كل مَن بقي لي...

4.4K 248 30
                                    

أبطال الجزء : هاري- مارسل- سارا- زين- لوي.

=============================

#هاري :

مرّت عدة ساعات منذ خروجنا من المدينة... لا أعلم كم بقي لنا و لا أعلم إلى أين نحن متجهون... كل ما أعلمه أنني لا أعلم كيف سأقابل أخي بعد كل ما سمعته!

كيف سأستطيع النظر إلى وجهه و التحدث إليه و هو السبب في ضياعي لستِّ سنوات و هو السبب في موت أمي و أبي...

و لكنه كل من بقي لي من عائلتي، هو توأمي... و هو أيضاً على وشك الذهاب إلى الأبد...

أنا حقاً لا أعلم بماذا أفكر... بماذا أشعر... أو ماذا أفعل!!

هل أسامحه كما يريد هو؟ و لكن كيف؟! لو أن ما فعله بي كان من غير قصد أو حتى لسبب مقنع...

لا... ليس هناك سبب مقنع لما فعله لي... أنا لم أفعل له شيئاً سيئاً أبداً... أبداً!!

كل ما فعله كان بسبب كرهه لي الناتج من غيرته... و لكن ما ذنبي أنا؟! ما ذنبي فيما فعله الناس له؟! ما ذنبي أن لارا رفضته؟! لست أنا من أجبرتهم على هذا...

زين يقول أنه نادم و لكن الندم لن ينفع... الندم لن يغير أي شيء من الماضي... لأنه حدث و انتهى...

و لكن هذا أيضاً سبب يقودني للعفو عنه... ما حدث قد حدث و ليس بيدي شيء أفعله... غضبي منه و عليه لن يغير شيء... بل إنه قد يجعل الأمور أسوأ...

نعم... ما حدث قد حدث و لا نستطيع تغييره... و لكن ما حدث ترك جرحاً كبيراً مؤلم كالإحتراق كاملاً من النار بداخلي لا أظن أنه سيشفى بسرعة... و لا أظن أني سأنساه يوماً ما لأنه سيترك أثراً واضحاً بعد ذهابه و لن يزول هذا الأثر مهما طال الزمان...

يا الهي ماذا علي أن أفعل؟ أنا لا أريد أن يذهب أخي عني و هو يعلم أنني لم أسامحه... و لكنني لا أستطيع مغفرة ما فعله أو حتى نسيانه... فما فعله ليس بالشيء القليل أو التافه... لقد دمرني للأبد... و ها هو الآن يرحل و سيتركني وحدي و كأنني لم أكن وحيداً كفاية...

أنا أشعر أنني انقسمت إلى نصفين...

جزء مني لا يستطيع الانتظار حتى أجتمع مع أخي مرة أخرى... كنت أعد الدقائق... لا بل الثواني... لم أترك لافتة على الطريق لم أقرأها!! كلما تقدمنا كلما ازداد حماسي و لهفتي لأرى أخي مجدداً...

أما الجزء الآخر... لا يريد أن نمشي خطوة أخرى... يريد من الوقت أن يتوقف... يتمنى لو أنني أموت فجأة قبل أن نصل... كلما اقتربنا كلما ازداد الضيق و الغم في صدري... تمنيت لو أنني أستطيع فتح باب السيارة و القفز خارجها...

كدت أجن!! حاولت أن أنام قليلاً حتى أنسى هذا الأمر... اغمضت عيني و لكن لم أستطع أن أتوقف عن التفكير...

حاولت أن أنشغل مع زين و لوي اللذان لم يتوقفا عن الشجار كالأطفال منذ أن بدأت الرحلة... و لكنني لم أتحمل... فعقلي مشغول بصراعهِ مع نفسه و لا أستطيع أن اتحمل أي شيء آخر الآن...

الجانب المظلم لقلب جميلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن