الفصل الثالث و العشرين

ابدأ من البداية
                                    

إلتف لوالده بسرعة وهو يجيبه بضيق :" لكن أبي نحن إتفقنا على فعل هذا بالفعل ! "

إقترب منه بينما يجيب :" لم نفعل ! أنت كُنت تخطط وحدك و أنا فقط طلبت منك أن لا تفعل أتذكر ؟ "

عبس الصغير وهو يجيبه بتجهم :" ألا ترى معي أنك تتصرف بطريقة لئيمة ؟! هذه إحدى حقوقي ! "

بعثر خُصلاته الشقراء بهدوء ليحمل صغيره العابس لغرفته وهو ينطق :" لا ! لكن التصرف اللئيم هو أن تكون أنت من بدأ بالتهجم عليها ! ولو أن العكس هو ما حدث لكان الأمر مُختلف ربما ؟! "

أنهى عبارته بإبتسامة هادئة لينظر له صغيره بسرعة قبل أن ينطق بشقاوة :" أي كُل ما علي فعله هو إنتظارها حتى تُخطأ بمعاملتها لي صحيح ؟ وحينها أنت لن تغضب ؟ "

أنهى عبارته بتساؤل ليضحك آيكو بخفة وهو يجيبه :" تماماً ! "

صمت قليلاً و هو يضع صغيره على فراشه ويجلس بجواره وقد صمت الصغير بسبب تلك الملامح الجادة على وجه والده , ثوان ونطق آيكو بشيء من الإنزعاج :" هوشي أخبرني إن .. "

لم يستطع أن يكمل كلماته لينهض فحسب بينما يتحدث بهدوء :" إنسى الأمر ! هيا بدل ثيابك و حاول إنجاز فروضك قبل موعد الغداء "

رمش الصغير بشيء من الحيرة فماذا أراد والده ؟ أهو مُنزعج ؟ غاضب ؟ هل يتألم ؟ وهذا فقط جعله يقلق بشدة فهل هو مريض ويضغط على نفسه مُجدداً ؟ بالطبع لن يسمح لنفسه بإزعاجه أكثر إذاً !

لذا هو ببساطة فقط بدل ثيابه بسرعة ثُم جلس ليقوم بفروضه بما في ذلك الفرض الذي أمره مُعلمه بكتابه و بطريقة ما و أثناء إنجازه هو وجد نفسه يخطط لبعض المقالب على صفحات الدفتر بعضها لمُعلمه و البعض الآخر لزوجة والده ! .

******

خطواته الصغيرة كانت مليئة بالضيق و هو يفكر بذلك الفرض الذي طُلب منه , العبوس كان يُزين ملامحه الطفولية بينما عكست عيناه الزُمردية مدى الضيق الذي ينتابه حقاً و كأن الأمر حبل نجاته لا مجرد فرض مدرسي و ربما لو توأمه مكانه لسخر من الأمر و أخبره أن يعيش حياته التي يحرم نفسه منها , وهذا التفكير جعل ملامحه تزداد تهجماً وضيقاً بينما يتمتم :" هذا لإنه مجرد مغفل لا يهتم بدراسته ! "

توقف قليلاً عن السير مُفكراً أنه من تخيل شقيقه وردة فعله إذاَ لما شتمه أيضاً ؟ و فقط كيف تحول تفكيره له ؟ الواقع دائماً ما يقوده تفكيره لشقيقه و ما يفعله الآن أو لو كان بمكانه ماذا كان ليفعل و كأنها عادة تُسليه و تملئ عليه أوقات فراغه و وحدته .

تنهد مُكملاً طريقه وهو ينطق بهمس :" لقد إشتقت إليه بالفعل ! و لأبي أيضاً "

~ أغلال طبقية ~حيث تعيش القصص. اكتشف الآن