6. صديقة الطفولة

296 21 2
                                    


بعد سماع قرار ميونغ سو الغريب، لم تستطع سويون امساك ضحكتها التي بدأت تعلو كلما نظرت الى ميونغ سو.

كانت السخرية واضحة في صوت ضحكاتها مما جعل ميونغ سو يرفع حاجبه وينظر اليها بغضب. لم يكن فعلا غاضبا، فقط لم تعجبه ردة فعلها.

دقائق مرت وصوت الضحك في الغرفة اختفى تماما، "كيف لغبي مثلك ان يساعدني؟" سويون قالت وهي تنظر إليه باستهزاء، كان ظاهرا انها لا زالت غاضبة من قبلة ميونغ سو المفاجئة.

"غـ غبي؟"

لم يكن غبيا بالفعل، فهو شخص ذكي، ويعرف انه يملك درجات كاملة في كافة المواد، لم يلقب ابدا بـ 'غبي' في حياته! انها اول مرة! ولم يعرف كيف يتصرف حيال هذا الوضع.

اخذ نفسا عميقا محاولا ألا يفقد اعصابه، "هذا الغبي هو الذي اكتشف سبب تغيرات جسمك"

"كف عن محاولتك ان تظهر ذكيا، ما قلته سوى افتراضات لا صحة منها!"

"هل تريدين التأكد؟"

بعد ما قاله ميونغ سو اقترب من سويون وامسك ذقنها والغضب ظاهر على محياه. شعرت سويون بغضبه من قوة قبضته، لذلك قررت ان تجاريه في فكرته.

ابعدته بهدوء وهي تقول، " حسنا، لنقل ان فكرتك صحيحة، هل تملك دليلا؟ او تفسيرا عقلاني؟"

"لا، لكني املكك" قالها بابتسامة جانبية وأكمل، "على فقط ان اجعلك متوترة"

بعد جملته هذه، اقترب منها بدون سابق انذار، وبالفعل، شعرت بتوتر ضئيل لكنها استطاعت ان تتحكم في مشاعرها لوهلة. لاحظ ميونغ سو هدوءها فبدا بالاقتراب أكثر فأكثر، حتى بدأت تفصلهما عدة سنتيمترات مما جعل الطرف الاخر يتغير لون بعض من خصلات شعرها.

كانت سويون تحارب توترها قدر المستطاع، لكن مع اقتراب ميونغ سو مرة اخرى، اصبحت المسافة بينهما اقل، مما جعل انفاسهما تختلط. انزلت سويون راسها لكيلا تكون قريبة جدا منه، لكنه قام بإمساك ذقنها برفق ورفع راسها لتصبح الان أقرب مما كانت عليه قبل ثانية.

لم يلاحظ ميونغ سو تغير لو شعرها، لأنه كان غارقا في تامل لوحة فنية امامه. لون عينيها البني، خديها الورديان، انفها الصغير، شفتيها الكرزيتان، ملمس ذقنها الناعم، حتى رائحتها كانت زكية. بعد ان عاد الى ارض الواقع، بدا التوتر يخالجه، وشعر انه ان لم يبتعد، فقد يقوم بشيء لن يعجب سويون ابدا.

اخذ خطوات معدودة الى الوراء، ثم قال وهو يحاول اصطناع الهدوء، "رأيت؟ لقد تغير لونه"

لكن سويون لم تجب، بل اكتفت بالاستدارة الى الجهة الأخرى من الغرفة، كانت تحاول استرجاع هدوئها.

لاحظ ميونغ سو انها تتجنبه لذلك قرر سؤالها من باب تغيير الموضوع، " لكن ما سبب كونك تجمدين الأشياء؟"

فتاة الجليدWhere stories live. Discover now