توقفت عن الكتابة في الدفتر الأسود لتستطيع التجول بحرية في الغرفة فتتقصى طبيعة ما حولها ، و هناك على الطاولة الدائرية إستقرت ورقة بدا عليها القدم ، أمسكتها بحذر مقربتها نحو عينيها فوجدت كتابة بدت باهتة لم تستطع أن تلتقط منها كلمات عدا

♠ أشعر بالذنب و لكن ما بيدي حيلة ♠

أو أمرًا من هذا القبيل فتحت الدفتر و دسَّت الورقة القديمة بين صفحاته ثم أغلقته مجددًا ، مرَّ وقت قبل أن تقرر المغامرة و الخروج من هذه الغرفة ، فهي لم تستطع إيجاد شيء يفيدها فيها ، إتجهت ناحية باب خشبي صبغ بلون زيتوني راقي ظنًا منها أنه باب الخروج ، و فعلا كان كذلك لهذا فتحت الدفتر و كتبت

أستطيع أن ألمح الباب، سأخرج من الغرفة ▪

أمسكت بمقبض الباب الحديدي البارد و أدارته فتناءى صوت صدى فتحه الذي كسر بعض من الصمت الذي كان حولها ، دفعتهُ للأمام أكثر مما جعل صوت الصرير المزعج يتفاقم أكثر و أكثر ، إبتلعت ريقها بخوف فهي حاليا في مكان لم تره في حياتها قبلاً في وضع مخيف للغاية ، تشعر و كأنها ستجن قريباً !فور أن خطت أول خطوة خارج تلك الغرفة تناءى إلى مسامعها صوت طفلة صغيرة بدا كالصدى

" ماما ابحثي عني ! "

الصوت كان مألوفا ، صوت هادئ لطفلة ، لكن ما الذي تقعله طفلة صغيرة في مكان كهذا , مهلا هل من الممكن أن تكون روحًا أو أمرًا من هذا القبيل !

حاولت تهدئة نفسها عبر أخذ شهيق عميق و زفير تخرج به خوفها ، فالجوُّ الصامت حولها الذي لا يكسره إلا صوت رياح هربت من بعض الشقوق كان يزيد من وطأة توترها ، و ذلك الصوت الغريب الذي لا يُردِّدُ إلا كلمة ماما ، هل من الممكن أنها تقصدها هي عندما تناديها بماما ؟الأرض مفروشة بسجاد إصطبغ لونه بالأحمر الداكن ، و الجدران مغطاة بورق حائط باللون الكحلي مع نقوش باللون الفضي و قد علقت عليه العديد من الصور الغريبة عملاقة الحجم، إضافة إلى العديد من النوافذ إلا أنها عكرة و لا تظهر ما بالخارج و كأن هناك عاصفة من الغبار خارج هذا المنزل , و هكذا كانت تتأمل تفاصيل المنزل بينما تتنمشى في الممر بحذر ، ببطء و ترقب خوفًا من أن يحصل شيء فجأة ، و بالفعل عندما مرت من أمام إحدى الأبواب التي كانت مقفلة فتحت ببطء مصدرةً صوت صرير مزعج ككل باب قابلتهُ بهذا العالم , تراجعت للخلف بخطى مرتجفة ، هل هذه إشارة لها كي تدخل إلى الغرفة ، و هل عليها أن تنفذ هذه الإشارة ؟!

إبتلعت ريقها ثم اقتربت من الباب تحاول إختلاس النظر لما يوجد في الداخل إلا أن الظلام كان مسيطر على المكان ، و لهذا لم يكن لديها خيار غير الولوج للداخل ، أمسكت بمقبض الباب الحديدي البارد و دفعتهُ بخفَّة ، أخذت نظرة على المكان على الرغم من الظلمة كانت بعض ملامحه واضحة ، فقد كانت تشبه إلى حد كبير الغرفة التي استيقظت فيها قبلا ، ذات طابع كلاسيكي ...

تقدمت خطوات لداخل الغرفة التي فرشت بسجاد أخضر إلا أن ألم فضيع داهمها فجأة و استفحل على أوصالها دفعها للصراخ بأقوى ما لديها ، لم تستطع قدماها حملها فانهارت على الأرض بينما تحكم إمساك رأسها لتخفف من الوجع الذي وصل إليه ، حاولت النهوض و تحمل الألم إلا أن جسدها لم يكن يستجيب لها فقد كان ينتفض بقوة ، و بينما هي تعاني استطاعت سماع صوت أشبه بالهمس أو الهمهمة بجوار أذنها صوت شخص مألوف ، يعتذر ثم تناءى لها صوت آخر مختلف تماما يصيح باستمتاع قائلا

" ماما جديني بسرعة ! "

شهقت بقوة ، منذ متى توقف الهواء عن دخول رئتها ؟ لا تعلم ، لكن ما تعرفه أنها قد عدت إلى غرفتها ...

.
.
.
هاي🤗
فوت و كومنت😁

و رأيكم؟

بصراحة أنا مستمتعة و أنا أكتب بارت العالم الثاني 😂💔

نورسينWhere stories live. Discover now