وأنطفات الشموع

لا.......

لقد اكتشفت انها تحب هذا الرجل ,صحيح انها لم توهم نفسها بانها قد تعني له اكثر مما عنت له عشرات النساء ,اللواتي عرفهن ثم تركهن الى غير رجعة لكنها سعيدة بحبها هذا وان كان لن يحظى جو بالنهاية التي يريدها فهي غير قادرة على ان تعطيه مايريد بل هي عاجزة عنه ,بعد فترة زمنية غير بعيدة ستتركه يرحل دون ان تعلمه بحبها له او بسعادتها بوجوده معها قاتلا تلك الوحدة المريرة مانعا عنها ذاك الالم.
استسلمت اخيرا للنوم حتى الصباح ,وفتحت عينيها فراته امامها مبتسما يحييها بصوت عميق .
_صباح الخير.
_صباح الخبر جو ...... مااجمل ان يستيقظ المرء فيراك امامه .
رد بتردد:
_صحيح.
_اتشك في هذا.
_اشك في اشياء كثيرة حين استيقظت هذا الصباح رحت افكر في امري,,فلا ادري لماذا وافقت على البقاء,الاتعذب كلما رايتك امامي ؟لولا رجاؤك لما بقيت ,لماذا تخافين الوحدة اليسون ؟ماذا لديك ؟
شحب وجهها في هذه اللحظة وذعرت فقد يعرف الحقيقة لذا حاولت ان توجه اهتمامه الى شيء اخر:
_الا تريد البقاء ؟
رد بهدوء:منتديات ليلاس
_ليتني ابقى الى الابد.
ابتسمت
-ظننتك لن تطلب هذا ابدا!
احنى راسه ليقبل شعرها:م
_اليسون لماذا؟
_الا تعلم ....... هذه عادة النساء .؟ماالذي بدل رايك انت ؟,,فبعد ان تناولنا العشاء مع تشوك وديانا في الاسبوع الماضي ظننتك تخليت عن ملاحقتي.
_لقد تخليت عن ملاحقتك ,لانك اوضحت انك ستفعلين كل شيء لردعي ,يومذاك ادركت انك تكرهيني حقا وعلمت انني لن اصل اليك ولو طاردتك الى الابد ,قد اضرب راسي في ,الجدار فترة طويلة لكنني في النهاية اعرف ان الامر لايستحق.
_اعتذر لما ابديته من اعتراض على صفحة المشاكل كنت اتصرف كطفلة لكنك اثرت اسوا طباعي فقد عارضتك حتى عندما لم يكن لدي مااعترض عليه,اعجبني ماابديته من اقترحات للمجلة ومنها ما اقترحته كولين التي قبلت العرض.
_عظيم ...انها ناجحة لاريب.
_وهذا راي ايضا.
_يمكنك تغيير رايك ....
_لا ,لااريد.
انها لاتريد ان تكون قربه بعد ستة اشهر او سنة ,بل تريد ان تكون بعيدة عنه ,,حين يصبح ضعفها ووهنها ظلاما كاملا
_متاكدة ؟
_كل التاكيد ,ولان هل انت معتاد على الاحاديث الطويلة في الصباح؟
ضحك
_لا فمعظم نسائي يبقين نائمات في مثل هذا الوقت
_اه .... طبعا فليس لديهن عمل.,مرر يده على خدها
_مارايك بعطلة اليوم لنقوم بشيء مجنون كالذهاب ,الى الحديقة العامة وركوب زورق في بحيرتها
_في الشتاء.
_قلت لك انه عمل مجنون !
_ومستحيل ايضا ......لايمكنك اخراج زوارق في الشتاء فاصحابها لايعملون ,ثم سيد لوتشي !الم تكتف بعد من التعطيل مؤخرا.
_يابائعة الرقيق
ليلاس,رمت اغطية الفراش عنها ووقفت
_شخص ما يجب ان يوقفك عند حدك , وبما اننا اضعنا الوقت بالكلام ,اتريد استخدام الحمام اولا ام استخدمه انا قبلك.
انطلقا قاصدين المكتب ,كانت اليسون قد جلست قربه وتولى هو القيادة.
_كنت اهذر حين سمحت لك بقيادة السيارة بي من الفندق الى هنا.
فردت ساخرة :
_وحين اوصلتك من بيت تشوك؟
هز كتفيه عابسا:
_لست سيئة في القيادة ,اما السبب فعدم قدرتك على ,الطهي انت لاتفكرين في الطعام اثناء القيادة.
_من اجل هذا عيلك انت ان تطبخ العشاء الليلة!
_وهل انا مدعو ؟
_اجل .
تنهد :
_حسنا.
كان الجو في المكتب الذي يتشاركانه اخف وقعا,وقد علم كل من دخل عليهما بالود القائم بينهما بدل ذاك التشاحن الذي كان يستولي على جو الغرفة.
عندما عادا الى البيت تاوه جو قائلا:
_ياالهي .......مااجمل اليوم !
_لقد تمتعت به حقا.
_اعتقد ان نصف من طرق باب مكتبنا اليوم جاء بدافع الفضول .
فضحكت بصوت خفيض:
_لاامانع .
_لكنني امانع ,لقد احببت ان اعانقك لكنني كلما هممت بالقيام بذلك دخل علينا احدهم.
_كم الساعة الان؟
_التاسعة تقريبا.
_حسنا فلنباشر باعداد الطعام.
_لااعتقد ان ايا منا يروق له الطهو الليلة ,مارايك لو نشتري الطعام جاهزا؟
_كما تريد.
لامس الخطوط الزرقاء تحت عينيها فابتسمت :
_حذار مما تفكر فيه
_جمالك لايقاوم لذا لااستطيع منع يدي عنك.
_علام اتفقنا .
_حسنا ,حسنا ,لن اخالف كان يجب ان اصاب بالرشح قبل هذا,,لكنني لم اكن اعرف ان فيك حاسة الممرضة.
تمهل قليلا ثم قال بصوت اجش ملؤه العاطفة.
_اليسون .....
_ارجوك جو ......
-حسنا ,حسنا علينا ان نتعشى فانا جائع ! هل اجلب الطعام من الخارج ام نقصد مطعما ؟
_لاضرورة للذهاب الى المطعم ,اتصل باي مطعم تريده ليجلبوا لنا طعاما.
كان غريبا عليها ان يكون جو في الشقة اثناء مرضه ,,لكنها وجدت الامر اكثة غرابة حين نظرت اليه فوجدته يحدق فيها مفكرا.
بعد مرور الايام وبعد مضي ثلاثة اسابيع بدات تتساءل متى سيضجر من اقامته معها .
ذات صباح نهضت من نومها ثم قصدت المطبخ فوجدته قد اعد فطورها,فجلست الى المائدة  تلتهم البيض والتوست اما هو فراح يراقبها.
_قد اعتاد على هذا.
رفعت اسها تامل الا يظهر حبها في عينها وسالت :
_تعتاد على ماذا ؟
_على الحياة البيتية...... مااروع ان يستيقظ المرء صباحا فيراك امامه وماذا عنك؟م
هزت كتفيها وردت بلهجة خفيفة :
_تعجبني صحبتك غير انها لن تدوم طويلا.
وشاهدت وجهه يظلم غضبا وسالها:
_ولماذا ؟
نظرت اليه متسائلة:
_اعرف انك لاتمكث في مكان واحد الا فترة قصيرة,كم من الوقت تمكث عادة في مكان واحد؟
توتر فمه بارتجاف:
_اظن ستة اسابيع.
_وانت هنا منذ ثلاثة اسابيع ونصف.
_وماشان هذا.....
وقاطعه رنين الهاتف:منتديات ليلاس
_اللعنة سارد عليه.
وسمعته يتحدث عدة ثوان ثم عاد:
_المكالمة لك انه تشوك.
ترددت لحظة قبل ان تلتقط منه السماعة ,لقد تكلمت معه مرارا الا انه لايعرف شيئا عن اقامة جو معها!
_مرحبا تشوك.
_اليسون ؟اكل شيء على مايرام مع جو
_اجل ...... لقد قدم لي الفطور منذ قليل.
ساد الصمت في الجهة الاخرى ثم بدا صوت تشوك مرتبكا:
_اليسون؟ اصحيح انه يقيم عندك؟ سمعت هذه الشائعة لكنني لم اصدق
_صدق انه يقيم عندي منذ شهر.
بدت الصدمة على تشوك:
_اليسون؟
فتنهدت :
_تشوك انت من قلت ان علي ان اخرج معه.
_لكنني لم اقصد ان تعيشي في منزل واحد معه!
_انا اعيش معه لكنني لااشاطره فراشه.
_اه اليسون انت اكبر من ان ارشدك,لكنني ابدي قلقي من هذا الوضع.
ردت بلطف :
_اعلم وانا اسفة.
_لاتعتذري فلا شان لي في امورك الشخصية,من الواقع اتصلت لادعوك الى العشاء,,فلم نرك منذ اسابيع ومن الافضل ان تصطحبيه معك
_سارتب الامر واتصل بك ابلغ ديانا والاولاد حبي
_اليسون !
_نعم؟
_اعتني بنفسك؟
_اجل تشوك ,ساعتني بنفسي وساتصل بك قريبا.
عندما اقفلت السماعة سارع جو يسالها:
_ماذا يعني كلامه ......ايظنني عديم المسؤولية لاوقعك في مازق واتركك
_جو.....
_وكيف يمكن ان اؤذيك وانا افكر في اصطحابك الى انكلترا لاقدمك الى والدي؟
_والدك؟
ضحك :
_حبيبتي ......لم اشا قول هذا بهذه الطريقة ,لكن يبدو ان لاخيار لدي...... هناك بعض المشاكل علي العودة لاهتم بها,وفكرت في اصطحابك.
_لا لن اذهب معك فقد يظنني والديك عشيقتك.
_قد اكون في السابعة والثلاثين,لكن والدي سيطردني من المنزل ان قدمتك الى امي بصفة غير لائقة ,ساصطحبك على انك زوجتي المقبلة,كنت احاول طلب يدك حين اتصل تشوك .
الزواج.........! لم تستطع ان تتصور ان لهذه الكلمة صلة بجو...... وهي كلمة لم تكن لتفكر فيها.
بدا قلقا عندما تاخر ردها:
_اليسون ؟حبيبتي ,لم اخطط للامر هكذا ...... لكنني احبك واريد الزواج منك ,فلا احب سوء  الظن بنا ,حبيتي ....ارجوك ...... ردي علي ......هل تتزوجينني ؟
ابتعلت اليسون ريقها بصعوبة وهي تسمع اللهجة البائسة الممزقة المؤلمة في صوته ,تتمنى من كل قلبها وروحها لو ترمي نفسها بين ذراعيه ولاتتركهما ابدا..
لكنها ارتدت عنه:
_انا ...لن استطيع ...لن استطيع جو!
_اعلم ان شيئا ماحدث في زواجك الماضي يجعلك ترفضين التزاما اخر,لكنني لااستطيع ان اسكن معك واراك من بعيد,,اريدك اليسون اسمعيني اريدك,انا لااطلب منك ان تحبينني,انا لااريد الا ان اعتني بك واحبك.
بللت شفتيها متوترة:
_قالت كولين مرة انك لاتحب الفاشلين وانا فاشلة جو لذا لن اكون زوجة مناسبة لك.
_لم تقصدك بقولها ,اما انا فاظنك رائعة تناسبيني زوجة.
ردت بصوت محطم:
_لااستطيع !
_بالله عليك لماذا ؟لااستطيع الاستمرار على هذا النحو في علاقتي معك لقد انتقلت الى بيتك وفي نيتي ,ان اطلب يدك وها انا مضطر للسفر في الاسبوع المقبل ولن اسافر بدونك.
_انت مضطر لهذا.
_لا......
ردت بشراسة :
_بلى !الا يمكن ان تفهم ......لااريد الزواج بك!
نظر اليها وكانه لم يرها من قبل:
_ماذا تعنين بقولك هذا ؟انك لاتحبينني ؟ام ماذا؟
تنهدت
_افهمها كما تشاء جو.
_لاباس بي رفيقا ,صديقا اما زوجا فلا,ردي اللعنة عليك!
وامسك بها يهزها بعنف ,فصاحت:
_اجل! اجل هذه هي الحقيقة بالضبط.
دفعها عنه متاوها آهة عذاب ووجهه شاحب رمادي:
_يالله ! ساعود لاحقا لاخذ اغراضي,اما الان فيجب ان ابتعد عنك.
ارتدى سترته ثم التفت اليها متسائلا
_لدي انطباع بانك صممت هذا المشهد وخططت له حتى اخرج من هنا هكذا!
شحب وجه اليسون من جراء قساوة كلماته ,انها تعرف مدى ذكائه ,,وسرعته في اتخاذ القرارت ,لكنها لم تدرك انه قد فهم نفسيتها الى هذه الدرجة,فهي فعلا تريده ان يذهب على ان يبادر هو الى اتخاذ هذا القرار.
_انت تتخيل الاشياء جو!
_لا..... انا لااتخيل شيئا ,لماذا اصبح من المهم والملح ان اخرج الان من حياتك بسرعة
ردت كاذبة :
_ربما ليحل انسان اخر محلك.
_احذري اليسون....... لن تنطلي علي خدعتك هذه,لذا لن اترك هذا المكان قبل ان اعرف الحقيقة منك ,اعرف انك تخبئين شئيا,اليسون ؟يالله
نظر الى وجهها فاذا هو كالشمع واذا هي تترنح وتهوي ,فامسك بها بسرعة والقاها فوق الاريكة فاقدة الوعي.
عندما استردت وعيها ,راقبت القلق المرتسم على وجهه الذي لم يلبث ان انقلب خوفا فعلمت انه اكتشف سرها ,,كان الامر دوما احتمالا,حاولت الا يعرفه لكن البقاء معه في بيت واحد يرى تعبها,جعل الحقيقة تبدو جلية امام عينيه.....
سالها بصوت متهدج:
_منذ متى....؟ومتى عرفت؟
ابتعلت ريقها بصعوبة:
_منذ ما يزيد عن السنة.
_اكان جاك يعرف؟
ردت بمرارة:
_نعم
كان جو يتنفس بصعوبة,مبتلعا ريقه بين حين واخر.
_اما من طريقة للقيام بشيء؟
ردت بكلالة:
_لاادري .
_ياالهي ........انت لاتعنين انك.....
_انني اموت؟ ذا مااظنه .......اجل اظنني اموت ياجو......
ثم لامست فكه القاسي وهو يتقلص الما.