الصَّفّحَةْ الأوُلَى.

214 14 4
                                    


لا أعرف شيئًا سوى أنه صار أهم جزء بحياتي -إن لم يكُن حياتي بأكملها من الأساس- و أراه بكُل شيء حولي.

إبتسامته تُعانق تفكيري و تُدفّئُه، أذكُر بريق عينيه البُندقيتين، و خصلات شعره الأسود الطويل عندما يعبث بها الريح..

بِقُربه تحلو نظرتي للحياة و لكُل شيء آخر و أشعر بأنني أسعد فتاة بالوجود فهو قادر بكلمة صغيرة أن يُحسِّن مزاجي.

عندما ينظر لي أشعر بأنه يُحدِّق لِروحي مُباشرةً؛ أحترق من الخجل إثر نظراته الثاقبة لكن دعوني أخبركم بأنه من أروع المشاعر التي قد يحسُها المرء يومًا، فأنا مُدركة بأن الأعيُن لا تكذب أبدًا؛ لذا أنا على يقين بأنه سيبقى دائمًا بجانبي و عيناه تُخبراني ذلك.

عندما أنظر إليه أشعر عندها بأنني بالقُرب من تُحفة فنية أو متحف كامل من التماثيل العتيقة أو مُتسمرة أمام لوحة لِڤان جوخ..أو حتى أُحدِّق بِبحر إسكندرية وقت الغروب.

يُشعرني بأنني بمكاني الصحيح و بموطني الذي لطالما كُنت أبحث عنه. أحب طريقته المُتفرِّدة بِفعل كُل شيء، فأنا لم أُقابل مِثله قط.

لم أشعر مُسبقًا بذلك الدافع الغريب للبقاء طوال حياتي و إكمالها مع شخصٍ ما، لم أشعر بذلك الدافع الذي يحثني على الإستمرار بالمُضي قُدُمًا معه و بالمُجازفة و المُحاربة لأجل إبتسامته و لأشعر بأنه حقًا سعيد.

هو يعني لي الكثير حقًا، يعني لي كُل شيء؛ فأنا أراه بالبحر و النيل و الشجر و السماء، لا أعرف سوى أنني حقًا أعشقه، أجمل لحظاتي عشتها معه.


بباديء الأمر كان مُجرد شخصًا آخر، كنت مُتيقنة أنني سأمِّل منه لأنني بتلك الفترة لم أكن أخطط لتكوين صداقات أو علاقات من هذا القبيل؛ كنت قد تأقلمت على مشاعري و ظروفي بهذه الفترة و لكن عندما تقرَّبت منه بطريقة ما لم أدرك بأنه سيكون بهذا القرب و بهذه الأهمية و بمثابة الناس أجمعين لي.

لم أكن أعرف بأنه الشخص الصحيح إلا عندما وجدت نفسي أتحسن و أتغير للأفضل، غيَّرَ نظرتي للحياة و لأشياء عديدة و جعلني أرى الحياة بسيطة بالرغم من أي مصاعب.

منذ اللحظة الأولى و الظروف ضدنا، المسافة بيننا ساحقة، و لكنه الأقرب لقلبي من أي مخلوق آخر..أشعر به بداخلي و بصُحبتي.

ربما هو لا يعرف مدى عشقي و هوسي بخط يده، أو بإبتسامته البلهاء أو بنظرته للنيل.

ربما أيضًا هو لا يعرف أنني أعشقه أضعاف حبه لي، دائمًا يتساءل عن سبب ضحكاتي المُفاجئة و أنا أخبره بأنه ليس من اللازم أن يكون هنالك سببًا لأضحك، لكنه يجهل بأنه هو السبب و أنني كنت أكذب عليه طوال هذه المدة.

لمجرد أنه يجلس بجانبي و يتنفس الهواء ذاته أشعر أنني بالنعيم و أشعر بالإكتفاء كذلك..عندها لا أهتم لأي شيء سوى أن نبقى كذلك.

و أخيرًا و ليس بآخرٍ، أتمنى ألّا نتفرَّق مهما إشتدت الظروف و إجتهدت لتُفرِّقُنا، أنا على يقين بأننا إجتمعنا سويًا عن طريق الصدفة لسبب ربما لن نعلمه بوقتٍ قريب، و لكن ما أعلمه أحق العِلم بأن حُبُّك تملَّك مني.


'يا أحلى عيون شافتني..هزَّت السكون بِقلبي'

بِثنايا عقلي (الجزء الثاني: بِدءًا مِن الغسَق حتى بزوغَ الشمسُ)Onde histórias criam vida. Descubra agora