السادسَ عشر || نُدبة .

653 97 43
                                    

سحبها نحوه ، ثم التفت لمن أطلق النَّار عليها ..

كانت ماريَّا تحملُ سلاحاً بينما الدموع على وجنتيها .
ظهر بضع رجال شرطة من خلفها ليقيدوها ، ومنهم من أتى لتفحص المصابة .

حملها جونقكوك وركض مسرعاً للخارج نحو أحدى سيارات الاسعاف الَّتي أتت رفقة الشرطة .

****

كان يجلسُ أرضاً واضعاً رأسه على ركبتيه ، ينظر أمام غرفة العمليات .. ينتظر الطبيب ليأتي ويخبره أنَّها بخير .. أنه سيستطيع العيش معها مجدداً ، مع ابنتهما ..

دموعه تتسلل دون اذنه ... لم لم يقاومها وبقي يعانقها ، لكان هو بدلاً منها في تلك الغرفة ، وهذا ما تمناه .

أتى والداه وملامح القلق تغزو وجهيهما ،
تقدمت والدته نحوه لتعانقه ويعلو صوت شهقاته .. شعر والده بالحزن عليه ، وادرك كم تعني هي له ..

"هي ستبقى .. لأجلكما ، لأجل ابنتها .. أنا متأكد"
تحدَّث والده ، كلماته جعلته يتماسك قليلاً .. نظر لابنته ليحملها .

ابتسم لها بانكسار محدقاً بعيناها .
"عيناها .. كخاصة والدتها"
تمتم ، ليعانقها بقوة ..

تأخر الوقت ، والعملية مستمرة ، طلب من والديه المغادرة وفعلا بعدما ألحَّ عليهما .

"والطفلة ؟"
سألت والدته ، لينظر لابنته قائلاً :

"لا .. ستحضنها فور أن تستيقظ .. أريدها أن تبقى معي ، قريبان من والدتها"

****

انتهت عمليَّة فيرونيكا ، وكانت حالتها مستقرة ..

تقدَّم شوقا نحو غرفتها ، يتذكر آخر مرة تحدَّث بها إليها .. هي ساعدته ، اصيبت بسبب حمايتها لظهره حين كان يتسلل ..

اقترب منها ، كانت تنام بعمق ، نظر لإصابتها ..
ابتسم بحزن .. كان نفس المكان الَّذي أصيبت به فيرونا سابقاً .. قرَّب وجهه منها ، قبلَّ جبينها بهدوء ، ثم جلسَ ممسكاً يدها بكلتا يديه ، واضعاً رأسه على السرير .

****

خرج الطبيب منهكاً من غرفة العمليات ، تقدَّم نحوه جونقكوك بلهفة .

تنهدَ بعمق :
"كان لديها نزيفٌ داخليّ ، بالإضافة الى كسور بسيطة ، كانت من أصعب العمليات التي واجهتها ، لكن ... هي لديها دافع قويٌّ للعيش على ما يبدو .."

الجثة الخماسية - الجزء الثاني [مكتملة]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن