محبة الله

753 59 18
                                    

💖 المحبة ودورها في حياة الإنسان 💖

الحب من الميول الفطرية المودعة في كل إنسان.
وهو كامن في نفوس الجميع..ولا يمكن أن يخلو منه أيّ إنسان.
وحقيقة الحب عبارة عن التعلق الخاص والانجذاب المخصوص بين المرء وكماله..وكل واحدٍ منا يعلم حضوراً بوجود تعلقٍ وانجذابٍ في قلبه..وإن اختلف هذا المتعلق بين شخص وآخر.
فالثابت والمشترك بين الجميع هو أنهم يتعلقون بالكمال أو الكامل الذي يرونه بحسب اعتقادهم وتصورهم.
أما دور الحب فهو لا ينحصر فقط في طمأنينة الباطن وسكينته..بل للحب دور آخر أكثر أهمية.
إن هذا الحب هو المسؤول عن جميع توجهات البشر وتحركاتهم.

لأن الحب كما يُعرفه العلامة نصير الدين الطوسي..
( هو الذي يكون مبدؤه مشاكلة العاشق لنفس المعشوق في الجوهر..وهو يجعل النفس لينة شيقة ذات وجد ورقة منقطعة عن الشواغل الدنيوية )

فالمحب سوف يسعى على الدوام إلى مشاكلة محبوبه في صفاته وشمائله وأفعاله..فإذا كان المحبوب كاملاً تاماً..وشمائله عظيمة رفيعة..اتجه وجوده وصفاته نحو المشاكلة التامة..فلا يبقى بينه وبين المحبوب أي فارق..
فلا يعصيه ولا يُخالف له أمراً.
ذلك لأن الحب الذي لا ينطلق من الأنا وحب النفس (وهذا هو الحب الحقيقي)
هو عبارة عن النظر إلى المحبوب وإلى ما يُريده وما يرتضيه.

💖 القلب أمير البدن 💖

للقلب دور مركزي في صدور الأفعال من الإنسان.
وهذا الدور مرتبط بالشيء المحبوب الذي يتعلق به قلب الإنسان..من هنا يُمكن أن نستنتج أنه إذا صلح القلب صلح الإنسان بصلاح أعماله واستقامتها.

ويُمكن أن نفهم معنى كلام الإمام الصادق ( عليه السلام )
(( وهل الدين إلا الحب ))

 وجواب الإمام الباقر لسائل يسأله عن كيفية معرفة إن كان على خير فقال له ( عليه السلام )

( إذا أردت أن تعلم أن فيك خيراً..فانظر إلى‏ قلبك‏..فإن كان يُحب أهل طاعة الله ويُبغض أهل معصيته..ففيك خير والله يُحبك..وإِن كان يُبغض أهل طاعة الله ويُحب أهل معصيته..فليس فيك خير والله يُبغضك..والمرء مع من أحب‏ )

والسبب في ذلك أن حب أهل الخير سوف يكون مدعاة لاتباعهم والاقتداء بأعمالهم..وحب أهل السوء سوف يكون كذلك أيضاً.

من هنا كان الحب من أهم العوامل التي تُسهل سبيل الطاعة.
بل بإمكاننا القول أيضاً إن الطاعة ليست سوى أحد لوازم الحب..فبمقدار الحب تكون الطاعة.
ذلك لأن القلب هو أمير البدن كما في حديث النبي الأكرم ( صلى الله عليه وآله وسلم )

( إن الله تعالى ما فرض الإيمان على جارحة من جوارح الإنسان إلا وقد وكلت بغير ما وكلت به الأخرى..فمنها قلبه الذي يعقل به ويفقه ويفهم ويحل ويعقد ويريد وهو أمير البدن‏ )

وكل الأعمال التي تصدر عن الأعضاء والجوارح..إنما تكون بإمرة القلب..وليس العقل كما يُتصور أحياناً.
فعقولنا ليست سوى مصباح..يُضيء لنا طريقنا.
أما المحرك الواقعي والمسؤول الحقيقي عن أية حركة وفعل مهما كان بسيطاً فهو القلب..وإذا أردنا أن نعرف كيفية صدور العمل عن الإنسان ينبغي الالتفات إلى المراحل التالية:

1- مرحلة التصور: عندما يستحضر صورة العمل مستعيناً بالخيال..ويتصوره في نفسه.

2- مرحلة التصديق: فيقوم العقل بتحليل هذا العمل ومدى فائدته..فإذا كان العقل أسير الأهواء فسوف يبقى معطلاً..
فتكون الأهواء هي الحاكمة وفق ما تراه ودون الأخذ بعين الاعتبار رضا الحق سبحانه أو موافقة شريعته.

3- مرحلة التعلق: وهنا يأتي دور القلب..حيث ينظر إلى العمل ويزنه على أساس ما يُحب.
فإذا كان حب الدنيا مسيطراً على القلب..فإن القلب سيتعلق به..ويُحرك البدن باتجاهه.
وإذا كان القلب متعلقاً بالله..فلن يتعلق القلب بهذا العمل.
بل سينفر منه لأنه سيُبعده عن محبوبه..ولن تتحرك الأعضاء نحو العمل المذكور.

4- مرحلة التنفيذ: وهي مرحلة ظهور العمل بواسطة الآلات والجوارح في الخارج.

يتبع..


قولوا لي هل استفدتم مما انشر ام لا ❤
رأيكم يهمني لكي استمر 😘

?خشعت الاصوات للرحمن ?Where stories live. Discover now