▪أّلَثّأّمَنِ▪

5.9K 187 94
                                    

ثم إني تخطيتُك كـ مقدمة أيَ كتاب..!!
.
.
.
.

الرجوع قليلا الى ما انا فيه، انا راحيل حاييم وبعد كل تلك السنوات اتضح انني لم اخط خطوة خارج دائرة التبعية لها، ربما كانت تبعية مطلقة لدرجة انني ما زلت اترك قليلا من القهوة في الفنجان كما كانت تفعل هي، او ان امازح نفسي في المرآة لاكتسب قليلا من قوة الشخصة كما علمتني، او ان اعشق اصابع يدي كما قالت لي ذات مرة انهن من وحي اصابع عازفي البيانو، او شيء شبيه بالاعجوبة عندما المس جسدها،
كانت تقول لي بكل حب واستمتاع "اعزفي راحيل، عم استنى" جملتها الي ابتدت بكذبة وانتهت بكذبة، لانني لم اكن عازفة وهي لم تكن اهلا للأنتظار.

اقف لامسك فنجان القهوة، اقوم بغسله جيدا
واضعه في مكانه، اي اجتهاد ينفع في النسيان لامارسه على ذكرياتي، اي مراجع اي كتب اي معلومات؟؟! باتت شيء حتمي يجرني اليه ثم منه ثم اليه ، انفاسي باتت لاهثة خوفنا وقلقا بعد ما كانت لذة،
اتذكر اخر مرة كنا معنا على السرير،
قالت انها تخشي ان تصبح منفية من عقلي وقلبي يوما ما،
لم اجيب على ما قالت بل لم اعي ما قالت فعلا الا عندما تمتمت بأي لعنة على انها لن تذهب من عقلي ابدا ..
ربما كلمة "آمين" كانت لها نتائج مذهلة وتأثير غبي في وضعي هذا !!

_رجوع_

#تلآف
.
.
.

_براق جيبي الكريك لهون..! اقول بصوت مرتفع لتحضر المسحاة وابدأ بالحفر..

_كيف جبتيا ؟! تقول براق بعدما صدمت بما رأت.. كانت تلوح على شفتيها ابتسامة بقلق ..

_هي اجت لحالا ..قلت وانا افكر براحيل..
لم اعي ما قلت حتى شعرت بها تطبع يدها على ضهري.. خرجت من فمي اه

_لي هيك عملتي؟! قلت بعصبية وغباء

_لانك خفيفة دم زيادة عن اللزوم قالت لتردف_جاوبي؟؟تحولت النبرة الى آمر
فكرت قليلا اذا عرفت براق بالموضوع سترفع عن كاهلي قليلا، لكنني لم اجب بل عدت الى الحفر.
وضعت الشجرة في الارض ثم وضعت عليها التراب،
قليلا ثم قليلا حتى دفنت كل اجزاء جسده المغطى بكفن ابيض .. !!

ابتعدت قليلا لاسمح للشيخ بتلاوة بعض الايات من القرآن، كان يقول "ان كل نفس ذائقة الموت"
اوليس اصح ان كل نفس ذائقة الوجع في الحب ؟؟!
كان يجب ان تشذ القاعدة ويبقى معي
كنا سنتزوج ونذهب للسكن في "يافا"
ارددت ان يلامس البحر قلبي هناك اكثر من اقدامي ..
كان يربت على كتفي ويحرك رأسه
بين وبين القبر،

_كلنا رح نفوت بهالحفرة، اكتفى بهذه الكلمات وكأنه يقول لا تستثني نفسك من الوجود في هذا المكان يوما ما ..!!
.
.
اعود الى الواقع،

_ما بدك تقولي كيف اجت هالشجرة لهون؟!
_عندي رفيقة جابتا لعندي .. قلت وانا اغرس اصابعي في تربة الشجرة ..
_رفيقتك كيف فاتت ع المستوطنة؟! تقول لتنخفض الى ذات المستوى ..
_من جماعة ال 48 حبت تساعدني ..
_اها ، تقول بشك ثم تردف بعد ان لمست الاوراق
_بتتذكري ........ ااخ شو كانت ايام حلوة لما زرعا ابوي
ابتسم ، لتسقط دمعة الفقد الاجباري
كم اكره الموت .. !!
بكل انواعه واشكاله، من موت الشخص بنظري وهو على قيد الحياة الى موت الجسد وصعود الروح .. الى موت الاحساس الى موت الرغبة، الى موت الضمير ... !!
.
.
.
.

تلآفМесто, где живут истории. Откройте их для себя