الثامن عشر :منصتي الصغيرة

636 43 16
                                    

الثامن عشر :

أقفلتها بتأني,وبحذر نزلت من منصتي الصغيرة

وضعت الرسالة بجانب دانتي ثم قلت بهدوء"هذا ما استطيع فعله يادانتي قراءة الرسالة لكم"

عيناه اصبحتا جاحظتين من البكاء المستمر،والبشرة إصفّرت ويسودها احمرار الحمى،وهذا كله بسبب رفضه لطعام

" الى متى ستبقى هكذا يا دانتي ؟" قلتها وقد احزنني حاله

ولم يكن للسؤال اجابة بل تجاهلني تماماً وكأنِ لم اُكن هنا،خرجت من الغرفة مصابةً بحزن عميق،حملتني خطواتي الى خارج الميتم متجاهلة إي حديث من طرف الاطفال او صوفيا،وفي لقاء مشكوكٍ به للغد

هل يمكنني الاستمرار بمواساتهم ؟ام حقاً الرسالة لم تصل لهم ياجيوفيا ؟

ام زادتهم هماً !

اتت في بالِ ذكرى من الليلة التي حادثتني فيها جيوفيا،فقالت بهدوء ورقة مصحوبة بالثبات"هل تحبينه يا اليزابيث ؟"

لم أنكر فأنزلت راسي بهدوء ثم قلت "انه يحبك انتي ":

-انا سأودع هذا العالم قريباً يا اليزابيث فلا تفكري ابداً بي ،إقتربي منه ودعيه يحبك.

-كيف تقولين هذا الكلام؟ من المفترض ان تفكري بإن لايذهب الى فتاة غيرك حتى لو بعد الموت،واعذريني على فضاضتي .

-لا ابدا لاتوجد مشكلة فهذا الواقع،وكيف لي ان اكون بهذه الأنانية بعد موتِ اجعله يتألم في حب فتاة ميتة؟ الدواء هو بإن يجد حب جديد فإن كنت تحبيه يا اليزابيث ارجوك لاتتركيه وحيداً .

-انتي تطلبين المستحيل يا آنسة جيوفيا حتى لو كنت احبه فهو لن يبادلني الشعور مطلقاً فالحب الذي يملكه لك مختلف جدا .

لايوجد شيء مستحيل يا اليزابيث صدقيني- .

-ان الامر مضحك آنسة جيوفيا لم اعتقد انه يمكن لفتاة ان ترمي بخطيبها لفتاة اخرى .

-لا يمكنني فعل شيء لأمر موتِ ولكنِ على الاقل اريد ان افعل شيئاً له هو.

-أنا لست بجميلة ليختارني، ستجدين الكثير من الفتيات الجميلات وإن أردتِ سأبحث معكِ .

-وهل الجمال مهم ؟

.....

أتذكر تلك الكلمات فأقول بنفسِ"كيف له أن يختارني ياجيوفيا انهُ غارق بحبك تماماً"

قررت أن أخذ اجازة من الميتم لمدة لاتقل عن إسبوع..

اقولها لكم لقد هربت من رؤية ملامح الإشتياق والألم التي يملكونها لجيوفيا،إعتقدت انّ اسبوع سيكون كافياً بتغير الجو الحزين ومنها اكتب الرسائل لأسلمها وازيد من ساعات عملِ في متجر العم ادموند ..

هل سألوا عنِ؟

دانتي لم يسأل لانه لم يخرج من غرفتها والسيدة صوفيا اذنت لي بإخذ اجازة بسبب الحالة التي يمرون بها الاطفال.

كانت السابعة مساءاً في المتجر،عندما شرفت "ملكة النميمة"مارغريت بحلة َفاخرة مصحوبة بقبعة مملؤة بالزركشة وقالت بصوتها المرتفع مدمرة تلك الانوثة الجسدية:

-ادموند ..ادموند ايين المال ؟؟؟

-اي مال !!

-المال الذي وضعته تحت الفراش بحثت عنه ولم اجده هل سرقته يا ادموند ؟؟؟؟

-وكيف لي ان اسرق وهو مالنا !!

-تقول مالنا انه مالي يا ادموند مالي.

-لايوجد لدي شيء ؟؟وقبل ذلك لقد نسيتِ الرسالة التي اعطيتك اياها مرة اخرى إقرئيها.

-رسالة ..رسالة لقد ازعجتني قلت لك لا اريد قرائتها.

تناولت الرسالة من يده وقالت بعتاب شديد وهيا تمزقها"لن تعطيني مال اجل هذه رسالتك تُمزق "

"كيف لها ان تفعل ،،،انها حقا .."تمتمت بداخل نفسِ

إنتابتني الجرأة فجأة ،وقفت ثم قلت بتلك النظرة الحادة :

-الا تخجلين يا فاسدة؟؟كيف لك ان تستمري بإهانته هكذا ككيف!!

-انا فاسدة !!!!! الان ظهر لك لسان وتستخدميه لمسبتي،وهل نسيتِ من اسكنك والبسك ام اُذكرك ؟؟

-العم ادموند انه العم ادموند وليس انت ياناكرة الجميل .

اقتربت منِ مسرعة ممتلئة بالغضب والحقد فصفعتني بإقوى مالديها بتلك الاصابع النِحاف،لم أحرك ساكن،أقترب العم ادموند ليتفقدني ولكنِ رفضت مساعدته المزيفة،اما انا التي اجبت قائلة "اشكرك على هذه الصفعة لكنِ اعتقد بأنك تستحقينها اكثر منِ وإستمري بهذا القلب الاسود"

قالتها بصوت بغيض يتردد بالبغض:

-اخرجي من هنا ولاتعودي مجدداً.

-وهل تعتقدين باني سأبقى .

جمعت أدواتِ من الطاولة وحينها سمعت صوت العم ادموند منخفضاً و بتوتر "أين ستذهبين ؟ "

لم أرد على سؤاله ..

عندما انتهيت من جمع اغراضِ إتجهت الى الباب لأخرج نهائيا من المتجر الذي أواني،وعند خُروجِ فقط انهمرت دموعي مزيلةُ قناع التماسك والقوة الذي اظهرته امامهم و في نزوة وتدخل خسرت كل ما أملك..

ومن اين سأجلب المال؟

وكيف لحياتي ان تنقلب لجحيم وهيا بالاصل جحيماً ،قررت أن اخطو خطواتي بصمت وهدوء،واضعة يدي على فمِ فحابسة الدموع انا ..

خاسرة البيت أنا ..خاسرة الاحلام والامنيات أنا

فكرت بالذهاب الى الميتم ليحتضونني ويواسوني ولكنِ تذكرت بأنهم هم من يحتاج للأحتضان فلا مكان لي الا كوخِ،توقفت للحظة بشارع رقم سبعة وستون .

عندما رفعت نظري شعرت بإن الجميع يحدق لي بنظرات محملة بالشفقة هل بسبب ملابسِ او حالتي المُتقلبة او الاحمرار الذي يملئ خديّ من بعد صفعة مارغريت،إتخذت وضعية المُسرعة خافيةً وجهي بحقيبتي ومنها كنت اجري الى المجهول

لم اشعر بنفسِ الا وانا ملقاةُ على الارض أثر اصطدامي ثم سمعت صوتُ هادئ:

-هل انتي بخير يا آنسة ؟

-اعتذر ..لم اقصد .

جمعت اشيائي سريعا ولم ارفع بنظراتي الى الشخص المجهول فقال با اعتذار "سأساعدك"

أنتهى الفصل




بائعة الرسائل Letters Seller "النسخة العربية" Where stories live. Discover now