشك في هذا كنا اغنياء لكننا لم نكن اثرياء
بعد وصول الطعام قال لها :
_فلنتمتع بالطعام فلا احب النقاش اثناء الاكل
_وانا لااستطيع ان اناقشك مادمت موظفة لديك
امسكت يده يدها فوق الطاولة:
_امهلني على الاقل وقتا حتى اكون لطيفا معك ,انا لااعامل النساء بقسوة كما اعاملك .
افلتت يدها من يده بطريقة مقصودة .
_فلناكل اولا.
تنهد بنفاذ صبر والتقط اوراق الطعام فعلمت عندها على الاقل انهما سياكلان بهدوء.
سالته وهما يحتسان القهوة:
_مارايك بشيلي بديلة لي
فكر جو قليلا:
_لا .
كبحت ردها الحاد بجهد ,فحين استلمت المجلة منذ سنة منحها تشوك الصلاحية العامة بالتصرف كما تشاء ,وكانت لاتخطئ في قراراتها ,لذلك شعرت بالاهانة من رفض جو لوتشي اقتراحها.
_ولم لا ؟
_اريد روحا جديدة للمجلة لا موظفا من الموظفين الموالين لك ولمشاريعك.
_الا تعترف انني اعطيت المجلة مشاريعا جديدة ؟
رفع حاجبيه وهو يرى غضبها :
_يسرني ان ارى شيئا يشعل اهتمامك .
_ان لي اهتمامات كثيرة سيد لوتشي
_ولكنها لاتشملني ؟
_بالطبع لاتشملك ! تعود الان الى شيلي .
_قلت لا .
_وهذا اخر مايقال في الموضوع ؟
_اجل !
_حسن جدا..... سانشر اعلانا اطلب فيه بديلا
_لقد قررت انت ترك العمل اليسون
فوقفت بحدة :
_ولن اندم لحظة ! ليتك تعذرني الا فساعة الغداء انتهت .
نهض ايضا ثم وضع النقود مغطيا الفاتورة .
_لم اعتقد انك ستلاحظين مضي الوقت.
ووضع يده بثبات على مرفقها وهما يغادران المطعم
_لقد لاحظت لكنه وقتك انت
_في هذه الحالة اود ان نقضي فترة بعد الظهر في فندقي لنناقش الاعمال بالطبع.
_يؤسفني ذلك سيد لوتشي فلدي اعمال كثيرة تنتظرني في المكتب .
فسخر منها :
_الى وقت اخر اذن ؟
_اشك في هذا .
ابتسم فبدا لها فجاة اصغر سنا :
_وانا كذلك .....ليتك تعيدين النظر في مسالة ترك العمل اليسون فقد تصبح المجلة بعد تغيير طفيف يؤازره اخلاصك اكبر مجلة نسائية في البلاد.
_اشك في ان يعجبني ماستغيره سيد لوتشي .
_حتى ولو كان التغيير لخير المجلة ؟
_هذا ماتراه من وجهة نظرك ؟متى بت تفهم امور النشر سيد لوتشي ؟
_منذ اشتريت المجلة وجعلتها من صميم عملي .
اوقف سيارة مارة وفتح لها الباب حتى تدخل ثم لم يلبث ان مال من النافذة قائلا:
_سااراك فيما بعد اليسون .
واعطى السائق عنوان المجلة ليرجعها الى هناك .
حدقت دون وعي الى الزحام الشديد حولها ,تفكر في التهديد الواضح الذي ظهر في كلماته الاخيرة .
حالما وصلت دخلت شيلي الى مكتبها قائلة
_ماهذه الصدمة ! لم اكن اعلم ان المجلة معروضة للبيع.
_ولاانا حتى يوم امس.
_الم يخبرك تشوك ؟
_لا .
_حسنا .....لدى السيد لوتشي الدعم المالي الذي تحتاجه المجلة .
_هزت شيلي كتفيها:
_اعلم ان الامر صعب عليك ,فتشوك اخوك , لكن الرئيس بالنسبة لي هو المالك الفعلي ,فانت تعرفين الصعوبة التي تعانيها حتى تجد عملا .
صدقت شيلي فهم جميعا محظوظين بحصولهم على وظائف راقية ,,ووظيفتها هي نفسها فرصة قد لاتتاح لها كل يوم بل تشك اليسون في ان تجد وظيفة مما ثلة حتى وان اعطيت رسائل التوصية.
تبا لقد بدات تفكر في هذا منذ الان ! كانت قد جاهدت ,لتملا اوقات فراغها كلها وذلك بالعمل نهارا حتى الاتهيار وبالمشاركة في الحفلات مساء حتى تبعد عنها اي تفكير .
وها هي توشك ان تصبح دون وظيفة بعد ثلاثة اشهر ......لكنها ستجد عملا اخر مهما كلفها الامر.
حين وصلت الى منزل مارك وكاثرين جنكنز ,للمشاركة بحفلة العشاء ,كانت قد سيطرت على اضطرابها تماما...
فالزوجان المتوسطا العمر من اصدقاء والدها ,وهما يحتفلان بعيد زواجهما الخامس والعشرين ,كانت تعرف معظم الضيوف تقريبا ,حينما شاهدت تشوك وديانا الى جانبه .
حاولت التوجه اليهما لكن صوتا مالوفا استوقفها :
_اذاهبة الى مكان ما ؟
حافظت على هدوء وجهها قبل ان تلتفت ببطء الى جو لوتشي ,يا الله ...,..انه يرتدي ليخلب الليلة ! فهو في غاية الاناقة في سترته المخملية السوداء المنسجمة بدقة مع كتفيه وفي قميصه الابيض الذي يظهر بشرته اكثر من المعتاد
_مساء الخير سيد لوتشي
_مرحبا اليسون
_ها نحن نلتقي من جديد ,وهل مارك وكاثرين من اصدقائك؟
_لا لم اقابلهما قط قبل هذا المساء .
فشهقت :
_وهل تطفلت على حفلتهما؟
التوى فمه بسخرية :
_جئت برفقة تشوك وديانا .
نظرت بغضب الى اخيها الغافل
_كان يجب ان اعرف هذا .... !حسنا اعذرني .....
امسك بذراعها يمنعها من الذهاب :
_لا ...... اسمعي مازلت احاول ان اكون لطيفا شئني ,,وقت الغداء ولكنك اغضبتني وتغضبينني الان ,ماالذي قد افعله بك هنا
اصطبغ وجهها احمرارا جراء تابيه فعلمت انها بسخف ,ففي المكان مالايقل عن اربعين شخصا فكيف لاي انسان ان يقوم بعمل وقح.؟
_انا لست كبقية النساء !
_انا اوافقك على هذا ولعله السبب في رغبتي فيك ارجو ان تحيلي لوم كلامي الصريح على سلافي الايطاليين .....اريدك بشكل يائس اليسون.
_هذا ماقلته لي سابقا ,ان ماتتحدث عنه هو الرغبة التي لااثر فيها للحب .
_ستكون معاملتي لك نوعا من الحب .
_آه اليسون لقد وجدت جو ......
تقدمت منهما كاثرين جنكنز مبتسمة وهي امراة في اواخر الاربعين .
_انساني انشغالي بالضيوف ان اقول لك ان السيد لوتشي وصل مع تشوك ...... وانت ياجو مخطئ اذا اعتبرت نفسك متطفلا ,اتعرف يا عزيزي اننا جميعا قلقون عليها ,فقد افتقدنا ايضا ,جاك لكن اليسون شابة جميلة لذا يجب الا تحرم نفسها من صحبة رجل محظوظ
ودت اليس وبمقدار ماتحب كاثرين التي تعتبرها عمة لها لو تخنقها في تلك اللحظة
اما هذا الرجل المحظوظ فسيرى شيئا من اداب المعاملة حالما ينفردان ,,كيف يجرؤ على التلميح الى انها ستكون رفيقته.؟
_انا اعتبر نفسي محظوظا فعلا سيدة جنكنز وكنت كذلك قلقا على اليسون لكنها الان برفقتي اليس كذلك حبيبتي ؟
فتحت اليسون فمها لترد بشراسة لكن كاثرين سارعت الى القول:
_اه ..... لقد وصلت عائلة دانيال انه رب عم مارك ساحدثكما لاحقا.
واتجهت ناحية زوجها لتحيي القادمين الجد ,فاستدارت اليسون الى جو بحدة:
_ماذا قلت لها حين وصلت؟
_قلت انك ستتاخرين في العمل وانك ستقابليني هنا حالما ينتهي عملك.
_ايها ..... وماذا عن تشوك ؟هل ادعيت امامه ايضا؟
هز كتفيه :منتديات ليلاس
_ولم لا ؟قلت له الشيء نفسه حين كلمته هاتفيا.
_ايها المنافق المتعجرف ......ياالهي ...........لااستطيع التصديق !لك صفاقة الشيطان .
هز راسه وقال متسليا:
_بعض الناس يريد ان نكون على علاقة فكاثرين مثلا لن تصدق رفضك صحبتي ولو شرحت لها ذلك فهي ,,امراة رومانسية الروح  ظن انك بهذه العلاقة قد استعدت حياتك السابقة بعد وفاة زوجك ,فلا تفسدي عليها امسيتها.
_وماذا عن امسيتي ؟
_افسدت وانتهى الامر... اسمعي ساتصرف افضل تصرف الليلة اتفقنا؟
_هذا لايكفي !فانا ..
شهق جو عندما شاهد تشوك يتقدم نحوهما :
_احسني التصرف .....وادخري اهاناتك حتى نصبح وحيدين فلا داعي الى تصرفات الاولاد !اعتبري تصرفك تمرينا على وضعنا الجديد وظفة ورب عمل .
_لااريد اي نوع من العلاقات معك
لكنه تجاهلها مبتسما لتشوك وزوجته
ثم قال لهما :
_على فكرة ياتشوك لقد قدمتني اليسون الى بعض موظفي المجلة.
بدت الحيرة على تشوك.
_وهل فعلت هذا ؟
_اجل اقدمت على ذلك بسرعة ونحن خارجان للغداء معا.
ازدادت حيته فما اظهرته من كراهية لاينسجم مع دوة ,,غداء او مع السهر بصحبته لف ذراعه حول خصر اليسون وشدها اليه .
_وكيف لي ان اقاوم شقيتك وهي تدعوني للخروج معها باقناع.
لم يعد باستطاعة تشوك كبح ذهوله:
_اليسون دعتك للغداء ؟
قبل ان تتمكن اليسون من الدفاع عن نفسها اعلنت كاثرين جنكنز بدء العشاء .
وجدت نفسها تجلس الى المائدة قرب جو لوتشي فكانت ابتسامة الانتصار كافية لجعلها تتجاهله طوال فترة العشاء ... لكن هذه المحاولة مع هذا الرجل كضرب الراس بحائط
بعد الغداء قالت له
_احسبني سانصرف الان.
_اظنها فكرة رائعة فلنعتذر.
لن تغادر معي !
_اليس غريبا ان تغادي دوني ؟
_اليس غريبا ان تاتي دوني ؟
_آه ...... كان لدي عذر مقنع.
_حسنا سنغادر معا .
_هل لي ان اكلم تشوك قبل ان تذهب ؟
_ولم لا ......؟فانت تفعل كل مايحلو لك !
ضحك بنعومة :
_انا سعيد لانك فهمت هذا .
ردت بقساوة :
_تقريبا كل ما يحلو لك !
ازدادت ضحكته:
_فلنر تشوك.
بدا تشوك مسرورا من نفسه حين انضما الى مجموعته ولم تحتج اليسون لمعرفة السبب , فهو يعتقد انها قررت القبول بجو لوتشي ...
ارادت ان تخبر اخاها بانها تريد ترك لوتشي امام باب منزل ال جنكنز ,,وبانها لن تقع في فخ مماثل مرة اخرى ,لكنها الليلة اضطرت الى التراجع عدة خطوات ,حتى تقوم بخطوة واحدة ثابتة الى الامام