إلتف لوالده بسرعة وهو يجيبه بضيق :" لكن أبي نحن إتفقنا على فعل هذا بالفعل ! "
إقترب منه بينما يجيب :" لم نفعل ! أنت كُنت تخطط وحدك و أنا فقط طلبت منك أن لا تفعل أتذكر ؟ "
عبس الصغير وهو يجيبه بتجهم :" ألا ترى معي أنك تتصرف بطريقة لئيمة ؟! هذه إحدى حقوقي ! "
بعثر خُصلاته الشقراء بهدوء ليحمل صغيره العابس لغرفته وهو ينطق :" لا ! لكن التصرف اللئيم هو أن تكون أنت من بدأ بالتهجم عليها ! ولو أن العكس هو ما حدث لكان الأمر مُختلف ربما ؟! "
أنهى عبارته بإبتسامة هادئة لينظر له صغيره بسرعة قبل أن ينطق بشقاوة :" أي كُل ما علي فعله هو إنتظارها حتى تُخطأ بمعاملتها لي صحيح ؟ وحينها أنت لن تغضب ؟ "
أنهى عبارته بتساؤل ليضحك آيكو بخفة وهو يجيبه :" تماماً ! "
صمت قليلاً و هو يضع صغيره على فراشه ويجلس بجواره وقد صمت الصغير بسبب تلك الملامح الجادة على وجه والده , ثوان ونطق آيكو بشيء من الإنزعاج :" هوشي أخبرني إن .. "
لم يستطع أن يكمل كلماته لينهض فحسب بينما يتحدث بهدوء :" إنسى الأمر ! هيا بدل ثيابك و حاول إنجاز فروضك قبل موعد الغداء "
رمش الصغير بشيء من الحيرة فماذا أراد والده ؟ أهو مُنزعج ؟ غاضب ؟ هل يتألم ؟ وهذا فقط جعله يقلق بشدة فهل هو مريض ويضغط على نفسه مُجدداً ؟ بالطبع لن يسمح لنفسه بإزعاجه أكثر إذاً !
لذا هو ببساطة فقط بدل ثيابه بسرعة ثُم جلس ليقوم بفروضه بما في ذلك الفرض الذي أمره مُعلمه بكتابه و بطريقة ما و أثناء إنجازه هو وجد نفسه يخطط لبعض المقالب على صفحات الدفتر بعضها لمُعلمه و البعض الآخر لزوجة والده ! .
******
خطواته الصغيرة كانت مليئة بالضيق و هو يفكر بذلك الفرض الذي طُلب منه , العبوس كان يُزين ملامحه الطفولية بينما عكست عيناه الزُمردية مدى الضيق الذي ينتابه حقاً و كأن الأمر حبل نجاته لا مجرد فرض مدرسي و ربما لو توأمه مكانه لسخر من الأمر و أخبره أن يعيش حياته التي يحرم نفسه منها , وهذا التفكير جعل ملامحه تزداد تهجماً وضيقاً بينما يتمتم :" هذا لإنه مجرد مغفل لا يهتم بدراسته ! "
توقف قليلاً عن السير مُفكراً أنه من تخيل شقيقه وردة فعله إذاَ لما شتمه أيضاً ؟ و فقط كيف تحول تفكيره له ؟ الواقع دائماً ما يقوده تفكيره لشقيقه و ما يفعله الآن أو لو كان بمكانه ماذا كان ليفعل و كأنها عادة تُسليه و تملئ عليه أوقات فراغه و وحدته .
تنهد مُكملاً طريقه وهو ينطق بهمس :" لقد إشتقت إليه بالفعل ! و لأبي أيضاً "
![](https://img.wattpad.com/cover/104005817-288-k465078.jpg)
أنت تقرأ
~ أغلال طبقية ~
Adventureتمارس الحياة في بعض الأحيان ألاعيب غريبة .. هذه الألاعيب قد تؤذي البعض بينما تساعد على ارتقاء البعض الآخر .. قد ترسم ابتسامة جميلة على وجه البعض ..بينما تجرح آخرين بجروح لايمكن لأي إنسان أن يمحيها .. جروح تستقر بالقلب .. لتحمله طوال طريق حياته آلام...
الفصل الثالث و العشرين
ابدأ من البداية