5- شهيه مثل البقلاوه+18

Start from the beginning
                                    

اخذت الكوب وابتلعت القرص ، ثم شربت الماء وتابعت تقول:
- اسمعي يااماه يجب ان اقفل الخط الآن ، سأتحدث اليك غداً، احبك انا ايضاً ، بلغي سلامي لأبي وقولي له إنني بخير واخبريه ألا يتدخل في عملي.ريحانة
بعدئذ وضعت السماعة قائلة:
- مازالوا يعتقدون انني في السابعة.ريحانة
فقال :
- الأهل هكذا دائماً!.
- اعتقد ذلك، شكراً لإحضارك الحقيبة والأقراص
اعاد الكوب الى المطبخ والاقراص الى مكان تستطيع الوصول اليه مضيفاً :
- يجب ان تنفذي ماقالته ، ارتاحي ولا ترهقي نفسك ، ومن الجيد الحصول على بعض المساعدة فأنت بحاجة اليها.
فأجابته بسخرية :
- حاضر ابي.
- لا تبالغي.
تململمت على الأريكة فتذكر إلياس نعومتها بين يديه ، وتحركت من جديد ومدت عنقها الطويل الى الأعلى واغمضت عينيها وتمتمت:
- نعم.
- ماذا؟ لا جدال؟.
فتحت عينيها وابتسمت له، لابد ان الحبوب المسكنة للألم بدأت تأخذ مفعولها ، لم تبتسم له هكذا من قبل بل حاولت قتله او إيذاءه على اقل تقدير ، ابتساماتها جعلت الأمر أسوأ بكثير. مسح إلياس كفيه بسرواله وسأل:
- أتريدين شيئاً قبل ان أغادر ؟.
-أريد بيتزا.ريحانة
حملق فيها وسأل :
- ماذا؟
- أريد بيتزا فأنا أتضور جوعاً ، اكلت نصف ليمونة في الصباح لكنك تعلم كيف سارت الأمور ، كما لم تدعني أتناول الغداء مع مارتن.
- صحيح ، لكن ... ( بيتزا).
قالت بعد تردد:
- ثمة مطعم بيتزا في الأسفل لو سمحت.
وكان هذا أول تردد يسمعه منها منذ التقاها ، هذا الضعف الذي تظهره ، هل تتعمده؟
- حسناً ، كيف تحبين البيتزا؟.
قالت تذكره :
- لم تتناول الغداء انت ايضاً ، هل أنت محبي الأناناس والجبن.
- أنا من محبي البيروني مع الكثير من الجبن، لكن لست من محبي الإضافات الاخرى.
ضحكت تالي وقالت :
- كما تريد ، وقل لهم ان يسجلوها على حسابي.
كان آخر مايريده هو ان يدع تالي سافاس تدفع ثمن البيتزا ، وافترض ان بإمكانه تناول قطعة ، قبل ان يحضر الشخص الذي سيعتني بها مكانه.
قالت وهي تشير بيدها باتجاه المطبخ:
- الرقم موجود على الثلاجة.
- سأنزل لأطلبها.
إذا كان سيبق هنا ، فسيحتاج الى مساحة صغيرة ، سيحتاج لأن يبتعد قليلاً ويلتقط انفاسه لأن يبتعد عن تالي سافاس، وعندما عاد بعد نصف ساعة حاملاً البيتزا وجدها نائمة ، بدت اصغر سناً واقل عدوانية واكثر جمالاً، بقي على مسافة ، وهذا أفضل لكنها استفاقت وفتحت عينيها وابتسمت له ، كان وجهها متورداً وشعرها مشعثاً.
قالت له وقد ابتسمت عند رؤية البيتزا:
- أنت امير حقيقي.ريحانة
فأجابها :
- وأنت تحت تأثير الأقراص المسكنة للألم.
رأى ذلك في عينيها ، وابتسامتها ، وتوجه الى المطبخ حيث احضر طبقين ووضعهما على طاولة صغيرة وقربهما من الاريكة ، ثم فتح علبة البيتزا .
استدارت قليلاً وانحنت وهي تتشممم الرائحة بتلذذ وقالت:
- احب البيروني ، لكن مارتن يعتقد انها للعامة.
فقال:
- تناولت انت ومارتن البيتزا في دار الأوبرا؟.
اطلقت ضحكة صبيانية ، لم يعتد الياس التفكير في تالي سافاس كصبية مراهقة ، كما لم يعتد رؤيتها من دون سلاح تدافع به عن نفسها ، قال:
- تناولنا البيتزا ذات يوم ، مارتن يحب المحار المدخن ، ويقول إنه م...م.. لست ادري.
اكمل إلياس الكلمة:
- منشط.
ضحكت مجدداً وقالت :
- كلام سخيف ، أتعتقد انه بحاجة لمنشـ...
بدا صوتها غير واضح فقال إلياس:
- لا يفاجئني ذلك.
أومأت تالي وقالت :
- ولا أنا.
فكرت قليلاً فيما هي تمضغ البيتزا ثم سألته:
- هل تحتاجه أنت؟
رد بحدة وقد اسقط البيتزا في حضنه :
- ماذا؟ اللعنة.
مسح ماوقع على سرواله من صلصلة بمنديل ورقي فيما راحت تالي تراقبه ثم قالت :
- كلا، ربما لا تحتاجها، أنت جذاب كما أنت.ريحانة
لابد ان هذا الكلام من تأثير الحبوب المسكنة! ولا شك في أنها ستندم عليه في الصباح، هذا إذا تذكرت ماقالته.
فقال بصيغة الأمر :
- تناولي البيتزا.
ابتسمت له ابتسامة جعلت هرموناته كلها تتدفق دفعة واحدة
كانت الساعة قد قاربت الرابعة، وعليه ان يعود الى المنزل ليغير ثيابه ويستحم قبل ان يقابل كلاريس.
هب واقفاً على قدميه وقال:
- يجب ان اغادر الآن ، متى ستأتي المساعدة؟.
فتحت تالي عينيها وهي تغالب النعاس ثم قالت:
- مساعدة؟
- اخبرت امك ان المساعدة قادمة.منتديات ليلاس
- لقد فعلت .. أنت... أنت...
- أنا؟ لست.. اسمعي ، تحتاجين لأحدهم معك.منتديات ليلاس
- أنت معي.ريحانة
- لكني لن أبقى.
لاحظ ان النور الذي اضاء عينيها قد انطفأ فجأة ، وشعر إلياس وكأنها طفل حرم من الحلوى فتخلل شعره بيده ثم اضاف:
- لا استطيع البقاء.
فقالت مشيرة للباب:
- بالطبع، إلى اللقاء.ريحانة
واكملت تناول البيتزا التي امامها فأدرك ان لا مجال لتركها وحدها، توجه الى المطبخ واخرج هاتفه ثم اتصل بكلاريس ، واعتذر منها قائلاً إنه لن يستطيع مقابلتها بسبب عمل طرأ عليه ، هذا عمل طبعاً فتالي هي الرئيسة، وهي صاحبة الشركة.
علقت كلاريس قائلة:
- انت تتعب في عملك ياعزيزي ، لكن هذه المرة على الأقل ليست امك هي السبب.
بالطبع لم تكن امه السبب ، لكن الوضع أسوأ الآن

كانت تالي تحلم حلماً غريباً جداً.ريحانة
حلمت انها تسبح لكن بصعوبة وليس كعادتها ، ومع ان الماء يحيط بها إلا انها شعرت بعطش شديد ، وبحاجة ماسة لشرب ماء.
ومن بين الناس جميعاً، قدم لها إلياس انتونيدس كوباً من الماء، فأخذته منه وشربته على عجل ثم ابتلعت القرصين اللذين قدمهما لها ، وسمحت له بمسح جبينها وتسوية وسادتها وجعل الألم يختفي.والغريب ان الألم اختفى بسرعة. سألته:
- هل تمارس السحر؟
- ماذا؟.

بدا قلقاً ومرهقاً، وقد ترك قميصه فوق سرواله، ونزع ربطة عنقه كما نما شعر ذقنه ، كان في الحلم اكثر وسامة مماهو في الواقع ، وكان الطف في الحلم ماهو عليه في الحياة الواقعية.
ابتسمت له وقالت مجدداً:
- لابد انك تمارس السحر فقد جعلت الألم يخف ويتلاشى.ريحانة
لوى احد جانبي فمه وقال:
- انا والأقراص البيضاء الصغيرة. منتديات ليلاس
حاولت التركيز على الاقراص لكنها لم ترها بوضوح لأنها تحلم، هذه اول مرة تحلم فيها بإلياس في غرفة نومها فعادة ماتحلم به في العمل ، تمتمت قائلة:
- إنها أقراص جيدة.ريحانة
اجاب إلياس بلهجة جافة:
- يبدو ذلك.
لكنه ابتسم لها وهو عادة لا يبتسم لها:
- اتريدين تناول شيء ما؟ هل انت جائعة؟
اجابت وقد قطبت :
- كلا اريد.
ترى ماالذي تتذكره عن البيتزا .؟هل تناولت البيتزا مع إلياس؟
كلا، لقد تناولت البيتزا مع مارتن ، لكنها تذكرت ان إلياس احضر لها البيتزا.
لعله حلم آخر ، حاولت ان تتذكر لكنها كانت متعبة، فأغمضت عينيها ، لكنها كانت جائعة وحديثه عن الطعام ذكرها بذلك.
قالت بصوت ناعس :
- البقلاوة.
منتديات ليلاس
وتساءلت ما إذا كان بإمكانها النهوض وإحضارها او ربما يمكنها ان تحلم بأنها تتناولها ، سيكون ذلك رائعاً.
واخترق صوت رجولي الضباب الذي يلف ذهنها:
- هيا خذي.
فتحت عينيها ، لا لم تفعل ، لابد انها مازالت تحلم لأن إلياس وقف قربها حاملاً بيده صحن.
طرقت بعينها وسألت:
- ماهذا؟.
اجابها :
- بقلاوة، قلت إنك تريدين البقلاوة.
ياله من حلم جميل ورائع، لا يكفي أن إلياس فيه بمظهره الرائع ، بل احضر لها بقلاوة الى سريرها ! اخذت الطبق لكنه راح يهتز في يدها ، قال يخاطبها :
- اعيديه إلي.
وجلس بقربها حاملاً الطبق فيما تناولت قطعة وقضمتها .راحت تفكر في ماحصل، وتتلذذ بأكل الحلو فيما هو ينظر اليها بغرابة قالت معتذرة:
- آسفة، كان علي ان اقدم لك البعض منها.
فأجابها :
- لابأس ، فأنا... لا بد انك جائعة ، هيا كلي.
وامسكت بقطعة ومررتها امام فمه ثم وضعتها فجأة داخله فلامست اصابعها شفتيه، ماجعله يسعل قبل ان يستطيع ازدراد ماوضعته في فمه ، قال وقد بدا لطيفاً جداً هذه المرة:
- شكراً لك.
- توقف عن ذلك.
- أتوقف عن ماذا؟.
- توقف عن التصرف بهذه الطريقة ، هذا حلمي ولا احب ان اراك تتصرف على هذه النحو.
بدا وكأنه فوجئ بماقالته:
- وكيف لي ان اتصرف إذن؟
ردت بحزم:
- تصرف برقة فهذا كل مايفترض بك ان تفعله.ريحانة
ثم اضافت بعد لحظة صمت:
- في الواقع كنت لطيفاً حين احضرت لي البقلاوة، لكنك تتصرف احياناً بشكل فظ جداً.ري
- اعتذر.
- أرأيت؟ ها أنت تفعلها مجدداً ، هيا ابتسم.ريحانة
كشر عن اسنانه فقالت:
- ليس هكذا، هل أنت سريع التأثر بالدغدغة؟.

اتسعت عيناه وسأل:
- ماذا؟
اجابت:
- إذا دغدغتك وضحكت ضحكة حقيقية فهذا جيد بقدر الابتسام.ريحانة
- أنا لا أتأثر بالدغدغة.
- هذا مؤسف.ريحانة
تناولت آخر قطعة بقلاوة، وقسمتها الى نصفين، وقربت احدهما من فمه ليأكله، تردد لحظة ثم قرب فمه وقضمها وقضم معها اناملها .
كانت حركة مفاجئة وسريعة جعلتها ترتد الى الوراء وتصرخ:
- إلياس!.
ابتسم لها ، وكانت ابتسامته رائعة ، وتمنت ان يكون هذا الحلم من الأحلام التي تتذكرها بعد ان تستقيظ!

امراة تحت الصفر +18Where stories live. Discover now