الـفـصـل الأخـيـر

109 8 1
                                    


-

أغلقت كارا مذكرات هـاري، لتتنهد ببطء بعدما أستوعبت ما قرأته. ببساطة هـاري مريض نفسي يعاني من أضطراب الشخصية، وقد وصل لداخل مصحة لندن النفسي منذ عام تقريبًا. حالته العقلية والنفسية كانت مضطربة للغايه بسبب ما حدث معه داخل مصحة الطبيب دايفيد أوين وكارا هى مساعدة الطبيب المختص بحالة هـاري وتعتبر هيى الشخص الوحيد المشرف على حالته.. لماذا؟
ببساطة لأن كارا هى كيت، وكيت هى كارا. دعوني أوضح بعض الأمور، أولاً هـاري بالفعل يعاني من أضطراب الشخصية لكنه يخلط بين واقعه الذي عانى بسببه وخياله الذي يجعله يشعر بالراحة. ثانيًا كل ما قرأته كارا فى مذكرات هـاري هى عبارة عن جزء صغير من الواقع والباقي قد صنعه هـاري داخل مخيلته. ثالثًا سبب وجود كارا أو كيت بداخل مذكرات هـاري هو لأنها الشخص الوحيد الذي عرف كيف يتعامل مع هـاري، هى كانت علاج هـاري من كل ما مر به. تقربت منه ليثق بها أكثر من عائلته، لكنها لم تعلم بأنها أصبحت جزء من خيال هـاري. أخيرًا أقنعت كارا الطبيب نيكولاس بأن تكون الشخص المسئول عن حالة هـاري تمامًا، وقطعت وعدًا على نفسها بأن تساعد هـاري ليعود لواقعه مجددًا، وليصبح شخص أفضل حالاً مما هو عليه..

-

دلفت كارا لداخل غرفة هـاري مجددًا بعدما تركته يتناول فطوره بمفرده كما أخبرها، لتقترب منه مبتسمة بخفة ثم قالت:
«هيا أيها المجعد، سنتنزه قليلاً بالخارج.»
نظر لها هـاري مطولاً دون أن يُجيب، لتمسك كارا بيده وتجعله يستقيم من مكانه.
«أنا لم أكن أسألك من الأساس، هذا أمر هـارولد.»
تحدثت بلطف لتقوم بتعديل شعره المبعثر، ثم أمسكت بيده مجددًا لتخرج معه تجاه حديقة المصحة.
جلست كارا وبجانبها هـاري على العشب، ليسند كلاً منهما على الشجرة خلفهما، يطالعان باقي المرضى أمامهما بصمت. بعد لحظات أتت أحدى الممرضات تدعى كلوديا -أورورا كما يراها هـاري- وهى تحمل سلة طعام صغيرة لتعطيها لكارا قبل أن تودعها وترحل.
وضعت كارا السلة أمامها لتخرج بعض الكعك والحلوى والكثير من الشكولاتة وبعضًا من عصير الفراولة. سكبت كوبين من العصير، لتعطي أحدهم لهـاري الذي كان يطالعها بنظرات مشتته، لتبتسم له الأخرى وهى تعطيه أحدى الكعكات.
«أنها المفضلة بالنسبة لك، لقد صنعتها خصيصًا لك هارولد.»
تحدث كارا، ليبتسم لها هـاري شاكرًا. قاطعهم صوت الطبيب نيكولاس والذي كان يكرهه هـاري بدون سبب -نيكولاس هو نفسه سيباستيان-
«صباح الخير.»
تحدث الطبيب نيكولاس، لتجيبه كارا قائلة:
«صباح الخير.»
«ماذا تفعلون هنا؟»
سألها نيكولاس، لتنظر كارا تجاه هـاري قائلة:
«لا شئ، فقط نجلس ونستمتع بهذا الهواء النقي.»
«حسنًا، سأترككم لتستمتعوا بوقتكم.»
طالع هـاري الفراغ أمامه، لتتنهد كارا بضيق كونه لا يتحدث معها كثيرًا. ظلت تلعب بالعشب الذي بجانبها، ليقاطعها هـاري بصوتٍ مبحوح:
«أنا لا أحبه.»
وجهت كارا نظرها تجاه هـاري قائلة بتعجب:
«من تقصد؟»
«الطبيب نيكولاس.. أنا لا أحبه.»
«وما السبب خلف ذلك؟»
«لا يعاملني كما تعامليني.»
نبث بها هـاري، لتندهش كارا من حديثه.
«الجميع لا يعاملني كما تفعلين. أنتِ الوحيدة التي تفهمني وتفهم معاناتي. أنتِ الوحيدة التي لم تراني شخص مختل كارا.»
أبتسمت كارا له، ثم قالت:
«هذا لأنك لست بمختل هـاري.»
وجه هـاري نظره تجاه كارا، ينظر لها بضعفٍ داخل عينيه ليخبرها:
«أود الخروج من هنا كارا.. ساعديني لأعود للحياة مجددًا.»
أقتربت كارا لتمسك يده بلطف قائلة:
«سأفعل هـاري. أعدك بأنك ستخرج من هنا وستعود لحياتك مجددًا.»
ليشد هـاري على يدها بقوة، خوفًا من أن يفقدها..

𝐒𝐭𝐮𝐜𝐤 𝐖𝐢𝐭𝐡 𝐘𝐨𝐮 || عالق بكِ Hikayelerin yaşadığı yer. Şimdi keşfedin