تلآف

▪أّلَثّأّلَثّ عٌشٍر▪

ابعد الهاتف ، اضع يدي على خصري بتعب ، الله يلعنك ويلعن حياتي،
اغمض عيناي وافتحهما بسرعة لأنظر الى الخزانة بعمق ، ثم أتحرك نحوها،
.
.
.

#راحيل

خرجت بعد ما حصل لي في بيت تلآف،خرجت غاضبة ، تلقيت برودا بحجم لهفتي الغبية،
لم اشرب "قهوة بداية" معها ، اخذت الشجرة رغم أنها لم تمانع ، لكنني انزعجت جدا ، بل بقيت اتأملها لعدة دقائق وكأنني اضع صنارة صيد في بركة مياه ضحلة، وانتظر حتى تخرج لي سمكة ذهبية،

ارددت تبرير او حجج او اي شيء أأخذه معي، اشبع به ذاك الفضول ، لا أعرف ما تمر به بل تسألت لماذا خرجن مع حقائب ولم انتقلن لبيت جديد غير ذاك البيت ؟ وصلت لسيارتي التي تقف في بداية البستان بعدما قطعت شارعين في داخله ،

اضع الشجرة في مكان خلفي في السيارة واتقدم لأركب في المقدمة،

.
.

.

#تلآف

.
.

رغم أنني كنت في حال جدا سيء لكنني لم افوت النظر لتلك الاصابع وهي تتشابك مع بعضها بتوتر ،
عندما قالت أنها تريد الشجرة ، أعطيتها اياها خوفا عليها ..
من دون أن اعرف السبب الرئيسي لذلك ، أخذت افكر وكأنني خارج نطاق ذاتي ،
اعطيتهاا الشجرة بكل بساطة ، لم اعد احتمل،
خرجت من البيت من أجل هؤلاء الاثنين وهاا انا اخسرهما امام عيني ،

تقف بسرعة لتأخذ الشجرة وعلى وجهها ملامح الاستغرب ، لم اترك لها مجالا لتكتشف وجهي وطياته اكثر بل نظرت بعيدا بعدما رجعت الى مقعدي، ألبس البلادة اجبارا لأنني لم اعد اقوى على كسرا جديدا في القلب، فلتذهب الشجرة كناية عن ماضيي وراحيل كناية عن حاضر لم يبتدأ بعد .. !!

استوعب شخصا ماا يرهز كتفي لأنظر الى يد براق ،

_وين راحت راحيل؟؟ تقول بتسأول،

ابقى صامتة حتى تضع القهوة على الطاولة وتجلس الى جانبي ..

_تلآف، عم تسمعيني؟ تمسك يدي وتتكلم بهدوء،
تقف ملامح وجهي عن الحركة ، لتسقط دموعي واحدة تلو الآخرى،

_راحت ، اقول ثم اصمت
ترفع يدهاا الى عيناي تمسح ما تلوثت به عيني على حد قول والدتي ذات مرة "الدموع تلوث العين لأنها غبية للحد الذي يريح القلب ويخذل العقل"

_لي راحت؟ حكيتي شي زعجاا؟ تسأل بأهتمام،

_مابدياها .. اقول واقف وانا احاول الدخول،
تمسك يدي بقوة، تسحبهاا لأتوجع قليلا .. تقف الى جانبي،

_انا بعرف مين هي تلآف، كل انش منك بدوياها بس عم ترفضياا لأنك ضعيفة، ازا خسرتياا هلأ ، مرح تربحيا بعدين !

تقول بهدوء وحدة في ذات الوقت ثم تترك يدي لتجعل عيناي تسكب وجبة جديدة من الدموع، تتحرك الى الداخل وهي تهمس،