الحلقة السابعة عشر

4.5K 131 0
                                    

الحلقة السابعة عشر

رهف : هـ اخدك مكان لازم تشوفه معايا
أدهم : اللى هو
رهف : فى ايه يا حبيبي هو انا هقتلك انزل بقي ومتستعجلش
أدهم : بصراحة انا حاسس انك مش طبيعيه النهاردة
رهف : ده اكتر يوم انا فيه طبيعيه ، انا هوريك حاجة مهمه ، احنا هنطلع فوق سوا ولوحدنا
أدهم : فوق !! فوق فين ؟
رهف (بتشاور بالسبابه لفوق) : فوق هنا
أدهم : مش دى عمارتكوا ؟
رهف : ايوة ، عايزة اخد غرفة الذكريات بتاعتى
أدهم بيبص فى عيونها : انا بس ذكرياتك
(. ابتسمت رهف ونزلت من العربيه ونزل أدهم وراها وقفلت رهف العربيه وطلعوا فوق شقة رهف ، دخلوا الشقة ومكنش فى حد خالص فى الشقة او كان ظاهر كده لـ أدهم ، خدته رهف ودخلوا اوضة مقفولة .)
أدهم : دى اوضتك ؟
رهف : تقريباً
أدهم : بس حاسس ان ديكورها بتاع اطفال
رهف : ماهى دى اوضتنا واحنا صغيرين
أدهم : اوضتنا !! نون الجمع دى تشمل مين ؟
رهف : أختى
أدهم : أنتِ ليكى أخت ؟؟
رهف : اه بس محكتشلكش عنها
أدهم : ليه ؟
رهف : معرفش بس انا قررت احكيلك عنها النهاردة
أدهم : احكى يا حبيبتى
رهف : وعيت على وش الدنيا واحنا مع بعض ، مع بعض فى كل حاجة فى البيت فى الشارع فى النادى فى المدرسة ، كنا بنلبس نفس اللبس ونسرح شعرنا بنفس الشكل ، كنا بنحب نفس الاكل ونفس الاشخاص ، كانت احلامنا واحده
أدهم : هو ليه كنا ؟ هى راحت فين
رهف : بابا وماما انفصلوا واحنا تمن سنين ورغم انى كنت مرتبطه بـ بابا وبحبه اكتر من ماما الا انى قررت اقعد مع ماما عشان خاطر نفضل مع بعض ، سيبنا الاوضة دى وروحنا بيت جدى ، الاوضة دى اللى احنا قاعدين فيها من يوم ما اتولدنا ياما لعبنا وهزرنا واتخانقنا وضربنا بعض وحكينا لبعض حاجات كتير هنا فى الاوضة دى ، حتى بعد ما روحنا عيشنا مع ماما فى بيت جدى كنا بنجى لـ بابا خميس وجمعه وسبت تقريباً كنا بنجى مخصوص عشان نقعد فى اوضة ذكرياتنا
أدهم : واضح ان انتوا بتحبوا الاوضة دى اوى
رهف : اوى لدرجة اننا لما كبرنا كنا بنجى نقعد فيها برضه ونحكى لبعض ، كنا بنقعد هنا (وبتشاور) مكناش عارفين احنا اللى كبرنا ولا الاوضة اللى صغرت لحد ما بدأت تبعد عنى شوية بشوية
أدهم : تبعد !! ليه بعدت
رهف : عشان حبت ، حبت واحد خطفها من الدنيا كلها ، خطفها منى ومن اهلها ومن نفسها حتى
أدهم : خطفها ازاى ؟ هربت معاه يعني
رهف : لا حبيته لدرجة انها اكتفيت بيه
أدهم : زى انا وانتِ كده
رهف : لحد ما عملت حادثة هى وحبيبها ،(بدموع) وماتت
أدهم بدمعه محبوسة ويقرب من رهف : ربنا يرحمها
رهف بدموع : كنت هموت وراها ، اتوجعت واتكسرت ولما هى ماتت كل حاجة حلوة ماتت معاها بس فجأة بدأت كل حاجة ترجع كويسة الدنيا بقت حلوة ، عشان قابلتك يا أدهم
أدهم بابتسامه : انتِ كل حياتى اصلاً
(. جابت رهف البوم صور موجود فى نفس الاوضة .)
رهف بتديله الالبوم : ده البوم صورنا من يوم ما اتولدنا
أدهم بيتفرج : انتوا كنتوا توأم
رهف : آه
(. فضل ادهم يتفرج على الصور ورهف متابعه انطباعاته ولاحظت ان ادهم بيتعامل عادى ، جابت البوم صور تانى بس وهما كبار .)
رهف : ده اخر مرة اتقابلنا فيها قبل الحادثة بـ يوم
أدهم : اهاا
رهف : كان قلبها حاسس انها اخر مرة هنشوف فيها بعض ، جت لـ بابا وطلبت منه نخرج كلنا سوا يعني بابا وماما وانا وهى وكمان طلبت ان رامى يجي معانا رغم انها مكنتش قريبه من رامى ، خرجنا واتغدينا سوا وبعدها خرجنا انا وهى بس فضلنا مع بعض لحد بالليل ، اتفسحنا اوى وحكيتلى على حاجات كتير مفرحاها واتصورنا الصور دى
أدهم : حلو اوى انها تبقى حاسة ان النهايه قربت وتسيب حبيبها وتجى تقضي معاكوا اليوم ده ، بس عارفه انتوا نسخه من بعض محدش يقدر يفرقكوا عن بعض
رهف : فعلاً ، ماما بس هى اللى كانت بتعرف تفرقنا (بتشاور) دى انا ودى رحمه
أدهم بيبصلها : رحمة مين !!
رهف : رحمة اختى اللى حكيتلك عنها
أدهم : انتِ رحمه
رهف : لا انا رهف ، رحمه ماتت
أدهم : رحمة مامتتش ، انتِ رحمه
رهف : انا اسمى رهف ، واختى اسمها رحمه ، ورحمه هى اللى ماتت
(. أدهم عينه مبرقة وفيها لمعة ووشه احمر .)
رهف : دى رحمة يا أدهم اللى ماتت بين ايديك
أدهم : رحمة مامتتش
رهف : رحمة ماتت من سنتين يا أدهم ، رحمة حبيبتك ماتت
أدهم (بيمسكها من كتفها) : انتِ رحمة انتِ حبيبتى
رهف بدموع : لا يا أدهم انا مش رحمه انا مش حبيبتك ، رحمه ماتت وانا رهف اختها
أدهم : ازاى ، مش احنا بنحب بعض ، احنا مع بعض بقالنا سنين ، ردى يا رحمه
رهف بدموع ساخنه : لا انت كنت فاكرنى رحمه بس رحمه ماتت ، رحمه مش موجوده
أدهم : متقوليش كده ، اسكتى
رهف : مش هسكت ، رحمة ماتت وانا مش رحمه
أدهم : حبيبتى انتِ بتعملى كده عشان تتأكدى من حبى ليكي صح
رهف : انا مش رحمه
أدهم : انتِ كدابه
رهف : دى بطاقتى ودى بطاقتها ودى شهادة وفاتها
(. ساب أدهم كتف رهف وخد من ايدها البطاقتين وشهادة الوفاه اول ما شاف اسم رحمة فى شهادة الوفاه عيونه وسعت ووقعت الحاجات من ايده ومسك دماغه وعيونه برقت اكتر ودموعه نزلت رغم ان ملامحه جمدت وحس الدنيا بتلف بيه وبدأ يفتكر حاجات قديمة منها لحظة موت رحمة ادامه ، ورهف واقفة ومش قادرة تقرب منه وعماله تعيط ، بدأت الذكريات تتزاحم على دماغ أدهم وكأن كل ذكرى عايزه ادهم يفتكرها الاول لدرجة انه مبقاش قادر يستحملها ، فـ خبط دماغه فى الدولاب الموجود فى الاوضة وهو بيردد "كفاية كفاية" .)
(. اتصلت رهف بـ محسن وقالتله ان ادهم انهار تماماً ، كان محسن ورهف اتفقوا ان رهف تاخد ادهم عند مدفن رحمة بس هى فكرت فى الفكرة دى عشان تدرجهاله مش تصدمه مره واحده وطلبت من باباها انها تجيب أدهم هنا وهو وافق ، كان محسن ودكتور وممرضين من مصحه نفسيه كانوا مستنين تحت بيت رهف وكانوا مستنين اتصالها ، اول ما رهف كلمتهم طلعوا بسرعه وكانت حالة أدهم سيئه جداً انهيار عصبي وجرح فى دماغه وبعد ما خرجوا انهارت رهف من العياط .)
*_____________________________________________**__ _________________________*
فى المصحة النفسية ...
(. وصل أدهم وهو فى حالة صعبه جداً ، عالجوا الجرح وكان جرح سطحى وخد أدهم حقنة مهدأة ونام حوالى ساعة وبعدين فاق ومرضاش يتكلم مع حد ومنع الدكتور عنه الزياره مؤقتاً ، فاق أدهم وبدأ يفتكر ذكريات كتير وافتكر يوم الحادثة .)
flash back
(. رحمة قاعدة جنب أدهم فى عربيته ، أدهم ماسك ايد رحمة .)
رحمة : بالراحة يا حبيبي بقي
أدهم : انا بحب اتجنن معاكى زى ما اتجننت بيكي
رحمة : طيب احنا رايحين فين كده ، انت خارج بره القاهره
أدهم : هـ اخدك آخر الدنيا
رحمة : ايه آخر الدنيا دى هتموتنى ولا ايه
أدهم : هههه يا هبله اموتك ايه ، ده انتِ روحى حد يموت روحه
رحمة : انا بحبك اوى يا روحى
أدهم : انتِ روحى وقلبي وحياتى كلها ، انا مقدرش اعيش من غيرك ثانية واحدة
رحمة : وهى مين دى اصلاً اللى هتسيبك تعيش من غيرها ، على قلبك يا حبيبي دنيا واخره
أدهم : انا مبسوط خالص انك كبرتى اخيراً وهقدر اخطبك
رحمة : انا هقول لـ بابا اخر الاسبوع ان شاء الله وهحددلك معاه معاد
أدهم : أنا اصلاً مش مصدق نفسى
رحمة : مبسوط يا روحى ؟
أدهم : طول مانتِ جنبى انا اسعد واحد فى الدنيا
رحمة : بس انا عيزاك تبقي سعيد سواء معايا او مع غيرى
أدهم : هو انتِ يعني هتسبيني لغيرك ؟
رحمة : مش قصدى يا حبيبي ، بس انا مش عيزاك تعلق سعادتك بيا
أدهم : ليه !! ناوية تسبيني
رحمة : لا طبعاً ، بس الاعمار مش مضمونه
أدهم : انا معاكى دنيا واخره
رحمة : انا بحبك اوى
أدهم(بيبوس ايدها) : وانا بعشــ...........
(. وقبل ما أدهم يكمل الكلمه كانت عربية تانية قطعت الطريق فجأة وخبطت عربية أدهم من ناحية رحمة وفقد ادهم سيطرته على عربيته وانحرفت عن الطريق واتقلبت ، كان أدهم فى وعيه وشاف العربية وهى بتخبط رحمة حاول يحميها او يلحقها بس مقدرش وكان بيصرخ "رحمة ، حبيبتى" ، ولما العربيه اتقلبت واستقرت كانت الناس اتلموا وحاولوا يخرجوهم من العربيه ، آدهم كان فى وعيه ومكنش قادر يقف على رجله من شدة الالم وكان ماسك نفسه من فقدان الوعى بالعافيه ، كانت دماغه بتنزف وجروح فى وشه وجسمه مليان كدمات وجروح الا انه تجاهل كل ده وراح لـ رحمه اللى كانوا الناس خرجوها من العربية ، رفع أدهم دماغها
على دراعه وحاول يفوقها بدموعه الساخنه "رحمه حبيبتى ردى عليا يالا قومى يا حبيبتي -بزعيق- رحمة يا رحمة" ، رحمة مبتردش وأدهم فاهم انها فقدت الوعى لانها اتخبطت جامد ، أدهم حضنها وفضل يصرخ بـ اسمها وحس بنفسها فـ اتأكد انها لسه عايشه رجعها تانى على دراعه فتحت رحمه عيونها بصعوبة ، قرب أدهم منها مش مستوعب حجم الجراح اللى فى رحمة بص فى عيونها اوى ورحمه بصتله وكأنها كانت بتكلمه بعيونها ، قالوا لـ بعض كلام كتير اوى بس بعينهم ، مسكت رحمه ايد أدهم وهى بتقاوم المها وشدت عليها بحنيتها المعهوده وغمضت عيونها تانى بس المرة دى بلا رجعة ، أدهم مكنش مستوعب عيونه وسعت اوى من الصدمه سكت شوية وبعدين كلمها "رحمة فتحى تانى استحملى شوية الاسعاف جاى ، فتحى يالا يا حبيبتى فتحى عشان تبقي كويسه ونتجوز -بدموع- مش احنا هنتجوز ولا انتِ بقي مش عيزانى ،-بيحضنها- رحمة عشان خاطرى ردى عليا فتحى بس وانا هعرف انك سمعانى -دموع بحرقة- قولي انك سمعانى يا رحمة" ، مقدرش ادهم يقاوم المه الجسدى اكتر من كده ومقدرش مخه يستوعب الصدمه اكتر من كده فـ اغمى عليه وهو حاضن رحمة
جت الاسعاف ولقيوا ان رحمة لسه فيها روح وخدوا أدهم ورحمة لـ المستشفى وكانت رحمة فارقت الحياة فى طريقها للمستشفى اما أدهم فـ كان فاقد الوعى بس كان بيردد جملة واحدة "حبيبتى متسبينيش" .)
(. راح أدهم فى غيبوبة لمدة اربع ايام ولما فاق دخل عليه اهله عشان يشوفوه ويطمنوا عليه ، كان أدهم نايم على ضهره وباين عليه الارهاق والتعب، اول ما دخلوا لقيوه بيتكلم بصعوبه شديدة كان بيقول "مش قولتلك اننا هنبقي كويسين اديكي انتِ اهو اللى جاية تشوفيني" ، سكت شوية وقال "لا انا هقابل باباكى زى ماتفقنا حتى لو روحتله بزحف" سكت تانى وبعدين قال "بحبك اوى ربنا ما يحرمنى منك" ، بص ذكرى ووصال ومحسن لـ بعض بـ استغراب .)
محسن : حمدالله على السلامة يا أدهم
أدهم : الله يسلمك يا بابا
وصال بتروح عنده : حبيبى انا كنت هموت من القلق عليك
أدهم : متقلقيش يا ماما كلها شوية جروح وكدمات بس ضهري هو اللى واجعنى اوى ، انتوا مش هتسلموا على رحمة دى كانت هتروح مني
ذكرى : نسلم عليها !!
أدهم : ايوة انتوا مش شايفين الجروح اللى فيها (وبيشاور)
(. استوعب محسن ان فى حاجة مش طبيعيه وعالج الموقف سريعاً .)
محسن : حمدالله على سلامتك يا رحمه يا بنتى ، هنسيبكم شوية ، يالا
__**__**__**__
(. فاق أدهم من ذكرياته وهو متخيل وش رحمة قدامه يووم الحادثة ودموعه بتنزل منه ، افتكر ان فعلاً مكنش فى حد قدامه وانه كان بيكلم نفسه ، افتكر يوم ما قرر يقنع اهله انه مصدقهم فى موضوع ان رحمه فى خياله بس ولكنه اقنع نفسه ان رحمة حبيبته سافرت وهتجى تانى .)
*_____________________________________________**__ _________________________*

جنون عاشق .. للكاتبة المتميزة ... الاء الشريفيWhere stories live. Discover now