الـفـصـل الـثـالـث

295 17 3
                                    

-

مر أسبوعان منذ صداقة هارولد وكيت. لم يعد هارولد بنفس الخجل والتوتر الذي كان عليه من قبل. أصبح يقضي معظم وقته مع كيت، أخبرها بعض الأشياء عن حياته. هارولد لم يعش حياة طبيعية کباقي البشر، بل تعرض للكثير من المضايقات بسبب مظهره ودائمًا ما كان يلقبه الجميع بـ غريب الأطوار.
لطالما سخروا من نظارته الكبيرة ومظهر شعره الغريب. هذه نوعًا ما قد ضايق كيت، فهي لم تكن تراه بهذا الشكل، فبنظرها هارولد يبدو شخصًا لطيفًا. تفهمت كيت حينها سبب توتر هارولد الدائم فى حديثه مع الأخرين.
تفاجئت كيت بسرعة صداقتها مع هارولد. هي لم تتوقع أن تثق به بتلك السهولة. تساءلت دومًا لما هو دونًا عن الباقي؟ ربما لأنه كان صادقًا معها ولا يبحث عن المثالية، لكنها أيضًا لم تستطع إنكار أنه يصبح غريبًا فى بعض الأحيان. لم تستطع نسيان ردة فعله حينما سألته عن عائلته مثلما أخبرته هي. أرتبك كثيرًا، لكنه حاول إخفاء ذلك وقام بتغيير الموضوع.
فى النهاية، أخبرها بأنه من عائلة عادية لكنهم لا يعيشون بلندن. ولم يقل المزيد، لذا قررت كيت عدم الحديث عن عائلته مجددًا. ظنت بأن ذلك ربما يزعجه..

-

لم تكن نهاية الأسبوع بالنسبة لكيت بالأمر المهم، فهي كانت أما تقضيها مع جدتها أو تقرأ رواية ما حتى تغفو. لكن نهاية هذا الأسبوع كانت هادئة، بسبب عودة جدتها لمنزلها لتعود كيت لوحدتها مجددًا. مرت ساعة أخرى وهي تُشاهد التلفاز بملل حتىٰ قاطعها صوت رنين هاتفها لتجدها أورورا.
«مرحبًا أرو.»
أجابت كيت بسعادة قائلة:
«مرحبًا كوكو تجهزي فورًا لکي نخرج سويًا، فأنا أشعر بالملل الشديد وأريد الخروج. سأتي بعد دقائق.. وداعًا.»
أنهت أرو حديثها دون أن تنتظر رد كيت حتىٰ، لتقهق كيت على حماس صديقتها. توجهت سريعًا نحو غرفتها لتبدل ملابسها قبل قدوم أرو، فلا بأس ببعض التغيير. أليس كذلك؟

قامت بتصفيف شعرها ثم وضعت عطرها المفضل. ألقت نظرة أخيرة على مظهرها قبل أن تهم بالخروج من غرفتها. توجهت نحو الأسفل بعدما تلقت رسالة من أرو بوجودها بالخارج فى إنتظارها. أرتدت معطفها الأسود ثم همت بالخروج من المنزل، لتجد أرو تنتظرها داخل سيارتها. صعدت كيت بالجهة الأخرى لتتحرك أرو بعد صعود كيت. نظرت لها كيت قائلة:
«إلى أين سنذهب؟»
«إلى الحانة حيث أجد الشبان المثيرين.»
أخبرتها أرو وهى تغمز لها، لتقلب كيت عينيها بضجر ثم قالت:
«جديًا أورورا! لم يكن على مصادقة مراهقة بعمر التاسعة عشر أبدًا.»
«هيا كيت سنستمتع كثيرًا، عوضًا عن جلوسكِ المستمر بمنزلكِ كالمسنين.»
قالتها أورورا بملل، لترد عليها الأخرى قائلة بتهكم:
«تعلمين أنني لا أحب الأماكن الصاخبة أورورا.»
«أعلم كيت، لكنها ليلة واحدة فقط ولن تتكرر مجددًا أعدكِ.»
قالت أرو بترجٍ، لتزفر كيت بملل قائلة:
«حسنًا لكن لا تكثري فى الشُرب، فأنا لن أقود أثناء
العودة.»
«حسنًا كوكو.»
هتفت أورورا بحماس ثم رفعت صوت الموسيقى وبدأت في الغناء بصوتٍ عال. حركت كيت رأسها بقلة حيلة ثم شاركتها الغناء..

𝐒𝐭𝐮𝐜𝐤 𝐖𝐢𝐭𝐡 𝐘𝐨𝐮 || عالق بكِ Where stories live. Discover now