مرة أخيرة...

3.2K 221 37
                                    

أبطال هذا الجزء : مارسل- سارا.

==============================

#في غرفة العناية المركزة :

#سارا :

هذه أول مرة...

أنا أحدثه منذ عشر دقائق، و هو لم يومئ حتى... هذا غريب، هو في العادة يتحدث معي قليلاً، أو الأقل يفتح عينه قليلاً لينظر إلي... و إن لم يستطع، فإنه يومئ لي...

و لكن أي من هذا لم يحدث اليوم... إنه ساكن تماماً لا يتحرك...

حتى أنني لا أستطيع تحديد ما إذا كان نائماً أم مستيقظ...

حركة صدره البطيئة و صوت الجهاز شبه المنتظم هما الدليل الوحيد على حياته...

آلمني قلبي، حالة مارسل هذه لا تدل إلا على شيء واحد...

لقد اقترب وقت رحيله...

طوال الأيام الماضية كنت أحاول قدر المستطاع أن أدفع هذه الفكرة من رأسي، و لكن المنظر أمامي الآن لا يساعدني على إقناع نفسي أنه سيشفى و سيعود لي و سنعيش حياتنا سوياً...

ظللت ممسكة بيده بإحدى يداي، و أمسح على ذراعه برفق بيدي الأخرى... شيء ما يخبرني أنني لو بقيت أفعل هذا، ربما سيستيقظ و يتكلم معي و لو قليلاً...

و كما لو أن القدر يسخر مني، تحرك مارسل أخيراً، و لكن ليس كما أردت...

قبضة يده اشتدت حول يدي، عضلاته تصلبت، بدأ جسده كله بالاحمرار... و أخيراً بدأ مارسل يصدر أنيناً يدل على الألم... شدة الألم!!

سارا : مارسل؟ هل تسمعني؟

قلت و أنا أكاد أجن... و لكنه لم يستجب...

أخذت حالته تسوء و أنا لا أعرف ماذا أفعل...

كان بين أنّاته المتقطعة أنفاس بالكاد تدخل إلى رئتيه...

قمت بسرعة و أخبرت الممرضة الواقفة على الباب لتخبر الطبيب ثم عدت إليه بسرعة لأجده بنفس الحال...

أمسكت بيده و بدأت أمسح عليها برفق في محاولة يائسة لتهدئته...

سارا : مارسل!

أخذت أنادي اسمه لعله ينظر إلى...

مددت يدي و وضعتها على وجهه و بدأت أمسح بإبهامي على خده...

سارا : مارسل استمع إلي! ستكون بخير، سيأتي الطبيب الآن و ستكون بخير!

أخبرته... لا، أخبرت نفسي، أحاول أن أقنع نفسي أن هذه حالة مؤقتة لا أكثر و أنه سيكون بخير...

و لكنني أعلم بداخلي معنى ما يحدث الآن جيداً...

فجأة هدأ مارسل، تماماً...

صوت الجهاز الذي يراقب دقات قلبه تباطأ... حركة صدره أصبحت شبه معدومة...

وقع قلبي في قدمي و لكنه صوت نبضه كان يعلو في أذني...

الجانب المظلم لقلب جميلWhere stories live. Discover now