7

2.6K 34 0
                                    



ضحى يوم الجمعة ،، كانت سحر جالسة مع ابوها اللي بهالوقت كالعادة يتصفح الجريدة وفنجال القهوة العربية عالطاولة عنده.. اما هي معها كوب قهوة تركية وتفكر ودها تسأل ابوها عن السؤال اللي شاغل بالها ... وودها تشكي له فضاضة اخلاقه اللي لمستها منه فالتلفون ، وعند الشركة ، وأمس عند باب البيت ...
سحر : اقوووول ...!
ابوها وهو لابس نظارة القراءة ويقرا في مقال : اهمممم ..؟
سحر وهي تناظر بالقهوة الغامقة : انت عندك احد يشتغل اسمه وليد؟؟
رفع نظره لها باهتمام : وليد؟؟... إيه ليش السؤال ؟
سحر : لا مجرد فضووول... امس وانا راجعه مع بنات عمي شفته عند الباب يسأل عنك..
ابوها وهو شكله ناسي انه طالب وليد أمس يمر عليه .. والحين تذكر : أوووه وانا ابوك نسييييته راح من بالي !!... انا طالبه يجيني امس
سحر : شفته واقف ينتظر وسأل عنك قلت له اكيد نمت لأن الوقت تعدى وقت نومك..
ابو خالد : وعسى ما انتظر واجد ؟
سحر : مدري عنه يوم وصلت مبين عليه له فترة كان ينتظر... وأخلاقه زفت !!
استغرب من كلمتها وعاتبها : عيب وانا ابووك تتكلمين عن الرجال كذا..
بدت تفرغ حرتها : يبه منهو هالانسان اللي كل مرة اخلاقه واصله معه..
ابو خالد استغرب : كل مرة ؟؟... ليش انتي وين شفتيه ؟
ارتبكت : هااا... لا اقصد عن امس
ابو خالد : بالعكس وليد هذا ولد حلاااال تحطينه على يمناك.. واذا هو كان متنرفز امس فأنا بعذره لأني نسيته وخليته ينتظر...
سحر جتها الفرصة تسأل عن قصته : منهو وليد هذا طيب ؟؟ شكله غريب يبه يقول انه يعاااااني.. من متى وهو عندك ؟
ابو خالد : ماله كم اسبووع ..
سحر : ليش وش جابه عندك ؟؟
ابو خالد : الحاجة وانا ابوك... الولد يتيم ماله احد يبي يعين نفسه بنفسه .
سحر : ماله أهل ؟؟؟؟
ابو خالد : لا اللي اعرفه انه كان عند عمه والحين انفصل ويبي يشتغل... والظاهر ان الدنيا حرمته حتى دراسة سنعة ما درس.

انصدمممت من قلب.. هذيك العـزة اللي لمحتها تحت هيئة الذل اللي هو عليها .. معقولة يكون حتى دراسة ما نالها !!!
عورها قلبها وحبت تعرف عنها أكثر : وهو وش يشتغل الحين ؟؟ وشلون قادر يشتغل ؟
ابو خالد ابتسم وهو يتذكر جده وحرصه : لا ما شاء الله ... ذكـااء هالولد مو طبيعي ذكاءه بيغنيه عن الدراسة... تعلم اصول الشغل بسرعة انا ما توقعتها .. اهم شي انه يعرف القراءة والكتابة والباقي يتكفله الوقت يقدر يطور نفسه بنفسه..
سحر مبهورة : يبه كل هذا لاحظته عليه ؟؟؟
ابوها بابتسامة حنونة : ايه ابوك عنده نظرة ثاقبة ، نسيتي اني انا اللي اكتشفت مهارة ولد عمك محمد .. ووليد ان شالله بيتعلم أكثر مع الوقت وبتتغير ظروفه للأحسن... والولد صاااابر ويبي يتعلم ويتطور، شكله يبي يصير شي هالولد عيني عليه باردة.
سحر وحست ان ابوها مهتم كثير بوليد هذا : يبه شكلك مهتم فيه بزيادة..
ابوها ابتسم : صدقتي وانا ابوك.. مدري ليه الولد هذا دخل قلبي وحرك شي فيني ماااات من زمان.. ما ادري وش يجيني اذا طاحت عيني عليه.!
سحر : بس يبه انت متأكد من اخلاقه لأني أمس حسيت انه متعنفق ولا كأنه واحد بسيط يشتغل في أبسط وظيفة... يكلمني ولا كأني بنتك ..!!

ابوها ضحك عليها وما علق ..
وسحر كملت : يحترمني عالأقل... حسيته مو معطيني اهمية ..
ابوها وكمّل عليها : مين اللي يدفع له انا ولا انتي ههههههههههههههههههههه
انقهرت : يبببببببببببببببه !! لا بجد شكله يحترمك اما انا حاطني ورا ظهره..
ابوها : خلي عنك هالكلام اللي ماله فايدة.. الولد جدي في شغله يبي يطور من نفسه مهوب مثلك ماكله شاربه نايمة ..

رجعت لقهوتها وهي تفكر..لا وليـد هذا محصل اعجاب ابوي..بس ليش شكله مو طايقني ومو معطيني وجه!!
وشو ما يطيقك يا سحر وش هالكلام .. هو ما يعرفك ولا تعرفينه عشان يطيقك أو ما يطيقك ...

شافت ابوها يقووم عشان يتحمم ويتجهز لصلاة الجمعة ويحضر الخطبة كالعادة ..
ابوها : روحي صحي خالد عشان الصلاة ..
سحر وهي تقوم : ان شالله ..

طلعت فوق ودقت عليه غرفته ، شافته نااايم بعمق شكله مارجع امس الا متأخر أكيد شي أخره بالمستشفى ..
راحت له وهزته : خاااااالد ... خالد خالد
فتح عيونه ويوم شاف انها هي غمضها من جديد وعطاها ظهره ..
سحر : قوم أذنوا للصلاة ..
خالد باقتضاب : زين ..

طلعت وهي تتذكر اللي سوته مشاعل امس.. الله يستر لا يكون معصب ما تنسى النظرة اللي عطاها لها وهو داخل لمكتبه !!
ان شالله يكوووون نسى مافيني على محاضراته.. انا وش ذنبي اذا كانت مشاعل ما تسمع لكلامي..البنت عنيدة ومو راضية تسمع لأحد..

رجعت لتحــت وطلبت من الخدامة تسوي قهوة تركية ثانية ..وهي جالسة ترتشفها نزل عليها ابوها لابس ومتعطر يفوح منه ريحة العـود كالعادة..

وقف يعدل شماغه قدام المراية ونزل خالد هو الثاني متكشخ ومتعطر ومحلق ..راح لأبوه وحب راسه وصبح عليه من غير لا يلتفت لسحر ولا كأنها موجودة...
خالد : يبه خلنا نطلع بسيارتي .. انا بسبقك..
وفتح الباب وطلع وسحر طالعت في ابوها شافته ياخذ السجادة من الطاولة ويطلع .. وعلامات التعجب كثيرة تأشر فوق راسها ..


بعد الصلاة مباشرة ..
خالد وابوه في السيارة راجعين للفيلا القصر.. دق جوال ابو خالد وطلعه من جيبه ..
ابو خالد : هلا وليد هلا ولدي....... اعذرني وانا ابوك راح من بالي امس عسى ما انتظرت واجد بس... يابوي اليوم اجازة خل عنك الشغل........ ههههههه والله على راحتك تبي تجي تعااال للبيت وبعطيك الأوراق اللي تبيها... فمان الله ..


من جهة ثانية .. تركي وثامر بسيارة وحدة ..
نزل تركي الجوال والتفت لثامر : يلله نزلني عند بيتنا باخذ سيارتي وبروح له..
ثامر : انت من جدك بتشتغل بيوم الاجازة..!؟
تركي : خلني اشتغل لين بكرة ..يوم الاجازة مارح يفيدني لو جلست في البيت بجلس أرثي الحظ..
ثامر : كل ذا حمااس !!.. هذا هو قالك لا تتعب نفسك وتشتغل يوم الاجازة..روح لأهلك واجلس معهم من زمان عنهم .. رح لاختك اللي اكيد فاقدتك..
تركي باقتضاب ما يبي يفتح موضوع اهله قبل لا يرجع لهم منتصر : اختي عندها امي ..وبعدين اللي يسمعك يقول اني تاركهم..
ثامر : ما قلت تركتهم ..لكن شف نفسك حالتك صايرة حالة تصحى من فجر الله وما ترجع الا آخر الليل لا تشوفهم ولا يشوفونك.. يعني باختصار كأنك مسافر مو موجود..
تركي بضيق : ثامر قلت لك قفل السالفة.. انا لو بواجه ابوي بضعف وانا مابي اضعف
ثامر بجديــة وهو يناظر وجه تركي الصااد بعيد للشارع : انا متأكد ان نيتك ماهي فلوس وبس.. لأن مثل ما قلت لك انت عايش بعز يضاهيـهم حتى..
لف له تركي وابتسم بنعومة لأن ثامر فاهمه ، وقال ببطء واضح : صدقت انا نيتي الأولى والأخيرة من هذا كله مو فلوس... كل اللي ابيه يحسه هو احساس الخيــانة .. ابيه يحس باحساس خيانة الثقة ابيه يجرب هالشعوور.. انا يوم دخلت هاللعبة مابي فلوس لأني كرهتها عفتـها... انا اخطط يا ثامر عالخيانة بس انتظر الوقت يجي عشان اخون الثقة وأخليه يعيش نار تحرقه مثل ما ابوي ذاقها .. وطبعا ما امانع لو كانت الفلوس وسيلة لهالغاية.. عشان اخون الثقة لازم اوصل فوق أول ، وأتحول من اني مجرد موظف بسيط لشي اكبر.. ولو لقيت طريقة اسرع صدقني مارح أخليها مارح افلت أي فرصة من يدي..
ثامر ببطء وهدوء : تركي تعوذ من ابليس..
تركي طالعه بسخرية من نبرته المتوترة : ليه خايف ..
ثامر : لو قلت لي قصدك فلوس بعذرك ... لكن انت مستقصد من هذا كله توصل لمشاعر وعواطف انسان وتتلاعب فيها
تركي ضحك : ههههههههههههه تصدق عاد .. المسألة ما خذت وقت كبير مثل ما انا متصور.. دخلت قلبه بسرعة انا ما تصورتها..وبصراحة انا أطمع بأكثر
ثامر : اشوف الشيطان واقف فوق راسك.. هذا واحنا تونا طالعين من صلاة الجمعة
تركي : انا ماسويت شي غلط هذا دين ولازم ينرد...... الحين فضها سيرة لمتى بقعد اقولك واشرح لك .. ودني لسيارتي
ثامر ضحك يبي يغير الجو : ههههههههههه طيب خلني اوصلك لفيلتهم..
تركي : صاحي انت !!.. لو يشوفوني نازل من سيارتك بتتهدم الصورة اللي ابيهم ياخذونها عني..
ثامر : يمه منك .. طيب يابو المخططات الجهنمية بوصلك لسيارتك واذا انتهيت دق علي اجي اخذك ..
تركي ابتسم : مااا تقصر يابو الذوق والواجب..

وصله لبيتهم الفيلا ونزل تركي ركب سيارته وحركها لفيلا ابو خالد ..

وقت وصوله عند مدخل الفيلا شاف سيارة خالد تدخل مع البوابة وابو خالد جالس داخلها .. ابتسم لنفسه وضرب لهم بوري، شاف ابو خالد يلتفت له ويفتح الشباك وهو يسلم : هلا ولدي وليد ..
تركي بالمقابل فتح الشباك : هلا عمي ..
ابو خالد : اسف كان نسيتك امس.. راح من بالي وانا ابوك
تركي : لا عمي عادي ما نقدر نقول شي.. لا تشيل هم حصل خير
ابو خالد : تفضل وانا ابوك غداك عندنا اليوم..
تركي بحرج مزعـوم : لا عمي ابي الورقتين اللي قلت لي وبتوكل ..
ابو خالد : خل عنك الشغل الكل في اجازة الحين وين تبي تروح.. ادخل وعن كثر الهذرة

وما عطاه فرصة يعارض سكر الشباك ودخلوا بالسيارة داخل الفيلا..
شاف تركي ابو خالد يطلع له يده من برا الشباك ويأشر له يدخل بسيارته ...

ضحك تركي هههههههههه وين تبي تدخل هالخرابة.. بس حس بالمتعة ! الموضوع كل ماله يزيد حماس وإثارة مع الوقت ،،
دخل فيها ووقفها ورا سيارة خالد قدام مدخل الفيلا الداخلي ..
واول ما نزل طاحت عينه على خالد ..ضاقت عيووونه معقوولة يكون هالشاب هو نفسه ذاك الطفل ابو نظارات ؟؟؟

ابو خالد : خالد هذا وليد يشتغل معنا ..
خالد قرب وهو مبتسم : هلا بك..

قرب تركي وصافحه وابو خالد يأشر على ولده : هذا ولدي خالد دكتور الحين الله يحفظه ويخليه لي ذخر
تركي : ما شاء الله.. والله شي يخجل انا وشو بينكم يا عمي أجل..
ابو خالد وهو يربت على كتفه : انت ما عليك خوف تقدر تكبر نفسك بنفسك ما عليك من الدنيا وما عليك من كلام الناس.. انا اشهد لك
تركي : والله مافي شي يداوي القلب غير كلامك وتشجيعك طال عمرك... مادامني خذيت الشهادة منك أجل المعنويات بتكون فوق
ابو خالد ضحك : تفضل لا تستحي البيت بيتك .. تغد الحين وعين من الله خير وبعدين تبي تكمل شغلك ماني برادك..

دخل ابو خالد وخالد وراه .. الا سحر جالسة بالصالة لحالها ..
ابو خالد : يبه روحي للصالة الثانية معنا رجـال..
سحر : من ؟؟؟

أشر لها ابوها تقوم نطت وراحت للصالة الثانية .. ووقفت قريب وهي تسمع صوت ابوها يرحب : حيا الله وليييد تو مانور البيت ..

وليد ؟؟؟؟؟؟؟؟؟

فتحت عيونها ورجعت صورته الفقيرة في بالها..وش جابه لبيتنا ليش جاي؟؟؟

سمعت صوته العذااااااااب : يحييك ويبقيك طال عمرك ..عمي والله اني مستحي انا مو من مقامكم لا تحرجني اكثر..!
سمعت ابوها يعاتبه : الله يصلحك وش الفرق يعني ..لا اسمعك تقول هالكلام مرة ثانية لا تزعلني.... القهوووة يااااا سحــر..

فززت سحر وشوووووو !! وشو قهوته أنا وش دخلني...
شي يقهر اكتشفت ان وليد هذا ذوق ولسانه يقطر عسل مع ابوها .. عكس ذاك الاسلوب اللي تعامل معها فيه..
راحت ودقت سنترال عالمطبخ وقالت لهم يجهزون قهوة..

ورجعت تتسمع سوالفهم.. حفظت نبرة صوته من جد عذااااب ،
" بس مسكين الله يعينه ".. قالتها وهي تتذكر كلام ابوها عنه وعن حالته الفقيرة التعيسة..

فتحت التلفزيون الموجود بهالصالة وجلست..
بس عالأقل وليد هذا غير الناااس عاملها من غير أي مجاملة مثل المجاملات اللي تواجهها باليوم عشرات المرات.. معظم اللي تقابلهم أو الموظفين اللي يردون عليها بالتلفون اذا دقت على ابوها بالشركة .. يعاملونها ويحترمونها لأنها بنت السفير والمدير العام ابو خالد.. مو لأنها سحر مو لشخصها حتى الناس اللي تقابلهم برا الشركة نفس الشي ..

لكن وليد الغريب الفقير هذا طلع غير !... عاملها بصورة منطقية.. لا هو اهتم باعطائها فوق قدرها ولا احتقرها لذيك الدرجة.. عاملها وكأنها مو شخص ضروري بالنسبة له... لأن اللي يدفع له واللي يعيله على قولة ابوها هو ابو خالد مو سحر.. فليش يعيرها اهتمام مبالغ وهي مارح تنفعه بفلس واحد..

مع هاللي توصلت له سحر مع كذا انقهرت .. رغم انه انسان اقل من بسيط الا انه خالف الناس..!!!
يااااربي .. من أول تلفون بينا وفيني حرة منه... ليش مو معطيني اعتبار حتى اسمه مو متكلف يعلمني اياه.. مهما كنت انا بنت ابو خالد عالاقل يقووولي طال عمرك مثل ما يقولها لأبوي ومثل ما كل اللي يشتغلون مع ابوي يقولونها اذا كلموني !!

على انها تتمنى معاملة حلوة لشخصها هي مو لأسمها أو لاسم ابوها ، ورغم انها تعاني من هالشي بحياتها .. الا ان هالتصرف من هالمتعنفق ما عجبها..

رمت بجسمها عالكنبة وهي تزفرر.. وش فيك انتي شايله على هالفقير المسكين اللي بس يدور لقمة عيشه..

من القهر وهي تتذكر ذيك الصبحية اللي تأمر فيها عليها وقالها تقصر من صوت الاغاني ، قامت و شغلت الإف ام وحطت على اغنية وطوولت على الصوت على آخر شي بتهوور وطيش .. وكل قصدها انها تبيه يسمع وتعلمه انها تسوي اللي تبي، ومافي شي يمنعها وان مو أي احد يقدر يجي ويعطيها أوامر...


صوت الأغاني وصل لهم ..
ابو خالد عقد حواجبه مستغرب ليش الصوت عالي كذا .. التفت لتركي "وليد" شافه منزل عينه لفنجاله ومبتسم .. << يقال منحرج..
التفت لخالد بسرعة : رح شف وش سالفة الاغاني اكيد اختك ..
خالد : ان شالله

وقام بسرعة وراح لقا الآنسة سحر متمددة عالكنب ومسوية حاااالها بريئة ومو مسوية شي غلط ..وتغني بصوتها المبحوح الناعم

من غير نقاش راح للتلفزيون نفسه وقصر منه ..
خالد : ما قلنالك فيه رجال..
سحر تدعي البراءة : يوه نسيت خذاني الجو ..
خالد : وبعدين لزوم تحطين الصوت عالأخير ؟؟
سحر : ما ادخل جو الا كذا..
خالد : المهم لا تنسين الرجال نفسه انحرج..
سحر ببرود : ليش لهالدرجة الضيف مهم ..
خالد : مهم مو مهم .. الضيف يظل ضيف..

وراح وتركها.. يلله أهم شي وصلت له رسالتها ، وخل عنفقته تنفعه ..

رجع خالد وجلس : سحر مشغلتها وناسيه ..
ابو خالد : الله يصلحها من بنت ..هي تدري ان فيه رجال..

تركي يسمعهم وهو يدوّر الفنجال بيده مبتسم ، تدخل بلطف : ما عليه طال عمرك.. انا مين عشان تتضايقون..
ابو خالد بعتـاب : وليد اترك عنك هالسيرة..
تركي وهو ينزل راسه : آسف حقك علي ..
ابو خالد : فنجالك وانا ابوك..


++


بعد الغدا الدسم.. قام تركي من على السفرة وبعد ما غسل يدينه ناظر نفسه بمراية المغااسل نظرة طووييلة... وين تركي الأنيق هذاك اللي ما يفارق الثوب والشماغ.. اللي ما يقدر الا يرسم سكسوكة خفيفة دايم..
الحين غير ! لازم يخلي دقنه نابت شوي.. وابتعد عن تسريحة شعره المعتادة...

وهو واقف لمح ان فيه جسم صغير واقف وراه قريب منه ويناظره .. التفت وشاف نفس البنت الصغيرة اللي تشابه خالد في ملامحها لكنها أكثر براءة وحمره على بياض..
لا شعووري ابتسم لها ، ما عرف ليش ذكرته فيها... يا الله وش كثر اشتااااااق لها..

تركي : وش اسمك ؟
بيان وهي مستغربة : بيان ..!
قرب منها ما درى الا هي منحااااشة ، وقف منصدم وعلى طوول ضحك... رجع يناظر نفسه في المراية !! ما تخوف لهالدرجة يا تركي..!!
مسك دقنه وهو يكلم نفسه : ما تخووف الا وسيييييم مافي منك..

طلع من المغاسل للصالة وشاف بيان جالسة بحضن ابوها وصينية الشاهي موجودة .. ومن شافته همست في اذن أبوها بشي ما يدري وشو ..
سمع ابو خالد يقولها : هذا اسمه وليد..
بيان : وليد؟؟
ابوها : ايه وليد..
بيان بصراحة بريييييئة : شكله مررررررة مو حلو .. وصخ!!

كتم تركي ضحكته لا ينفجر ، وأبو خالد مسك يد بنته يعاتبها : عيب يا بابا هالكلام ما يصير.. قولي له آسفة اشوف..
بيان ناظرت في تركي مترددة ، وتركي ماله بهالموقف الا يبتسم يتودد لها .. وبالأخير نطقت بصوت منخفض : أنا آسفة..

دخل تركي يده بجيبه وطلع حلاوة مص كانت معه من فترة ، ورماها عليها طاحت بحضنها .. خذتها وقلبتها مرارا وتكرارا..
ابو خالد : قولي شكرا بابا..
بيان من غير لا تناظر فيه : شكرا..
++

سحر من جهة ثانية نست هالضيف الفقير الموجود بالبيت وطلعت بالحديقة .. متمددة عالأرجوحة الكبيرة الطويلة وهي مغمضة عيونها تبي تسترخي ، والأرجوحة تاخذها بخفة قدام وورا ..
كانت وردة حلوة ناعمة بكل ما للكلمة من معنى..

حست بيد تهزها فتحت عيونها الشفافة شافتها بيان..
رجعت غمضتها وهي متضايقه لأن لحظة الاسترخاء الحلوة خربت عليها : بيان !..
بيان : مين هذا اللي عند بابا ؟؟

تسأليني وانا نفسي مدري ، غير انه واحد فقير يدور رزقه : اسألي بابا لا تسأليني ..
بيان وهي ترفع الحلاوة عشان تشوفها : عطاني حلاوة شوفي!!

كويس بعد يعرف يوزع حلاااااو ..!،!
غمضت عيونها بدون اهتمام ، وسمعت اختها تفك قرطاس الحلاو وشكلها كلتها ...وعجبتهاا !!

بيان والحلاوه ماليه فمها الصغير : الله حلوووووة مرة !... تبين أروح أجيب لك منه وحدة تذوقين..؟
ابتسمت سحر بسخرية : خلي هالفقير في حاله وحلاوه خليه له !

راحت بيان وسحر بقت لحالها.. شالت سالفة هالفقير المغرووور المتعنفق من بالها ناقصة هي تفكر بهمووم الناس تكفيها همومها..

××


في بيت ابو محمـد ،، بعد الغـدا اللي ما حضرته شادن كالعادة .. صعدت مشاعل فوق ودقت على أختها غرفة عمر لقتها نايمة أو غافية..

مشاعل : شدوون ابوي يبيك تحت..
شادن وهي دافنه وجهها بين وسادتين : ابي اناااام مشاعل تعبانة انا..
مشاعل : لمتى يعني!! بتنزلين يعني بتنزلين.. انتي عارفه ان ابوي ما غلط بشي وان محد غلطان فليش مصرة على تجاهل ابوي ..

قامت شادن جالسه ، هي تعرف ان ابوها ما غلط ويمكن اذا فكرت فيها صح بتلاقيه من خوفه على مستقبلها انه منع عمر من الزواج لما تستقر أموره.. بس هي بسبب غياب عمر عنها الفترة الأخيرة وندرة اتصالاته تبي تحط اللوم على احد .. وما لقت الا أبوها المسكين تحط اللوم عليه..
قررت تروح وتشوف وش يبي..

نزلت وشافت ابوها بالصالة..
وهي تناظر بعيد : سم يبه ناديتني ؟؟
ابوها ابتسم بوجهها .. معروف عنه الحزم واذا جا الموضوع لبناته فهو يكون أكثر حرص وحزم.. وهذا سبب من اسباب تأخر ارتباط شادن بـ عمر... بس من يدري يمكن ابوها على حق في تأجيل هالزواج لأجل غير مسمى..

ابو محمد : تعالي وانا ابووك لمتى صادة عني حتى اني نسيت وجهك..!

شادن استحت وقررت تعتذر.. يمكن كانت قاسية عليه وهي اللي ما تعودت تقسى على أحد : سامحني يبه انا الغلطانة.. وآسفة اذا تضايقت مني..

أشر لها تجي راحت وجلست جنبه وهي منزله عيونها تمنع دموعها... ما تقدر تكبح تأثرها ، الموضوع اذا جا لـ عمر فهو حساس بالنسبة لها...
غياب عمر يوم عن يوم يتعبها وهي اللي ما تعودت انه يغيب يوم واحد عنها ... عاشت معه طوووول حياتها ، ومن صغرها راعته وراعاها ، وفجأة لقت نفسها تحبه ،!،
يتعب الحب اذا جاك من حيث لا تدري...!!

ابوها : قولي لي وأنا ابووك وش اللي مضايقك اذا أنا غلطت قولي لي أصلح من الغلط..
رفعت عينها وما قدرت تكتم أكثر .. اعترفت بصريح العبارة : أبي عمر يبه...!!

وصدت عنه بألم وهي تغمض عيونها .. اما هو ابتسم : يبه ليش زعلانة لهالحد انتي تعرفين اني ما ارفض هالزوااج بتاتا ولا كان ما وافقت عالملكة والعقد.. بالعكس عمر تربيتي ولدي الثالث أحبه وأعزه.. بس الواحد بعد المفروض ما يتسرع وعمر يحتاج يستقر بنفسه قبل.. والزواج لاحقين عليه..
شادن : بس عمر يبه من شهرين ما اتصل فيني وش معناة هذا اكيد مل.. صرت أتخيله كل يوم ممكن يدخل علينا ويطلب فسخ عقد الزواج..
ابتسم لها من جديد: لا ان شالله الولد قالي بآخر مرة انه يشتغل بالشرقية وأول ما يستقر ويكون مستعد ياخذك ذيك الساعة مبروك لكم..

تنهدت ليش هي مكبره الامور ليش تحس ان الموضوع أكبر من كذا... ليش مكالمة ذيك الليلة - ليلة الملكة – من سنة مسببه لها كوابيس وخوف عليه !!!!.. وليش تتحرى أي خبر ينزل بالجريدة ممكن يصدمها وينهيها ؟!!

ابو محمد : شادن وانا ابوك تطمني ولا تفكرين اني سويت كل هذا عشان امنع الزواج.. لا بالعكس من جا لي عمر أول مرة قبل لا يطلع من البيت ، وانتي عمرك 17 يقول انه يبي يخطبك وانا موافق وقلت له البنت حلالك بس بعد ما ينضج شوي وتستقر أحواله ويكوّن نفسه..

شادن عارفه هالحقيقة مو شي جديد ، هزت راسها موافقة : أدري يبه... آسفة انا الغلطانة من الأول..
ابو محمد : الله يرضى عليك..

حبت راس أبوها تراضيه وتركت الصالة...
طلعت الدرج لكنها ما قدرت تكمله كله.. وقفت بنصه وجلست وأسندت راسها عالدربزين ،!
فييييه شي مضيق على صدرها ! ورغم ان ابوها طمنها بكلامه انه مارح يوقف بطريق هالزواج مهما كانت الظروف.. إلا ان خوفها على عمر وتفكيرها الدائم فيه مسبب لها قلق ماله علاااج..!


نزلت مشاعل وهي حاطه سماعات الآي بود حقها على إذنها ، ترقص على أنغام الأغنية وكل درجه تنزلها تسوي حركة رقص غربي.. مرة تدوور ومرة تحرك خصرها ومرة كتووفها.. لكنها وقفت عن الرقص يوم طاحت عينها على شادن جالسة بشكل غريب بنص الدرج..

نزلت بسرعة وجلست جنبها : وججع خوفتيني شفيك ؟؟
التفتت شادن وناظرتها ببرود : كم مرة قلت لك السماعات اذا حطيتيها لفترة طويلة تضر بسمعك واذنك..
مشاعل : علميني شفيك وخلك من سماعاتي..
زفرت شادن وقامت واقفة وطلعت الدرج ، لـغرفتها هالمرة مو لغرفة عمر...

دخلت مشاعل وراها وسكرت الباب وشادن ترمي ظهرها بإهمال عالسرير ..
مشاعل : وش صار مع ابوي ؟؟
ابتسمت شادن وتعدلت جالسة من اهتمام مشاعل انها تصالح بينها وبين أبوها : حصل خير لا تخافين .. صاااافي يا لبن..
مشاعل وضحكت "وأخيرا" : ايه ما ينخاف عليك .. قولي لي ألحين ارتاح بالك
شادن ما ردت رمت ظهرها لورا من جديد وهي تتمتم : ابوي من حينه وهو شديد على عمر وقاسي معه.. تعامله معه من واحنا صغار يختلف حتى عن معاملته مع محمد وبندر..
مشاعل وهي تنبطح جنب اختها : شي طبيعي ..لأن ابوي يعتبر عمر أمانة برقبته من بعد ما فقد أبوه قبل لا يطلع على الدنيا ، ومن بعد ما ماتت أمه عقب زواجها من أبوي بفترة قصيرة ..وشدته وقسوته معه احيانا من خوفه عليه لا تضيع هالأمانة..
شادن : صح كلامك بس............
مشاعل : لا تهوجسين بالسالفة ابوي كان دايم يخاف على عمر أكثر من عياله بندر ومحمد.. وهذا سبب شدته وحزمه معه...ولا نسيتي البلاوي اللي كان يسويها ، هوشااااته مع عيال الحارات ورجعته من المدرسة وملابسه مقطعه.. على انه ما يتكلم واجد لكن طاقاته بالضرب والهوشات فضيعة هههههههههههههههههههههه...

ابتسمت شادن لأن عمر ياما دخل عليهم وهو يجر مشكلة وراه.. اللي يخلي ابو محمد يطلع من طوره احيانا ، ومن زود خوفه عليه لا تفلت سيطرته على هالولد كان يعاقبه أشد عقاب... وما كان يوقف جنب عمر إلا شـادن الطفلة الصغيرة.. كانت تشوف الكل على خطأ وعمر لحاله على صوااااب...


رجعت ذاكرتها ليوم من الأيام .. لمشكلة من المشكلات اللي كان عمر يطيح نفسه فيها ..!

كانت شادن وقتها 10 سنين جالسة بالحديقة تلعب ..بوقت دخلة عمر البيت وهو متبهذل ، كُم وياقة ملابسه مقطعه ، والكدمات تملا وجهه..
أول ما شافته شادن شهقت تركت اللي بيدها وركضت له...

دخل هو الملحق المكان اللي يختلي فيه بنفسه بالعادة .. وأول ما سكر الباب جلس عالأرض ورمى راسه لورا بتعب ... الا شادن تدخل عليه باندفااااع وتناديه باسمه : عمــر..!

طالعها بنظرة سريعة وصد للجهة الثانية ...جلست جنبه ومسكت ذراعه بتخفف عنه لكن هو بصمت سحب ذراعه منها ما يبيها تلمسه..
شادن : وش فيك؟ مين ضربك ؟
عمر وهو يمسح الدم اللي عند فمه بأصبعه : محد شادن اتركيني لحالي.. ممكن؟
شادن بعناااااد : لااا قولي أول مين ضربك.. احد بالمدرسة ؟؟
شافته يقوم من عندها بصمت وهو يفك أزرار قميصه ويفصخه... رماه عالأرض وأخذ قميص كت معلق على باب الملحق ولبسه..

فتح الباب وطلع وشادن بخوف قامت وراه تلحقه ..
راح لحنفية في الحديقة وفتحها وبدا يغسل وجهه من الدم لعل الكدمات والأثار تخف...

شادن ودموعها بعيونها الطفولية سألته : ليش دايم يضربونك ليش دايم؟؟
مسح وجهه بطرف قميصه وتحرك من قدامها من غير أي جواب ..مشت وراه مثل الظل تبي جواب ليش أغلب الأيام يجيهم والدم بوجهه ..

رجع للملحق وقفل الباب قبل لا يمديها تدخل .. انهببببلت الا عمر لا يصير فيه شي..
وقتها كانت تموووت فيه تحبه ما تدري من وين جا هالحب والمعزة من الطفولة..
صارت تطق الباب بإصرار وتناديه والعبرة خانقتها .. تبي تعرف بس مين ضربه تبيه يتكلم..
شادن وهي تدق الباب : عوووومر افتح الباب انا شادن ليش فيك جرح بوجهك...؟

مرت عشر دقايق على هالحال يدها الصغيرة الناعمة حمرت من كثر الطق وعمر من داااخل مو راضي يرد...
ولأنه دايم يضعف قدام اصرارها فتح الباب وهو حاط كمادة باردة عند شفايفه خذاها من الثلاجة الصغيرة الموجودة بالملحق..
وبهدوء ناظرها بعيونها : انتي ما تملين؟؟؟
شادن بطفولة ركضت جوا وحضنته ، لكن مسرع ما دفته من بطنه بقهر : ابوي لو يدري بيعاقبك يا عمر ..!!
عمر ما اهتم راح وانسدح عالكنبة الموجودة وهو حاط الكمادة عند فمه.. وقال بهدوء لا مبالي : مو أول مرة يا شادن صرت أعشق العقاب ما أقدر أعيش من دونه...

ما فهمت قصده بهالسن الصغيرة.. لكن الحين بعد ما كبرت وتفتح عقلها فهمت من كلامه ان التمرد يجري بدمـه..!!

قربت منه بخطوات صغيرة قلقة وجلست على حافة الكنبة عنده تتأمل وجهه الملون وهو مغمض.. حطت يدها الناعمة الصغيرة على خده بتلمس مكان الكدمة ، ولمحت منه ابتسامة ناعمة خفيفة من غير لا يعارض ، بالعكس مسرررع ما نام وهي حاطه يدها على خده ، بـ ظن منها انها لو لمست الكدمة تقدر تخفف العوار عنه...


مشاعل : شادن !.. شادن !... هاه؟!.. شادن شادن شادن...
فتحت شادن عيوونها الله يخس عدوك مشيعل خربتي احساس الذكرى علي..

شادن بملل : تجين دايم بأوقات غلط تدرين؟؟
مشاعل : ليه لا يكون عايشة أحلام الماضي وحب الحاضر والمستقبل خخخخخخخ..
شادن : ايه عندك أي مانع بالسالفة..!؟
مشاعل : لا ما عندي مانع.. عمر زوجك وحبيبك ليش بمانع ... آآآآآه عقباااااااااالي يارب..
شادن بسخرية : انتي خليك مراهقة مو لايق عليك الحب..
مشاعل بالمصري : الحب ما يعرفش عمر يا حبيبتي .. وانا حبيت وانتهيت وما اقدر أغير المكتووووب...
غمضت شادن عيونها وهي ترجع للذكرى وهمست : ألا ليت الزمن يرجع ورى والليالي تدور.. ويرجع وقتنا الأول وننعم في بساطتنا......

مشاعل ابتسمت وبروقاااااان لبّست شادن وهي مغمضة سماعة ولبست هي السماعة الثانية وجلست تدندن..



++++


بعــد أسبوووع...

نزلت سحر للصالة وهي حاااسة بملل مزعج ، الأيام الأخيرة طالعه مملة روتينية مافي شي جديد مافي شي يخلي ايامها تختلف..

شافت ابوها ينزل السماعة وأول ما شافها ابتسم : هلا وين الناس.. الدنيا مصليه الجمعة من ثلاث ساعات وانتي مالك شوف..
سحر : ابد جالسه بغرفتي اتقلب واتسدح ..
ابو خالد : توني مكلم عمك وان شالله بيجي اليوم..
ما أعارت بال للموضوع وهي تناظر شاشة التلفزيون تشوف وش يعرض ، وتمتمت : بينك وبينه شغل يعني ؟؟
ابوها : لا مو شغل ، قلت مدام اليوم الجمعة خله يجي يتقهوى والعشا عندنا..
سحر بملل : طيب !!!
ابوها وهو عارف انها طفشانة : شكلك تحسبينه بيجي لحاله... لا هو وعياله بيجون يتعشوون من زمان ما قعدت مع عمك ذيك القعدة اللي تونس..
فتحت عيووونها وكأن الطفش بدا يخف تدريجي : هو وعياله ؟.. يعني بيت عمي كلهم ؟
ابوها : ايه كلامي مو واضح..؟؟

انشرح صدرها وبالها يعني عالأقل هاليوم بيختلف..

شافت ساعتها لقتها ثلاث العصر وناظرت أبوها اللي يمووت بالقراءة ما يخليها قعد يقرا : ومتى بيجووون ؟؟
ابوها : بعد صلاة العصر ان شالله..

سحر ابتسمت وقااامت لغرفتها تستعد.. ما تدري ليش جا في بالها تتعدل وتتزين لمشاعل وشادن على إنها بمثل هالمناسبات الخفيفة ، أو زيارات الأهل بمعنى أصح ، ما تكلف نفسها تلبس وتتأنق زيادة ، وأحيانا تجلس بملابس البيت بنطلون عادي وتي شيرت...

::::

على الساعة أربع العصر كانت سحر قد لبست تنورة جينز قصيرة لفوق الركبة وتحتها لابسه بنطلون برمودا أسود ضيق "ستريتش" ، وفووق تي شيرت أبيض على جسمها..
خلت وجهها مثل ماهو اكتفت بغلوس شفاف ، وتوها بتروح تفتح الباب الا الباب يندفع بكل قوة ومشاعل تظهر من وراه..

مشاعل : نااااااااااااااايمة يالمفعوصة؟؟
وقفت سحر مكانها من الخرعة : بسم الله علي من وين طلعتي وبأي حق تدخلين بدون ما تدقين الباب ؟.. هذي الأصول ياااا فوضوية ؟؟
مشاعل : أدق الباب ليش يكون بعلمك ترا غرفتك غرفتي وما يحق لك تمنعيني ادخلها بأي حال من الأحوال
سحر : يا سلاااام من متى قررتي هالكلام..
مشاعل : من زماااان.. وانا عارفه اذا قلت سلفيني ايااها بترضين..

وقلبت عيونها بغرفة سحر الواسعة ، وكثير ما تعلق عالثريا اللي في منتصف السقف : أحسك اذا فتحتي هالثريا كأنك بزوااااج مو غرفة نوم..
سحر وهي رايحة بتطلع : بسم الله علي أحس هالثريا بيوم مارح تسلم بتطيح وتتناثر قطع.. الله يكفيني شر عينك
مشاعل : ههههههههههههههههه تراني طلعت اناديك لأن شادن ما رضت تطلع تقول ناديها خليها تنزل..
سحر : الكل جا ؟؟
مشاعل : ايه الكل ... حبيب القلب ومااامي العزيزة وأبووي الوسيم... وبندووره جا بعد بالغصب عقب ما اتصل فيه ابوي وقال له ان عمي طلب الكل يجي..

سحر ما علقت على حبيب القلب..طفت الأنوار ونزلت..

شافت شادن واقفة تعدل شعرها قدام المراية - المذهبة الأطراف - المعلقة علي يمين باب المدخل.. وأول ما شافتها ابتسمت : سحوووور نايمة ؟؟
سحر راحت لها بسرعة وهي تضحك : لاااا حرام عليك مو مثل البوم اللي حولنا في كل مكان.. بالعكس من قال لي ابوي على طول دخلت غرفتي اتجهز ،بعد من زمااااان ما جا الوفد الكريم كامل لبيتنا .. احمم عفوا قصدي قصرنا المتواضع ..بس والله كنت بموت من الطفش جيتي في وقتك شدون..

مشاعل بعد النغزة عن "البوم" طالعتها بطرف عينها : شدون بس ؟؟
شادن : لازم تحشرين نفسك يعني..

سحر سمعت صوت مرة عمها مع امها بالصالة الكبيرة.. وراحت عشان تسلم..

ام محمد من شافتها ابتسمت : هلا سحر
سحر : حياك خالتي تور من نور البيت..
ام محمد : حبيبتي والله كلك ذوق شخبارك عساك طيبة ؟
سحر : تماااام حالنا بخير... شخبار عمي ؟
ام محمد : عمك بخييير هذا هو بالمجلس مع عمك والعيال..

توها بتجلس مع مرة عمها وأمها الا مشاعل تسحبها من يدها
سحر : شفيك خليني أجلس اسولف مع مرة عمي ..
مشاعل : تعالي شادن بالصالة الثانية خلينا نسولف .. فيه شي أبي أسألك عنه..
هزت سحر راسها متمللة وهي عارفه انها تبي تسأل عن خالد ، و خصوصا بعد اللي صار في المستشفى قبل اسبوع...

وش بتقولها ؟

خااالد أبد ما فتح الموضوع وسحر نفسها ما فتحت الموضوع ولا كأنه صار ، ما تبي تاخذ لها كم كلمة انها متآزره مع مشاعل ..
بس ما يحتاج يتكلم لأن نظراته طول الأسبوع اللي فايت واضحة وطاري مشاعل صاير ينرفزه..

دخلوا الصالة الثانية الا شادن تقلب في كتب غريبة عجيبة مصفوفة عالطاولة الجانبية..
شادن بتساؤل : الحين هالكتب كلها لعمي؟؟
سحر : ايه ما تعرفين عمك يعني عاشق للقراءة ، والمشكلة اللي يحب يقراه أنا نفسي ما أفهمه..
شادن : هههههههههههههههه خلك بمنهج الجامعة أصرف..
سحر : هههههه ليش شايفتني غبية
شادن : هههههههههههههههههه لا تعليق ..!
في مجلس الرجـاال اللي ما يقل أناقة عن أي جزء آخر من هالفيلا... الشباب داقين سوالف مع ابو خالد..

ابو خالد : ليش ما تفتح لك محل خاص لحيواناتك وتريح عمرك يا بندر ؟
بندر استااانس لأنه حصل أحد يشاركه نقاش وسوالف عن هوايته المحبوبة : والله تدري مو عبيطة الفكرة..
خالد : والله محد غيرك عبيط عندنا..
بندر : لا تغلط لا تخليني أتنيذل وأجيب مشاعل معي المرة الجاية تناااام بحضنك..
خالد وهو مكشر : بتلاقي راسها تحت رجلي وقتها..
بندر بعباطة : تهددني بحبيبتي !!
خالد وهو يلتفت لمحمد جنبه : محمد ما توافقني..
محمد بابتسامة جاانبية : أنا محايد..
بندر : انت من عمرك محااايد ..ولا مرة قلت رايك بخصوص هوايتي..
محمد : وش دخل رايي بالموضوع.. الهواية هوايتك واللي تحبه بتسويه.. رايي مهوب مغير شي..
بندر : يعني مو رافض فكرة تربيتي لها...
محمد : لا .. ليش اعارض ..
بندر ابتسم والتفت لعمه : ايه عمي وش كناا نقووول ؟؟
ابو خالد : اقول وانا عمك حوّل هوايتك لشي أكبر.. افتح لك محل واذا تبي مني عوون أنا حااضر..
بندر : أدري مارح تقصر دومك راعي كرم ..( ناظر بوجه أبوه الصامت جنب عمه ).. بس ابوي ساكت شكله مو راضي عن الفكرة..

ابو خالد التفت لأخوه شافه يبتسم لولده ، وسأله : رافض هواية ولدك ؟؟
ابو محمد يبرر : لا ماعمري رفضتها .. الهواية هواية بس بعد يحذر لا تجيه أمراض منها.. وأهم شي يلتفت لمستقبله لمتى بيقعد عااااطل..
بندر : انا توني متخرج من الجامعة من سنة وللحين ما خذت راحة كافية... وبعدين سالفة المحل ما تعتبرها شغلة ؟
أبو محمد : وان شالله بتدخل حيواناتك بكل شي يخصك حتى شغلك بتدخلهم فيه..؟؟؟؟؟
بندر : يؤؤ قوول رافض وشو له التلميح..
ابو خالد : هههههههههههههه.. ابد من ناحيتي ماشوف فيها مشكلة ومتى ما بغيت مساعدة تعااال قل لي..
بندر : تسللللم يابو الكرم وقسم بالله غطيت على حاتم الطائي عمي تكفى خذني ولد لك.. ( يتدلل)

تجاهل نظرات ابوه وهو يقوم ويقعد جنب عمه .. الا خااالد يتدخل : خير ان شالله يابو العباطة ابوي ماله ولد غيري....( يستبزر )
بندر ببساطة انسدح وحط راسه على رجل عمه : اشتغلت الغيرة...عناااد فيك بلزق في ابووك مانيب تاركه بصير ولده غصب عليك وعليه..
ابو محمد : تتبرى مني ياللي مافيك خير..!!

قام قاعد يلطف الجو عند ابووه .. ولاحظ ان محمد ساااكت ويسمع السوالف بابتسامة ، ابتسم عليه بيشوف الحين وشلون بتنقلب هالابتسامة ..

بندر : يبه تبيني أرضى عليك ؟؟
ابو محمد : وبعد مزعلني وتبيني أرضيك؟ صدق وجهك مغسوول بمرق !!
بندر : مقبوله منك..
ابو محمد : وش تبي عشان ترضى علي وأنا ابوك ؟

تغيرت ملامح بندر للجد والكل لا شعوريا تغيرت وجيههم للجدية من ملامحه ..حسوا صدق ان عنده سالفة جدية ويبي يقولها..

بندر بهدوء وهو يتجاهل نظرات محمد المترقبة : أبيك تزوجني وتخطب لي الحين..!
ابو خالد رفع حاجبه وابو محمد استغرب طلب ولده : أخطب لك ؟.. ومن هي اللي في بالك الحين..
قبض بندر يده ، وقلبه يـدق لمجرد التفكير فيها.. على اسمها سـاحرتـه ،!،..

ورفع يده يفرك رقبته وهو منحرج من غير لا يناظر في محمد.. وقال بصوت منخفض : بنت عمي..!
طارت عيون خالد مو مستوعب هالطلب وابو خالد عقد حواجبه..
ابو محمد ما تووقع هالطلب من ولده.. يبي بنت عمه سحر ؟؟؟.. شيخة البنات والدلع والدلال ،!،،!

بندر توتر من نظرات محمد والصدمة اللي مبينه عليه .. وحس انه دخّل نفسه بموووقف وخاااف لا أخوه يحقد عليه هاللحظة.. وش سوووويت يا بندر !!!

ابو خالد ابتسم أخيرا : اذا جاااد هذي الساعة المباااركة...
ابو محمد انصدم من اخوه : مساعد انت جاد ؟؟.. اصبر خل نشوف الولد يلعب ولا صادق..

بندر التفت على خفيف وناظر محمد بزاوية عينه.. شافه هادي لكن الغليااان والصدمة تلمع بعيونه..
ورجع لعمه : لا أنا جاااد وصادق..من متى أنا ألعب..
ابو خالد : من متى وانت تبيها وانا عمك ؟
تنهد بندر من قلللبه مـا يمـزح : من زماااااااان يا عمي بس ماقدرت أتكلم أخاف ترفضوني..
ابو خالد : وليش نرفضك ولد عمها وتربيتنا ليش بنرفض..

خالد توه يوعى من الصدمة : تبي تتزووج من جدك ؟؟
بندر : ايه وش ناقصني ... اذا وافقتوا بفتح المحل وببدا اشتغل فيه..

نطق محمد أخيرا بهدووء عادي لكن ماخفي أعظم.. هذا اللي حسه بندر : وانت متأكد انك تبيها..؟؟
بندر طالعه ببرود يقلد نظراته اللي يطالع فيها سحر : ايه حموود ليش تبيها انت ؟؟؟
سكت محمد مااا رد.. ورجع بندر لعمه : ها عمي عطني خبر طمني.. أنا أدري ان فااارق العمر بينا كبير بس وش أسوي بنتك ماخذتني ببراءتها..

خالد ضيق عيونه وكأنه فهم قصد ولعبة بندر اللي خدعتهم : تعـاال يابو العباطة !!... انت أي وحدة فيهم تقصد ؟.. سحر ولا بيان...

طالعه بندر ببلاهه ، وببساطة قال : بياااان يالخبل !.. أقصد بيان...

وانفجر بــضحك عمييييييييييييق وهو يشوف وجيههم شلون صارت .. انسدح على وراه لأن اللعبة انطلــت عليهم وعلى أخوه محمد خصوصا...

بندر : هههههههههههههههههههههههههههه وقسم انكم مخفات..!
ابو خالد ضحك معه : هههههههههههههههههههههههههههههههههه عرفت تلعبها والله ، أجل بيان أجل !!.
بندر : هههههههههههههههههههههههه مين جاب طاري سحر ..
محمد تدخل وصوته يخفي غيض كبير : ومين اللي بدا يتكلم من الأول على أساس انها سحر..؟!

طالعه بندر بنظرة لها معنى : هههههههههههههههههههه ياخي تبيها قول ليش ساكت..!
محمد عصب عليه : اقوول انطم لو أبي شي بقوله ماني منتظرك تقوله عني..
بندر : هههههههههه لا تشيل بخاطرك أمزح معك ههههههههههههههههه وقسم بالله انك طلعت مخفة أول مرة أشوفك كذا..
ابو محمد وهو يهز راسه على ولده : لا تعيييدها الله يصلحك ..
بندر : ههههههههه بحااااول ..

خالد وأخيرا ضحك : الله يعطيك الثقل أجل ما لقيت الا بيان هالبزر..
بندر : هههههههههههههههههه مافي الا هي من بعد اختك سحر..

وجلس غرقان بالضحك كل ما تذكر أشكال وجيههم وهم يستوعبون ان المقصود بيان مو سحر...
عالأقل حسس أخوهـ محمد وش ممكن يكون احساس الصدمة والألم لو ضيعها من يده..

انسدح بندر من جديد وهو يتنهـد ، مو يكفي انه مبتعد عن حياته الطبيعية بس عشان ما يعلق قلبه فيها اكثر بعد ما اكتشف مشاعر أخوه ناحيتها.. مو يكفي انه قرر ينتقل للمزرعة ويكتفي بالزيارات لأهله ، بس عشان ما يزيد احتكاكه في سحر وهو يعرف زياراتها الدايمة لبيتهم .. ، وكل خووفه لا تزيد فتيلة المشاعر اللي داخله اشتعال..

وكأنه يوم أبتعد قدر يجمع شتات نفسه وقدر يتحكم بمشاعره.. وقريب بيحاول يقتل هالمشاعر مهما كاااانت... ويتمنـى انه يقدر..!
بس هي هل بتخليه ينفذ اللي يبيه وهي قريبة منه .. وعيونه اللي تطفح دفى غصب عنه كل ما سمع ضحكها وشاف حركاتها وردودها العفوية..!،!


ما يدري كم نااام يوم حس بخالد يهزه..
خالد : بندر خير ان شالله نايم... قوم الناس صلوا المغرب..
فتح عيونه وقام قاعد بسرعة : افف أذكر الساعة 5 يوم أنام ..
خالد : ايه والحين 6 ونص.. قووم صل وتعاال برا أنا ومحمد قررنا نسبح..
بندر : وشلون بيسبح ان شالله بثوبه !!
خالد ابتسم : ههههههههههههه لا تخاف تونا راجعين من الصلاة وشرا لك وله مايوهات سباحة..
تحمس بندر فجأة للفكرة : والله الفكرة مو عبيطة يلله بصلي وبجي لكم ..
خالد وهو طالع من المجلس : ننتظرك..



بالصالة البنـات جالسين.... وعندهم صينية حلاو وكاكاو يسلون نفسهم فيه..

شادن صارت أكثر حيوية من آخر نقاش مع أبوها .. هي المجنونة وشلون فكرت تلقي السبة على أبوها وهي تعرف ان ابوها يوم وافق على الخطبة وافق بكامـل رضـااه...

سحر : اييييييييه تذكرت شي..
شادن : وشو ؟؟
سحر : فيه ألبوم حصلته بمكتبة البابا شفت فيه صور واحنا صغااار.. تذكرينه يا مشاعل ؟
مشاعل وشلون تنسى : ايه مو هو اللي سرقت منه صورة الدكتور
سحر : هههههههههه حرامية من يومك..

ركضت وجابت الألبوم اللي حفظته في مكتبتها الخاصة واللي ماتسنى لها الوقت انها تتفرج عليه على رواق وتركيز..

جلست جنب شادن وعلى طول فتحت الألبوم من الأخير لأنه هو اللي موجود فيه صورهم العائلية ..
سحر : شوفينا سبعتنا بالصورة ..
مشاعل : وشو سبعتنا احنا البنات ثلاث والشباب ثلاث يعني ستة.. الا ان كان بيان موجودة معنا ذاك الوقت مع اني ما اتوقع << تتمصخر
سحر : يا غبية ونسيتي عمر... على اني ما أذكره مرة بس كذا صورة كان معنا فيها.. شوفي شادن !

طالعت بوجه شادن شافت نظرها ثاابت ومتجمد عالصورة .. كأن الأشجان وذكريات الطفولة خذتها لبعيد لبعيد..

عيونها عالولد أبو 11 سنة وهي جنبه 5 سنين.. مصورين بوحدة من الرحلاات للبر..
كانوا السبعة كلهم بصورة وحدة فوق وحدة من التلال الرملية ..خالد واقف ورا سحر ام 4 سنين وهو حاط يديه على كتوفها وهي مايله بدلع طفولي..
وبندر ومحمد معطين الصورة جنبهم وهم متكتفين وكل واحد مسند ظهره للثاني.. ومشاااعل ام 3 سنين واقفة قدامهم متخصرة بيديها الثنيتن وكأن اللقطة لوحدة من الأفلام خخخخ ..
عمر رافع كوعه على كتف بندر وبيده الثانية ماسك يد شادن..

صورة جماعية من أحلى الصور اللي التقطوها..

شادن أخيرا ابتسمت : نسيت هالصورة مرة ..بس حلو اللي تذكرتها الحين ، شعوور حلو لما تنسين شي ويروح من بالك وتجي صورة ترجع لك الذكرى مثل الشريط..
سحر : كثير صور ذكرتني بأحداث ناسيتها... مو مستوعبة ان هالصور كلها صارت بحياتي قبل لا أتغرب 12 سنة... صرت أفكر لو ما عشت برا كل هالمدة كان ممكن تصير حياتي أكثر وناسة ومناسبات مثل هذي.. وبنقدر ناخذ صور أكثر مع بعض..


مر عليهم الوقت وصاروا يقلبون بالصور ويتناقشون ويتذكرون مناسباتها... وفجأة سمعوا صراخ الشباب وضحكهم يعلى..

مشاعل وهي تاكل من الكاكاو اللي بيدها : أصواتهم جايه من برا.. وش عندهم ؟؟؟؟؟

وقاامت ما انتظرت جواب الفضوول اشتغل على طول ، وقاموا وراها شادن وسحر..

وقفوا برا وسحر سمعت طشطشة موية تمتزج مع أصوات الضحك والصراخ ..
سحر : أظنهم يسبحوون !!
مشاعل : هههههههههههه اسمع صراخ بندوره.. وش قاعدين يسوون؟؟
سحر نفسها تحمست : تعالوا ندخل الملحق الخاص للمسبح في نافذة تطل عليه نقدر نشوف على راحتنا ..

راحوا لجهة حوض السباحة بعجلللة ..
وصلوا للمحلق الخاص بالمسبح والموجود فيه غرف تبديل ملابس وحمامات خاصة شاور وسونا..

بحذر فتحت سحر الباب بخفة ..، وطلت راسها بداخل الملحق شافته خااالي وأنواره مطفية..
هالملحق له بابين ، باب أمامي يطلع عالمسبح وخلفي يطلع للحديقة على طول... وهم دخلوا من الخلفي ،!،

راحوا للشباك ومااااتوا ضحك وهم يشوفون خالد ومحمد شايلين بندر بيرمووونه ..

وبندر يصرخ : الله يللللللللللللللعن الشيطان وش انا مسوي نزلوني..
ماردوا عليه كل واحد منهم ميت ضحك عليه وهم يهددونه ويلعبون بأعصابه..

سحر : حرام عليهم بندر وش مسوي ليش بيرمونه..

وشافوهم يطيرووونه بكل قوتهم لنص المسبح ويغوص جوا مووووجة كبيرة غطته..

مشاعل وفمها كله كاكاو كأنها طفلة : ههههههههههههههههه يستاهل !!

سحر راحت عينها لمحمد الواقف بالشورت ويقطر موية من قمة راسه لساسه وهو ميت ضحك على أخوه... وش كثر يطلع جذااااب بهالضحكة ويبدو لها لطيف ووديع..

حسته هنا مو محمد الجدي الثقيل لا ،! شافته يركض لخالد ويخون فيه ..وبلحظة غدر دفّـه هو الثاني بوسط المسبح جنب بندر ..

طلع خالد راسه من الموية وهو يناظر بمحمد المنتصر والميت ضحك : ياااااا خوااااااااااااان ..
محمد : أغدر فيك قبل لا تغدر فيني ..

سحر لا إراديا ابتسمت على كلامه وتفاعلت مع وجهه الضاحك بالضحك..

خالد التفت لبندر العايم جنبه وهمس : بندر عليه !!
بندر بنظرة جانبية وهو يحرك رجوله تحت الموية : الحين رجعت تطلب عوني.. صدق مالك أمان..
خالد : إطلع عليه شف شكله متحفز عارف ان احنا بنقوم عليه ألحين..

التفت بندر لأخوه الواقف عالحافة وهو يطالعه بابتسامة.. فيه قهر من أخوه خله يفرغه الحين ، اذا مافرغه الحين متى يفرغه..

التفت لخالد وعطاه الإشارة : عليه يا دكتور..!

شافهم محمد يطلعون من الحافة المقابلة له ، وفتح عيووونه وهو يشوف كل واحد منهم راح من جهة بيحاصرونه ..

البنات وكأنهم يناظرون فلم لا إراديا صرخوا يبون محمد ينحاش...
مشاعل وسحر : اهرررررب ..run run run ...
شادن : حاااصروووه رااااح فيها محمد هههههههههههههههه..

محمد يتحداهم : تبطووووون انت وياه...!

ركض من ناحية بندر بظن منه انه أضعف من خالد ونسى ان بندر راعي الحزام الأسود وبضربة وحدة ممكن يطيره بعيد ومو لأنه أصغرهم يطلع الأضعف..

بندر : على وين يالحبيب ماااااالك مفر..

ومسك أخوه ولوى ذراعه ورا ظهره لين وصل خالد اللي قاعد يركض بحذر لا يزلق.. ومسكووه مع بعض ودفوووه بوسط المسبح ياخذ نصيبه...

مشاعل وهي تراقب متحمسة والكاكاو ذاب بيدها : ههههههههههههههه خذ جزااااته ..
سحر شافت محمد يطلع راسه وينفض الموية عن عيونه وهو يضحك للشباب.. وعلقت بضحكة : هههههه فيهم جنوون اليوم..!

شافوا بندر يسوي نفس ما سوى أخوه ..خوّن في خالد وهو يضحك ، وجا من وراااهـ ودفـه بكل قووة وحقـد في الموية جنب محمد ..
وجا دوره يوقف منتــصر على القمة..

بندر : ههههههههههههههاااي خلووكم طايحين في مستنقعكم..

شادن ماتت ضحك : أي مستنقع هههههههههههههههه..!!
سحر : ههههههههههههه خالد اللي راح فيها مسكين.. طالع طيب اثنينهم خوّنوا فيه..

دارت الدورة من جديد وطلعوا خالد ومحمد بيرمون بندر من جديد.. بس بندر قرر يرمي نفسف بنفسه ولا تنهدر كرامته ..

بندر وهو يقفز قفزة الصاروخ : أطب من نفسي أرحم..
لحقه خالد وقفز بالموية ووراه محمد ..
من جد فيهم روووح الشبااااب ومالك الا تبتسم وانت تشوفهم..


هدت شادن وارتخت كتوفها وهي تناظرهم ..وتمتمت لسحر ومشاعل : ما تحسون انهم ناقصين واحد...؟
سحر التفتت لها بسرعة : ناقصين واحد ؟؟؟
شادن بابتسامة نااااعمة : ايه...ناقصين عمر !.. الشباب من زمان ما اجتمعوا هالجمعة لأن كل واحد اشتغل وانشغل عن اللعب والهيصة... والحين يوم اجتمعوا ولعبوا مثل ما كانوا أول ..يصير هو مو معهم ،!!
مشاعل وهي ترجع تناظر من الشباك : صادقه شدون .. اول واحنا صغار ما كانوا يتفارقون ومن غير عمر ما تكمل وناستهم...
سحر : الجايات أكثر وبيوم من الأيام بيرجعون يلعبون هاللعب وعمر معهم.. ( ضحكت بشقاوة ) وقتها بتكونين واقفه هنا وانتي زوجته حامل وتتفرجين عليه..
شادن ووجهها محمر خجل : الله يخس عدوك سحووووووور..
سحر : ههههههههههههههههههههه ما قلت شي غلط..انا أعطيك أمل انه بيوم بيسبحون أربعتهم مع بعض وانتي تراقبين زوجك وانت حااامل.. فيها شي؟؟؟؟؟
شادن : لا تكررين هالكلااااام ترا يخليني انطبخ يا...............


دق جوال شادن بجيبها ويوم طلعته شافته أمها..

شادن : أمي دقت اكيد تبي شي بروح أشوفها ..
مشاعل وهي تاكل الكاكاو العالق بأصابعها : يمكن تسأل عنا..
شادن وهي تطلع من الباب اللي دخلوا منه : بروح أشوف وأرجع..

ظلوا سحر ومشاعل يراقبون الشباب اللي هدت حركتهم ، واضح ان الركض والضحك أنهكهم ..
بندر طااافي على ظهره وهو مغمض عيونه ويسولف.. محمد متسند عالجدار بيده يرتااح.. وخالد جالس عالسلم وجسمه داخل الموية..

مشاعل تلقائيا من هدوئهم وهدوء الجو طرا على بالها تسأل : وش صار مع خالد عقب ذاك الموقف بالمستشفى ..؟
سحر : ماصار شي .. ولا تحققين معي لأني صدق ما أدري عنه وماقالي شي ولا تكلم عن شي..
مشاعل : اف هبيتي فيني وانا ما بعد قلت شي ..!!؟
سحر : لأني أعرفك بتبدين تحقيق مشاعل واعرفك..

مشاعل وهي تناظر بيديها : طيب خلاص توبة أسأل.. أبي أروح أغسل يدي في الحمامات الخاصة أبيك تغطيني وتعلميني أذا جا أحد..
سحر : روحي داخل الفيلا وغسلي يدك بدل ما أغطيك وتغطيني..
مشاعل : لا دااخل بعييييييد مرة ما يمديني أروح وأرجع إلا الشباب قد خلصوا.. المهم ( ناظرت من الشباك شافت خالد يسبح ) بروح أغسل بسرعة وأرجع صفري لي اذا شفتي اخوك طلع مع اني ما أتوقع يطلع الحين شكله مطول...

سحر : بكيفك الذنب برقبتك..
مشاعل : شفيك انتي اقولك غطيني وأول ما تشوفين خالد يطلع السلم صفري.. يدي وسخه من الكاكاو الغبي حقك وانا مو متحملتها..

وراحت مشاعل فتحت الباب الأمامي بخفة .. ولأن الباب مو قدام المسبح مباشرة ما قدروا يشوفونها.. بحيث ان منطقة حوض السباحة على يسار الباب بشكل صاد ، والحمامات الخاصة على يمين الباب في آخر الممر..

طلعت للحمامات الخاصة الأنيقة والراقية ، الأرضية حقتها سيراميك أزرق من أولها لآخرها .. وفيها ثلاث حمامات خاصة للشاور وغرفتين لتبديل ملابس وسونا ...

فتحت الحنفية وغسلت يدها ، لاحظت ان الكاكاو داخل بأظافرها ومطلع شكلها مو حلو ،! تلفتت تدور صابوون ما لقت ، لمحت علب صابون مصفوفة فوق دولاب خاص موجود – جنب المدخل - حق أغراض الشاور للي يبي يتحمم عقب السباحة...

دورت حولها على شي تطلع عليه ، وشافت مثل الكرسي دائري المقعد يُستخدم لمثل هالأغراض..
بس الخبلة ما لمحت انه محطوط بزاوية لأنه غير صالح للإستخدام .. لأن وحده من أرجل الكرسي مكسوره وما يبين الا اللي يدقق ويركز...

خذت الكرسي وطلعت فوقه ، ومدت يدها تحاااول توصل للصابون..


سحر واقفه عند الشباك تراقب على حسب توصيات مشاعل ، بس مشاعل تأخرت مو كل هذا تغسل يدينها ...
شافت خالد يطلع من المسبح ويروح للمنشفة المعلقة على وحدة من الكراسي ويمسح بها وجهه وكتوفه .. وحط المنشفة على رقبته ومشى شكله بيروح للحمامات الخاصة !!..

حقدت على مشااااعل وتوها بتروح للباب الا تشووف محمد بعد يطلع من المسبح ويلحق خااالد... فتحت عيونها عز الله راااااااااااااااااحت فيها مشاعل !!!!!

سمعت محمد يقول لخالد ان منشفته وأغراضه بالملحق بيروح ياخذها ..!!... ارتااااعت وتلفتت حولها شافت فعلا ان ثوب محمد ومنشفته وجواله وبوكه وكل شي موجود هنا بالملحق !!

دق قلبهااااا وماعرفت وش تسوي ..الحين محمد جاي للباب وخالد رايح للحمامات الخاصة.. وهي لازم تنبه مشاعل ..!!
جازفت بنفسها لازم تسرق الوقت راحت للباب وفتحته وطلت براسها وصفـرت..!!... الاا محمـد يطلع بوجهها ..!!..

وقف مصدوووم من وجودها أما هي حمرر وجهها من الموقف وشكله العذااب ، سكرت الباب وانحااااشت للباب الخلفي وطلعت مثل الصاروخ ودموعها بوجهها من الاحراج..


مشاعل بعد عناء توها حطت يدها عالصابون بس سمعت أحد يصفر وانخرش قلبها ، ومن الروعة ارتج ثبات الكرسي من تحتها بدخلة خااالد والمنشفة على كتفه ..

الدولاب كان على يساره حس بالحركة والصرخة الخفيفة التفت وشافها مشاعل ، هالبنت بس تحب المشاااااااكل ..!!

لا شعوري من شافها بتطيح مد يده ومسك ذراعها بقوووة منعها من السقوط بكامل ثقلها ..
طاحت على ركبها من غير لا تتعور.. بس اللي تعور هو ذراعها من مسكته القوووية وكأنه محتر منها وحاط كل حيله في قبضته..

سحبها بخفة وخلاها تقوم على حيلها ،، وحمررر وجهها أول مرة تطيح بمثل هالموقف مع خالد ..
رفعت عينها له ولوجهه المليااان قطرات موية..
بكل برود سحب خالد المنشفة من كتفه ورماها بحركة احتقار على وجهها ..
عطاها ظهره وهو يروح لحنفية ويفتحها ويقول بهدووء مُربك : اطلعي يا مشاعل ...

كانت مصدومة من حركته سحبت المنشفة من راسها وناظرته مو مستوعبة.. على إنها جريئة وهي تعرف انها جريئة معه أحيانا الا ان الموقف هذا ما عدت له حساب وصدمها...

حست بحرارة الدم تمر بذراعها ، قبضته عورتها آلمتها معقوولة كل هذا لأنه خايف عليها ؟؟؟

شافته يلف لها بعصبية : وش تنتظرين؟؟ اقولك اطلعي...

وعت من الصدمة وطاحت المنشفة من يدها للأرض... وركضت قدامه لبرااا وهو ما يدري وش تعابير وجهها هاللحظة ولا اهتم يعرفها حتى...

سكر خالد الحنفية بقوووة وعصبية والتفت للكرسي المكسور ، وعلبة الصابون اللي طايحه بالأرض.. واخيرا منشفته اللي طاحت من بعدها...

هز راسه وتصرفاتها كل ماله ويكرهها اكثر ، ما يدري وش الحل معها...
وصدّق انها جاية هنا عشان ترتب لهاللقا المفاجئ معه...
طايشــة ما يدري متى بتتعدل !!!!


دخلت مشاعل الملحق وجتها الصدمة الثانية .. شافت محمد واقف هناااك وهو لابس ثوبه وأزراره مفتوحة ..وقاعد يدخل أغراضه بجيوبه ..
أول ما دخلت رفع راسه وعقد حواجبه مستغرب ، وهي بلعت ريقهااا..

قررت تحطها بسحر : وين سحر ..؟؟
مرت صورتها على باله : تسأليني؟.. وش جابك لـ هنا ؟؟
مشاعل وهي تدعي البراءة : جيت أدور سحر ما دريت انكم هنا !!
محمد : وجايه تسأليني أنا عن سحر...؟
مشاعل : يعني ما شفتها بالصدفة مثلا..
محمد لانت ملامحه ونزل بصره للجوال ، ودخله بجيبه من غير لا يرد ..وعرفت مشاعل انه شافها والتقوا ..

على طوول وقلبها مضطرب راحت للباب الخلفي وطلعت لا تنفضح أكثر من ما انفضحت.. الحين خالد بيفكر فيها بشكل مو زييين ..بيفكر انها مستقصدة تروح هناك لحالها عشان تشوفه.. وهي هالمرة أبد ما قصدت هالشي..

ضربت راسها بقهر... يا غبية يا غبية يا غبية ..

مع انها بالعادة تفرح اذا صار مثل هاللقا بينها وبينه بس هالمرة غييير ، أول مرة خالد يكلمها ويحتقرها بهالطريقة ...
أول اذا صارت هاللقاءات تشوفه يسكت ويطلع من غير كلمة وحدة.. أو يسلم ويغض بصره بهدوء ..

لكن هالمرة احتقرهااااااااااا مرة وحدة !!... احتقااااار يا كبرها يا مشاااعل !!

وقفت بنص الحديقة رجولها مو راضية تتحرك أكثر ..وشافت سحر واقفة تنتظرها وهي الثانية حالها حاله ووجهها احمرررر من الموقف..

جتها سحر تركض وهي حااااقدة : يا حماااااااااارة يا غبية وين رحتي تأخرتي..
مشاعل وهي نفسها مضطربة : اسكتي أول مرة أحس بهالاحساس..
سحر بقلق : وش احساسه ليه وش صار؟؟.. يا حمارة حطيتيني بموقف مع محمد..
مشاعل بغيض : وانا انحطيت بموقف مع خاااالد ..!!!
سحر بقهر : يا سلااام عليك وبتحطين اللوم علي..!
مشاعل : اسكتي أقول ترا اللي فيني كافيني ..لا أحطه عليك ولا تحطينه علي..
سحر بسخرية : وش صار أكيد صار شي مع دكتور حياتك .. مافيها كلام شفته بنفسي يدخل عليك وانتي يا عمة مشاعل ماااخذه راحتك هناك ولا كأنه بيدخل عليك بأي لحظة..
مشاعل بقهر - وهي القوية الجريئة ، الموقف كان فوووق احتمالها- : لا تزيدين الطين بلة ترا الغصة واقفة في بلعومي..

سحر هدت واستغربت ..بالعادة مشاعل ما تتأثر وتاخذ مواقفها مع خالد ضحك واستهتار حتى لو كانت صدود من خالد ..بس هالمرة غير ، الغصة صدق واضحة بوجه مشاعل : شفيك؟؟
مشاعل : مو شي.. مو شي ! مثل كل مرة مافي شي جديد الا ان هالمرة..........

سحر مو فاهمه شي وش سوى خالد عشان مشاعل تصير غريبة كذا !!

خذت نفس عمييييق وكلمت نفسها بصوت مسموع : انا ما سويت شي غلط انا بس كنت ابي الصابون مافيها شي... والمواقف هذي تصير دايم .. ( تعزي نفسها )

سحر عرفت ان النقاش معها ضايع .. ماتبي تقتنع انها غلطانة وشكل مشاعل صدق اقتنعـت إنها ما غلطت والمواقف هذي على قولها تصير..

نست وتنااست موقف خالد منها وما أعارت له اهتمااام.. تظل هي مشاااعل القويـة اللي ما يهزها شي بالساهل ..،!،
تظل هي الأنثى القويـة بنظر نفسها..!

::::



يتبـــع..!! 

لا تبكــــيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن