الـفـصـل الـتـاسـع

121 9 0
                                    

-

هرع ذلك المراهق ذو الستة عشر عامًا إلي غرفته، ليُحكم إغلاقها جيدًا ثم جلس علي الأرضية وهو يلهث أثر ركضه المتواصل. طالع يديه وملابسه الملطخة بالدماء وهو يُحاول إستيعاب ما قد حدث منذ دقائق، ليرتجف جسده ويبدأ في البكاء. هو لا يصدق أنه قد قتل شخصًا الآن، هو حقًا لم يرد ذلك. أستقام من مكانه بصعوبة، ليتجه نحو الحمام، قام بخلع ملابسه الملطخة بالدماء ثم دخل أسفل المياه الباردة ليغسل جسده من الدماء. ظل يغسل جسده بقوة وهو يبكي ليُزيل أثر الدماء حتىٰ أنتهي تمامًا. خرج من الحمام ليرتدي ملابسه سريعًا، ثم أتجه نحو الحمام مجددًا ليمسك ملابسه الملطخة بالدماء ويضعها في حقيبة قبل أن يخرج بهدوء من منزله. أتجه نحو الغابة وهو يحمل الحقيبة بيد، وبعض الوقود وعلبة كبريت في اليد الأخرى. ظل يلتف يمينًا ويسارًا، يتأكد من عدم وجود أحد بالمكان. قام بحفر حفرة صغيرة في الأرض، ثم ألقي الملابس بها ليسكب عليها بعض الوقود ويقوم بإشعاله، لتحترق الملابس. وقف هـاري يطالع النار وهو يبكي، متذكرًا ما قام بفعله. لقد قتل أحد الأولاد الذين كانوا يتنمرون عليه بالمدرسة، هو لم يقصد ذلك لكن هذا الفتى قام بالتنمر عليه مجددًا حينما كان يتجول وحيدًا في الغابة بعد منتصف الليل، ولم يستطع هـاري التحكم في نفسه ليخرج سكينًا كان يحمله معه وقام بطعنه أكثر من عشرين طعنة متتالية. ظل هـاري يطعنه بغضب، حتىٰ فارق الفتى الحياة.
أدرك هـاري حينها بأنه قد أرتكب جريمة شنيعة، ليفر هاربًا وهو يحمل السكينة إلي منزله قبل أن يراه أحد.
هدأت النار ليتبقى رماد الملابس فقط، ليقوم هـاري بإغلاق الحفر جيدًا حتىٰ لا يلاحظ أحد شيئًا غريبًا في المكان ثم عاد إلي منزله بحذر، متأكدًا بأن لا أحد قد رأه..

-

أفاق هـاري وهو يلهث أثر ذلك الكابوس، أو لنقل أثر تلك الذكرى. كانت تلك أول جريمة يرتكبها هـاري، ولم يعلم عنها أحد حتىٰ تلك اللحظة. بعد معرفة الجميع خبر قتل ذلك الفتى، أصيبت المدينة بالزعر وأصبحت الأهالي خائفة على أطفالها من ذلك القاتل. أخبر هـاري والديه بأنه يرغب بالإنتقال من تلك المدينة بعد تلك الحادثة، ذاعمًا بأنه أصبح خائفًا بعد تلك الحادثة، ليوافق والده وينتقلوا إلي مدينة أخرى. لم يعلم أحد بأن القاتل كان ذلك المراهق ذو الستة عشر عامًا، فمن سيشك بفتىً مثل هـاري بمظهره الذي يدل على أنه لا يستطيع إيذاء نملة حتىٰ، لذا أستطاع الهرب من تلك الجريمة لكنه لم يستطع أبدًا الهرب من تلك الذكريات. دعوني أخبركم أيضًا بأنها لم تكن جريمة هـاري الوحيدة، ومازالت أسراره وخباياه كثيرة ولا يعلم عنها أحد سوي هـاري نفسه..

نظر هـاري لكيت النائمة بجانبه في طائرته الخاصة، والتي كانت متجه لـ لندن. لماذا؟
ببساطة من أجل عيد ميلاد السيد هانك، فلقد أرسل لها رسالة يخبرها بأن تأتي لعيد ميلاده، وهـاري فعل ذلك حتىٰ لا يشك أحد بعلاقتها به. نعم تلك مخاطرة، لكنه لن يجازف بعدم الذهاب والشك به كون كيت أصبحت لا تتحدث معهم كثيرًا منذ أن أصبحت مع هـاري، ورأى أن تلك فرصة جيدة ليُثبت لهم بأنه شخصُ جيد.
مرت ساعات ليصلوا أخيرًا لوجهتهم، لم تتحدث كيت كثيرًا طوال الرحلة وهذا قد أزعج هـاري لكنه قرر تجاهل ذلك الأمر. بعدما خرجوا من المطار، أتجهوا نحو السيارة التي تنتظرهم، ليقوم السائق بوضع حقائبهم في السيارة، بينما صعد الأثنان داخلها. ظل هـاري ممسكًا بيد كيت، لكنها لم تكن تنظر له حتىٰ بل كانت تطالع المارة من خلال النافذة. من يرى كيت الآن سيعلم بأنها قد تغيرت كثيرًا، ربما سيشك بأنها تعاني من حالة إكتئاب حادة.

𝐒𝐭𝐮𝐜𝐤 𝐖𝐢𝐭𝐡 𝐘𝐨𝐮 || عالق بكِ Where stories live. Discover now