4

835 23 0
                                    



قالت ام سحر بنبرة قاسية ;وهل التي تريد السعادة لابنتها تكون مجنونة ..انت تعلم جيدا انها لا يناسبها ..

قال والد سحر :ولكنه ابن اخي ..وسيصون ابنتي ..

قالت :وتعليمها?? هل سيتركها تكمل دراستها???

قال لها: سنضع شرطا بالسماح لها في تعليمها ..اتركي الفتاة تختار مصيرها بنفسها ..

فنظرت الى ابنتها بترقب وقالت :وانتِ??ما هو رايك??

فتلكأت سحر وبعدها قالت: هو ابن عمي ..ولا مانع عندي من ذلك ..

فحوقلت امها ..وصفقت بحسرة وقالت: صدقيني يا ابنتي ..لن تكوني مرتاحة معه ..الم نتفق اننا سنسافر الى الخارج حيث يسكن اخوالك وتكملي تعليمك هناك ??

قالت :اكمله هنا الى جانب حسن ..المهم ان اصبح طبيبة في نهاية المطاف ..

قالت امها مستسلمة: ان كان هذا قرارك فلن اقف في طريق اختيارك ..مع اني لست مقتنعة بما تقولين ..

قالت سحر: لا تقلقي بشاني يا غالية فعمي وزوجته يحبانني كثيرا... ولن يرضيا بايذائي..

قالت امها: حسنا ..ولكن بشرط واحد وهو ان تكملي دراستك ..

فعانقتها سحر وقالت بحماس: شكرا لك يا نبع الحنان ..وانا اقدر موقفك هذا النابع من خوفك على مدللتك. .

وعند المساء ..جاء اهل حسن لزيارة اهل سحر لاخذ الجواب ..فقال والدها: نحن نتشرف بكم ..ولكن هناك امر مهم علينا الاتفاق عليه ..

فقالت ام. حسن: طلباتك اوامر يا ابا سحر ..تفضل ..

قال :انت تعلمين ان سحر فتاة مجتهدة ..ولا اريدها ان تترك الجامعة ..

قالت له: هذا امر سهل ..طبعا طبعا نحن موافقون ..

فقال حسن لنفسه: يا لغرابتهم ..هل يظنون ان ابنتهم ستصبح بروفيسرة عصرها ..ولكن لابأس ..

ثم نظر الى سحر وقال :انا موافق ما باليد حيلة ..

ففرحت سحر كثيرا ..وبدات تنسج احلامها في مخيلتها بانها ترتدي الرداء الابيض ..وحسن الى جانبها ..ويساعدها في تالقها.. وعندما عادوا الى المنزل ..قالت عبير بسخرية :ها ايها العريس هل وافقت العروس على الارتباط بك ..

قال لها ساخرا: نعم ..وهل مثل اخيك يرفض ..ولكنها تريد ان تكمل دراستها ..

قالت عبير :تلك الغبية من تظن نفسها ..

قالت امها بغضب :اخرسي ..وقولي لاخيك مبارك لك ..ان كان لديك كلاما حسنا فاطلقيه ..وان لم يكن فاحتفظي به لنفسك.

فتظاهرت عبير بالبكاء وقالت: لم تحضر تلك الخبيثة الى منزلنا ..وانت تقفين الى جانبها ..

فقالت امها بخيبة: انا اقف الى جانب الحق..فلا تبداي بمسرحيتك المكشوفة ..

فمسد حسن على ذقنه مشيرا الى اخته ان كرمى لي اسكتي ..

فنظرت اليه بحقد وقالت :الآن تمسد لي على ذقنك لكي اصمت ..وغدا عندما تاتي زوجتك قد تبدا بضربي ..

قال لها: وهل تظنين انني غبي لهذه الدرجة ..والآن كفي عن حركاتك هذه ..وصدقيني زواجي منها الى صالحك ..

فقالت وهي ذاهبة الى غرفتها: سنرى ..الايام قادمة ..

وبعد مرور شهرين ..تم تحديد موعد الزفاف ..وبدات سحر تجهز نفسها ..وامها لم تكف عن اطلاق دموعها ..الممتزجة بالخوف على ابنتها من المستقبل ..وبالحزن لفراقها لانها تملأ عليها حياتها ..واقتصرت سحر على الامور الضرورية التي تحتاجها بحجة انها ستحضر كل شيئ عندما تنتقل الى منزلها الخاص ..اما ام حسن فقد جهزت الغرفة لابنها ..وحاولت ان تجعلها ذات اكتفاء ذاتي بقدر استطاعتها ..وحان موعد الزفاف ..وانتقلت سحر الى منزل زوجها بعد ان ودعت امها التي القت عليها العديد من النصائح ..وقررت بينها وبين نفسها ان تعيش حياة سعيدة وهادئة ..ملؤها الاحترام ..والزوجة المثالية التي لا تعصي امر زوجها ..وتطبق تعاليم دينها بحذافيره ..

وما ان وصلت الى منزل زوجها ..حتى استقبلها عمها وزوجته بابتسامة مشرقة آملين ان تكون حياتها مع حسن سعيدة ..فاحتضنتها زوجة عمها وقالت: لقد انجبت ثلاثة فتيات والآن اصبحن اربعة ..وان احتجت لاي شيئ فانا الى جانبك ..

اما عمها فقال: اهلا بك يا ابنة اخي في منزلك الجديد ..كم كنت متحمسا لهذا اليوم ..

ولكن بنات عمها لم يكن هذا موقفهن ..فكن ينظرن اليها بنظرات الغيرة حيث قالت هند :كنت اظن انك ستكونين عروسا اجمل مما انت عليه الآن ..لا بد وانك اخترت مزينة لا تزال في بداية خبرتها ..

فقاطعتها امها قائلة :ما هذا الكلام يا هند ..انظري اليها كم هي جميلة ..جميلة بوجهها واخلاقها ..

فقالت هند بغيظ :هذا رايي ..وانا حرة به ..هل انت جالسة في عيوني لترين ما اراه ..

فتأففت امها من كلامها وقالت :هيا يا حسن خذ زوجتك واذهبا... وعند الصباح ساوقظكما لكي نتناول فطورنا سوية ..لا بد وانكما متعبان الآن ..

اما سحر فشعرت بحزن داخلي لم تظهره امام احد بسبب كلام هند الجارح ..فالعروس تحتاج الى كلمات مشجعة ..وليس لسم يسري في العروق ..

وبعدها انطلقت مع زوجها الى غرفتهما ..وبمجرد ان اغلق الباب ..تغيرت ملامح حسن الملائكية الى وجه شيطاني ..وقام بصفع سحر على وجهها ..التي فوجئت من هذا الفعل ..ولم تقم باي ردة فعل سوى هطول دموعها بسبب المشاعر العاصفة التي تلقتها لاول مرة في حياتها ..
يتبع

سقوط الاقنعه (مكتمله)Where stories live. Discover now