تابع للفصل الاول

ابدأ من البداية
                                    

* * *

لقد تأخرت إنه أول يوم عمل لها في شركة انتونيدس البحرية وهاهي رئيسة الشركة لا تزعج نفسها بالحضور!
راح إلياس يذرع ارض مكتبه هو يحمل في يده فنجاناً كبيراً من القهوة ويصرف بأسنانه وكأنه يريد تقطيع لحمها.
هذه هي العاملة المتحمسة التي تعمل بجد بحسب ماقاله والده
في الواقع يفترض به ان يُسر فإن لم تأت لن تتمكن من إفساد الامور ، وقد امضى الاسبوعين الماضيين في العمل على ألا تتدخل في إدارته للشركة.
عندما وجد ان لا مناص من الضررر الذي احدثه والده ، بذل جهده للحد من الضرر ومنع تفاقمه ، اي إظهار حدود المشكلة والحرص على الأتصبح اكبر.

اعد المكتب الفخم الكبير المطل على النهر الذي كان يفترض ان ينتقل اليه ذات يوم، لكنه لم يفعل ذلك لأنه ليس عملياً ، سيستخدم المكتب ليحاول ان يبعدها عن مركز القرارات ماامكنه، وبإبعادها عن طريقه سوف يتسنى له إدارة الشركة كما كان يفعل ، وهذا مايفترض به ان يفعله، لكن عليه اولاً ان يسلمها مكتبها ويتخلص منها.
توقع ان تصل في التاسعة ، لكن الساعة تجاوزت التاسعة والنصف ، وقد تواجد في مكتبه منذ الثامنة مستعداً لملاقاة المتطفلة ، وكانت مساعدته روزي قد سبقته وحضرت القهوة في محاولة منها للتأثير في الرئيسة الجديدة كما وضعت صحناً فيه بعض الكعك قرب آلة تحضير القهوة.منتديات ليلاس
اراد الياس ان ينتقدها على ذلك ، لكن الكعك كان لذيذاً فبعضه بطعم القرفة، والبعض الآخر بطعم اللوز
كانت معدته تتحرق لتناول بعض الكعك، وعندما توجه نحو الطبق وجد ان العديدين سبقوه اليه
كان الباحث بول جوهانسن يتحدث وفمه مليء بالكعك ، كما قررت لوسي المسؤولة عن مراجعة العقود والحسابات التخلي عن حميتها والبدء بها في الغد، اما ديسون الذي يتولى تصميم وتطوير المشاريع فكان الكعك عالقاً في شاربيه حتى ان ثرينا وكارا اللتين تتوليان اعمال السكرتاريا وجوليا المرأة التي على وشك ان تضع مولودها تسللن الى البهو لسرقة قطعة او اكثر من الكعك.
لا عجب في ان روزي كانت ترفض باستمرار تحضير القهوة في المكتب ، ولو عرفوا مواهبها الاخرى لما تركوها تفعل شيئاً سوى تحضير الكعك.
حسناً ، لابد ان الآنسة تاليا ستتأثر بما ستراه ، هذا إذا ماظهرت قبل ان تنفذ القهوة والكعك.

لكنه لن ينتظر اكثر فهذه ليست مدرسة إدارة اعمال ، والعمل الحقيقي يدار في العالم الحقيقي.
قال موجهاً كلامه الى بول وديسون :
- سنذهب الى قاعة الاجتماعات.
قفزا مذعورين، ومسح بول فمه من الكعك
ابتسم ياس وقد شعر ببعض الرضا ، لأن الآنسة سافاس فوتت ما جرى تحضيره بمناسبة مجيئها.
ولدى مروره بروزي وجه كرمه اليها قائلاً:
- هذا مثير ، لم لا تحضرين هذا باستمرار ؟.
نظرت اليه روزي وقالت :
- لم احضرها بنفسي على الإطلاق.
رمقها إلياس بنظرة تساؤل ثم التفت الى بول وقال :
- لا تقل لي إنك خبزتها.
ضحك بول وقال :
- لا استطيع غلي الماء.
وتراجع ديسون وراح يهز خصلات شعره باسماً وقال :
- لا تنظروا الي.
قالت ثرينا وهي تتأبط العديد من الملفات عائدة الى مكتبها :
- لعلها الفتاة الجديدة؟.
سأل إلياس :
- أي فتاة جديدة تلك التي تتحدثون عنها؟.
كان يعلم ان فتاة ماستحل مكان جوليا ، لكنه لم يعلم انها وصلت فعلاً.
- افترض انها تعنيني أنا.

وظهرت فتاة في أواخر العشرينات من عمرها ، لا تشبه كثيراً الفتيات اللواتي يعملن في المكاتب ، بدت ممشوقة القوام إنما ليست نحيلة ، وكان شعرها مشدوداً الى الخلف ومربوطاً بشكل انيق لكن مجموعة الدبابيس التي حاولت إحكام ربطه بها لم تقم بمهمتها تماماً.
كان شعرها كثيفاً ومتمرداً ماجعلها اكثر فتنة وجاذبية، بدت وكأنها خرجت للتو من الفراش.
راح إلياس يتخيل كيف ستكون في الفراش ، إنه رجل يقدر الجمال ، لكنه لم يعتد التفكير في حمل المرأة الى الفراش.
ابتسمت الآنسة له ، وهزت رأسها لتسوية شعرها فشعر بالحاجة لنزع تلك الدبابيس من شعرها ، والعبث به، لكنه اكتفى بوضع يديه في جيبيه، لأنه يخلط بين العمل والمتعة ، قال موجهاً كلامه اليها:
- هل حضرت هذا الكعك بنفسك؟.
هزت رأسها ايجاباً وقالت:
- هل اعجبك الكعك؟.
هز رأسه ايجاباً ، لكنه لم يشأ ان تعتقد انها تستطيع استخدام هذه الوسيلة للوصول الى امور اخرى، فقال :
- إنها لذيذة فعلاً، لكن مامن داع لها ، كل ماعليك القيام به هو تأدية عملك فقط.
سألت باستغراب:
- عملي؟.
فأجابها بصبر:
- الاهتمام بالملفات والطباعة وما إلى ذلك ، تفعلين مايطلب منك القيام به
قطب إلياس جبينه وسأل :
- إذن ماذا تفعلين هنا؟.
مدت يدها لتصافحه وردت:
- أنا تالي سافاس ، الرئيسة الجديدة يسعدني الاجتماع بك.

نهاية الفصل الأول * * قراءة ممتعة للجميع

امراة تحت الصفر +18حيث تعيش القصص. اكتشف الآن