{الفَصْلُ الثالِثْ-حَريق }

13.7K 1.1K 1.1K
                                    

الحادي عَشر مِن سِبتَمبِر - 10:15 مَساءاً :

سَماءٌ مُزَينةٌ بالنجومِ يَتَوَسَطُها القَمَرُ، جَو خَريفي مُصاحَبٌ برياحٍ خَريفية، الشَوارِعُ هادِئَةٌ عَدا بَعضِ الهَمهَماتِ التي تُسمَعُ مِن نَوافِذِ المنازلِ المُتَجاورة، أوراقُ الأشجارِ تُداعِبُ سَتائِرَ إحدى نَوافِذِ الغُرفةِ القابِعةُ في الطابِقِ العلوي لمنزلٍ بَسيط،  ضَوءٌ ذَهَبِي اللونِ باهِتُ الشِدةِ يَشِعُ مِن مِصباحٍ مَنضدي موضوعٌ بجانبِ سَريرٌ تَتربَعُ عليهِ ذات الشعر الطَويلِ الاشقر، انارةَ حاسوبها المَحمولِ تُقابِلُ وَجهها الجادُ فيما تَعمل غَيرَ مُنتَبِهةٍ لِذلِكَ الشابِ المَفتونِ بتفاصيلها مِن مُراقبتها كعادته حَيثُ غُرفتهُ المُطلةَ على خاصتها مِن المَنزلِ المُجاور، يَتَخفى خَلفَ سَتائِرُ غُرفَتِهِ مُراقِباً إياها خِلسَةً من خلال منظارهِ الصغير، يبتسم عندما تبتسم، يُقَطِبُ حاجبيهِ عندما تفعل هي، كانَ أولُ قارئين كُتُبها حتى قبل اخيها سيونغ هيون الذي تبناه والدها منذ صِغَره وأوَلُ مَن يَشتَري كُتبها واوَلُ مَن يُرسِلَ لَها باقاتِ وردٍ مَجهولةَ الهَويةِ مُرفَقَةٌ برسائلٍ تَشجيعية، هو كان كالمهووسِ بها.

هي كانت تائهةٌ في بَحرِ أفكارِها، واضِحٌ أنها تَجهَلُ  كَيفَ عَليها إكمالُ ذلِكَ المَشهد الذي تَقومُ بكتابته فقد كانت عَينيها تتجولانِ كَثيراً حولها، تَزِمُ شَفتيها، تُداعِبُ بَعضاً مِن خُصلاتِ شَعرها المُتدليةُ بإهمالٍ مِن باقي الخُصلاتِ التي إرتفعتَ عن شَقيقاتِها، تُحَرِكُ ساقها اليسرى بسرعةٍ لليمينِ واليسار دلالةً على توترها، تَضُمَ يديها الى صَدرها بين الحِينِ و الاخر قَبل ان تتسارعُ أنامِلُها النَحيفةَ مُتسابِقَةٍ على مفاتيح حاسوبها لتبدء بالكتابةِ مرةً أخرى قَبل أن تَمحو ما كتبتهُ لِعدمِ رِضاها على ما قد كُتِب، في النهايةِ رَمت بالوسادةِ التي تَسنُدَ ظَهرها من على سريرها الى الارض بأنزعاجٍ قائِلة 
" ديفيد ايها الاحمق! كيف سأجعَلُكَ تُخبِرُها بحقيقةِ مشاعرك؟! "

 ابتَسم مُعجبها بطريقةٍ لا اراديةٍ فورَ رؤيتهِ حَركتها وسماعهِ كلماتها لهدوءِ مُحيطهِ وتَركيزهِ معها، بِنَظرَهِ هي بَدت كغزالٍ صَغيرٍ غاضِب! 

" يااه ديفيد لما تَفَعلُ ذلكَ بها؟ "
هَمس بصوتٍ مُنخَفِض لِيأخُذَ حَبةَ فوشارٍ من الصَحنِ الموجودِ بجانبهِ مُدخلا اياها الى فَمه مُراقِباً كارا كمُراقَبتهِ لفِلم اكشن مُشوق.

فتحت رَبطةُ شعرها المَطاطيةَ لِتُطلِقَ العنانَ لَه بالانفرادِ على ظهرها بحريةٍ، ادخَلت يديها بين ثناياهُ واخَذت تُحَرِكَهُ بسرعةٍ كما لو إنها تُحاوِلُ تَنظيمَ أفكارِها 

" هيا كارا! اطلقي العنانَ للكاتبة التي تَعيشُ في ثنايا روحَكِ! هيا! انتِ لها! "
بحَزمٍ قالت ذلِكَ قبل أن تتوقف فجأةً عَن العَبث بشعرها عندما بَدت كما لو إنها تَستَلهِمُ افكاراً 

ابن الشيطان || نبضحيث تعيش القصص. اكتشف الآن