الفَصلْ السَـادسْ

12.3K 675 810
                                    

يَقفْ لُوِيس بـجانبْ مَارثـا بـينمَا يَتصَاعد لَهيبْ النَار أمَامهمْ مَع كَثـير مـن الدُخَانْ الَأسود،يَبدو مَنظراً مُهيباً لِكنْ لَا أحد مـنهمْ يَرمشْ حَتى.!

تَنعكِسْ أشـعةْ لَهيبْ النـيرانْ عَلى أعَينْ الشَابْ الزرَقاء
يَجعَلكْ تَشعر بَأنْ هُنَاكْ نـيرانْ أشعـلتْ فـي مُحـِيط ولَا تَعلمِ هَلْ سَتطفأْ الميَاهْ ذَلكْ الأحتَراقْ أمْ سَتبخَر شَعلْ النَار المُحيط بـأكمله.!

كلَاهمَا كَانْ يَنظُر لتـلكْ السجَائر المُلقيةِ عَلى أرضيهْ الغَابةْ بإعدَاد هَائلهْ والمُتشعلهْ بَألهبهْ النَار الحَارقةَ،أخفَاء الرَائحهْ بالسـجَائر هـي أحَد خُدع مَارثـا القَدِيمةْ،خُدعةْ رَخيِصةْ ولَكنهَا تْجدِي دَائماً نَفعاً!!
فعـندمَا تأتـي الذِئابْ البَيضَاءْ رَائحهْ السـجَائر العالقةْ بـجمِـيع أنحَاء الغَابةْ ستضُلهمْ عَنْ مُبتغَاهمْ الحَقـيقي!

سَحبْ الشَابْ نَفساً عَميَقاً مـنْ تـلكْ السيجَارهْ التـي تَتوسَط شَفتيهْ الحَمراء الرَفـيعةْ قَبلْ أنْ يَنفثْ الدُخانْ ليَختلطْ مَع دُخانْ الحَريقْ الذِي يَملَئ المَكانْ
"لـما لَمْ يَأتُوا للأنْ مَارثـا؟؟لَا أشعُر بالْرَاحةْ لتأخـيرهمْ!"تَحدثْ الشَابْ بـِبحهْ صَوتهْ المُميزهْ قَاصـداً الجَماعهْ البَيضَاءْ الذِي لَا يَعلمْ لـما لَمْ يَأتوا للأن!!لَيسْ الأمر كَأنهْ يُريد مِجيئهمْ؛لَكنْ تأخـيرهمْ لِيس مُطمئنْ ووَرائهْ شَيئاً بالتَأكِيد!

"لَـا أعَلمْ لُوِيسْ؛لكننـَا سَنَعلمْ قَريباً!"تَحدثتْ مَارثـَا وهَي تُربتْ عَلى كَتفْ الشَابْ المُستمر بـأخَذ أنفَاسْ عَميقهْ مـن النُيُوكـتينْ ليَملَئ بـها رِئتيهْ،أومَئ الشَابْ وأخذ أخـر نَفسْ مـن السـيجارهْ ليـلقيهَا بَتلكْ النـيرانْ.

لُوِيس لطَالمَا أحب التَدخِينْ؛هُو يِدخنْ مـن سـنْ الخَامسهْ عَشر أو السَادسهْ عَشر تَقريباً!!
هُو أحبْ أنْ السجَائر تُحترقْ لأجلُهْ،أحبْ أنهَا تَقبلِ أنُ تتألمْ وَقتْ غَضبه!

"سَأذهبْ لأخذْ الفَتى مـن المَدرسهْ،أطفـئ تـلكْ النـيرانْ وذّلكْ الدُخانْ."أخبَرهَا وُهو يَلتفـتْ ليَعود أدَراجهْ السَيَارهْ السَوداء ليَصعد ويَرَى بـالفعلْ الدُخانْ يَملَئ الغَابهْ والمَنزلْ بـجَانبهْ،هُو يَعلمْ أنْ هَارِي يُعانـي مـن ذَلكْ المَرضْ بـرئتيهْ وهُو الرَبو،الدُخانْ لَيس جَيد لَه أبداً!!لذَلكْ لُوِيس لَا يُدخنْ بـجانبهْ؛وعـندمَا يُدخنْ يَحرصْ عَلى أنُ تَكونْ مَسافهْ بَينهمْ لكَي لَا يَصلْ دُخانْ السجَائر لَه بأي طَريقةْ!

قَاد السَيَارةْ مُتجهَاً لمَدرسةُ الفَتى الأصَغر،ليَصلْ أمَامْ المبنَى الذِي يَعجُ بالمُراهقـِينْ ليقَفْ بَالسيَارةْ مُنتظُر الفتَى،جَاء هَارِي بأتجاهْ السيَارهْ ليَقعْ نِظر لَوِيس عَلى ذِلكْ الفتَى الذِي يسـِير بالقُربُ مـن هارِي مَع خُصلاتْ شَعر بُنيهْ وأعينْ بالَلونْ القَاتم،قريباً للغَايهْ منهْ ويَضعْ يَديهَ حَولْ كتفهْ!!

PURE L.SWhere stories live. Discover now