9

834 25 1
                                    

❤سقوط الأقنعة❤..
الجزء التاسع ..

قال حسن: انا نادم الآن ..ولن اجد زوجة افضل منها ..ولكن عيوني كانت مغطاة بغشاء سميك من الغباء.. ساعدني ياابي ..

فقال له والده: لقد حاولت ان افعل هذا مرارا ..وما ساعدتك في بناء منزلك الا بسبب هذا الامر .ولكنك لم تقدر ..وعليك ان تدفع ثمن اخطائك ..اذهب وحل مشكلتك بنفسك ان استطعت ..

عندها توجه حسن الى منزل عمه مباشرة ..وطرق الباب عدة طرقات بعد ان تنفس الصعداء.. ففتحت له سحر الباب ..وتفاجات من وجوده ..وبعد ان عم الصمت للحظات وكانت لغة العيون هي اللغة السائدة ..انهمرت دموع سحر رغما عنها ..ولكنها قالت بعد ان استجمعت قواها: لماذا اتيت ??

فقال لها: الن تقولي لي تفضل ..

قالت له: كلا انا آسفة ..فانا وحدي في المنزل ولا يجوز لك الدخول ..

قال لها: لقد كنا زوجين ..وانا ابن عمك لا تنسي هذا..

قالت له: لقد اصبحت ابعدهم عن قلبي وحياتي بعد ان كنت اقربهم ..والآن ارحل من هنا. .فانا ساسافر غدا ...ولدي الكثير من الاعمال ..

فقال لها: انا اعتذر اليك ..واريدك ان تعودي الي معززة مكرمة ..واعدك انني ساتغير واصبح الزوج المثالي ..

فضحكت بحزن وقالت :ارحل من هنا ..وقم باداء هذا الدور التمثيلي على امراة اخرى فانا لم اعد سحر القديمة ..هيا اذهب من هنا ..

وبينما كانا يتحادثان حضر اهل سحر ..فقالت له: والآن تحدث مع عمك ..اما بالنسبة الي فقد حظرتك من حياتي الى الابد ..

ثم غادرت المكان لتترك حسن يستمع الى كلمات اللوم والعتاب والرفض من عمه وزوجته ..فغادر خائبا ..وهو يجر اذيال الخيبة والندم قائلا لنفسه: معها حق.. كم انا غبي ..لقد تعاملت معها كاي فتاة من الشارع ..تبا لي ما اغباني..

اما سحر فعاد اليها شريط ذاكرتها ..وشعرت بالتوتر ..فعانقتها امها قائلة :طالما نحن الى جانبك لا تخافي يا ابنتي ..هيا جهزي نفسك ..فسنسافر غدا في الصباح الباكر ..

فقالت سحر :حسنا... وهو كذلك ..حفظكما الله لي يا اغلى ما في الوجود ..

فقالت امها بعد ان شدتها من اذنها مازحة :في المرة القادمة لن تتزوجي الا رجلا اختاره انا لك ..هل فهمت ..

فلوت شفتيها وقالت :ان كان هناك مرة قادمة ..علي ان اكمل تخصصي اولا ..

قالت امها :لا تقلقي الف رجل يتمنى زوجة مثلك ..وسترين ..

ثم غمزت لها واكملت عملها.. اما سحر فحمدت الله انه رزقها بعائلة حنونة ..وشعرت بالطمأنينة الى جانبهم ..
وفي صباح اليوم التالي غادرت سحر مع عائلتها الاراضي اللبنانية تاركة اياه بكل احزانه وافراحه.. آملة ان تكون ايامها القادمة اجمل ..وعندما وصلت الى بلاد الاغتراب استقبلها اخوالها بصدر رحب.. واسفوا لما حصل معها ..وشجعوها على اكمال حياتها بشكل طبيعي.. ووعدوها بالمساعدة ..وقامت في اليوم التالي بالتسجيل في الجامعة ..وتعرفت الى زملاء لها من لبنان ..وبعد مرور فترة من الزمن عادت الحيوية الى جسدها..واستعادت جمالها الخارجي.. وحافظت على جمالها الداخلي.. ولم يعد ذكر اسم حسن يؤذيها او يزعجها ..حيث اصبح بالنسبة اليها كأي شخص عادي يمر امامها في الشارع ..مع انه حاول كثيرا ان يعود اليها ..الا انها في كل مرة تصر على رفضه.. حتى شعر بالملل من موافقتها.. واصبحت حالته النفسية صعبة فالشعور بالشوق والذنب كانا كافلين ليتعباه كثيرا ..ومرت السنة الاولى بسلام ..وفي احد الايام ..عادت سحر من جامعتها وهي تشعر بحماس شديد.. فقال لها والدها: لا بد وانك نلت اعلى الدرجات ..

قالت سحر: الحمدلله ..لقد وفقني الله في هذا ..ولكن هناك امر آخر اريد ان اناقشه معك  ..

فقال لها: ماذا هناك يا مدللتي ..

قالت :لقد اخبرتني احدى المدرسات ..ان هناك معهدا لتعليم اللغة العربية للمسلمين الاجانب .وهم يحتاجون الى معلمات واساتذة عرب ..واقترحت علي هذا ..

فقال لها: وهل تستطيعين التوفيق بين الجامعة والمعهد..

فقالت بحماس :نعم ..خاصة ان كان الامر يتعلق بالامور الدينية ..فهم يركزون على القرآن وقراءته ..

فهز راسه مفكرا ..فقالت امها; ولكني اخشى عليك ان تفشلي..

قالت سحر: بكل الاحوال ساحصل على راتب عال..

فقاطعها والدها غاضبا: وهل قصرت بحقك يوما??

قالت :يشهد الله انك لم تفعل ..ولكن هذا الامر يساعدني لاثبت نفسي ..ارجوك وافق ياابي ..

فقال لها: حسنا ..جربي.. ولكن ان شعرت بالتعب او الملل فتوقفي..

فعانقته بشدة وقالت: انت ملاكي الحارس ..

وفي اليوم التالي ذهبت الى المعهد لتقدم طلبها الذي تم قبوله مباشرة لانها تملك المؤهلات اللازمة ..وشعرت بفرحة عارمة ..وخاصة بعد ان اخبرتها مديرة المعهد بوجود اناس من الوطن الاصلي قد اعتنقوا الاسلام ..ويريدون التعرف اكثر الى هذا الدين الذي ظلمه البعض بالقول انه دين الارهاب ..وبينما كانت خارجة من المكتب . .وهي لا ترى امامها من شدة فرحها ..فتح الباب فجاة ...وارتطمت باحدهم ..ووقعت الاوراق من بين يديها.. ويبدو ان الشخص المجهول كان يحمل بين يديه ساعة ثمينة وقعت ارضا ..فنظرت الى الساعة باحراج دون النظر الى صاحبها ..
يتبع..

سقوط الاقنعه (مكتمله)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن