الصَفّحَةْ الرَابِعَةْ.

94 9 1
                                    


عَلَّمتني تلك المسافة التي بيننا أن أحترم كل ثانية بِصُحبته، و أن أستمع إلى قهقهته بإنتباه و إهتمام حتى تتغلغل بأُذناي، و أن أكتفي بالنظر إليه حتى تظل ملامحه محفورة بذهني، و أن أعيش كُل لحظة و كأنها الأخيرة و ألّا أهتم بأي شيء آخر سوى سعادتنا بالتو و اللحظة.

المسافة للأقوياء، فهي تستوجِب مَن يحتمل نيران الاشتياق و الوَحشة، و لكن بالرغم من ذلك، فمَا مِن وَحشةٍ أبدًا لطالما هو ساكن هنا بقلبي.

تمنيت أن تُمحى هذه الحدود بلحظات و نجتمع يوميًا و بكُل لحظة، هو من جعلني أدرك قيمة الحياة و أرى بها الكثير من الأشياء التي كنت أفتقدها بالفترة الأخيرة.

عندما تحادثنا للمرة الأولى لم يخطُر ببالي أن أقع له أو حتى يُصبح ركُنًا مُهمًا بحياتي أو حتى صديق .. لم أعرف أبدًا بأنه سيعني العالم أجمعه لي..

بتلك اللحظة التي لم أستطع الهرب من فكرة وقوعي له، عَلِمت بأن أولئك السابقين ليسوا سوى كلمات بالهامش بفصول حياتي، بينما هو يستحوز على صفحاتٍ...


بِثنايا عقلي (الجزء الثاني: بِدءًا مِن الغسَق حتى بزوغَ الشمسُ)Where stories live. Discover now