12والاخير

1.1K 55 13
                                    

❤سقوط الاقنعة ❤
الجزء الثاني عشر والأخيرة

فقالت له زوجته :دعها تجرب ..علها تنسى ما حصل معها سابقا ..لن نخسر شيئا ..

قال لها: الراي رايها ..ان رضيت ..دعيه يتردد الى منزلنا وبعد التعامل معه اعطي رايي..

وبالفعل وافقت سحر على فكرة وضعه تحت التجربة ..واخبرته بذلك ..ففرح كثيرا ..لانه سيرتبط بفتاة مسلمة وذات اخلاق عالية ..فهو يرسم لحياة مستقبلية.. وكان والدها في بداية الامر غير مرتاح ..لان اكثر الذين لا ينتمون الى الدين الاسلامي ويريدون الارتباط بفتاة يغيرون دينهم لاجل هذا الامر ..اما محمد فبالعكس ..لقد خسر خطيبته الاولى لانها اعتنق الاسلام ..وهذا يعني قناعته التامة ..وعندما علم والد سحر بذلك اطمأن قلبه ..ولاحظ اخلاق محمد العالية ..فهو يحترم الكبير والصغير ..ويتعامل بلطف كبير مع كل من حوله ..ويحب المزاح والتودد الى الناس ويحفظهم في غيبتهم ..انه يطبق التعاليم الاسلامية بجدارة ..وبعد مرور فترة من الزمن ..اراد ان يعرف نتيجة الاختبار ..فقال لسحر: ها ..هل انتهى الاختبار?? فانا اريد تحديد موعد الزفاف ..

فاحمر وجهها خجلا ..وقد تعلقت به ..الا انها خافت في نفس الوقت ان يكون ممثلا بارعا ..وخاصة انه يعلم انه تحت التجربة ..فقالت له بتلكؤ: اخشى ان تتغير بعد الزواج ..ولا اعلم راي ابي في الوقت الحالي..

قال لها باسما: هذا حقك ..ولا اخفيك سرا انني عانيت بداية من راي اهلي بالزواج بك ..ولكنهم رضخوا للامر الواقع الآن ..وسنتعامل معكم تحت نطاق تقاليدكم وارجو ان تساعديني في هذا الامر ..

فابتسمت وقالت :على العموم انا موافقة ..وسارى راي والدي .
.
وعندما سالت والدها قال لها: لقد احببت محمد ..ولا مانع عندي من ذلك ..ولكن اياك ثم اياك ثم اياك ان تتصرفي معه كما فعلت مع حسن ..فان حاول مجرد محاولة بسيطة ان يرفع يده ليضربك اخبريني فورا ..

فقالت له: لا تقلق ..المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين ..وقد تعلمت كثيرا من تجربتي السابقة ..

وبعد فترة تم الزفاف ..وانتقلت سحر الى منزل زوجها ..وتعاملت مع اهله بحذر ..بناء على طلب محمد حتى لا تسمع اي كلام جارح ..ولن اخبركم عن اخلاق محمد ..كان زوجا مثاليا بحق ..فقد ساعد سحر في الجامعة من جهة بحكم انه مواطن اصلي ..وكذلك في المعهد ..وكان يشعر بالفخر والاعتزاز تجاهها ..وكان يساعدها في الاعمال المنزلية ..ويعطيها مصروفا خاصا ..ويحترمها.. ويقدر تعبها ..حتى شعرت انها ملكة تتربع على عرش قلبه.. وزاد بريق وجهها ..وكان يحترم خصوصياتها.. بالطبع لم يخل الامر من بعض المشاكل الطفيفة ..ولكنها لم تزد سحر الا غنجا.. ومحمد الا حبا ..

ومرت سنة كاملة ..وكانهما قد تزوجا للتو ..ولكن سحر لم تحمل ..ولم يحاول محمد ازعاجها بالسؤال حتى.. ولكنها  كانت تخاف الا يرزقها الله اولادا ..فذهبت سرا الى الطبيبة ..فقالت لها: انت حامل في الشهر الثاني مبارك لك ..ساصف لك بعض الادوية وعليك ان. ترتاحي قليلا ..

ولم تصدق اذناها ما سمعت وحمدت الله ..ثم اتصلت مباشرة بمحمد واخبرته بالامر فاصابته عدوى السعادة ..وبعد ثمانية اشهر ..انجب صبيا ..وكان محمد يساعد سحر في تربيته ..واتفقا ان يهتم به كل شخص منهما ليلة والاخر في الليلة الثانية وهكذا ..ومرت ثلاث سنوات وانجبت طفلا آخر ..ولم يزدد محمد الا تعلقا بعائلته ..فقالت له سحر: احمد الله انه رزقني اياك ..انت فعلا رجل لا تعوض ..

فضحك وقال :وما اصنع انا الا تنفيذ تعاليم ديني الذي احببته ..فهو كرم المراة ..وعرف الانسان واجباته وحقوقه تجاه عائلته ..وانت لم تقصري بحقي ..وهل جزاء الاحسان الا الاحسان ..

وبعد مرور سنوات اخر ..انجبت بنتا جميلة مثلها ..وفرح محمد لقدومها.. واهتم بها اهتماما مضاعفا ..

وذات يوم قالت له سحر :سيذهب اهلي الى لبنان في القريب العاجل ..واريد ان اسافر معهم فهلا سمحت لي ..

فقال لها: سنسافر سوية لاني لا اريد ان. اشتاق اليك ..

قالت له :ما اسعدني بك يا نور عيوني ..

وبعد فترة سافرا الى لبنان برفقة العائلة الجميلة ..وذهبت سحر لزيارة اقاربها عدا عمها والد حسن ..حتى لا تشعر بالاحراج ..واتصلت بعمها وزوجته وبناته وطلبت منهم الحضور لانها مشتاقة اليهم ..فحضر عمه وزوجته فقط.. اما البنات فعارضن بشدة .بحجة انها تريد التباهي بزوجها الاشقر صاحب العيون الزرقاء.. وابى القدر الا ان تلتقي بحسن في احدى المقاهي.. حيث رآها من البعيد فاقترب منها ..والقى تحيته ..ونظر اليها والى جمالها ورقيها واخلاقها وشعر بالندم الشديد ..ثم قال لها: اتمنى لك حياة سعيدة ..فعائلتك جميلة جدا .وليس مثلي انا الذي اقلعت عن الزواج لانني تاكدت اني رجل عقيم ..

فشعرت سحر بالاحراج ثم قالت لمحمد :هذا حسن ابن عمي ..اعرفك اليه ..

فقال محمد بابتسامة متواضعة :تشرفت بك ..واتمنى لك حياة موفقة ..

وبعدها غادر حسن المكان ..متمنيا لو انه غادر الدنيا قبل ان يخسر تلك الجوهرة ..لو انه طبق تعاليم دينه فقط لكان الرابح في كل شيئ..ولكن هيهات ..الدين اخلاق وتعامل ..واكثرنا يلتفت الى الطقوس فقط ..وجاء
هذا الغريب لياخذ منه حبيبته ..ويستفيد من دينه ..يا له من حظ بائس ..
وهنا استذكر ذاك القول (الحمدلله اني تعرفت الى الاسلام قبل المسلمين )..
تمت ..
ليلى مظلوم

اذا اعجبتكم شاركوها 🤗ولا تنسون الفوت

سقوط الاقنعه (مكتمله)Where stories live. Discover now