1- والدك على الخط رقم سته

124K 644 49
                                    

حدق الياس انتونيدس في الاضواء الحمراء التي تومض على جهاز هاتفه، وشكر ربه لأنه اختار هذا الجهاز الذي يشغل عشرة خطوط في الوقت نفسه عندما بدأ تشعة أشهر بتجديد مستودعه القريب من ضفة النهر وتحويله الى مقر الشركة انتونيدس البحرية في بروكلين.
اجاب :
- حسناً شكراً لك ياروزي ، دعيه ينتظر قليلاً.
علقت مساعدته قائلة:
- يقول إن ان الأمر مهم.

إذا كان الأمر مهماً فسينتظر إذن. وكان اليأس على ثقة من ان والده لن يفعل ذلك.
كان الاب ايولوس انتونيدس قليل الصبر وقد سمي تيمناً بإله الريح لكن الياس يرى انه سمي تيمناً بإله ( الهواء الحار) .. كان ايولوس ساحراً لكنه غير عملي ابداً.
وهو لا يصبر ابداً على الروتين اليومي وعلى تحويل الخسارة الى ريح، لم يشأ ان يعرف انهم يحتاجون لبعض المال النقدي او ان ابنه الياس يفكر جدياً في شراء شركة صغيرة لتوسيع شركتهم ، فالعمل يشعره بالملل، والتحدث الى ابنه يشعره بالملل ايضاً.
والحظ الى جانبه اليوم، فإلى ان ينتهي الياس من الرد على المكالمات والخمس الاخرى التي تنتظر ، سيشعر والده بالملل، ويقطع الاتصال ويذهب ليعلب الغولف او يبحر مع اصدقائه.

صحيح انه يحب والده كثيراً ، لكنه لا يريده ان يتدخل في شؤون العمل فلديه من التعقيدات مايكفيه، وإن كان اليوم لا يختلف عن باقي أيامه.
كانت شقيقته كريستينا على الخط الثاني، وتريده ان يساعدها في تمويل متجر للحلي وادوات الزينة
في البداية ارادت ان تربي الارانب ثم تحولت الى موضة القمصان ، ومن ثم رغبت في تعلم الموسيقى في معهد خاص لكن الحلي والمجوهرات بدعة جديدة تماماً.
قالت معللة بطريقة منطقية :
- بهذه الطريقة سأتمكن من البقاء في نيويورك، مارك نيويورك.
مارك هو آخر اصدقائها لكن الياس يعتقد انه لن يكون الاخير وهو مشهور بحبه لقيادة الزوراق السريعة، ومطاردة النساء، ولعل مارك بانكاس هنا اليوم لكنه سيتبخر غداً، تماماً مثل حلم كريستينا بمتجر الحلي.
قال بحزم:
- لا، يا كريستينا.

ووضع السماعة قبل ان يسمع جوابها كانت امه على الخط الثالث، وهي تحضر وليمة عشاء في نهاية الاسبوع ، قالت مستبشرة:
- هل ستحضر صديقتك ام اتدبر لك واحدة؟.
صرف بأسنانه واجابها وهو على ثقة بأنها لن تبالي بكلامه:
- لست بحاجة لأن ترتبي لي مواعيد غرامية ياأماه.
كان هم هيلينا انتونيدس الاكبر في الحياة هو ان تراه متزوجاً وان ينجب لها الاحفاد ، لقد تزوج ذات مرة وانتهى زواجه بصورة مأساوية والغي فكرة الزواج من رأسه.
ألا يكفيه ان يعيل عائلة انتونيدس كلها ويوفر لها مستوى العيش الذي اعتادته منذ ثلاثة اجيال ، اطلقت الأم زفرة وقد بدا عليها الانزعاج منه كالعادة:
- يبدو انك غير ناجح في هذا.
فأجابها إلياس بلطف:
- اشكرك على إطلاعي على رأيك.

لم يخبر امه انه لا يريد الزواج ثانية لئلا تجادله، فهو يعلم ان الموضوع غير قابل للنقاش بالنسبة اليه ، لقد طلق زوجته منذ سبع سنوات، ولم يبذل اي جهد كي تحل اخرى محل ميلسينت الجشعة المنافقة ، ولابد ان امه ادركت بعد هذه السنوات انه عازف عن الزواج.
قالت:
- لا تكلمني بهذه الطريقة ياإلياس انتونيدس، انا لا اريد إلا مصلحتك ويجب ان تشكرني على ذلك.
وبما ان كلامها لا يستدعي جواباً، لم يجبها بل قال:
- لدي اعمال اريد ان انجزها ، المعذرة. ياامي.
قالت:
- انت تتحجج دوماً بالعمل.
فأجاب
- على احد ما ان يعمل
ساد الصمت إذ لم يكن بإمكانها إنكار ذلك، لكنها لا توافقه على ما يفعله ايضاً.
واخيراً قالت بحزم:
- كن حاضراً يوم الاحد وسأتدبر امر الفتاة.
اما اخته مارثا فكانت تنتظر على الخط الرابع ، كان راسها ملئياً بالأفكار للوحتها الجديدة لكن مايعوزها هو وضع هذه الافكار موضوع التنفيذ .
- إذا اردتني ان اقوم بعمل جيد في مايتعلق بهذه الجداريات ، فيجب ان اذهب الى اليونان.
سألها:
- لماذا؟.
ردت:
- لاستوحي الأفكار.
- تقصدين أجازة.

امراة تحت الصفر +18حيث تعيش القصص. اكتشف الآن