تابع

17K 286 1
                                    

كان بإمكانه الإدعاء انه العمل ، لكنه يعلم ان هذا غير صحيح.هذه المرأة تلهي عن العمل.من
كان إلياس يستمتع عادة بتقدير المرأة الجميلة ، لكنه لطالما اختار الزمان والمكان ، وهو لم يخلط يوماً بين المتعة والعمل، ومازال يحاول ذلك.
لم يكن الامر سهلاً عليه الآن.منتديات ليلاس
كان يجلس في اجتماع يحاول التركيز على مايقوله بول وديسون فنظر من خلال الغرفة الى تالي ليجد نفسه وقد ابتعد كثيراً عما يدور من حديث ، وجد نفسه مشدوداً الى خصل الشعر التي تثور على محاولات تاليا لأن تخضعها ثم وجد نفسه يتخيل شعرها منسدلاً على كتفيها ، رائعاً ، غير منضبط، وهاهو يحلم بأنه يخلل اصابعه فيه.
اخيراً قال ديسون :
- إلياس.
لقد ضبط شارداً ، مرتبكاً، لا يملك اي فكرة عما دار في الحديث ، حدث هذا اكثر من مرة.
الثلاثاء الماضي كان يراقب بول وهو يرسم احدى خرائطه الدقيقة على اللوح الابيض فانتقل بصره الى تالي التي جلست واضعة رجلاً فوق الاخرى ماشتت انتباهه عما يقوله بول ، قال بول:
- هل مازلتم تتابعونني؟.
أومأت تالي برأسها وهي تنقر على اسنانها بالقلم فيما أغمض الياس عينيه وحاول التركيز على مايدرو، كان الأمر يشبه ماحدث له في المدرسة الثانوية! فشعر بثورة عارمة لكنه لم يشأ ان يفكر ما إذا كانت ثورته على نفسه ام على تالي التي لم يعد بإمكانه ان يهملها ، فتحداها بتوجيه العديد من الاسئلة المعقدة والصعبة لها.
ردت عليه بطريقة عقلانية هادئة ، اظهرت انها تابعت كل ماقيل مع انه لم يفعل ، مازاد من انزعاجه.
قال ديسون لإلياس بعد ظهر احد الايام حين اثارت امراً فأتهم ان يروه:
- هذه تلميحة اخرى ذكية من تالي.
وشخر إلياس مستهزئاً.
اعتادت تالي ان تحضر الكعك وحلويات اخرى بشكل يومي، فعلق إلياس:
- بعض المكاتب تقدم السكاكر ، ونحن لدينا هذه الحلويات اللعينة.
اجابت تالي:
- لا احد يشكو سواك.
لكن إلياس تابع يقول:
- ليس لدينا ميزانية لهذه الامور.
اجابت:
- لا احمل المكتب اي عبء مالي ، انا اقدمه مجانا
تمتم ببعض الكلام فابتسمت له وواظبت على إحضار المزيد ، كيف له ان يمنعها من ذلك؟ كانت الرئيسة المسيطرة ، السخاء انهال على الجميع فأصبح كل من في المكتب اكثر انفتاحاً، وراحوا يعبرون عما يجول في أذهانهم، فعلت تالي بالكعك مالم يستطع إلياس ان يفعله طوال سنوات .
انفتح الموظفون على بعضهم وتبادلوا الآراء وقدموا افكاراً جيدة، واقتراحات عملية.
- والدك العجوز اذكى ممااعتقدنا.
لم يكن ديسون على اطلاع على كامل تفاصيل الصفقة التي اصبحت تالي بموجبها رئيسة شركة انتونيدس البحرية لكنه يعرف ان يولوس انتونيدس اختارها.
قال إلياس:
-إنه مجرد حظ.
اجاب ديسون:
- ربما، لكني لا اشتكي.
وأتكأ على حافة مكتب إلياس وراح يراقب تالي وهي تتحدث الى روزي قبل ان يضيف :
- إنها مناسبة لهذا المكان ، وهي امرأة جميلة بالفعل.
انفعل إلياس وقال:
- لا يمكنك ان تقول هنا في المكتب
ضحك ديسون ولاحت عليه إمارات الرضا وقال:
- لن تهتم تالي بكلامي فقد قالت لي إني رجل وسيم.
صفق إلياس احد الأدراج بعنف وقال:
- هذا يظهر مدى رداءة ذوقها.
بدا على وجه ديسون الجدية وقال:
- لاحظت انك اصبحت سيء الطباع منذ حضورها ، هل تغار منها؟.
تمنى إلياس لو يصفق درجاً آخر:
- محال، كما اننا لا ندفع لك المال لتقف هنا وتتفوه بالترهات ، عد الى عملك.
حياه ديسون وخرج وهو يقول ضاحكاً:
- كنت اسأل وحسب.
قال إلياس يخاطبه:
- أغلق الباب
واحس بالسرور عندما سمع صوت الباب يغلق بقوة وان تمنى لو كان هو من صفقه، ماقاله ديسون صحيح ، لعل تالي قالت له انه رجل وسيم فهي تمازحه باستمرار، وقد سمح لها حتى بأن تناديه باسمه الاول روفوس ، وهذا مالم يتجرأ عليه احد من قبل، كانت تضحك لنكاته ورواياته.
كانت تمضي ساعات تتبادل فيها الحديث مع الموظفين ، ليس عن العمل وحسب بل عن حياتهم الشخصية ايضاً.
كان إلياس يجلس الى مكتبه يحاول التركيز على العمل بينما روزي تروي مشاكل صديقها لتالي التي تستمع اليها باهتمام وتسدي لها النصائح، وعندما ذهب ليحضر فنجان قهوة سمع ديسون يتحدث اليها عن فتاة تدعى سيبيلا وحين ذهب للبحث عن بول ليناقش معه بعض التفاصيل عن إمكانية إعادة استخدام خشب الساج في قورابهم وجده في مكتب تالي يتحدث عن خطط زواجه.
اللعنة! لم يكن يعرف ان بول سوف يتزوج!

امراة تحت الصفر +18حيث تعيش القصص. اكتشف الآن