وجهة نظر هانا
توقفت تلك السيارة أمام مبنى الجامعة لاترجل منها مودعة ديلان ، بدا و كأنه عاد لعمله على مضض ، شككت بصديقه الذي كان يمكث في منزله ، أشعر أنه حاول إبعاده عن العمل في منزلنا بعدما حدث .
ديلان لديه كامل الحق في الانزعاج ، إيثن وحده و معاملته له تكفي لإزعاجه و جعله يترك هذا العمل ، كنت أحاول التخفيف عنه و تلطيف الجو و لكنه كان فقط يجاملني بابتسامة أو بتعليق بسيط يكاد يكون منعدماً ، هو غير معتاد على التعامل معي بأي حال.
ابتسم لي لاترجل و اتجه بخطواتي باتجاه مدخل الجامعة ، كنت أبحث بعيناي عنها فمن المفترض أنها تنتظرني ، حتي دُفعت للأمام بقوة نتيجة قفزها على الأغلب علي " هـانـا ، يا إلهي افتقدتك يا فتاة ، منذ أسابيع و أنا لا أراكِ يا فتاة، لما لا تجيبين على اتصالاتي ؟!.
التفتتُ لها لأرى شعرها الاحمر الذي جدلته تاركة إياه منسدلاً بانسيابية على كتفها الأيسر ، رفعتُ عيناي سريعا نحو خضراوتيها مجيبة " هاتفي قد تلف ، هذا لأنكِ حقيرة و لم تفكري بزيارتي " أجبتُ مازحة لتتذمر بيلا قائلة : و كيف آتي و قد انتقلتي أيتها الذكية ، بالمناسبة لماذا فعلتي ؟
طرحت سؤالها ذاك و الذي أبقاني في حيرة من أمري للحظات قبل أن أجيب و قد اختفت ابتسامتي بعض الشئ "إنها قصة طويلة ، بيلا."
تمعنت بيلا النظر لي و شعرت أنها تلتمس هذا الألم البادِ بنبرتي ، ثم سألتني و قد تبدلت نبرتها للقلق" ماذا حدث ؟"
" لنجلس و سأخبركِ ، فليس لدي محاضرات الآن " قلت لها لتومئ بيلا و نذهب لنجلس بالكافتيريا الخاصة بالجامعة.
أنا أخبرها بكل شئ لأنها صديقتي الوحيدة تقريباً ، لست اجتماعية ليكون لدي أصدقاء كثُر.
سردت لها كل ما حدث منذ اختفاء زين ، فمنذ تلك الفترة و لم أحدثها ، كما أخبرتها بمجئ ديلان بعد أسابيع و عمله لدينا ، لم أخبرها بأمر فقدانه لذاكرته .. فقد طلب مني حفظ سره .. و لكنني وضَّحت لها تشابهه الكبير مع زين ، أخذت أقص تفاصيل كل شئ و مرت دقائق وسط تبادلنا لأطراف الحديث بشأن هذا، عيناي كانتا تجوبان كافيتيريا الجامعة و أفكاري فقط كانت مع صورته العالقة في خيالي.
لم اتحدث عن اختطافنا و الأوراق التي أرادوها منه ، و لكنني تحدثت عن أولئك الذين تسللوا لمنزلنا مما تسبب في انتقالي .
" ديـلان ، " رددت اسمه مفكرة و أومأت لها ، " أمر غريب ، احذري منه " قالت بهدوء لأشرد قليلا قبل أن أهز كتفاي بحيرة ، لا شئ يجعلني أشعر أنني بحاجة للحذر ، هي لا تعلم أنه ضحي بنفسه لينقذني.
" جدياً أنا لا أعلم ، و لكنني منجذبة نحوه ،" همست ، لم أحدثها ايضا عن شكي في أن رجال إيثن هم من فعلوا هذا بزين ، لم أرِد أن أخبر أحد بشكي في أن إيثن وراء هذا حتى أتأكد ، تبدلت نظراتها للخبث بينما تحدثت " أوه هانا ، إنتبهي فقد يكون انجذابك ليس لشخصه بل لشكله ، و هذا سيجرحه كثيرا ".
CZYTASZ
ثالِـث خَـطيـئة.
Fanfiction" ليسَ العيبُ في أن تُخطئ ، بَلِ العيبُ كامنٌ في أن تُكَرِّر نفسَ خطأِك ، و اعلم أنه لا يوجَد خطأ لا يُغتفَر " جُملة قالها لي ذاتَ يَوم ، و لَكنني لَم أُدرِك معناها سِوى الآن .. تلك ثالِثُ خَطيئة لي تسبَّبَت في بدايةِ كُلِّ شَئ ، و هَذِهِ فُرصَتي لإ...