الـفـصـل الـثـانـى

338 19 2
                                    

-

خرجت كيت من غرفتها حينما أنتهت من الحديث مع والدتها على الهاتف بعدما أطمئنت عليها وعلى والدها. توجهت نحو المطبخ، لتجد أن جدتها قد أعدت الفطور لها قبل أن تذهب لرؤية صديقتها. تناولت فطورها بهدوء ثم قامت بغسل الأطباق. وضعت نقودها في حقيبتها ثم أخرجت سماعات الأذن وقامت بالإستماع لبعض الموسيقى، متجها نحو عملها.
وصلت لوجهتها لتدلف لداخل المكتبة وعوضًا عن رؤيتها لهانك کالعادة، وجدت فتاة شقراء ذات أعين زرقاء، تجلس على مكتبها.
عقدت كيت حاجبيها بتعجب، لتتجه نحوها. شعرت الفتاة بوجود كيت، لتبتسم لها بلطف وهى تقترب منها ثم قالت:
«بالتأكيد أنتِ كيت. أليس كذلك؟»
أومئت لها كيت لتتقول:
«نعم، وأنتِ؟»
ضربت الفتاة جبينها بخفه لتقول:
"أوه  أنا أسفة. أنا أورورا بلاك، قريبة هانك من
رومانيا.»
أبتسمت لها كيت ثم قامت بمصافحتها قائلة:
«لقد أخبرنى هانك بقدومكِ. مرحبًا بكِ في لندن أورورا. متى وصلتِ؟»
«لقد وصلت بالأمس ومكثت عند جاريد.»
أخبرتها وتضع هاتفها على الطاولة، لتسألها كيت بقلق:
«لما لم يأتي هانك اليوم؟ هل هو بخير؟»
ما أن أنهت كيت حديثها حتىٰ أبتسمت قائلة:
«لا تقلقي، هو بخير. أنا فقط أخبرته بأني سأتولى أمر المكتبة معكِ.»
«أذن أصدقاء؟»
قالتها وهى تمد يدها لتصافحها، لتقترب منها أورورا وتصافح يدها قائلة:
«بالطبع يا صديقتي.»
توجهت كيت مع أورورا لتريها المكتبة وكيف تُديرها. حينما أنتهت، جلست كيت بجانب أورورا بما أنه لا يوجد زبائن بعد.
«أخبرينى عنكِ قليلاً كيت.»
أخبرتها أورورا وهى ترتشف من كوب القهوة التي أعدتها كيت.
«أمم أدعى كيت كولينز. أتممت عامي الواحد والعشرين الشهر الماضى. درست بجامعة لندن للطب تحديدًا قسم الطب النفسي، أنهيت عامي الأخير منذ أسبوعين. أعيش بمفردى، لكن جدتى تقضى بعض الوقت معي خلال العطلة. أبي وأمي يمكثان في أسبانيا حاليًا بسبب العمل.. و أوه نسيت أن أخبركِ، أنا أمتلك أصول أسبانية. وهذا كل شئ في ذهني الأن.»
أخبرتها كيت وهى تدفء يديها من خلال كوب الشاي الذى تحمله.
«وماذا عن عملكِ كطبيبة نفسية؟»
ساءلتها أورورا بفضول، لتجيبها كيت قائلة:
«لم أقرر بعد هل أعمل بمصحة نفسي أو أنشئ عيادتي الخاصة. سأفكر قليلاً بالأمر..»
«ماذا عنكِ؟»
«أدعى أورورا بلاك، أنتِ تعلمين ذلك مسبقًا. أتممت عامي التاسع عشر منذ يومين. أنهيت عامي الأول بجامعة بوخارست تحديدًا قسم إدارة الأعمال. أنا نصف بريطانية نصف رومانية. قررت السفر وتكملة دراستى هنا مع هانك، بسبب سفر والداي الدائم. تعلمين أريد حياة جديدة غير تلك المملة التي أعيشها.. لذا ها أنا هنا.»
أرتشفت كيت من كوبها ثم قالت:
«ستحبين أجواء لندن أرو. رغم برودة أجواءها إلا أنها مدينة رائعة.»
أومئت لها أورورا ثم تبادلا الحديث حتىٰ قاطعهما صوت خافت..
«أمم.. المعذرة.»
نظرت كيت لصاحب الصوت، لتجده هـاري. أبتسمت له بلطف قائلة:
«أوه مرحبًا هـاري.»
نظر لها بخجل ليقول بخفوت:
«م.. مرحبًا»
«كيف أساعدك هـاري؟»
تساءلت كيت وهى تضع كوب الشاي أمامها ليقول بتردد:
«أردت إرجاع الرواية التي أستعرتها بالأمس.»
«واو لقد أنهيتها سريعًا.»
تحدثت وهى تأخذ منه الرواية، لتقوم بوضعها على المكتب ثم قالت:
«هل تريد إستعارة رواية أخرى؟»
حرك رأسه بالموافقة ثم قال:
«نعم، أريد إستعارة رواية الشفق من فضلك.»
نظرت له كيت بإعجاب لتقول:
«حقًا لقد أحببت ذوقك في أختيار الروايات
هارولد.»
«هارولد!»
تعجب هـاري من حديثها، لتقول كيت سريعًا:
«أمم أسفة لو قد أزعجك الأسم، لكنه يليق بك أكثر من هـاري.»
«لا لم أنزعج من الأسم. أنه ف.. فقط لم يدعوني أحد بهذا الأسم من قبل.»
تحدث هـاري بتردد، لتبتسم له كيت قائلة:
«تفضل الرواية ثمنها ست دولارات.»
قام هـاري بإعطائها النقود، بينما قامت كيت بتسجيل الرواية على الحاسوب بأسمه.
أنتهت بعد دقائق لترفع رأسها وتجد هـاري أو هارولد كما تدعوه يجلس على أحدى الطاولات الخاصة بالمكتبة ويقرأ الرواية بهدوء.
ظلت تتأمله وهو يقرأ حتىٰ رفع رأسه لينظر لها مبتسمًا..

توجه نحوها بعدما وجد صديقتها أورورا تتحدث في الهاتف وتبدو مندمجة جدًا

Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.

توجه نحوها بعدما وجد صديقتها أورورا تتحدث في الهاتف وتبدو مندمجة جدًا. جلس بجانبها ثم قام بسؤالها:
«هل تحبين القراءة؟»

«بالطبع. أنها كل ما أفعله في الحقيقة.»
أخبرته وهى تنظر نحوه ليقول:
«ولما تحبين القراءة؟»
«صدقًا قد تكون القراءة لبعض الأشخاص لا فائدة منها. هم فقط يرونها مضيعة للوقت وليس لها صلة بالوقع، بينما في الحقيقة القراءة بحد ذاتها نعمة فأنت قادر على صنع عالمك الخاص. ليس لها قواعد تقيدك ولا قوانين يجب أن تتبعها. القراءة أشبه بالأجنحة بالنسبة للطائر، هى مصدر حريته وسعادته. القراءة تُزهر النفس وتُنعش الروح. شخصيًا أنا أرى حياتي بدون القراءة، کالعيش بدون هدف أو دافع. القراءة هي غذاء للروح هارولد.»
نظر نحوها مطولاً ثم قال:
«هل يمكن أن تصبحي صديقتي؟»
أندهشت كيت من طلبه ولم تعرف ماذا تقول حينها. كيف وهو يريدها أن تكون صديقته بتلك السرعة، هو حتىٰ لا يعرفها جيدًا. هذا ما فكرت به كيت..
تدارك هـاري ما قاله ليعتذر لها على تصرفه الأحمق.
«لا تعتذر هارولد كل ما فى الأمر هو أنك لم تعلم أسمي بعد، ونعم يمكننا أن نصبح أصدقاء.»
أبتسم بخجل لتقهقه كات بخفه ثم قالت:
«كيت كولينز.»
نظر لها مطولاً دون أن يخجل ليقول:
«أسمكِ جميل، مثلكِ تمامًا.»
شعرت كيت بالخجل من كلماته لتنظر في الأرض وهى تهمس بـ شكرًا.
رن هاتفه لذا قام هـاري بالرحيل سريعًا وهو يحمل الرواية فى يده اليسري. مر الوقت سريعًا بالطبع مع وجود أورورا. أغلقت كيت المكتبة لتودع أورورا وترحل نحو منزلها.
قامت بتناول العشاء مع جدتها بعدها صعدت لغرفتها وقامت بتغيير ملابسها. أتجهت نحو السرير ثم أستلقت عليه ونمت سريعًا من شدة التعب...

𝐒𝐭𝐮𝐜𝐤 𝐖𝐢𝐭𝐡 𝐘𝐨𝐮 || عالق بكِ Where stories live. Discover now