كان اليوم مثلجاً بشدة ، قطراته البيضاء تناثرت على جانبي الطرق مضيفة بياضا ناصعاً لجوانبها ، قد ابرز لون الاسفلت الاسود الذي اصتبغت به ، لا يوجد شخص يسير بدون معطفه وسط هذا الجو البارد.
و سط هذا الجو كنت اعمل ، اجل ، قضيت الخمسة اشهر الماضية ابحث عن عمل حتي توصلت الي العمل بمقهي كنادل ، كان الامر صعبا في البداية بسبب مؤهلاتي المجهولة لولا ان شون ساعدني .. كان صديق صاحب المقهي .
اصبحت اعمل به الي جانب عملي الاخر ، اذهب اليه ليلا بعد اعادة الفريد من الشركة .
خلال الخمس اشهر اصبحت انا و هانا اصدقاء ، اصبحنا قريبين اكثر من ذي قبل ، شعوري تجاهها غير محدد بالضبط ، و لكنني اجدها صديقة جيدة ، مميزة ، و لكنني اعلم ان تقربها مني كان لانها لا تجد شخصا بجانبها .
ففي هذا اليوم اخبرتني ان اقرب اصدقائها كانت تصادقها لاجل مالها ، كانت مستغلة لها ، تبحث عن مصلحتها باقترابها منها ..
هانا منذ ذالك اليوم فقدت ثقتها بالجميع تقريبا ، ماعداي .. اصبحت تحكي لي كل ما يزعجها و يفرحها ، اصبحت بدون انتباهي اشاركها حزنها و سعادتها ، عرفت الكثير عنها .
يبقي الجزء الغامض الذي يحيرني ، انني كلما تشوقت لمعرفة شئ عن هذا الذي يشبهني - زين - ترفض الحديث عنه ..
قالت انه مميز عن من كانو قبله ، قصتهما كانت مختلفة ، لم اكن اضغط عليها لاجل فضولي الغبي ..
اعني من الطبيعي ان تكون فضولياً لمعرفة قصة ذالك الشخص الي يشبهك كظلك .انا لا ابالغ .
قاطع افكاري دخول ذبون للمقهي اخذت طلبه دون الانتباه لوجهه و اعطيته اياه ، كان هناك ازدحاما فلم اركز كثيرا ، مرت الدقائق لاجده يطلب الحساب لذا سِرت باتجاه طاولته لاضع الفاتورة امامه ، كنت اراقبه بهدوء يخرج نقوده من جيبه .حينما رفع وجهه بوجهي شعرت انني رايته من قبل ، و لكن اين ؟ لا استطيع التذكر .
نظر لي مطولاً ، مضيقاً عيناه لثوان قبل ان يُخرج النقود من محفظته بينما حاولت تجاهل هذا الشعور الغريب في انني اعرفه ، تخيلات غريبة لكلانا و نحن بمكان غريب ، بدا كطريق فارغ مظلم .
راقبته و هو يسير خارجا من المقهي بدون ان ينطق بكلمة ، رغبة مُلحة في ان احاول تذكر اين رايته تداهمني ، جلست و أنا اضغط علي راسي بيدي محاولا تحفيف الصداع الذي اصابني بسبب محاولتي لتذكره .
- رالف -
اسمه رالف !! و لكن من هو و ما علاقته بي ؟!:
أنت تقرأ
ثالِـث خَـطيـئة.
Fanfiction" ليسَ العيبُ في أن تُخطئ ، بَلِ العيبُ كامنٌ في أن تُكَرِّر نفسَ خطأِك ، و اعلم أنه لا يوجَد خطأ لا يُغتفَر " جُملة قالها لي ذاتَ يَوم ، و لَكنني لَم أُدرِك معناها سِوى الآن .. تلك ثالِثُ خَطيئة لي تسبَّبَت في بدايةِ كُلِّ شَئ ، و هَذِهِ فُرصَتي لإ...