الفصل الثاني : من أنت ؟

1.5K 94 16
                                    


اقتربت من الباب بهدوء وتأني، وضعت اُذني على الباب لعلي اسمع صوت الطارق، صوت انفاس ثقيلة...مُتعبة، امسكت المقبض الصدئ وقبل ان أحركه تراجعت، قُلت في نفسي" قد يكون سكير تضاربت معه الاتجاهات؟ الأفضل أن اتجاهله"

عُدت إلى طاولتي، امسكت الريشة وغمستها بالحبر وأكملت كتابة سطور الرسالة، عاد الصوت مرة أخرى وهذه المرة بضربة قوية،   فُجعت ودون ان اشعر انسكب الحبر على الأوراق والارضية، رميت ريشتي بغضب وقُمت وأنا مؤكدة على أخذ انتقامي من هذا الآثم

فتحت الباب...

رأيت رجلاً مغمى عليه تملأ الجروح والكدمات جسده، صُعقت من هول ما رأيت ألقيت نظرة على الخارج لعلي أجد من يبحث عنه المكان مظلم وبارد كما عهدته لن يقترب منه إلا المجنون، سحبته إلى داخل الكوخ ثُم رفعته إلى سريري بصعوبة، أخرجت قطعة قُماش قديمة من الدولاب فبللتها وطبطبت برفق على جروحه الظاهرة، بشرته بيضاء مُثلجة تتخللها كدمات باللون البنفسجي المُحمر وكأني اشاهد لوحة !!!

شعره يميل للون الذهبي وكأنها خيوط مُذهّبة، يمتلك حواجب كثيفة تناسب ملامحه، طويل القامة عريض المنكبين انه من شاكلة الامراء، وعندما نظرت لملابسه البسيطة قُلت مخاطبة نفسي" ملابس فقراء إذا... حتى الجمال أيها الأغنياء يُمكن ان يكون لفقير"

مسحت الحبر المُنسكب ونظفته جيداً لملمت الأوراق ووضعتها جانباً، قّربت الكرسي من السرير ثُم جلست وتأملت ملامح وجهه، لم ازح ناظري عنه

كُنت كمن لم يرى وردة بيضاء في حياته

كُنت هادئة من الخارج وداخلي نار تشتعل

مر الوقت سريعاً ودون ان اعي واصلت إلى الصباح على حالة التأمل وهيجان القلب، فتح عينيه بثقل فقلت سريعاً وكأني التي لا تبالي" لا تتحرك"

نظر مستفهماً ثُم استدرك الامر وأبتسم:

- صاحبة الكوخ صحيح ؟.

-نعم.

-شكراً لكِ .

متوترة اهيج داخلياً واظهر عكس ما داخلي، اعتذر عما بدر منه ثُم سأل:

- اسمك آنستي؟

- اليزابيث

- لن تسألي؟

- عن ماذا؟

- سبب حالتي وما دفعني لطرق بابك؟

زفرت الهواء ثُم قلت" هذا شيء لا يخصني وقد يؤذيك إذا ذكرته فلا بأس إن لم تخبرني به" تعجب في البداية ثُم ضحك وقال:

- اسمي لن تسأليني عنه ايضاً؟

-اذا اردت أخبرني به

- اسمي دانتي، اسمحي لي أن القبك بالأنسة الغريبة.

- ولماذا؟

نظر إليّ بعمق ثُم طرح سؤاله:

-هل تتعاملين مع كُل الغرباء بهذا الكرم؟

-إنك الأول

-اجل يجب عليكِ ان تسأليني وأنا اجيب بالمقابل

- أفضّل ان اجعل مُتحدثي يتكلم عن نفسه

-ألستِ خائفة

كُنت أخفى شعور الخوف وكل ما له ارتباط بالمشاعر الإنسانية وأجبت ببرود تام "حالتك لا تسمح لك بفعل شيء، فلا خوف عليا "

شعر بانه خاسر بلعبة الجدال فقال" صريحة"

استطردت قائلة" يُمكنك البقاء إلى ان تشفى جروحك"

ابتسم بمودة ثُم قال" شُكراً لكِ إن لم تكن هناك مشكلة سأبقى ليوماً آخر"

ودون أي تراجع سدلت عليه شروط البقاء في الكوخ" قد تُسبب ازمة مالية بسبب طعامك أتمنى ان تكون كمية طعامك قليلة ومظهرك لا يوحي بأنك تملك مال ولكني املك خاصية الدفعات "

متعجباً وهادئ، صمت ساد المكان لدقائق فقلت مُقاطعة السكون:

- كُنت امزح بما يتعلق بخاصية الدفع ولكنِ لا اصرف المال إلا في حالة الحاجة الملحة.

-شُكراً لكِ، إن لم يكن بابك فُتح لي....

-لقد شكرتني من قبل لا مشكلة.

-هل يمكنني أن أسئلك سؤال؟

- أسال.

- ما هي طبيعة عملك؟

- أنا بائعة رسائل

-الرسائل! ؟

- أكتب الرسائل وابيعها، لم تسمع بهذا العمل صحيح؟

- ابداً سمعت ببائعات الكُتب والورق وكاتبات الاشعار ولكن رسائل لم أسمع بإن الرسائل تُباع، هل تقصدي أوراق الرسائل؟

بائعة الرسائل Letters Seller "النسخة العربية" حيث تعيش القصص. اكتشف الآن