🌹مراتب حب الله عز وجل 🌹

190 15 11
                                    

⏪المرتبة الأولى: التوكل

هذا الإنسان الذي أحب الله تراه واثقًا بقضاء الله وقدره..عنده ثقة مطلقة بقضاء الله وقدره..
أن الله لا يفعل فيه إلا ما هو صلاحه..
هذا الإنسان الذي وثق بربه ثقة مطلقة نال أول درجات حب الله..
﴿وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ﴾

﴿وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ﴾

الإمام الصادق عليه السلام يقول:

(من أعطى ثلاثًا أعطي ثلاثًا:
من أعطى الدعاء أعطي الإجابة..
لأن الله تعالى يقول:
﴿ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾

ومن أعطى الشكر أعطي الزيادة..
لأن الله تبارك وتعالى يقول:
﴿لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ﴾

ومن أعطى التوكل أعطي الكفاية..
لأن الله تبارك وتعالى يقول:
﴿وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ﴾

إذن أول درجة من درجات حب الله درجة التوكل..

المرتبة الثانية: الرضا

هل يرضى الإنسان بالمصائب التي تعرض عليه من قبل الله عز وجل؟
من الطبيعي ألا يرضى الإنسان..الإنسان إذا أصابته مصيبة يصبر..لكنه ليس راضيًا بها..
يقول: أنا أصبر لأنه لا حول ولا قوة لي..
لأنني لا أقدر على التغيير..فأنا صابر لكنني لست راضيًا..
هناك قسم من الناس يرضون حتى بالمصائب..
هناك قسم من الناس يعتبرون المصائب خيرًا وليست مصائب..يرون المصائب خيرًا وليست نوائب.. هؤلاء الذين أدركوا جمال الله..
من أدرك جمال الله وأن الله الجميل لا يصنع إلا الجميل..وأن الله الخير المطلق لا يصنع إلا الخير..
هؤلاء يرضون حتى بالنوائب..
أصلًا ليس عندهم هذا التقسيم: هناك نعم وهناك نقم..يرون الكل نعمةً من قبل الله عز وجل..
هذا القسم من الناس يعيشون مرتبة الرضا..
وصل إلى المرتبة الثانية من مراتب حب الله..
ألا وهي مرتبة الرضا..
والرضا يزرع الاطمئنان..هذا الإنسان الراضي بربه دائمًا مطمئن..ليس عنده قلق..لأنه يدري أن الله لا يصنع به إلا الخير..فهو دائمًا في حالة اطمئنان..لا يعيش قلقًا..لا يعيش توترًا..
وهذا ما قصدته الآية المباركة:
﴿أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾

لا يعيشون قلقًا أبدًا..لأنهم يعيشون لذة الرضا بالله، لأنهم يعيشون لذة شهود جمال الله تبارك وتعالى..فهم في حالة رضا..
في حالة اطمئنان..وهذا ما قصدته الآية المباركة:

﴿يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً﴾

هناك ملازمة بين الرضا والاطمئنان..

المرتبة الثالثة: التسليم..

أما المرتبة الثالثة - وهي أعلى مراتب الحب لله عز وجل - مرتبة التسليم..أن الإنسان لا يرى نفسه شيئًا أمام الله..
ربما الإنسان الأول الذي أحب الله وتوكل عليه..
أو الإنسان الثاني الذي رضي بقضاء الله..
يرى شيئين: يرى أن هناك إلهًا وأن هناك عبدًا..؟
أما الإنسان الثالث الذي وصل إلى مرتبة التسليم فهو لا يرى شيئين..لا يرى وجودين..لا يرى إلا وجودًا واحدًا..وهو وجود الله عز وجل..
كما تقرأ في دعاء يا مجير الذي يقرأ أيام البيض من شهر رمضان..قال في هذا الدعاء:
(سبحانك يا معبود..تعاليت يا موجود)

أنا لا أرى موجودًا غيرك..لا أرى اثنين..لا أرى وجودين..لا أرى إلا وجودًا واحدًا..
هذا الإنسان وصل إلى مرتبة التسليم..
لأنه لا يرى إلا وجودًا واحدًا..
وهو وجود ربه تبارك وتعالى..
هذا الإنسان هو الذي يقول:
(يا من دل على ذاته بذاته) [دعاء الصباح]

هذا الإنسان الذي يقول:
(عميت عين لا تراك عليها رقيبًا..وخسرت صفقة عبد لم تجعل له من ودك نصيبًا) [دعاء عرفه]

هذا الإنسان الذي وصل إلى مرتبة التسليم وصل إلى أعلى مراتب التقوى..

﴿لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوْا وَآمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ﴾

وهي عبارة عن الدرجة الأولى من درجات الحب..
﴿ثُمَّ اتَّقَوْا وَآمَنُوا﴾

الدرجة الثانية من درجات الحب..
﴿ثُمَّ اتَّقَوْا وَأَحْسَنُوا﴾

الدرجة الثالثة من درجات الحب..
﴿وَاللهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾

والذين وصلوا إلى هذه الدرجة حازوا الرضا وحازوا التسليم..

هذا والحمد لله رب العالمين

والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله
الطيبين الطاهرين. ..

نسألكم الدعاء
أرجوا ان تكونوا استفدتم من هذه الفقرات 😊

?خشعت الاصوات للرحمن ?حيث تعيش القصص. اكتشف الآن