{ الفَصْلُ الرابِعْ-صُورَة }

ابدأ من البداية
                                    

" تفضل سيدي "
النادل بوَجهٍ بشوشٍ حامِلاً بيدهِ دَفترُ مُلاحظاتٍ صَغير وقلم

" كوبين من القهوة الفرنسية لو سمحت "

" في الحال سيدي "
اومئ النادِلُ مُنحنياً بأحترامٍ مُغادِراً بعدما سَجلَ طَلبَ جيمين. اعادَ نَظرهُ اليها مُبتسماً لِتبادلهُ كارا ذلك

" لا اصدق أن شابةً بمقتبلِ العُمر تَكتُب روايةً كَهذه، كِتابُكِ هذا من الكُتبِ المُحببة لِقلبي "
اخرج كتابها من الجيب الامامي لحقيبتهِ الجلدية.

" في الحقيقة انا من علي طلب توقيعكِ! لَقد كنتُ جاهلِاً مَوهبتكِ العظيمة لكني الان على اطلاعٍ بها، لذا لو سمحتِ قومي بالتوقيعِ لي لأضمه الى صَفِ كُتبي المُفضلة "
قال ذلك مُعطياً إياها كتابها مُرفِقاً اياه بقلمٍ اسود، هي لم تكن تصدق ما يقوله، أكاتِبُها المفضل قال ذلك الآن؟ بأبتسامةٍ بَلهاء هي اخذت الكِتابَ منه لتفتحَ غلافه ببطءٍ محاولة استيعاب ما يجري، امسكت بالقلمِ لِتَخُطَ توقعيها على الورقةِ الاولى من مُقدمةِ الرواية.

" النهاية المأساوية التي وَضعتها هي ما شَكلت لكِ نَقداً بسيطاً، كانَ مِن المُفترض ان تتركي النهايةَ مَفتوحةُ للقراء "
قال مائِلاً بجسدهِ على الطاولة من خلال وضع كِلا ذراعيه عليها مُراقبا ما تكتبه

" أتقصد أن اجعل القارئ يُحدد النهاية بنفسه؟ لماذا؟ "
رفعت ناظِرُها ثوانٍ اليه وعادت تنظر الى داخل الكتاب

" لأن موضوعها له دخل بالامور الدينية لذا كان من المفترض ان تبقى النهاية مَفتوحة يُحددها القارئ بنفسه "

" وهل تجد ذلك خَللاً كبيراً؟ "
تساءلت مُعطية اياهُ الكتاب

" لم يكن خللاً كبيراً جداً لكن ..!"
التفت بذهولٍ بعدما اخذ منها الكتاب الى شابٍ ما وضعَ يَدَهُ على كتفهِ مُتَمَسِكاً بِهِ بقوةٍ.

" مستحيل! بارك جيمين! هل هذا انت بالفعل؟! "
بحماسٍ كبير قال ذلك الشاب فاتِحاً فاهه بذهولٍ وعينينِ مُتلألئتين كأنهما عينين لشابٍ قد خَرج تواً من عالم الرسوم المتحركة.

" اوه اجل انه انا "
جيمين مُتداركاً الوضع بقهقهٍ خفيفة راسِماً على شفاهَهُ ابتسامةً لطيفة، هو فَهِم أن هذا الشاب ليسَ سِوى مُعجب.

" انا ادعى كيم تايهيونغ! نادني بتاي! انا.. انا مِن اشد المُعجبينَ بكتاباتكَ سيدي! انت اسطورة! يجب على الدولةِ ان تُقيمَ لكَ تِمثالاً في البيت الازرق -اسم القصر الرئاسي في كوريا الجنوبية- يجب عليهم ذلك! انت فَخرُ الشعب! "
تايهيونغ بحماسٍ كبير مُشيراً الى نفسهِ ثم الى الشارع قاصِداً الدولةَ

ابن الشيطان || نبضحيث تعيش القصص. اكتشف الآن